المسار الحالي للإصلاح التربوي في تونس :وهم الإستشارة واقع الشعارات !

بسام الرياحي

الحوار المتمدن-العدد: 5040 - 2016 / 1 / 10 - 01:33
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

تطفو من جديد في تونس هذه الأيام مسألة الإصلاح التربوي الذي إتخذ تطورات ووجهات مختلفة بعد التسويق من طرف الهيكل الوزاري لحدوث إستشارة ضمت كل المتدخلين في الشأن التربوي ، طبعا الحاجة تبقى ملحة لهذا الإصلاح ليس فقط لعدم موائمة البرامج للسيتق الحالي الذي تسير فيه الأجيال الحالية وإنما هي قصة أن البرامج لم تعد تستوعب جيمورفولوجيا التلميذ ولم تعد تمثل رهانا حساس بالنسبة له. أمر آخر هو واقع تفشي البطالة في صفوف حاملي الشهادات العليا نتيجة الخلل في منظومة التكوين التي تحمي المنقطعين ولا تستوعب ذوي الإمكانات التقنية وتميهم بالتالي من شبح البطالة المؤرق والقاسي،الإصلاح هنا رهان وطني لإنقاذ أجيالنا من الهوة ومن البدائل السلبية التي تصنع واقع نفسي يعوض شئنا أم أبينا واقع البطالة على غرار الإرهاب ودعوات الجهاد الغوغائية والهجرة غير الشرعية...
نحن اليوم في حاجة للتريث الذي لم تبديه الوزارة منذ بداية موجة الشعارات حول الإصلاح والمنادية بالمحاسبة وكأننا إزاء محاكم تفتيش في المؤسسة التربوية عوض البدء بإجراءات أولية كطرح نقاشات محلية ورفع تقارير ورؤى للبرامج لتطلعات الإطار التربوي والتلاميذ لمفهوم الإصلاح، سقطنا بسرعة في الإسقاط والمركزة للقرارات وأحيان التشفي القطاعي دونما تروي. اليوم نقابة التعليم الثانوي أولا والتي خاضت نضالات تاريخية ومن ثم نقابات متصلة كالمتفقدين والقيمين تنقذ الوزير من ورطة أمام الرأي العام بعد فشل مقاربة أولى حول إلغاء الأسبوع المغلق والذي أرهق التلميذ وتسبب في تدهور سلم النتائج، أظهر أن مسار الإصلاح مازال يحتاج لجولة جديدة تطرح المسألة في علاقة بالمتدخليين الفعليين في الشأن التربوي خاصة الإطار التربوي وفي علاقة خاصة بالمسألة الإجتماعية وقضية المعطلين وسبل الإدماج المهني السريع قبل أن نفقد جيلا برمته من حقل المعرفة إلى حقل المعارك والدماء واليأس، دمج الثلاثيين قد يخفف من وطأة الإحتقان على مستوى الأولياء والمتدخليين المباشريين في الشأن التربوي لكن لا يعدو أن يكون مسكن علينا أن نبدأ بعده بكل تروى برامج متوسطة المدي من شأنها رفع قيمة التعليم وإعادة الإعتبار للشأن التربوي ككل.

#بسام_الرياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات