أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - غباء السُنّة .... غباء الشيعة














المزيد.....

غباء السُنّة .... غباء الشيعة


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 1304 - 2005 / 9 / 1 - 08:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أدري لماذا أتخيل مشهدا لو حدث لأنقلب العالم الاسلامي عاليه سافله، ولأرتجت من هول الصدمة رؤوس عشرات الآلاف من عباقرة الفقه والعلم والتاريخ والتفسير!
المشهد الممعن في الخيال هو أن يبعث الله عدة مئات من المسلمين الذين اختلفوا منذ أربعة عشر قرنا، ثم يتجولون في أنحاء العالم الاسلامي ، ويقومون بزيارة المدارس الاسلامية من قم إلى الأزهر، ومن النجف الأشرف إلى لاهور، ومن مكناس إلى الكرخ، ومن صيدا إلى قسطنطينة!
ماذا سيكتشف مسلمو القرون الأولى؟
انقسام المسلمين بملايين لا يستطيع الزائر الجديد القديم عدّها، منهم من يؤمن أنهم متشيعون لأهل البيت وهم الأحق بالرسالة، وآخرون يظنون أنهم الأكثر فهما وقربا لرسالة خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه.
سيقول الزوار الجدد: لكننا كنا نختلف ونحن بضعة عشرات أو عدة مئات ولكن لم يدر بذهن أكثرنا تشاؤما أنكم بملايينكم وعبقرييكم وفقهائكم وعلمائكم وامكاناتكم التي جمعت التاريخ كله في زمنكم وحققتم من التقدم العلمي والتكنولوجي والمعلوماتي ستختلفون على اختلافنا، وتتوارثون خلافاتكم، وتضيفون مع كل جيل في أربعة عشر قرنا مئات المجلدات الفقهية والموسوعية والفتاوى التي تثبت صحة ظن أو إيمان أو عقيدة أو مذهب كل منكم.
مسلمو العصر الحديث يصورون العلي القدير انطلاقا من موروثات أضحت ثوابت تدافع عنها سيوف ومدافع وأقلام ومدارس فقهية وتحيط بها ترسانة مسلحة من الفتاوى التي تزداد عددا وعدة.
وصورة العزيز الجبار تختلف من مسلم لآخر، لكنها تزداد اختلافا من مذهب لآخر حتى ظن الشيعي أن الجنة محجوزة له ولأهل مذهبه، وآمن السني بأن الشيعة لن يلحقوا به في جنة الخلد.
خلافات سياسية أو حتى دينية مضت عليها أجيال زادت على الأربعين جيلا وكلما جاء جيل أضاف للذي يليه مزيدا من البحوث والكتابات والمجلدات، ومع ذلك فالمسلمون لا يستطيعون التوقف لحظة واحدة والاجتماع على كلمة سواء بدلا من دعوة أصحاب العقائد الأخرى لكلمة سواء!
ربما يقول قائل بأن هذا الكلام يفتقد إلى الصحة والحقائـقالتاريخية والعلمية والثبوتية بأن الخلافات الشيعية السُنّية أكبر من قدرة ساذج أو جاهل مثلي على تجاوزها.
إنه المنطق الاستعلائي الأحمق والغبي الذي ينقل من التاريخ وقائع معركة وعدة نقاشات وبعض الحروب الصغيرة وخلافات وقتية ثم يقيم عليها حقائق جديدة من صنع خياله، لكنها في الحقيقة متأثرة بكتابات قد تكون منذ خمسة قرون أو ستة أو عشرة لكنها أيضا تعود إلى أناس لم يعيشوا الأحداث أو يتحققوا من مصداقيتها.
لو أنك نقلت خبرا الآن، وفي عصر الانترنيت والتحقق من كل كلمة، وامكانية عمل ملفات لا ينفد منها حرف أو يسقط تشكيل، ثم عدت إلى نفس الخبر بعد أسبوعين وقرأته في مكان آخر فإن احتمالات الاضافة إليه والحذف منه تكون أقرب إلى مئة بالمئة، ولك أن تتصور مئات من الأعوام التي يضيف إلى الخبر لدى نقله أو انتقاله عشرات الآلاف من العلماء والفقهاء والمحسوبين عليهم والمستشرقين وعلماء سلطات الاحتلال على مدى أربعة عشر قرنا واختلاف اللغات والترجمات وتداخل المغرضين والاسرائيليات والتفسيرات النابعة من ظروف خاصة، ويتوارث المسلمون من مصادر مذاهبهم ما يروق لهم، وما يصب في خدمة توجهاتهم.
لذا لن تجد فقيها شيعيا يجلس في صحن المسجد ب(قم) ويلقي دروسا عن فقه الإمام محمد عبده، أو فقيها سُنيا يجلس بعد صلاة كل جمعة في مسجد الحسين بالقاهرة ويحض مريديه على التفقه في الفقه الجعفري !
قرأت في العامين الماضيين ما يصيب النفس العفيفة بالغثيان من فتاوى مَرَضية ، خاصة على الانترنيت، يُكفّر فيها السُنّة والشيعة بعضهم بعضا، ويمسك كل صاحب مذهب ليس له خيار في اختياره مفتاح الجنة وينتظر بسذاجته وتصوراته الحمقاء أن مالك المُلك العزيز الوهاب سيمنع أصحاب المذهب الآخر من رحمته وجنته وغفرانه.
ليس لي فضل في كوني ولدت معتنقا مذهبا معينا في اسلام بلا مذاهب، وبالتالي فقد تلقيت تعاليم ودرستها وقرأتها وتشبعتْ بها نفسي وأنا أشعر بمرارة وغضب عندما يأتي آخرون مؤكدين لي أن اختياري الاجباري سيفتح لي باب جهنم على مصراعيها أو علىالأقل يحرمني من جنة الخلد إن كنت شيعيا كما يرى أهل السُنة أو سُنّيا كما يؤمن الشيعة!
عفن المعارك الطائفية والمذهبية على الانترنيت وفي كتب يصدرها مرضى عقليون يحاولون اثبات خطأ الآخرين فيضيفون لأجيال لاحقة مزيدا من الخلافات هو في الحقيقة هدم لمعالم الدين الاسلامي الحنيف.
لست ساذجا، وقرأت كثيرا عن الخلافات، وأعرف الفروقات كما يرددها أهل مذهبي السني وكذلك أهل الشيعة، لكنني لم ولن أسقط في فخ توراثناه عبر مئات الأعوام.
ما يحدث في العراق من اكتشاف السُنة ل( الآخر ) الشيعي الصامت على الاحتلال، واكتشاف الشيعة ل( الآخر ) السُنّي المناصر للارهاب هو نتيجة حتمية لثقافة الكراهية التي زرعها تاريخ شيطان بغداد الأسير والاحتلال الأمريكي البغيض وسارقو الوطن من المتعاونين مع الاستخبارات الأمريكية من عراقيي المنافي.
والشيعة لهم تاريخ نضالي لا ينكره إلا جاهل أو جاحد، وهم الذي فر جيش الاحتلال الصهيوني أمام إيمانهم وصمودهم.
الخلافات السُنيّة الشيعية لا تحتاج لفقهاء ومؤرخين وعلماء، لكنها ستنكسر أمام ثقافة التسامح ، واستبدال الصورة غير الصحيحة لله العزيز الحكيم في أذهان كل أصحاب المذهبين، فالله، جل شأنه، لن ينحاز يوم القيامة للعمامة السوداء أو البيضاء أو حتى الحمراء، إنما هناك حسابات أعدل فالله أكبر.



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القبض على الرئيس مبارك في جحر بشرم الشيخ
- جنازة الرئيس حسني مبارك
- حمار يقدم شكوى إلى الرئيس حسني مبارك
- وقائع محاكمة الرئيس مبارك .. كتاب يبحث عن ناشر
- حمار يقدم أوراق ترشحه للرئاسة
- إنقلاب عسكري في مصر .. البيان رقم واحد
- كلاب السيد الرئيس
- رسالة من مبارك للمصريين .. سأجعلكم تزحفون على بطونكم
- الجنسية الخليجية .. الشرف المستحيل
- هل القوى الوطنية المصرية ترقص مع النظام؟
- صعاليك الإنترنيت
- شبابنا وصناعة الجهل .. من المسؤول؟
- ماذا يحدث في دولة الإمارات؟ قراءة في أسباب الصمت
- ليبيا .. لا بديل عن العصيان المدني
- مقاومة رغم أنوفكم .. إرهاب رغم أنوفنا.... نصيحة إبليس للملائ ...
- دموع أم ربيعُ دمشق .. كلمة أخيرة قبل أن تضيع سوريا
- حوار بين حمار و .... زعيم عربي
- رسالة مفتوحة من حمار إلى حركة استمرار
- رسالة غاضبة من الرئيس مبارك للمصريين .. كرامتكم تحت حذائي
- خوفي على مصر من الإخوان المسلمين .. رسالة إلى المرشد العام


المزيد.....




- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد المجيد - غباء السُنّة .... غباء الشيعة