أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - لماذا لا يتعلم الفلسطينيون من تجاربهم؟














المزيد.....

لماذا لا يتعلم الفلسطينيون من تجاربهم؟


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1374 - 2005 / 11 / 10 - 10:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إذا أخذت عينة عشوائية من كل بلد عربي وأخضعتها لتجارب واختبارات فكرية وثقافية ومعلوماتية، فأغلب الظن أن الفلسطينيين سيحصلون على المركز الأول بجدارة.
ولكن إذا ضاعفت هذه العينة العشوائية إلى مئات المرات، ثم أخضعتها لنفس الاختبارات وأضفت إليها الاختبارات النفسية والعاطفية والوعي السياسي وقضايا التعامل مع الغير والدين والتسامح وقبول الآخر فلا ريب أنك ستصطدم بنتائج مدهشة تحتاج بدورها إلى معمل للتحليل النفسي وفرزها لتنتهي إلى حيرة كأنها علامة تعجب بطول النكبة.
المصائب والفواجع والصراعات والحروب والانتصارات والهزائم التي مرت بالفلسطينيين تكفي لصناعة سوبرمان في حالة يقظة نفسية ووعي جاد وعميق بكل القضايا المعقدة والمتشابكة على الساحة السياسية والحياتية في داخل أو خارج الوطن المحتل.
لكن المتابع الأمين سيدرك بمجرد الغوص في البحث عن موقع الفلسطيني من نفسه وقضاياه وعالمه وجيرانه وأصدقائه ومؤيديه والمتعاطفين معه والمخاصمين لنهجه أن هناك مساحات فراغ لم يتطرق إليها الكثيرون الذين يقفون كالعادة ما بين المحبة المبالغ فيها والكراهية التي تلتقي بها في الناحية المعاكسة.
لماذا اصطدم الفلسطينيون مع أهل البلد في الأردن ولبنان والكويت؟
قد يقول قائل بأن مذابح الحسين بن طلال حالة خاصة لأن الرجل كان يدافع عن عرشه بعدما صنع الضيوف دولة داخل دولته تهددها وتستعرض عضلاتها وترفض الانضواء تحت سيطرة المضيف.
ولكن نفس الخطأ تم ارتكابه في لبنان عندما فتل الضيوف عضلاتهم واستعرضوها سلاحا وميليشيات ورفضا لسلطة القصر حتى أنهم أقاموا الحواجز، وكانوا يفتشون اللبنانيين، أهل البلد المضيف، بحجة حماية المقاومة.
وحدثت الكارثة، ولعب كل ضيوف لبنان بالفلسطينيين كأنهم دمية، ثم تعرض البلد الصغير وأهله وضيوفه من المقاومة الفلسطينية لوابل من الحمم يسقطها جيش الاحتلال الصيهوني بكل ما يملك من قسوة ووحشية وهمجية.
وذهب الظن بأكثرنا أن أصحاب أطهر قضايا العصر وأكثرها جلاء للتمييز بين الحق الفلسطيني والباطل الصهيوني تعلموا الدرس، وأنهم لن يطيعوا أصحاب الياقات البيضاء الذين يجلسون في مكاتبهم المكيفة ويديرون الروموت كونترول المرتبط بالطاقة الكهربية في عقل ونفس ووجدان الفلسطيني فيتحول إلى مطيع ممتليء حماسة ليخوض معركة جديدة من أجل شعارات قياداته.
وجاءت الضربة القاصمة عندما دنست جحافل جيش شيطان بغداد( الأسير ) أرض الكويت .. الوطن الثاني للفلسطينيين، والدولة الأكثر تسامحا معهم, بل الوطن البديل بعيدا عن فلسطين المحتلة.
فوقف الفلسطينيون مع قوات الاحتلال ضد مضيفيهم، وخرجت المظاهرات في مخيمات اللاجئين تعض اليد التي امتدت لتحنو عليهم، وترفع صور أكبر ارهابيي العصر .. صدام حسين.
ومع ذلك فبرغم الجرح الكويني الذي لا يندمل ظلت الكويت تدافع عن الحق الفلسطيني في كل المحافل، وآخر دولة ستقيم علاقات مع اسرائيل وليس قبل حصول الفلسطينيين على حقوقهم.
ولكن أصحاب أطهر قضايانا نادرا ما يعيدون حساباتهم، ويرتبون البيت الداخلي، ويغوصون في أعماق النفس لرتق أي تصدع أو علاج مشاعر كراهية مترسبة بثقافة التسامح أو التواضع تجاه الآخرين.
وطلب الفلسطينيون من العرب أن يرفعوا أيديهم عن القضية فهم أدرى بشعابها، فسقطوا بين هراوة العدو الصهيوني وانحياز الادارة الأمريكية للكيان العبري.
وانتفض الأبطال، ورفضوا بكل شراسة ووطنية وحماس الاحتلال الاسرائيلي فأصبح راجمو جيش الدفاع (!!) من أطفال الحجارة أساطير العصر.
لكن الفلسطينيين الذين لا يتعلمون من تجاربهم بدأوا في استعراض عضلاتهم علانية، وخرجت المقاومة الاسلامية في أكبر عمل ساذج اعلاميا عندما كان أعضاؤها يلثمون وجوههم، ويجهدون أنفسهم في تصوير المقاومة الشريفة كأنها معادية للغرب، ويطلقون بين الحين والآخر صواريختصيب أطراف المستعمرات فتجرح مستوطنا وتقتل طفلا، فيخرج الاعلام الغربي برمته يدين، وتلطم اسرائيل على الشاشات الصغيرة وجهها البريء(!!)، وتصور المقاومة على أنها تصنع هولوكستا جديدا.
وفجأة وفي قرار أحمق بعد الانسحاب الصوري من غزة تعلن المقاومة أسماء وعناوين قياداتها في دعوة بلهاء غير مقصودة لتقوم اسرائيل بتصفيتهم واحدا تلو الآخر وكأنه لا يكفي وجود آلاف المتعاونين مع الموساد داخل الجسد الفلسطيني الطاهر.
والفلسطينيون لا يستمعون إلا لأصوات أنفسهم، فيظنون الصدى منطقا للمقاومة وتبريرا لأخطائهم.
لماذا لم تعمل المقاومة الفلسطينية تحت الأرض منذ تأسيس منظمة التحرير وأخواتها؟
عندما تقوم الصواريخ الاسرائيلية باصطياد قائد للمقاومة فإن غضبي على العمل القذر لقوى الاحتلال لا يزيد كثيرا عن غضبي على الغباء الفلسطيني الذي لا يستفيد من تجاربه، ومع ذلك فالفلسطينيون يتمسكون بقيادات فاسدة تلعب بهم الثلاث ورقات. الفلسطينيون في أمس الحاجة لمراجعة النفس ومصالحتها، والاعتذار عن أخطاء الماضي، وتعلم عدم تكرارها، ثم البدء في تلقي دروس ألف باء السياسة بدءا من الدرس رقم صفر أو قبله بقليل، وثورة حتى النصر!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسلمون والأقباط .... الفتنة بأوامر عليا
- انتحار الرئيس المصري حسني مبارك
- عبد الناصر .. عشرون عاما على ذكراه الخامسة والثلاثين
- رسالة خاصة من الرئيس حسني مبارك .. طُزّ في حمارك
- الحوار المتمدن وطائر الشمال .. كلمات شكر
- عقيد متقاعد : نعم اشتركت في قتل جون جارانج
- رسالة مفتوحة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز .. هل تستطيع أ ...
- نعم .. أنا مسلم رغم أنفك
- الانقلاب العسكري القادم في تونس
- الخليج والرئيس حسني مبارك .. قراءة في علاقة غريبة
- الرئيس بشار الأسد .. سجين أم سجان؟
- عبقرية الحماقة لدى العقيد
- غباء السُنّة .... غباء الشيعة
- القبض على الرئيس مبارك في جحر بشرم الشيخ
- جنازة الرئيس حسني مبارك
- حمار يقدم شكوى إلى الرئيس حسني مبارك
- وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر
- حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة
- إنقلاب عسكري في مصر .. البيان رقم واحد
- كلاب السيد الرئيس


المزيد.....




- السعودية.. فيديو مرعب لجدار غباري في القصيم وخبير يوضح سبب ا ...
- محكمة استئناف أمريكية تلغي حكما قضائيا حول إعادة موظفي -صوت ...
- رئيس كوبا يعتبر فرصة زيارة الساحة الحمراء في التاسع من مايو ...
- الشرطة البريطانية تعتقل 5 أشخاص بينهم 4 إيرانيين للاشتباه بت ...
- إعلام حوثي: القصف الأمريكي يعاود استهداف مديرية مجزر في محاف ...
- يديعوت أحرونوت: تقرير واشنطن بوست بشأن تنسيق نتنياهو مع والت ...
- الاحتلال ينسف المباني السكنية في رفح ويكثف قصف خان يونس
- زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب تكساس الأمريكية
- ترامب يجب أن يتراجع عن الرسوم الجمركية
- تلاسن واتهامات بين إسرائيل وقطر، والجيش يستدعي جنود الاحتياط ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - لماذا لا يتعلم الفلسطينيون من تجاربهم؟