أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - المسلمون والأقباط .... الفتنة بأوامر عليا















المزيد.....

المسلمون والأقباط .... الفتنة بأوامر عليا


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1370 - 2005 / 11 / 6 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا يجنح بي خيالي في جولاتي اليومية الذهنية لوضع حلول لمشاكل مصر التي سيطرت على كياني كله وقلمي وعواطفي وعقلي إلى تخيل وجود رئيس آخر غير سيد القصر الحالي، موسوعي المعرفة، تؤثر كلمته في الملايين، يطل على الشعب مساء كل يوم خميس ليحدثه بصوت هاديء ومنطق عقلاني وإلمام بكل صغيرة وكبيرة في وادي النيل العظيم.
رئيس يتحدث ويخوض ويحلل ويفسر ويصارح شعبه عن كل شيء، فيشرح أحداث شرم الشيخ ومن الذي يقف خلفها ونتائج التحقيقات، ويعرض تفاصيل صغيرة مغرقة في المحلية عن رؤيته لأسباب أمراض الكبد التي نهشت أجساد ثلث المصريين، ولماذا صمتت مصر على حادث اسقاط طائرة بها 33 من خيرة خبرائها وعسكرييها فوق نيويورك، وكيف يرى الحل في قضية هجرة المصريين هربا في زوراق متهالكة بحثا عن لقمة العيش أو الموت غرقا، ويحلل وجهة نظره عن كرامة المصري في السجن والمعتقل وقسم الشرطة والتخشيبة، ويقرأ على أسماع رعيته أسماء الذي قضوا تحت التعذيب بأيدي ضباط ساديين وكيف تصرف الرئيس، وعن عقد اجتماعي في كل شؤون وشجون الدولة في عمل إداري عبقري يجعل الوطن خلية نحل ماليزية أو يابانية أو سنجبورية.
ثم يعرج على الاحتقان بين مسلمي وأقباط الوطن، ويتحدث عن ثقافة التسامح، وعن رؤيته لحقوق أقباطنا .. شركاء الوطن، وعن تفسيره وفهمه الاسلامي والانساني والمواطني لــ ( الآخر ) الذي يعيش معنا أو نعيش معه ونشترك بحقوق وواجبات المفترض أنها متساوية في كل شيء.
ثم فجأة يوقظني الواقع، ويهزني هزة عنيفة تجعلني أبصر مصرنا من جديد، وأراها كما هي بدون رتوش أو زينة أو بيان الحكومة أو أكاذيب الوزراء والمسؤولين الكبار، أو وعود الرئيس التي لم تتحقق في ربع قرن فقرر في ستة أعوام تصحيح أخطاء وجرائم أربع ولايات قاتمة بكت فيها مصر تحت قدميه حتى كادت السماوات تنفطر لحزنها، وتخشع الجبال لآلامها، وتزلزل الأرض زلزالها، وتخرج أثقالها من كثرة فواجعها وكوارثها وأصفارها
برافو ...
خمسة آلاف مسلم مصري يغضبون، ويتوجهون للكنيسة، فيطرقون أبوابها بعنف، ويهددون ويلوحون بقبضاتهم في الهواء، ويطالبون رأس الكنيسة القبطية بالاعتذار أو اهدار دمه!
خمسة آلاف مسلم لم يقرأوا المسرحية، ولم يعرف أحد، ربما، فحواها، ولم يدر بذهن منظميهم أن يقوموا بتشكيل وفد من كبار المثقفين والأكاديميين ورجال الدين المستنيرين لطلب لقاء مع أشقائهم من القيادات القبطية لمعرفة صحة ما حدث، وما هي الاساءات في هذا العمل، وكيف تمكنت قوى خفية من ترويج هذا العمل بالذات وأرسلته لعدد كبير من الناس مجانا ليقوموا بنسخه واعادة ارساله لمعارفهم فينتشر النار في الهشيم.
خمسة آلاف مسلم لم يثوروا من قبل على انتهاك كرامتهم وكرامة الوطن كله، ولم يغضبوا لقانون طواريء مفصل للعبيد والأذلاء والخاضعين استرقاقا لسيد القصر.
خمسة آلاف مصري مسلم من بينهم ألفان مصابون أو سيصابون بأحد أمراض الكبد في عهد الرئيس، ومئتان بالبلهارسيا، وألف وخمسمئة عاطل عن العمل، وثلاثمة وخمسون تعرضوا من قبل لامتهان كرامتهم بطريقة أو بأخرى في أي مكان أمني يتلقى أوامره من سيد القصر، وثمانمئة لهم أقارب معتقلون ظلما وبغيا في سجون رئيس الحزب الوطني في ولايته الخامسة، ولم يثوروا من قبل على كل ما لحق بهم، لكنهم يتجمعون في أقل من ساعتين، ويهاجمون شركاء الوطن.
خمسة آلاف مسلم صفعهم الرئيس وابنه على وجوههم في مسرحية استمرت ربع قرن فصمتوا، وسكتوا، وبلعوا كرامتهم، لكنهم انتفضوا احتجاجا على مسرحية أخرى داخل الكنيسة ولم يشاهدها أي منهم.
خمسة آلاف مسلم تقي ، متحمس، غاضب، ينتظر أربعة آلاف منهم مستقبل مظلم في وطن مسكين ومهان يتم تفريغه من خيراته طوال أربعة وعشرين عاما، فلم تتحرك نخوة الوطنية، وشهامة المصريين، وقيم الانسانيةومشاعرهم الدينية التي نظفها، وكرّمها، وطهرها، ورفع قيمتها آخرُ الأديان السماوية، فاستبدلوا بها مشاعر الكراهية والبغضاء، وسقطوا في فخ نصبته لهم سلطة أذلتهم من قبل لسنين عددا.
تعامُل أحمق وغبي ومتخلف من كل قوى التطرف الاسلامي والقبطي، فانفجرت في قلب الوطن المغلوب على أمره جمرات من نار الحقد تجدها في مئات المواقع الاسلامية والقبطية على النت وفي البال توك وفي تبادل الاتهامات من احتقار مسلمين للمسيحية، وازدراء أقباط للاسلام فتعاملت الحكومة تعامل الأعمى مع أخطر قضايا أم الدنيا ليستعين بعض أقباط المهجر بقوى الاحتلال ضد أبناء وطنهم، ويستخرج مسلمون من أحشاء كتب صفراء قاتم لونها كل ما من شأنه التقليل من حقوق شركائنا في الوطن، وجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، وتحريم توليهم مناصب عليا كثيرة، واعتبارهم كفار ينبغي كسب ثواب الآخرة في بغضهم.
عقلاء الوطن وحكماء مصر غابوا، وابتعدوا، وخافوا، وصمتوا أو انحازوا للتطرف هنا أو هناك.لو كان لدى السيد الرئيس ذرة محبة واحدة لمصرنا لسد منابع هذا التطرف والتشدد والتزمت منذ توليه الحكم وهي فترة كافية لتوسعة رقعة ثقافة التسامح وقبول الآخر.إن مصر فوق بركان سيثور في وجوهنا يوما ما، ولن يبقي أو يذر وطنا متماسكا ومتحدا وحرا ومتطورا ومواكبا لعصره.
إن الدفاع عن وجهة النظر القبطية أو الاسلامية هنا يزيد مصائب الوطن وتفككه وكراهية أبنائه التي لا يريد أن يعترف بها صانعو سياسة النعامة. إن عقدا اجتماعيا عاجلا وعادلا ومساويا تماما بين الجميع على أساس المواطنة وشاملا يتوقف فيه المسلمون والأقباط عن امتهان كرامة الدين الآخر هو البداية الصحيحة، وأي تبرير لاتهام أصحاب الدين المخالف بأنهم المسببون الحقيقيون للفتنة هو فتنة في حد ذاتها. قطعا رئيس الوطن غائب عن الوطن ولو احترق كله، لا قدر الله، فستصله تقارير مستشاريه بأن مصر تنعم في عهده بالسلام والأمن والديمقراطية والمساواة و .....

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
عضو اتحاد الصحفيين النرويجيين
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563
أوسلو النرويج



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتحار الرئيس المصري حسني مبارك
- عبد الناصر .. عشرون عاما على ذكراه الخامسة والثلاثين
- رسالة خاصة من الرئيس حسني مبارك .. طُزّ في حمارك
- الحوار المتمدن وطائر الشمال .. كلمات شكر
- عقيد متقاعد : نعم اشتركت في قتل جون جارانج
- رسالة مفتوحة إلى الملك عبد الله بن عبد العزيز .. هل تستطيع أ ...
- نعم .. أنا مسلم رغم أنفك
- الانقلاب العسكري القادم في تونس
- الخليج والرئيس حسني مبارك .. قراءة في علاقة غريبة
- الرئيس بشار الأسد .. سجين أم سجان؟
- عبقرية الحماقة لدى العقيد
- غباء السُنّة .... غباء الشيعة
- القبض على الرئيس مبارك في جحر بشرم الشيخ
- جنازة الرئيس حسني مبارك
- حمار يقدم شكوى إلى الرئيس حسني مبارك
- وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر
- حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة
- إنقلاب عسكري في مصر .. البيان رقم واحد
- كلاب السيد الرئيس
- رسالة من مبارك للمصريين .. سأجعلكم تزحفون على بطونكم


المزيد.....




- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- قادة الجيش الايراني يجددن العهد والبيعة لمبادىء مفجر الثورة ...
- ” نزليهم كلهم وارتاحي من زن العيال” تردد قنوات الأطفال قناة ...
- الشرطة الأسترالية تعتبر هجوم الكنيسة -عملا إرهابيا-  
- إيهود باراك: وزراء يدفعون نتنياهو لتصعيد الصراع بغية تعجيل ظ ...
- الشرطة الأسترالية: هجوم الكنيسة في سيدني إرهابي
- مصر.. عالم أزهري يعلق على حديث أمين الفتوى عن -وزن الروح-
- شاهد: هكذا بدت كاتدرائية نوتردام في باريس بعد خمس سنوات على ...
- موندويس: الجالية اليهودية الليبرالية بأميركا بدأت في التشقق ...
- إيهود أولمرت: إيران -هُزمت- ولا حاجة للرد عليها


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - المسلمون والأقباط .... الفتنة بأوامر عليا