أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مليكة طيطان - المقاولة الحزب .... الضحك على الذقون















المزيد.....

المقاولة الحزب .... الضحك على الذقون


مليكة طيطان

الحوار المتمدن-العدد: 1372 - 2005 / 11 / 8 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في البدء أشير الى أن تعاملي مع الموقع المميز الحوار المتمدن يتسم بالبخل في بسط المعطى الذي تجود به بين الفينة والأخرى دواخلي وبالتالي ترجمة ما استفزني من مشهد يستحق التنفيس ولكي لا تتراكم مكبوتات صنعتها ظروف معينة ...حولنا ... في الشارع ... في السوق ...في الحياة عموما ... وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار المقولة الشهيرة للينين ( أعلى مراتب الوعي هو الوعي السياسي ) فإن مناسبة هذا الاستطراد والذي كسر قاعدة البخل المعتاد من طرفي بخصوص تقديم مساهمة فرضتها معاينة حية مساء هذا اليوم بالضبط بعد انتهاء عملية تبضعي من السوق المشهور ( مرجان ) فجأة وأنا أضع المشتريات في الموضع المخصص بالسيارة وقف بجانبي شاب وصل أو تجاوز بقليل عقده الثاني مادا يده للاستجداء بشيء يسعفه في إتمام ثمن تذكرة سفر بعد أن تعذر عليه الوصول إلي أقاربه ... تأملت مليا في الشاب يبدو في صحة جيدة إلى حد ما ثيابه لائقة ...اعتقدت أن مشكلة الشاب وجدت حلا يسعفه من استعراض دم وجهه ! ! لكن فجأة تبين لي أن نفس التقنية تتكرر مع رجل آخر ، استوعبت المقصود وحقيقة الشاب بسرعة ...وجد في السبب إياه تبريرا لابد منه يعفيه من نظرة الناس إليه كإنسان بسط كرامته أمام الملأ بفعل قوة الفاقة والعوز ... لكن الآتي الذي استفزني بشكل أثار الناس حينما نهر الرجل الشاب وبشكل يلغي كينونته كإنسان ... حينها تأكدت أن هذا الرجل لا ينتمي الى هذا الكوكب وبالتالي إلى هذا الوطن ، استطرد الرجل في تلاوة دستور حياة تحتم على الشاب العمل والكد والاجتهاد بدل تقنية الاستجداء ... فضولي مرة أخرى أجبرني على الرد ... ترى ماهو البديل أين هو الحل ومن اقتراحك سيدي بدل هذه ( المرمطة ) ؟ ...نعم يلقي بنفسه حيثما كان ولو يسكن المراحيض من أجل تنظيفها ...هكذا نطق نموذج من الحريصين على تسييج سبل الحياة من أجل الانفراد بخيرات يعلم الله مصدرها وكيف تراكمت ... أجبته الشاب ما هو الانموذج للرازحين تحت نير القهر والحرمان بسبب ارتجالات تدبير هذا الوطن ...ماهو رأيك سيدي أن تتبادل الدور بينك وبين هذا المواطن الشاب ...أن ينعم بخيراتك التي تبدو عليك وذلك برد واسترجاع المال العام المنهوب ومنذ عقود من الزمن ومن طرف لصوص أمانة هذا الوطن ... أن تفتح الأبواب الموصودة في أبناك العالم والتي تحضن ما اختلس يكفي ويزيد الآن على تسد يد ديون الغول العالمي الآتي على الأخضر واليابس والذي تمكن بالفعل من رهن مادياتنا ومعنوياتنا وما فتىء يصدر تعليماته التي وجدت فينا مختبرا مناسبا لتجربته الجهنمية ....فلتعلم سيدي أنني كنت في السابق أي قبل ابتكار خدعة يقال عنها التناوب الديموقراطي ...أقول لك سيدي كنت أفعل نفس ما فعلت مع من مد يده للاستجداء بل أكثر من هذا أنا بدوري كنت أفيض الى حد الهلوسة في الافصاح عن بنود دستور للحياة سياسيا ...اجتماعيا ... اقتصاديا ...بالاضافة الى أن الفترة أنت طبعا تعرف تفاصيلها فهل كان أمثالك يتجرأون على فتح أفواههم إلا إذا تثاءبوا ... وبما أنني وجدت في الرجل أذنا صاغية استطردت لكي أضع المقارنة التالية
في السابق سيدي كنت أنهر من مد يده للإستجداء ...أذكره بأنه مجرد أداة طيعة في يد خدام مختلسي الديموقراطية ...تمعن سيدي في خطابي لهم حينما كنت أذكرهم ببيع إرادتهم مقابل ثمن بخس لا يفي حتى بحاجة ساعة في يوم واحد ...كنت أردد كلاما أنا الآن عليه أضحك وأستخف ...بساطة أمثالي بكل تأكيد فعلت فعلتها وشكلت بدورها أدوات طيعة من أجل انتصار عباقرة الانتهازوية ... كنا نجهر بأن الأحياء الهامشية و من يشملهم الاستثناء في توزيع الخيرات هم وحدهم من يدنس الحياة السياسية ...تدور الأيام كما ترى سيدي وتشرئب العقول نحو الآتي الذي طال انتظاره ...ترى سيدي هل ثمة جديد أفدني به جزاك الله خيرا ...؟ ...بلا دة أمثالي وفي أحسن الأحوال نزاهتهم وعقيدتهم في التشبت بالمبادىء والخيارات جعلتهم أنفسهم ومن حيث لا يدرون يعرضون أنفسهم في سوق نخاسة السياسة لأن عبقرية السماسرة تكلمت ونجحت ...هكذا دأب صناع ومبدعوا زمن رديء وبصيغة أخرى يوظفون الجميل في الإنسانية من أجل استمالة البسطاء بل والسذج الذين جعلوا من فدلكة القوم عقيدة تتجاوز وبكثير العقيدة الروحية .... رددنا شعارات والحلول يسكننا .... جعلنا من الشخصيات الكارزمية شيوخا نهيم في ملكوت طهارتها ...تهنا في أبجديات النضال وصدقنا أن الحقيقة في جيب شيوخ زاويتنا ... رددنا شعارات ربما لم تسعفنا قدراتنا الاستعابية آنذاك في فهم مدلولها رددناها منغمة بسجع وقافية ....وقفنا في طابور من ينتظر التفاتةأو سلام عابر من هذا الزعيم ... كسرنا قاعدة العادات والتقاليد القاضية بإبقاء المرأة في دائرة الشأن الخاص جدا حيث الحدود لا تتجاوز عتبة المنزل وولجنا فضاء يتشبت الرجل بملكيته ...كنا زادا ومعينا في كل معركة نضالية أو حملة انتخابية ومنذ أن وقع اختيارهم على ما أسموه باستراتيجية النضال الديموقراطي ..اشرأبت أعيننا الى الآتي المحفوف بالأشواك الحادة والنتوءات ...جعلنا من النار والدار حصننا الذي يتطلب الاستماتة ومهما يكون الثمن ...فوق هذا وذاك كان النضال في أركان الوطن شيئا جميلا ورائعا تصاحبه طقوس خاصة بكل منطقة ... وبالواضح الذي لا يحتاج الى توضيح هو النضال الفطري والساذج .... تدور الأيام وتتواتر الأحداث لكي تنقلب الاعتبارات والمفاهيم يدوس مختلسوا النار والدار على زناد الاستئصال ، ينتفض الساكن فيهم من دوافع وحمولة طموح لم يعلنوا عنه في بداية المشوار ...تتفجر الدواخل وتظهر حقيقة الجري نحو الجاه والسلطة والمال ....هكذا سيدي نعاين أن ما يفعله شيوخ الزاوية المعلومة وبعض مريدها ومن يطبل لهم من زوايا أخرى تشترك وإياهم في نفس المبتغى والطموح ، أقول نعاين الآن أنهم تمكنوا من الإتيان بممارسات وأفعال وأقوال وهيمنة وبتقنيات أكثر ارتقاء وجودة بالمقارنة مع السابقين والتافهين الذين أتتوا فضاء السياسة فترة اللآوضوح ...ولكي لا أطيل عليك سيدي إليك الحقيقة التالية والتي عاينتها وبالملموس وحينما أتذكرها أحس وكأن أيادي خفية تخنقني ... نعم سيدي سأروي لك الحكاية فهي تعفيني من استطراد الكلام فالقوم هم عنا غافلون ولكن الضرورة تقتضي الجهر بالعورات لأن ثقوبهم ما فتأت تزداد اتساعا ...: بالضبط صيف 1995 صدفة وفي مدينة الرباط التقيت بأخت في النضال تحمل آلاما حادة من جراء تبعات المرض اللعين ...عرفت أن قدومها ومن مدينة نائية هو من أجل مواصلة العلاج ...فهت ومن نبرتها أنها تعاني من ضيق اليد بفعل متطلبات العلاج .. نعم ضيق اليد لأن الأستاذة الأخت مناضلة عانت من تبعات ومخلفات الاجراءات الجهنمية التي كان يقدم عليها عمالقة الشر حينما يصادرون وسائل العيش وكانت الشابة مطرودة ولمدة طويلة من حضرة البيت التعليمي بالاضافة الى المرض ...راتبها الآن لا يكفي ... بكل تأكيد بقي في نفس الأخت رحمها الله شيء من اختراع يسمى النضال ...في حزب ...في نقابة ... توجهت كما قالت الى مقر الزاوية ...التقت بسيدة تمثل صوت الزاوية في مجلس الأمة ...ولأنها تشترك وإياها في نفس النوعالبشري (أنثى) بكل شجاعة بسطت أمامها معاناتها ...اعتذرت لها اللحظة فقط لكن بالإمكان تخفيف العبء غذا وبالمدينة التي تستقر فيها ...حددت الموعد والمنزل ... المرحومة تنفست الصعداء واعتبرت أن المسافة الفاصلة البالغة 100 كيلومتر لا تهم ... كانت في الموعد المحدد من أجل اقتراض مبلغ زهيد يسعفها في العلاج لكن المفاجأة التي تدمي القلوب حينما أجابتها الخادمة في جهاز الاستقبال المرتبط بكاميرا ...الأستاذة غائبة ستطول رحلتها وقطعت الاتصال ...إذن ماذا تنتظر سيدي من كائنات تعرف من أين تبدأ وكيف تجتاز المنعرجات ؟....تعاملهم مع الأقربين كان كذلك فما بالك مع كائنات لحظية توظفها فترة الانتخابات فقط وتمنحها ابتسامة فقط وتجود عليها بمصافحة وتعتبر أن السلوك تواضعا ونزولا عند كائنات أقل منها بكثير ...
إذن أيها المنظر الذي تفضلت بتعليماتك مجانا احتفظ بالباقي عندك ولا تقهر الشاب فالجميع قد ارتوى بحقيقة وزيف الشعارات السابقة ...لنتعامل مع الواقع بشكل عقلاني لا تبريري يجد في الأعذار الواهية حجة ...وفي متناولك أيها المحترم ما فعلته حكاية رحلة سفينة النجاة ...أجبني سيدي هل حكومة تحترم نفسها وتتعامل مع القضايا بشكل حضاري و تجعل النوع البشري في مقدمة ومحور الاهتمام حينما تظهر مثل هذه الفضيحة هل تعلن عن تقديم استقالتها بل ومن الفعل السياسي وكيفما كان ام تضربها بسكتة وتسدل الستار



#مليكة_طيطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يملك الحق التاريخي في إحياء ذكرى اختفاء واغتيال عريس الشه ...
- التربية والتعليم ... الإضرابات ...النقابات ... المغادرة الطو ...
- حصص النساء في أجهزة الأحزاب بين الرفض والسكوت ...ماذا تقول ف ...
- ورقة من ذاكرة معتقلة سابقا ؟؟؟؟؟
- مدينة الصويرة....والسياسة
- مقاربة النوع والانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان
- أضغاط أحزاب ؟؟؟؟؟
- نساء ونساء
- صون الذاكرة من النسيان
- الجامعة .....ذكرى جميلة
- توظيف زمن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان في السينما المغرب ...
- علي المرابط والآخرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مليكة طيطان - المقاولة الحزب .... الضحك على الذقون