أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر















المزيد.....

وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:46
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مضت ستة أعوام على نشر كتابي السابع، وقد عانيتُ كثيرا من أصحاب المطابع على الرغم من أن كل كتبي قمتُ بنشرها على نفقتي الخاصة.
في معظم الأحوال كان صاحبُ المطبعة في حيرة بين خوفه الشديد وبين استبداده الأشد حتى أن أحَدَهم اشترط حذفَ خمسة مقالات من كتاب لي قبل دفعه للمطبعة لأن فيها مساسا بالسيد الرئيس حسني مبارك.
وفي كتاب آخر تعمد صاحبُ المطبعة أن يُسقط ( سهوا ) بعضَ الفقرات التي لا تروق له( تماما كما يفعل أنصاف الأميين من مصففي الحروف مع كتب في الأدب والثقافة)، أو يقوم بتبديل الصفحات.
ولظروف خارجة عن إرادتي لا أستطيع السفر إلى بلدي قبل أن يقبض عزرائيل روحَ سيد القصر أو يقوم إنقلابٌ عسكري أو يأتي أمرُ الله فجأة فتختفي أسرةُ مبارك من فوق أرض الكنانة، ويتم رفع اسمي من قائمة المترقب وصولهم الذين يناهضون حُكمَ الفاشية المباركية.
كتابي الثامن كان تحت عنوان ( هموم المغتربين ) وقطعت فيه شوطا طويلا، ثم أزحته جانبا لنشر مجموعة من المقالات التي كتبتها في الأعوام السبعة الماضية بين دفتي كتاب يحمل عنوان ( وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك ) وهو أيضا عنوان مقال لي نشرته في الثلث الأول من عام 2004 كبداية محاكمات كان منها ( وقائع محاكمة العقيد معمر القذافي ) و( وقائع محاكمة الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ) و ( وقائع محاكمة الرئيس السوداني عمر حسن البشير ) و( وقائع محاكمة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ) وبدأت في كتابة ( وقائع محاكمة الرئيس الموريتاني ولد طايع ) في العدد الجديد من طائر الشمال إلا أن عسكر نواكشوط سبقوني قبل نشر المقال.

سعيتُ إلى عشرات من دور النشر وعرضت عليهم الكتابَ وفصوله وهي مقالاتي عن نظام الحكم في القاهرة والكوارث التي حلت بمصر من جراء الفساد والاستبداد والارهاب، وخاصة صاحب القرار الأول والأخير .. الرئيس حسني مبارك.
أهم فصول الكتاب هي:
حوار بين الرئيسين حسني مبارك وجمال مبارك
رسالة مفتوحة إلى الرئيس مبارك: وهل هناك غيرك؟
رسالة من مبارك للمصريين: لا .. ليس هناك غيري!
رسالة مفتوحة إلى أم الدنيا: ماذا فعل بك هذا الرجل؟
الرئيس حسني مبارك يضحك في جنازة وطن
.. ولكن عزرائيل لا يزور ميونيخ
رحلة بحث مضنية عن الرئيس مبارك
حوار بين إبليس والرئيس حسني مبارك
رسالة مفتوحة من مبارك الأب إلى مبارك الابن
نعلن هزيمتنا أمام الرئيس وابنه
رسالة شكر من مبارك الابن إلى مبارك الأب
دموع المصريين تفيض على ضفتي النيل
هل الخوف والصمت والبلادة صناعة عربية
من الذي يسرق البحر في مصر؟
سيدي الرئيس مبارك.. استحلفك بالله أن تستقيل
سيدي الرئيس مبارك .. استحلفك بالله أن تهرب

وفصول أخرى كثيرة، ثم أضفت إليها في هذا العام مقالات العصيان المدني وما استجد من كتاباتي عن أم الدنيا.
كانت الاجابة واحدةً موحدة: نعتذر عن نشر كتابك لأنه سيسبب لنا متاعبَ جمة!
في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب قمت بزيارة معظم دور النشر العربية غير الحكومية، ولم أفلح في اقناع أي منها بنشر الكتاب.
وفي اليوم الأخير للمعرض وافق ناشران، أحدهما بيروتي يملك مساحة واسعة من الحرية والشجاعة فضلا عن قناة تلفزيونية، وكان الشاب في ستاند المعرض متحمسا للغاية، وسلّمته سي دي بفصول الكتاب لكي يعرضه على صاحب دار النشر، وجاءني الاعتذار بعد ثلاثة أسابيع لأن هناك مصالح مادية وتجارية مع النظام في مصر ويخشى صاحبنا أن يضره نشر الكتاب رغم قناعته بأهميته وموافقته على أكثر ما حوت صفحاته.
الآخر كان محمد هاشم صاحب دار نشر ( مريت ) الذي سحبتْ منه الشرطةُ الألمانية في المعرض كتابين، ولما تحدثت معه أكد لي أنه لا يخاف من الرئيس أو من ابنه أو من أي فرد من العائلة المباركية الحاكمة، وسينشر كتاب ( وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك ) ويتولى توزيعه في كل المحافظات.
كانت سعادتي بالغة، فقد عثرت على ضالتي، وأرسلتْ لي العنايةُ الإلهية رجلا شجاعا ذا قلب من حديد، ويستطيع أن ينشر ويوزع كتابا امتنع الآخرون خوفا وحذرا عن نشره.
ولكن الشجاعة التي رأيتها في فرانكفورت غيّرت لونها بعد الوصول إلى القاهرة، وقضيتُ أربعة أشهر في اتصالات هاتفية، وتهرب الرجل الشجاع من مواجهتي، ثم بعد الحاح مني لتلقي رد سلبي أو ايجابي سمعت أذناي عبر الأثير الكلمة التي توقعتها: نعتذر عن نشر كتابك، فالوضع في مصر لا يتحمل مناهضتك القاسية والحادة للرئيس حسني مبارك.

أرسلت لعدد كبير من دور النشر، لكن أيا منها لم ترد، فالنشر جزء من التجارة، والخطوط الحمراء إن لم تضعها الرقابةُ فإن صاحبَ رأس المال قادر على أن يكبح جماح نفسه.
بعد أن كاد اليأس يدب في نفسي، ويتسلل إلى كل جوانحي، بدا هناك خيطُ أمل قبيل الانتخابات المزيفة والمسرحية السخيفة والمهينة لترشيح أراجوزات أمام السيد الرئيس، واستعداد سيد القصر في تحديد النتيجة النهائية التي يريدها فتحفظ للمترشحين أمامه ماء وجوههم، ويتلقى التهنئةَ من زعماء العالم على عبقرية الديمقراطية المباركية، ويفسح المجال لرؤوس الفساد والنفاق والتزلف في الصحافة القومية لكتابة افتتاحيات حقيرة عن نزاهة الانتخابات الرئاسية، ونجاح بطل الضربة الجوية الأولى.
خيط الأمل جاء من متابعتي لــ ( هوجة ) نشر كتب معارضة يدعي كاتبوها أن كل واحد منهم كان أول من قاد معركة النضال في مناهضة النظام الفاشي المستبد للرئيس مبارك وعائلته حتى بدا الأمر كأن مصر كلها كانت في جانب المعارضة.
ورأيت أن أتسلل في هذه ( الهوجة ) بكتابي إلى سوق الكتاب في مصر ، فقد مضت عشرون سنة منذ أول مقال لي مناهض للرئيس حسني مبارك وحتى المقالات الأخيرة وهي ( هل المعارضة المصرية ترقص مع النظام ) و ( إنقلاب عسكري في مصر ) ( رسالة من مبارك للمصريين .. سأجعلكم تزحفون على بطونكم ) و ( حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة ) و ( رسالة من حمار إلى حركة استمرار ) و ( حوار بين حمار وزعيم عربي )...
ولكن كيف أعثر على دار النشر التي تقبل كتابي ( وقائع محاكمة الرئيس حسني مبارك ) ؟
فكرت في أن أترك لدار النشر كل الحقوق والأرباح وتسعير الكتاب وتوزيعه...
ثم فكرت في أن يتولى تلك المهمةَ مثقف أو إعلامي أو صديق أو شخص تروق له كتاباتي، ويتولى الاتفاق مع دار النشر وتقاسم أرباح الكتاب ( مع افتراض أن القراء سيقبلون عليه ويحقق انتشارا )!
ورأيت نشر تلك الهموم على النت، لعل أحدهم يتصل بي أو يرسل إلي عارضا المساعدة في نشر الكتاب وتوزيعه.
ولكن خبراتي السابقة تصطدم دائما بجدار سميك من الخوف المفزع الذي يتبرع به الآخرون لقلوبهم لدى الاقتراب من نقد السلطة إلا في حدود الخطوط الخضراء ولو شابها بعض الاحمرار وبدت كأنها شجاعة الشجعان.
ولا يزال بريق الأمل ساطعا في خفوت ينتظر مكالمة هاتفية أو فاكسا أو إي ميل، ليخرج الكتابُ ويساهم مع أبناء شعبنا في تعرية سوءات الطاغية وفضح ممارسات الاستبداد وتعبيد الطريق لمحكمة الشعب قبل أن يمثل أمامها الرئيس حسني مبارك.




#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة
- إنقلاب عسكري في مصر .. البيان رقم واحد
- كلاب السيد الرئيس
- رسالة من مبارك للمصريين .. سأجعلكم تزحفون على بطونكم
- الجنسية الخليجية .. الشرف المستحيل
- هل القوى الوطنية المصرية ترقص مع النظام؟
- صعاليك الإنترنيت
- شبابنا وصناعة الجهل .. من المسؤول؟
- ماذا يحدث في دولة الإمارات؟ قراءة في أسباب الصمت
- ليبيا .. لا بديل عن العصيان المدني
- مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائ ...
- دموع أم ربيعُ دمشق .. كلمة أخيرة قبل أن تضيع سوريا
- حوار بين حمار و .... زعيم عربي
- رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار
- رسالة غاضبة من الرئيس مبارك للمصريين .. كرامتكم تحت حذائي
- خوفي على مصر من الإخوان المسلمين .. رسالة إلى المرشد العام
- قراءة في أسباب فشل العصيان المدني
- رسالة عاجلة من الرئيس مبارك.. سأبصق في وجه كل من يعطيني صوته
- الواحدة ظهرا تحت تمثال رمسيس في يوم شم النسيم يبدأ العصيان ا ...
- هذه الكلاب المدللة وأصحابها المرفهون والعصيان المدني!


المزيد.....




- مصر.. صورة دبابة ميركافا إسرائيلية بزيارة السيسي الكلية العس ...
- ماذا سيناقش بلينكن في السعودية خلال زيارته الاثنين؟.. الخارج ...
- الدفاعات الروسية تسقط 17 مسيرة أوكرانية جنوب غربي روسيا
- مسؤولون في الخارجية الأمريكية يقولون إن إسرائيل قد تكون انته ...
- صحيفة هندية تلقي الضوء على انسحاب -أبرامز- الأمريكية من أمام ...
- غارات إسرائيلية ليلا على بلدتي الزوايدة والمغراقة وسط قطاع غ ...
- قتلى وجرحى جراء إعصار عنيف اجتاح جنوب الصين وتساقط حبات برد ...
- نصيحة من ذهب: إغلاق -البلوتوث- و-الواي فاي- أحيانا يجنبك الو ...
- 2024.. عام مزدحم بالانتخابات في أفريقيا
- الأردن.. عيد ميلاد الأميرة رجوة وكم بلغت من العمر يثير تفاعل ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمد عبد المجيد - وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر