أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق آلتونجي - حق تقرير المصير وحتمية دولة كوردستان القادمة















المزيد.....

حق تقرير المصير وحتمية دولة كوردستان القادمة


توفيق آلتونجي

الحوار المتمدن-العدد: 5029 - 2015 / 12 / 30 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




كوردستان، الحديث هنا فقط يشمل الجزء الواقع ضمن دولة العراق وليس إلا، كمصطلح جغرافي اطلق على منطقة بتكوين جغرافي وبشري متميز حيث نهاية الصحراء من الجنوب والشرق وحتى من الغرب وبدا التربة بالارتفاع وتكون المناطق الجبلية الوعرة بامتداد سلسلة جبال حمرين وانتهاء في بجبل شنكال. رغم هذا التركيب الجغرافي المتناغم نرى ان التركيب السكاني كان ولا يزال مختلطا من قوميات وثقافات عدده وعقائد مختلفة ولغات ولهجات مختلفة كذلك. بقى ان نعرف ان الشعب الكوردي بجميع مكنوناته التعددية تمثل اغلبية الشعب الكوردستاني بجانب القوميات الاخرى رغم عدم تحديد واضح للحدود الجغرافية ل كوردستان. ان اعلان دولة كوردستان ذات السيادة المستقلة تعني تغير الخارطة التي رسمها كل من مارك سايكس و فرانسو جورج بيكو بين اعوام 1915 الى عام 1916. تعد كذلك البداية لإجراء تغيرات اخرى في رفض التقسيم الذي قام بها القوى الاستعمارية التي انتدبت المنطقة ابان الحرب العامية الاولى واثر تفتت الامبراطورية العثمانية. هذا المنحى سيؤدي الى اعادة النظر بالصورة النمطية التي رسمها المستعمر خلال قرن من الزمن والى تغير المفاهيم الخاطئة حول الخرائط الوطنية لدول المنطقة.


الدولة ككيان سياسي لم تتواجد بمفهومها الحديث في هذه المنطقة بل بقت مجزئة في معظم العصور التاريخية ولم تتمكن تلك القوى حكمها بصورة مطلقة وان صح استخدام المصطلح السياسي الحديث واعني "ألاحتلال" الجزئي او الكلي من قبل الامبراطوريات الحاكمة في المنطقة عبر التاريخ. علينا ان ندرك بان الحاكمية بقت دوما بيد القوى والعشائر والتيارات المتنفذة تاريخيا في كوردستان لان تلك الامبراطوريات لم تتمكن قط من بسط سيطرتها او ادارة كوردستان بصورة مطلقة . هذه الحقيقة يمكن ملاحظتها حتى خلال القرون الاخيرة بصورة واضحة خاصة بعد ما ال اليها المنطقة بعد حرب ما يسمى تحرير العراق عام 2003. لا ريب ان انعكاس تلك التجارب التاريخية في ادارة المناطق الجغرافية والمدن والقرى على طريقة قيادة العشائر المختلفة على تجربة الاقليم في حكم نفسها اثرت سلبا على التجربة الحديثة . فتكونت مناطق نفوذ تتمثل في المدن الرئيسية للإقليم حيث نرى سطوة احدى الاحزاب السياسية على منطقة وغيابها في منطقة اخرى. هناك خارطة سياسية معقدة في الاقليم حين نرى ارتفاع المد اليساري في الجنوب متمثلة بمدينة خانقين حيث تراكمات تأثير الحرب العالمية الاولى وتواجد الجيش السوفيتي في المنطقة تركت اثرا في التكوين الفكري لأبناء المنطقة يضاف الى ذلك التركيب العقائدي التعددي لأبناء الجنوب. ثم ونحن نتجه شمالا نحو مدن كركوك والسليمانية نرى اتجاها جديدا تختلط بين الولاء للشخص ولبعض قادة الاتحاد الوطني بتركيبته العقائدية التعددية حيث خلط بين الفكر اليسارى والقومي المعتدل وكذلك نرى وجود تيارات قومية اخرى كالجبهة التوركمانية والحركة الاثورية بينما نرى اتجاها اكثر قومية في السليمانية، مركز حركة كوران اي التغير ذو الثقافة المتميزة والتجربة السياسية حيث كان عاصمة لملك كوردستان محمود الحفيد (1881- 1956) القائد التاريخي لمملكة كوردستان المستقلة والتي اعلنت في 21 ايار من عام 1919 ابان الاحتلال البريطاني لكوردستان حيث قاد الثورة الكوردية ضد الاحتلال وبنى دولته على انقاض امارة بابان التاريخية. بقت هذه التجربة وانعكاساتها حية في ضمائر ابناء المدينة الى يومنا هذا.
اما مناطق الشمالية فهي على العموم خاضعة الى سيطرة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والولاء للقيادة التاريخية لزعيم الامة الخالد مصطفى البارزاني مع وجود تأثير مباشر لحزب العمال الكوردستاني والحزب الشيوعي وتيارات سياسية اخرى في المناطق الغربية. لا ريب ان الحركة الاسلامية منتشرة في معظم ارجاء كوردستان خاصة في القرى والأرياف. لا بد عدم اهمال الملاين من الاكراد خارج الحدود الجغرافية ل كوردستان خاصة في المحافظات العراقية الاخرى والعاصمة بغداد والذين يطلق عليهم بالكرد الفيليين فهم تركيبة لغوية ثقافية متميزة وجلهم من شيعة العراق ذات الالتزامات الدينية القوية.
اريد الاشارة ها هنا باني لا زلت في حدود كوردستان في حدود الدولة العراقية ولم اتطرق الى خارج تلك الجدود. جميع المعاهدات الدولية الخاصة بالمنطقة وشعوبها خاصة تلك التي ابرمت مع نهايات الحرب العالمية الاولى في سيفر وما تلاها في لوزان وسايكس بيكو وصك الانتداب البريطاني لدولة العراق وحتى الدستور العراقي انتهاء باتفاقية الجزائر نصت جميعا في فحواها على كوردستان وإيجاد الحلول السياسية للحكم فيها. اليوم يمر مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو التي قسمت المنطقة ورسمت خارطتها الحالية التي تعتبر ملغية تماما بعد ان اعيد رسم خريطة اوربا الجديدة بناء على ما كانت عليها عشية بدا الحرب العالمية الاولى. ان اي استفتاء على مصير كوردستان يحتاج الى دعم دولي ومن دول الجوار كذلك وبذلك بعدم التدخل من ناحية ومن ناحية اخرى عدم دعم جهة مقابل حزب او تيار سياسي اخر. اما الدعم الدولي فقد يمكن مشاركة المجتمع الدولي وهيئاتها كالأمم المتحدة والاتحاد الاوربي و روسيا والولايات المتحدة الامريكية بالإضافة الى الصين والدول الصديقة.
ان التجربة المريرة التي مرت بها شعب كوردستان مع جميع الحكومات العراقية منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1922 الى يومنا هذا يستوجب التفكير مليا وعدم اللجوء الى منطق العنف و القوة في تحليل السياسي للقضية التاريخية لشعب كوردستان. علينا الاعتراف اولا بان معظم الحكومات قد فشلت تماما في التعاطي مع هذه المسالة لا بل لجاءت الى الحرب خلال القرن الاخير انتهاء باستخدام الغاز الكيماوي في حلبجة الشهيدة والتطهير العرقي في الحملة السيئة الصيت والمسماة ب الانفال وانتهاء بتسفير الملاين من الكورد الى خارج العراق بحجة حملهم جنسيات ذو تبعية غير عثمانية.
البيت الكوردستاني المتشتت يحتاج الى اعادة ترتيب و الانطلاق من جديد بفكرة واحدة موحدة قبل البدا بأي استفتاء قد يكون من نتائجه الاضرار بالمصالح العليا للشعب خاصة اذا كان نتيجة الاستفتاء اعلان الدولة الكوردية. لان عدم الايفاء بتنفيذ إعلان الدولة سيلقي عبئا كبيرا على الاحزاب السياسية الحالية وتؤدي في النهاية الى التناخر والخصومات تصل احيانا الى حد الحرب الاهلية . أما اعلانها في ضل ظروف عدم وجود تطابق وطني تام بين تلك الاحزاب سيؤدي الى اليأس والقنوط والتشرذم عند عدم تطبيقها. على جميع القوى والحركات والتيارات السياسية العاملة في الساحة الكوردستانية توقيع وثيقة عهد وطنية كقاسم مشترك قبل الخوض بإجراء اي استفتاء. هذا النداء يخص جميع القوى السياسية المؤثرة منها والصغيرة من قوى سياسية دون اي تأثير خارجي من قبل القوى المحلية او العالمية.علينا بقبول رد فعل الحكومة العراقية الحالية كسابقاتها وبعض القوى السياسية العراقية السلبي نحو اي توجه بهذا الصدد.
هذه الوثيقة التاريخية ستكون ملزمة للجميع ودستورا للسير الى الامام وبناء الكيان السياسي الوطني لدولة كوردستان وطن للجميع من ابنائها من عقائد وقوميات مختلفة ذو دستوروطني ونظام سياسي ديمقراطي تعددي غير قومي يجمع الجميع بهوية مواطنة واحدة وطنية كوردستانية ، نعم لدولة كوردستان.
20151230



#توفيق_آلتونجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا لأزيز رصاص البيت الكوردستاني
- الصحافة وكماشة مخالب الافكار السلطوية في حديث صريح مع الكاتب ...
- رسالة حب توركمانية الى كوردستان (الرسالة الثانية)
- رسالة حب توركمانية الى كوردستان الرسالة الاولى
- البيت الكوردي السوري وافاق المستقبل
- المسلسل التلفزيزني الروماني -الحب والشرف- والابعاد العربية
- البلبل الفتان ويكيلكس
- شعراء دهوك يتغنون باسم المحبة
- انعكاسات الثقافة والتغير الديمقراطي
- الحنين الذي يرتعش له شغاف الحجاب الحاجز في لقاء مع الشاعر وا ...
- جماعة كركوك الأدبية مسيرة البحث عن الروح في مدينة القصيدة ال ...
- العشق على الطريقة النمساوية
- تركيا والسير بجنوح
- رومانيا، عقدين من الحلم بالحرية
- جرائم الشرف وثقافات الشرق
- نظرة الى المهاجر بعيون غربية
- الملف التقييمي الذي سيصدرفي التاسع من كانون الاول 2005
- رد على اسئلة الحوار المتمدن حول العمل المشترك
- الحركة النسوية الكوردستانية ومؤسسات المجتمع المدني
- أستفتاء وأستطلاع رأي ألشعب أداة لترسيخ الممارسة ألديمقراطية ...


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق آلتونجي - حق تقرير المصير وحتمية دولة كوردستان القادمة