أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل تبرز نخبة من الجيل الجديد في العراق















المزيد.....

هل تبرز نخبة من الجيل الجديد في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 14:00
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لكل زمان سماته و مواصفاته و خصائصه، و لكل ما يبرز منه و منه النخبة التي تنبثق منه، ستكون لها خصائلها و مميزاتها تفرقها عن غيرها من جوانب كثيرة . فبشكل عام، ان لكل جيل ما يفرقه عن من سبقه و يختلف عنه في العديد من الاوجه؛ و هذا ما ينطبق على النخبة ايضا، و لكن هناك صفات ثابتة لا يمكن الاستغناء عنها لمدة طويلة و تنتقل عبر اجيال متتالية لمدة ليست بقليلة و تفرض نفسها و منها الالتزام بالموروثات و الطبع و الاخلاق والتربية العائلية و ما يفرضه المجتمع في كثير من النواحي التي لا يمكن تجنبها .
من الممكن ان نصف النخبة في اي زامن بانهم ممن يبرزون نتيجة تميزهم من كافة النواحي عن غيرهم، سواء بفعل افعالهم و تفكيرهم او ما تصنعه اياديهم، و كل ما يمكن ان نميزهم اكثر فهم، او اكثرهم خارج الكثير من العادات والتقاليد المعيقة لتقدمهم اي يفرضون العق الفطري على عقلهم المكتسب، و هم بمثابة مفكري زمانهم .
من المعلوم ان كل جيل يتاثر بالظروف السياسية الاجتماعية الاقتصادية التي يعيش فيها، و لا يمكن ان ينعزل جيل كامل عن سمات مرحلته، و لربما تنكفا مجموعة او تنعكف عن شيء، و تختلف عن ابناء جيلهم في امور عدة الا انها لا يمكن ان تنفصل عنهم بشكل مطلق فيما يرتبط بيئتهم، و الا انهم سوف يتخلفون او لا يمكن ان يتواصلوا مع البعض او كما قلنا سيكون لهم شان اخر ممن يعتبروممن يعتبرون من المفكرين الجهابذة ويكونوا ارفع من النخبة بدرجات .
انها سنة الحياة الطبيعية ان تتغير باستمرار و لا يمكن لاي شيء ان يوقف الموجود او المرحلة عن التنقل الى مراحل تختلف عن سابقاتها، و تصل الحال في مدة الى ان تتغير بشكل مطلق، و لا يمكن ان تقارن مع المراحل الغابرة . عاش الانسان بما صادف و تغير و تطور بايولوجيا و اجتماعيا و هو في تفاعل مستمر مع بيئته، فلا يمكن ان يعود الى ما كان عليه الا في حال محوه او اعادة انبعاثه كما يتصور الخياليون .
لعلنا نظلم الجيل الجديد ان قلنا انهم لا يمكن ان يتصدروا الاجيال القديمة ابدا فيما يخص حياتهم على الاقل، و انهم تربوا على الوسائل المريحة التي دعتهم ان لا يتحملوا الصعاب و اصبحوا خاملين غير مجدّين ينتظروا من يتقدمهم في الكثير من القضايا التي تحتاج الى نشاط و حيوية و طاقة لتنفيذها، و هذا لا يدعنا ان نتفائل فيما تصنع اياديهم .
الاجيال الماضية القريبة تحملوا اكثر من غيرهم للظروف الصعبة التي مر بها العراق من الحروب و الحصار الاقتصادي و التغييرات التي حصلت جرائه في كافة نواحي الحياة و حتى معيشة و طبيعة و خلق الفرد، و التي ادت الى نشوء جيل مغاير لما قبله في اكثر نواحي الحياة .
بعد سقوط النظام السابق، اصبح الامر مغايرا بشكل نسبي و لكن لا يمكن ان نحسبه افضل مما قبله لان الصعوبات و حتى من الناحية الاقتصادية لم تنتقل الى مستوى افضل من قبل بشكل كبير، عدا شرائح معينة نتيجة زيادة نسبة رواتبهم لحد ما لم يكن في اعتقادهم ان تحصل مثل هذه النقلة، و ان كان المندوب الامريكي حاكما في حينه و تعامل مع هذا وفق ما كان في بلاده، الا ان القطاعات الاخرى ظلت متاخرة و لم تحصل تقدما في الصناعة و الزراعة على سبيل المثال، اما بعد اجلاء القوات الامريكية فاصبح الصراع المذهبي عائقا كبيرا للجيل الجديد قبل غيره، و احبط الشباب من ما لقوه من التمييز المذهبي و الانفجارات و التشرد و النزوح، مما حدا بالكثير الى الهجرة، عدا التعصب و التميز الديني التي ادت الى خراب التعايش السلمي . هذه هي العوائق الكبيرة بشكل عام امام الجيل الجديد، و ان اكثرهم لم يحسوا بها الا انهم تاثروا بها و تاثرت نتاجاتهم معها ، وان كان بينهم من خرق الواقع و لكن دون ان يلقوا دعما فتراجعوا و بقوا على حالهم دون حراك .
ان ما احسسنا به في ايامنا، ان جيلنا كان يتميز بوجود نخبة مجتهدة ذكية يمكن ان يُشار اليه في احلك الايام التي عشناها، و خرجوا من بين الجمع المعاني من الظروف الصعبة و ابدعوا، الا ان النظام لم يكن يدفع الى الحث و الدفع نحو الامام بما يناسب عمل النخبة، و لا يمكن في ظله ان يكون الطموح الفردي اكثر من مستوى معين، فالاسس التي اعتمدها النظام السابق و ان كان افضل من الحالي في هذه الامور، الا انه لم يفسح المجال ان يندفع الذكي او النخبة في مجالات مختلفة و ان يستمروا في ميولهم نتيجة الحواجز السياسية، عدا الحروب و عدم الاعتناء بالنخبة بشكل خاص و فصلهم كما يتطلب الامر ان اراد اي نظام او حكومة لدفعهم نحو النجاح الاكثر .
اما اليوم و ان كان المجال افسح الا ان الدعم مفقود و العوائق اكثر نتيجة دخول امور عديدة على مسار طريق الجيل الجديد و منهم النخبة التي يمكن تميزهم من بعيد، فاصبحت هي عرضة لكل العوائق العرقية الدينية المذهبية نتيجة دخول السياسة الى كل بيت و في البيئة التي تعيش فيها دون ان تتمكن من تجنبها، عدا صعوبات الحياة التي تدفع الى السياسة و الدخول فيها مجبرة، و اهمال الاعمال الخاصة لدى النخبة و ما يمكن ان يميزهم .
هذه العوائق المصطنعة بشكل غير مباشر، اما توفر وسائل الترفيه و ما يمكن ان يضيع الشاب الذكي وقته و ما لديه فيه دون اي نتاج، فكثرت و انها و ان هي الات لها جوانب ايجابية و مطلوبة لحياة الناس، الا انها اصبحت من جوانب كثيرة غير متوفقة مع العادات والتقاليد الموجودة التي تمنع الحرية الشخصية و تؤدي الى العقد و الكبت الذاتي، تكون عائقا امام تقدم النخبة اكثر من دفعهم الى الامام، لاسباب اخرى كثيرة ياضا؛ و اكبرها التناقض الموجود بين المستوى المعيشي و انعدام الامكانية المادية و ما تتوفر من الوسائل التي تدفع الشاب الى ان يفضل اقتانئها و عدم التوجه الى ما يهمه في ما يهتم و يفطر به، اي توفر ما يخدع المتميز و يحرفه عن مساره اكثر من مساعدته الى العزم و الحزم و المثابرة، وفي دفعه الى التنافس على نتاجات يمكن ان تضعه على مرتبة النخبة المعتمدة .
ملخص الكلام، ان العوائق ناتجة عن ظروف ذاتية خاصة بالجيل الجديد و ما يمكن ان ينتظر منهم من بروز النخبة المتميزة، و الظروف الموضوعية التي تعرقل حركتهم، و لكلا الظرفين علاقات متبادلة و مرتبطة مع بعضها لا يمكن فصلهما، و هما العائقان الكبيران في هذه المرحلة دون وجود ثغرة يمكن استغلالها لصالح النخبة كما كان من قبل . لذلك لا يمكن ان نتصور ايجاد نخبة تعمل ما بشانها في تغيير الواقع الموجود في جميع النواحي . هل ننتظر تغيير الواقع كي نغير من توقعاتنا عنهم، فهذا يمكن ان تبينه الايام المقبلة او المستقبل البعيد .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يحل لنا ان نناقش غير المُناقَش
- تركيا تمثل دور الشيطان في الداخل و الملائكة في الخارج
- طرح الاقتراحات دون ايجاد منفذ للازمة في كوردستان
- كيف ينتعش العراق و باي نظام و قائد ؟
- هل بدات حصانة المذاهب تتساقط ؟
- اختلاق اقاويل غير حقيقية لهدف سياسي
- لماذا يُلتصق انبثاق كل حركة تحررية بجهة ما تضليلا
- هل روسيا ارادت النصر السريع في سوريا ؟
- ماذا بعد داعش ؟
- اصبح اغتيال النساء امرا طبيعيا في اقليم كوردستان
- لماذا هكذا تتعامل امريكا مع اقليم كوردستان ؟
- كيف يتم توزيع الادوار لدول الشرق الاوسط ؟
- المثقف العراقي و ما يمر به اقليم كوردستان
- لماذا لم تتعامل السعودية مع المفتي الارهابي بعدالة
- تخبط الراسمالية الامريكية تتوضح من تعاملها مع قضايا الشرق ال ...
- اعترف اردوغان بلسانه
- هل يفيد الكلام عن الحلول المقترحة لحل الازمة في كوردستان ؟
- لماذا خضعت تركيا للتعاون الاستراتيجي مع السعودية ؟
- ماذا يخبيء لنا العام الجديد
- هل بنى البرزاني اسس الدولة كي يعلنها


المزيد.....




- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- هل تحظى السعودية بصفقتها الدفاعية دون تطبيع إسرائيلي؟ مسؤول ...
- قد يحضره 1.5 مليون شخص.. حفل مجاني لماداونا يحظى باهتمام واس ...
- القضاء المغربي يصدر أحكاما في قضية الخليجيين المتورطين في وف ...
- خبير بريطاني: زيلينسكي استدعى هيئة الأركان الأوكرانية بشكل ع ...
- نائب مصري يوضح تصريحاته بخصوص علاقة -اتحاد قبائل سيناء- بالق ...
- فضيحة مدوية تحرج برلين.. خرق أمني أتاح الوصول إلى معلومات سر ...
- تظاهر آلاف الإسرائيليين في تل أبيب مطالبين نتنياهو بقبول اتف ...
- -فايننشال تايمز-: ولاية ترامب الثانية ستنهي الهيمنة الغربية ...
- مصر.. مستشار السيسي يعلق على موضوع تأجير المستشفيات الحكومية ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - هل تبرز نخبة من الجيل الجديد في العراق