أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمد فكاك - بأي معنى من المعاني تبقى لهذه المهرجانات السينمائية تحت نير وضغوط النظام الملكي الدموي البوليسي والموكولة في التسيير والتدبير لأشخاص أكثر ملكية من الملك وملحقين بقوات القمع ونهب الشعب.؟















المزيد.....



بأي معنى من المعاني تبقى لهذه المهرجانات السينمائية تحت نير وضغوط النظام الملكي الدموي البوليسي والموكولة في التسيير والتدبير لأشخاص أكثر ملكية من الملك وملحقين بقوات القمع ونهب الشعب.؟


محمد محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 5026 - 2015 / 12 / 27 - 15:37
المحور: الادب والفن
    


خريبكة – الجمهورية الديمقراطية التقدمية التحررية الاشتراكية المجاليسية الشعبية - القائد الرائد صقر الثورة العالمية المحلق محمد ابن عبد الكريم الخطابي.
في 27.12.2015
" حتى لا تصبح مواطنات ومواطني خريبكة جواري وعبيدا وأرقاء لكلاب ومجانين إمبراطورية الفوسفاط الامبريالية –الصهيونية"
النهج الديمقراطي القاعدي الجذري الأمامي الجبهوي البروليتاري الاشتراكي الماركسي اللينيني الثوري.
أبو المهدي ابن الزهراء الزهراء ابن عبد المعطي ابن الحسن ابن الصالح ابن الطاهر محمد محمد فكاك.
ماذا تعني مهرجانات ثقافية سينمائية ترضي النظام الملكي وتسعفه وترضيه وتساعده في أن يحاول سد الفراغات المهولة بعسكرة المهرجانات السينمائية نفسها من داخلها وتحويل القائمين على المهرجانات الثقافية السينمائية كامتداد وجزء لا يتجزأ من حماة النظام الملكي بالعمل على فرض وتصعيد أساليب القمع وتكريس قوانين العيب و الطوارئ والتخطيط لاتخاذ الإجراءات القمعية الكفيلة بتحويل المهرجانات الثقافية باتجاه التحول من أدوات ثقافية حضارية تقدمية أمامية تحررية تحريرية نضالية كفاحية ثورية مستقلة إلى أجهزة قمعية ردعية تمنع استقلال هذه المهرجانات وأسباب نجاحها باعتبار ذلك المخرج الوحيد من هذه المجاعات الثقافية الفنية الجمالية ولقضايا الجماهير الشعبية العمالية التي هي وحدها القادرة والمؤهلة والمدعوة للتغيير الثوري والتمسك في بناء مغرب جمهوري جديد والديمقراطية نهجا وممارسة و والتمسك في بناء مغرب جمهوري جديد والديمقراطية نهجا وممارسة وإلغاء وإزالة ترسانة قوانين ما يسمى بقوانين وشريعة الملكية العلوية والشريفة التي لا تسبب سوى في الانهيارات السياسية - الاجتماعية و الاقتصادية والثقافية وتدهور معيشة السواد الأعظم و المجاعة والحملات المضادة لحركات التحرر الوطني الديمقراطي التقدمي والاشتراكي. كل ذلك أصبح القاعدة الاستراتيجية المميزة للمهرجانات السلطوية في مغرب منهوب ومفترس ومحتكر ومستغل ومستعمر ومحتل ومستوطن ومحروم من استقلاله وسيادته وإرادته وتتعسكر القوات البوليسية النظامية ضده في عدوان امبريالي بربري وحشي على كتم أنفاسه وحماية المصالح المركزية الملكية الديكتاتورية الرجعية والامبريالية والصهيونية. هذا الشعب الذي يخوض نضالا قاسيا ضد الاحتلال والاستيطان والغزو الدائم والمجازر والمذابح والهولوكوستات الرهيبة وأوامر الإبادة الجماعية بحق الطبقات الكادحة الشعبية التي ما زالت تقتاد وتساق إلى المزارع والشركات والمناجم الملكية الارستقراطية البرجوازية في أعمال " كلفة وسخرة" مع إذكاء روح الصراعات العشائرية القبلية الدينية العقائدية الطائفية العرقية قصد تحويل المغرب إلى مستنقعات عازلة ( حزامات أمنية) تحت حكم وسيطرة ونيروحماية الأقلية الأقلوية العنصرية التي خلفها النظام الاستعماري الفرنسي النازي لما يعرف بالنظام الملكي المرتبط بمصالحه المشتركة مع الامبرياليين والصهاينة والتعهد ببذل الجهد الأقصى لاستغلال الإنسان المغربي والأفريقي إلى أقصى حد .أن يعترف الملك أو لا يعترف، فإن والده السفاح القتال الحسن الثاني هو أحد كبار مهندسي فكرة " استقلال المغربإ في حقيقته وجوهره ليس إلا عملية إلحاق وربط المغرب بنيويا وهيكليا بالدوائر الاستعماريةوالامبريالية والصهيونية والرجعية العربية الخليجية - السعودية والإرهابية الإسلاموية التتارية المغولية السلجوقية التركية.
هكذا يكون محمد السادس قد ورثا عبئا ثقيلا يتجلى ويتلخص في مغرب تمطر فيه الخيرات والجنات والفراديس والذخائر والخزائن... وفي المغرب يزداد الجوع والفقر والبطالة والتصحروالجفاف والعسف والاحتلال العنصري البربري الفاشي والاستغلال المكثف للخيرات الطبيعية والنظام اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي الباطل وغير الشرعي والمدعوم بشكل رئيسي من نظام الاحتكارات العالمية الامبريالية – الأمريكية – الصهيونية، والذي يحاول إلهاء الشعب وتدويخه بإجراء انتخابات مزيفة ومزورة ومشوهة باطلة وصورية.
لو كنت يا محمد السادس على قليل من الحياء العربي والخجل العربي ولو كنت صحيحا رئيس لجنة القدس,أميرا لمؤمنين حقا، لسارعت وبكبرياء فاطمة الزهراء وأبي الحسن علي ورفعت بيدك وشخصك العلم الفلسطيني الأحمر والأبيض والأسود يرفرف فوق قصورك وبلاطاتك وإقاماتك وإدارات وثكنات ومحاكم وبرلمان دولتك العلوية اعترافا بالدولة الفلسطينية وضد الامبريالية الأمريكية – الصهيونية وإذ ذاك ستعرف يا محمد السادس من هم أصدقاؤك الحقيقيون ؟ ومن هم أعداؤك الحقيقيون؟ وستعرف أن كل من يحيط بك ومن بلف حولك كلهم وجميعهم آلهات كلاب وقرصان العدو فاحذرهم .
فهل نفرح ليوم تشخص فيه أبصارنا ونحن نحتفل بهذا اليوم التاريخي الذي سيكون بمثابة الفرصة النموذجية التاريخية لتنفيذ هذا الانقلاب الثوري الذي سيكون ب" لمسة قبعة حسب تعبير ماركس؟
ما أريده من هذه المقالة المتواضعة هو الفضح والكشف وتعرية الرهانات الملكية على المهرجانات الثقافية – السينمائية والدعم المشروط الكاذب المزيف الذي يكرس المجاعات والقمعيات والخيانات، و مناك الكثير من الدلائل التي تشير إلى أن عبيد الملك على أقاليم ومدن المغرب يحاولون إغراق المهرجانات الثقافية – السينمائية في دوامة من الانتظار بأبواب حافظات وحفاظ خزائن النظام بآمال اللإفراج عن بعض الصدقات والمن والتفضل ببعض الدريهمات المعدودات البخسة الغثة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فأية بشاعة وفظاعة وجرائمية أن يستفز ويضغط النظام الملكي على إدارات المهرجانات الثقافية –السينمائية – الأدبية – المسرحية – الغنائية باستخدام الرغيف كأداة ضغط وابتزاز داخلية لتكبيل وتقييد واسترقاق واستعباد المسيرين للمهرجانات بشتى الطرق علما أن غالبتهم تكون على أتم استعداد وأهبة واسعة عريضة للاستجابة لابتزازات وعدوانيات النظام الملكي التعسفي الدموي القمعي .
هل عدت تسمع ورغم مخاطر وكوارث ومآسي الأوضاع الشعبية ،ولو نابسة شفة واحدة من متزعمي هذه المهرجانات عما يعانيه الشعب المغربي وما يرقه من قتر وذلة و مسكنة وهوان وإذلال و قهر وجبروت وكهنوت وعنت وقمع ومجاعات وإرهاب وذلة وانحطاط ومهانة واختناق وحصار وأعباء ثقيلة ومستقبل بلا آفاق ؟ هل يجرؤ أحد منهم على رفع الصوت الملآن بالإدانة والتنديد والاستنكار والاحتجاج ضد محاولات النظام الملكي تصريف أزماته الداخلية البنيوية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتحميل الجماهير الشعبية الكادحة المحرومة المضطهدة المعذبة المحروقة المكلومة من عمال وفلاحين ونساء وشباب وقضاة ومحامين وموظفين ومثقفين وطلبة وتلاميذ ومعطلين بالملايين وصغار شرطة وجيش وجنود أعباء هذه الأزمات التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
إن لغة الاحتجاج والتمرد والإضراب والاعتصام والمظاهرات والنقد كلها مفردات وجمل ومصطلحات ممنوعة ومحرمة لأنها تشكل هواجس قلق و توتر ورعب لنظام الملك وعصاباته وأجهزته القمعية البوليسية الموسادية ومنتخبيه البرلمانيين والمهنيين اليمينيين الوصوليين الانتهازيين الارتداديين.
إن أحدا لا يستطيع أن يجادل في كون النظام الملكي أخذ يضيق الخناق والقمع والحصار على مهرجانات الثقافة والآداب والسينما والأغنية والمسرح لأنها لا تنهض إلا على أرض ملغومة ومهزوزة ومتهرئة ومشقوقة. فأينما توليت ونزهت عينيك تجد القوات النظامية البوليسية القمعية المختلفة والمتعددة منتشرة ومسيطرة على كل مرافق المهرجانات

هكذا أصبح المغرب ذي الحضارات العظمى والثقافات الكبرى السابقة على الاستعمار والامبريالية والصهيونية مبتسرا ومختزلا ومحصورا في النظام الملكي الكولونيالي الأوتوقراطي الاستبدادي الديكتاتوري اللاوطني اللاديمقراطي اللاشعبي ، الحليف الاستراتيجي الأساسي الرئيسي لإسرائيل – الصهيونية - الامبريالية الأمريكية وحامي خزائن الفوسفاط في المغرب وآبار البترول الحيوية في الشرق ألأوسط . و يبدو أن هذا النظام الملكي الخياني وحلفاءه في العصابات الإرهاب الديني ومافيات بقايا الفيودالية الإقطاعية وكبار ملاكي الأراضي وزعماء الأحزاب المتناغمة أطروحاتهم مع النظام الراكع تناغما مطلقا ، هؤلاء جميعهم لا يستحقون إلا الازدراء والاحتقار لم يعودوا يحتاجون للاستعارات والتوريات والمجازات وتغليف أيديولوجياتهم الرجعية الحقيقية،هذا النظام العنصري العرقي الفاشستي ذو المنطق المعوج الأغرب الأعجب الأعور الأخرق أخذته العزة بالحماية الأمريكية و الآثام الصهيونية -الرجعية العربية – البربرية الاسلاموية – السلجوقية – المغولية – التتارية -التركية ، فأراد أن الإمساك وحده بزمام الأمور والاستبداد والتفرد بالقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفني ولم تعد له أي علامات الشعور بالكرامة حتى ولو قذفته الإمبريالية الصهيونية بألف حذاء مبلط بالخراء، لأنه عود أمريكا أنه كلما ازدادت حدة إهانتها له وازدرائها به كلما ازداد خنوعا وركوعا وسجودا وانكبابا وإهانة، وسوف تواصل أمريكا الحط بالنظام الملكي وتمريغ الشرف الملكي في قاع الوحل والمزابل والمراحيض بكل الأشكال وبكل الأدوات وجميع الآلات.
إن كل ما أريد الوصول إليه هو أن القيمين والأوصياء الدائمين على الشأن الثقافي والفني والإبداعي والمشكلة من ذوي النزعة الملكية وعبادة الأصنام والأوثان الملكية و المصالح والأغلفة المالية والمكاسب والمناصب.... لم تعد أبدا وسيطا صادقا لتنفيذ ثقافات وطنية ديمقراطية شعبية جماهيرية بل نعتبر أنها أصبحت تمثل احتلالا مباشرا لهذه المهرجانات الثقافية. لكن أنادي من أنادي؟ نريد يا شعبنا نساءا ورجالا صادقين يكون هم المعبرون الحقيقيون لنضالنا وكياننا واستقلالنا وحق تقرير مصيرنا في حين أن هؤلاء المتاجرين الكسبة الكتبة عملوا وسيعملون على تأمين وضمان استمرار احتلال النظام الملكي التيولوجي الأوتوقراطي الاستبدادي الديكتاتوري التوتاليتاري للبيت الثقافي الفني الأدبي الفلسفي الشعري الفني الجمالي.
وما هذه المهرجانات التي تعقد تحت " الرعاية السامية لصاحب الجلالة والمهابة والصولة والصولجان والسلطان والطيلسان ما هي إلا محاولات يائسة لإبعاد الأنظار عن الويلة المخلوقة اللقيطة العازلة المصطنعة بزعامة نظام عميل ودخيل وقيادات دميات سياسية فارغة مفبركة يكرس ويخلد ويؤيد الأوضاع المأساوية الفجائعية الكوارثية المتفجرة في المغرب بما يلبي متطلبات المصالح الامبريالية الامريكية – الصهيونية على حساب الشعب المغربي"
إنها مهرجانات من صنع نظام مآس ومصائب وفواجع، نظام يحاول أغلب المنظمين والمسيرين إضفاء المشروعية والشرعية على سياسات النظام التي هي أشبه بكثير بسياسات النظام الصهيوني كحلم هرتزل الاستعماري بل هي أشد تخطيطا وبدقة عالية وأقوى تواطؤا وتخريبا وخيانة . إنها عمليات الذبح والإرهاب والشنق. إنها مهرجانات كما يريدها الحاكم المغربي الرجعي التابع والملحق بالاستعمار والامبريالية والصهيونية في إطار تكالب القوى الرجعية الأصولية الاسلاموية المعادية للثقافات والفلسفات والديمقراطيات والحريات وتخاذل قيادات البرجوازية الصغرى وتذبذبها.
تسعون سنة من البيان الشيوعي
________________________________________
كتب في: 30 أكتوبر 1937
صدر في:جنوب أفريقيا (باللغة الأفريكانية Afrikaans) كمقدمة للطبعة الأول من "البيان الشيوعي" لتلك اللغة.
نشر لأول مرة: بالانجليزية في فبراير 1938
الناشر: "الأممية الجديدة" (The New International) بنيويورك
التحويل الرقمي: ‎ جريدة المناضل-ة (مارس 2005)
________________________________________
نكاد لا نصدق أن عشر سنوات تفصلنا عن الذكرى المئوية للبيان الشيوعي ! يفاجئ هذا البيان، أكثر بيانات الأدب العالمي عبقرية، بطراوته لحد الآن. تبدو أقسامه الرئيسية وكأنها كتبت أمس. حقاَ أحسن الكاتبان الشابان ( كان عمر ماركس 29 سنة وانجلز 27) النظر إلى المستقبل على نحو لم ينظر به أحد قبلهما وربما حتى بعدهما.
كان ماركس وانجلز قد أشارا، منذ مقدمة الطبعة الإنجليزية سنة 1872، إلى أن أقساما ثانوية من البيان باتت شائخة ولم يعتبرا من حقهما تعديل النص الأصلي لأن البيان أصبح، خلال 25 سنة المنصرمة، وثيقة تاريخية. ومنذئذ مضت خمسة وستون سنة. وغاصت بعض الأقسام المعزولة من البيان بشكل أعمق في الماضي. سنبذل قصارانا لنعرض في هذه المقدمة أفكار البيان التي حافظت كليا على قوتها حتى اللحظة، و كذا تلك المحتاجة إلى تعديلات جدية أو إضافات.
1. قاوم التصور المادي للتاريخ، الذي اكتشفه ماركس قـُبيل نشر البيان وطبقه فيه بمهارة تامة، مقاومة كلية امتحان الأحداث و ضربات النقد المعادي: وهو يشكل اليوم أحد أثمن أدوات الفكر البشري، بينما فقدت باقي تفسيرات السيرورة التاريخية كافة كل قيمة علمية. وبكل يقين يمكن القول إنه دون تملك التصور المادي للتاريخ، يتعذر على المرء حاليا أن يكون مناضلا ثوريا، لا بل حتى إنسانا ذي ثقافة سياسية.
2. يبدأ الفصل الأول من البيان الشيوعي بالجملة التالية: « ليس تاريخ كل مجتمع إلى يومنا هذا سوى تاريخ صراع الطبقات ».
هذه الأطروحة نفسها، التي تمثل أهم خلاصات التصور المادي للتاريخ، ما لبثت أن أصبحت موضوعا لصراع الطبقات. فقد تعرضت النظرية التي تستبدل "المصلحة المشتركة" و"الوحدة الوطنية" و"حقائق الأخلاق الأبدية" بصراع المصالح المادية بما هي القوة المحركة، لهجمات شرسة على نحو خاص من طرف المنافقين الرجعيين والعقائديين الليبراليين و الديمقراطيين المثاليين. وانضم إليهم لاحقا، من داخل الحركة العمالية نفسها هذه المرة، من كانوا يُدعون بالتحريفيين أي أنصار مراجعة الماركسية وفق روح تعاون الطبقات والتوفيق بينها. وأخيرا اقتفي أثرهم في عصرنا الورثة الحقيرون في الأممية الثالثة ("الستالينيون"): لقد نتجت سياسة ما يسمى "الجبهات الشعبية" كليا عن إنكار قوانين الصراع الطبقي. هذا مع أن حقبة الإمبريالية تمثل النصر التاريخي للبيان بدفعها كل التناقضات الاجتماعية حتى نهايتها القصوى.
3. شرح ماركس في كتاب الرأسمال بشكل ناجز(1867) التركيب الداخلي للرأسمالية بما هي طور محدد من التطور الاقتصادي للمجتمع. لكن منذ البيان الشيوعي كانت الخطوط الأساسية لتحليله المقبل مرسومة بإزميل حازم: مكافأة العمل بالقدر اللازم للإنتاج، وتملك فائض القيمة، والتنافس بما هو قانون أساسي للعلاقات الاجتماعية، وخراب الطبقة الوسطى أي البرجوازية الصغيرة بالمدن والفلاحين، وتركز الثروات بأيدي قطب لا يفتأ يتضاءل من المالكين، وتنامي البروليتاريا عدداً في قطب آخر، وتهيئة الشروط المادية والسياسية للنظام الاشتراكي.
4. تعرضت أطروحة البيان، حول ميل الرأسمالية إلى خفض مستوى حياة العمال وحتى إفقارهم، لهجوم عنيف. فقد انتصب الكهنة و الأساتذة والوزراء والصحافيون والمنظرون الاشتراكيون-الديمقراطيون و القادة النقابيون، ضد نظرية "الإفقار" التدريجي. وعلى نسق واحد اكتشفوا تنامي رفاه العمال، حاسبين أن الأرستقراطية العمالية هي البروليتاريا، أو معتبرين ميلا عابرا بمثابة ميل عام. وفي نفس الوقت أدى تطور أقوى الرأسماليات، رأسمالية آمريكما الشمالية، إلى تحويل ملايين العمال إلى فقراء تجري إعالتهم بإحسان الدولة أو البلدية أو الخواص.
5. بتعارض مع البيان، الذي كان يصف الأزمات التجارية-الصناعية بما هي جملة كوارث متنامية، كان التحريفيون يجزمون أن تطور التروسات قوميا ودوليا يضمن التحكم بالسوق ويفضي تدريجيا إلى السيطرة على الأزمات. صحيح أن نهاية القرن الماضي وبداية الحالي تميزتا بتطور مندفع لدرجة بدت الأزمات وكأنها فترات ركود عرضية، لكن تلك الحقبة مضت بلا رجعة. في هذه المسألة أيضا كانت الحقيقة، في آخر التحليل، إلى جانب البيان.
6. « ليست الحكومة الحديثة سوى لجنة تدير الشؤون العامة للطبقة البرجوازية بأسرها ». في الواقع تنطوي هذه الصيغة المركزة، التي بدت للقادة الاشتراكيين-الديمقراطيين مفارقة صحفية، على النظرية العلمية الوحيدة حول الدولة. ليست الديمقراطية التي خلقتها البرجوازية قوقعة جوفاء يمكن، كما اعتقد برينشتاين و كاوتسكي، ملؤها بما يُراد من مضمون طبقي. لا يمكن للديمقراطية البرجوازية أن تخدم غير البرجوازية. وليست حكومة "الجبهة الشعبية"، سواء بقيادة بلوم أو شوطون (لارغو) أو كاباليرو أو نغرين، سوى "لجنة تدير الشؤون العامة للطبقة البرجوازية بأسرها"، وحين تخفق هذه اللجنة في التخلص من المأزق تطردها البرجوازية بضربة قدم.
7. « كل صراع طبقي هو صراع سياسي » ، « تـُشكل البروليتاريا في طبقة ثم في حزب سياسي ». طالما تهرب النقابيون من جهة، و النقابيون الفوضويون من جهة أخرى، من فهم هذه القوانين التاريخية، و ما فتؤوا اليوم يحاولون التنصل منها. لقد تلقى المبدأ النقابي "الخالص" ضربة رهيبة حاليا في ملجئه الرئيسي، الولايات المتحدة الأمريكية. و مُنيت الحركة النقابية الفوضوية بهزيمة لا ترميم لها في آخر قلاعها، إسبانيا . حتى في هذه المسألة كان البيان على حق.
8. لا يمكن للبروليتاريا أن تظفر بالسلطة في إطار القوانين التي تسنها البرجوازية. « ينادي الشيوعيون علانية بأن لا سبيل لنيل أهدافهم إلا عبر تدمير النظام القائم تدميرا عنيفا. » حاول الإصلاحي تفسير أطروحة البيان هذه بعدم نضج الحركة آنذاك وبنقص تطور الديمقراطية. ويبرز مآل "الديمقراطية" الإيطالية والألمانية وجملة أخريات أن ما ينقصه النضج هو الأفكار الإصلاحية بالذات.
9. يستلزم القيام بالتحويل الاشتراكي للمجتمع تركيز الطبقة العاملة بين يديها للسلطة القادرة على تحطيم كل العقبات السياسية على طريق النظام الجديد. « البروليتاريا المنظمة في طبقة حاكمة » هي الديكتاتورية. وهي في نفس الوقت الديمقراطية البروليتارية. و يتوقف نطاقها وعمقها على الشروط التاريخية الملموسة. وبقدر تزايد عدد الدول المنخرطة في الثورة الاشتراكية بقدر ما ستكون أشكال الديكتاتورية حرة ومرنة وبقدر ما ستتسع الديمقراطية العمالية وتتعمق.
10. يستتبع التطور العالمي للرأسمالية الطابع العالمي للثورة البروليتارية. ويمثل عمل البروليتاريا المشترك، بالأقل في البلدان المتحضرة، إحدى أولى شروط تحررها. وقد ربط التطور اللاحق للرأسمالية كافة أقسام كوكبنا، المتحضرة منها وغير المتحضرة ، بعضها ببعض ربطا وثيقا لدرجة جعلت مشكل الثورة الاشتراكية يكتسي طابعا عالميا بشكل شامل ونهائي. وقد حاولت البيروقراطية السوفييتية تصفية البيان في هذه المسألة الأساسية. وكان الانحطاط البونابارتي للدولة السوفييتية الإبانة القاتلة لأكذوبة نظرية الاشتراكية في بلد واحد.
11. « وما أن تختفي، في مجرى التطور، الفوارق بين الطبقات، وما أن يتجمع الإنتاج كله بين أيدي الأفراد المتشاركين، حتى تفقد السلطة العامة طابعها السياسي ». بعبارة أخرى تضمحل الدولة. و يبقى المجتمع وقد تحرر من قميصه الجبري. هذه هي الاشتراكية. ويبرهن العكس، أي النمو الهائل لإكراه الدولة في الاتحاد السوفييتي، على ابتعاد المجتمع عن الاشتراكية.
12. « العمال لا وطن لهم ». غالبا ما رأى السفهاء في هذه الجملة مزحة مفيدة للتحريض. وقد كانت في الواقع تمد البروليتاريا بالتوجيه العقلاني الوحيد حول مشكلة "الوطن" الرأسمالي. و لم يؤد إلغاء الأممية الثانية لذلك التوجيه إلى تدمير أوربا خلال أربع سنوات وحسب، بل أيضا إلى ركود الثقافة العالمية الراهن. ويظل البيان اليوم، مع اقتراب الحرب الجديدة، أصلح مرشد في مسألة "الوطن" الرأسمالي.
===========
هكذا نرى أن كتيب المؤلفين الشابين ما زال يزودنا بتوجيهات متعذر استبدالها في مسائل النضال التحرري الأساسية والأكثر إلحاحا. فأي كتاب آخر يقبل، ولو من بعيد، القياس بالبيان الشيوعي ؟ لكن هذا لا يعني بأي وجه أن البيان، بعد تسعين سنة من تطور غير مسبوق لقوى الإنتاج ومن نضالات اجتماعية عظيمة، غني عن تصحيحات وإضافات. لا قاسم مشترك بين الفكر الثوري وبين عبادة الأوثان. فالبرامج والتنبؤات تـُصحح على ضوء التجربة، ذلك المحك الأسمى للفكر البشري. وكما تدل التجربة التاريخية نفسها يتعذر إدخال تصحيحات وإضافات ناجحة دون اعتماد المنهج الذي قام عليه البيان. وسنحاول إبراز ذلك مستعينين بأهم الأمثلة
1. يعلمنا ماركس أن ما من نظام اجتماعي يتوارى قبل استنفاذ إمكاناته الخلاقة. ُيشهر البيان بالرأسمالية بسبب عرقلتها لتطور قوى الإنتاج. لكن تلك العرقلة لم تكن، في عصره وكذا خلال العقود التالية، سوى عرقلة نسبية: لو أمكن في النصف الثاني من القرن التاسع عشر تنظيم الاقتصاد على أسس اشتراكية، لكان نموه أسرع بوتيرة لا تـُقارن. هذه الأطروحة، غير المنازع في صحتها النظرية، لا تغير شيئا من كون قوى الإنتاج واصلت نموها، على نطاق عالمي، دون توقف إلى غاية الحرب العالمية. وفقط خلال العشرين سنة الأخيرة، رغم أحدث اكتشافات العلم والتقنية، بدأت حقبة ركود مباشر وحتى انحدار الاقتصاد العالمي. بدأت البشرية تعيش من الرأسمال المراكم وتهدد الحرب القادمة بتدمير أسس الحضارة نفسها لأمد طويل. كان كاتبا البيان يتوقعان تحطم الرأسمال زمانا طويلا قبل تحوله من نظام ذي طابع رجعي نسبي إلى نظام رجعي بالمطلق. ولم يتجل هذا التحول سوى في أنظار الجيل الحالي، وجعل عصرنا عصر حروب وثورات وفاشية.
2. ترتب خطأ ماركس وانجلز، بصدد الآجال التاريخية، عن بخس قدر الإمكانات اللاحقة الملازمة للرأسمالية من جهة، وعن مبالغة تقدير نضج البروليتاريا من جهة أخرى. لم تتحول ثورة 1848 إلى ثورة اشتراكية، كما توقع البيان، لكنها أتاحت لاحقا لألمانيا إمكان ازدهار باهر. وأبرزت كومونة باريس كيف يتعذر على البروليتاريا انتزاع السلطة من البرجوازية دون قيادة حزب ثوري محنك. والحال أن الحقبة المديدة التالية من تطور الرأسمالية لم تؤد إلى تربية طليعة ثورية، بل بالعكس إلى الانحطاط البرجوازي للبيروقراطية العمالية التي غدت بدورها كابحا أساسيا للثورة البروليتارية. لم يكن بوسع كاتبي البيان نفسيهما توقع هذا "الديالكتيك".
3. الرأسمالية في نظر البيان هي المنافسة الحرة. فعند حديثه عن تنامي تركز الرأسمال، لم يستنتج بعد البيان الخلاصة الضرورية بصدد الاحتكار الذي غدا شكل الرأسمال السائد في عصرنا وأهم مقدمات الاقتصاد الاشتراكي. لم يلاحظ ماركس إلا لاحقا في كـتاب الرأسمال ميل المنافسة الحرة إلى التحول إلى احتكار. أما التوصيف العلمي لرأسمالية الاحتكار فقد قدمه لينين في مؤلفه حول الإمبريالية.
4. كانا كاتبا البيان، وهما يضعان نصب أعينهم بوجه خاص مثال "الثورة الصناعية" الإنجليزية، يتصوران على نحو خطي مفرط سيرورة تصفية الطبقات الوسطى في شكل بلترة شاملة للحرف وللتجارة الصغيرة والفلاحين. وفي الواقع ما زالت القوى الأولية للمنافسة دون استكمال هذا العمل التقدمي و البربري معا. لقد دمر الرأسمال الملكية الصغيرة بأسرع مما بلترها. علاوة على أن السياسة الواعية للدولة البرجوازية تستهدف منذ أمد بعيد الإبقاء بشكل مصطنع على الفئات البرجوازية الصغيرة. إن تطور التقنية وترشيد الإنتاج الكبير إذ يولدان بطالة مزمنة، يكبحان بالمقابل بلترة البرجوازية الصغيرة. وفي نفس الوقت نمى تطور الرأسمالية بشكل خارق جيش التقنيين والادخاريين ومستخدمي التجارة أي بكلمة واحدة ما يُدعى "الطبقة الوسطى الجديدة". والنتيجة أن الطبقات الوسطى، التي توقع البيان بكل جزم زوالها، تشكل زهاء نصف السكان حتى في بلد صناعي كألمانيا. لكن الحفاظ المصطنع على الطبقات الوسطى البالية منذ أمد بعيد لا يلطف بأي وجه التناقضات الاجتماعية، بل يجعلها على العكس مرضية بوجه خاص. إنه، إذ ينضاف إلى جيش العاطلين الدائم، يمثل التعبير الأكثر إيذاء عن تعفن الرأسمالية.
5. يحتوي البيان، الذي جرى تصوره لأجل حقبة ثورية، عشر مطالب (في نهاية فصله الثاني) تطابق مرحلة الانتقال المباشر من الرأسمالية إلى الاشتراكية. وقد بين ماركس وانجلز في مقدمتهما سنة 1872 أن تلك المطالب شاخت جزئيا ولم تعد لها على أي حال سوى دلالة ثانوية. واستحوذ الاصلاحيون على هذا التقييم قصد تأويله تأويلا مؤداه أن الشعارات الثورية الانتقالية تـُخلي المكان نهائيا لـ"برنامج الحد الأدنى" لدى الاشتراكية- الديمقراطية، هذا الذي لا يخرج، كما نعلم، عن إطار الديمقراطية البرجوازية.
و في الواقع أوضح كاتبا البيان بدقة تامة التصحيح الرئيسي الواجب إدخاله على برنامجهما الانتقالي، عنينا « إن الطبقة العاملة لا يمكنها ان تكتفي بمجرد الاستيلاء على جهاز الدولة القائم وتسييره لتحقيق أهدافها الخاصة ». بعبارة أخرى كان موضوع التصحيح هو تقديس الديمقراطية البرجوازية. عارض ماركس الدولة الرأسمالية بدولة من طراز الكومونة. وقد اكتسى هذا الطراز لاحقا شكله الأكثر دقة، شكل السوفييتات. ويتعذر اليوم كل برنامج ثوري دون سوفييتات ودون رقابة عمالية. أما البقية الباقية برمتها، أي مطالب البيان العشرة، التي كانت في عصر النشاط البرلماني الهادئ تبدو قديمة، فإنها اكتست لحد الآن كامل أهميتها. و بالمقابل فإن الذي شاخ بلا أمل هو برنامج "الحد الأدنى" الاشتراكي-الديمقراطي.
6. بغية تسويغ أمل « ألا تكون الثورة البرجوازية الألمانية سوى مقدمة للثورة البروليتارية »، يستند البيان إلى شروط الحضارة الأوربية الأكثر تقدما قياسا على إنجلترا القرن 16 وفرنسا القرن 17 وتطور البروليتاريا الأرقى بكثير. لا ينحصر بطلان هذا التوقع في خطأ الآجال. فبعد بضعة اشهر أبرزت ثورة 1848 بوجه الدقة أن أيا من الطبقات البرجوازية غير قادرة، في وضع تطور أكثر تقدما، على السير بالثورة حتى النهاية: فالبرجوازية الكبرى والمتوسطة شديدة الارتباط بالملاكين العقاريين ومشلولة بالخوف من الجماهير، والبرجوازية الصغيرة فائقة التشتت وتابعة جدا بواسطة قادتها للبرجوازية الكبيرة. و كما أبان التطور اللاحق في أوربا وآسيا، لم يعد بالإمكان تحقق الثورة البرجوازية بشكل معزول. يستحيل تطهير المجتمع من سقط متاع الإقطاعية دون قدرة البروليتاريا المتحررة من تأثير الأحزاب البرجوازية على قيادة الفلاحين وإقامة ديكتاتوريتها الثورية. ومن خلال هذا يمكن أن تنصهر فيها الثورة الاشتراكية فيما بعد. وهكذا تصبح الثورة الوطنية حلقة من الثورة العالمية. ويكتسي تحويل الأسس الاقتصادية وكافة علاقات المجتمع طابعا دائما
إن الفهم الواضح للعلاقة العضوية بين الثورة الديمقراطية وديكتاتورية البروليتاريا، وبالتالي الثورة الاشتراكية العالمية، يمثل للأحزاب الثورية بالبلدان المتأخرة في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا مسألة حياة أو موت.
7. لم يشر البيان، وهو يبرز كيف يجر إعصار الرأسمالية البلدان المتأخرة والبربرية، إلى نضال الشعوب المستعمرة و شبه المستعمرة من أجل استقلالها.
فبقدر ما كان ماركس وانجلز يعتقدان أن الثورة الاشتراكية، "في البلدان المتحضرة بالأقل"، كانت شأن السنوات المقبلة، كانت مسألة المستعمرات بنظرهما قد حُلت، لا كثمرة لحركة مستقلة للشعوب المضطهدة بل كنتيجة لانتصار البروليتاريا في حواضر الرأسمالية. وهذا ما جعل البيان لم يتناول، ولو تناولا أوليا، مسائل الاستراتيجية الثورية في البلدان المستعمرة وشبه المستعمرة. لكن هذه المسائل تستدعي حلولا خاصة. فجلي مثلا أن "الوطن القومي" إذ أصبح أسوأ كابح تاريخي في البلدان الرأسمالية المتطورة، فإنه يظل عاملا تقدميا نسبيا في البلدان المتأخرة المضطرة إلى النضال من أجل وجودها واستقلالها. يقول البيان: « يدعم الشيوعيون في كل مكان كل حركة ثورية تناضل ضد النظام الاجتماعي و السياسي القائم ». وتشكل حركة نضال الأجناس الملونة ضد المضطهدين الإمبرياليين إحدى أقوى الحركات وأهمها ضد النظام القائم، لذا يلزم دعمها التام، دون تردد، من قبل بروليتاريا العرق الأبيض. ويعود فضل تطوير إستراتيجية ثورية للشعوب المضطهدة إلى لينين بوجه خاص.
8. قسْم البيان الأكثر قدما، لا من حيث المنهج بل الموضوع، هو نقد الأدب "الاشتراكي" للنصف الأول من القرن التاسع عشر، وتحديد موقف الشيوعيين إزاء مختلف أحزاب المعارضة. لقد كنست ثورة 1848، أو ما أعقبها من ثورة مضادة، كل التيارات والأحزاب المذكورة في البيان بكيفية جذرية لدرجة أن التاريخ لم يعد يذكرها حتى. لكن لعل هذا القسم من البيان هو أيضا اقرب إلينا اليوم مما هو إلى الجيل السابق. فقد أمكن في عهد ازدهار الأممية الثانية، لما بدت الماركسية سائدة دون منازع ،اعتبار أفكار الاشتراكية السابقة لماركس متجاوزة نهائيا. لم يعد الأمر كذلك اليوم. فانحطاط الاشتراكية-الديمقراطية والأممية الشيوعية يولد مع كل خطوة انتكاسات إيديولوجية بشعة. يعود فكر الشيخوخة إلى الصبا تقريبا، فسعيا وراء صيغ خلاص يُعيد أنبياء عصر الانحدار اكتشاف عقائد دفنتها الاشتراكية العلمية منذ أمد بعيد. أما مسألة أحزاب المعارضة فقد ألحقت بها العقود المنصرمة أعمق التغييرات: لم تـُستبدل الأحزاب القديمة بأخرى جديدة وحسب، بل تغير حتى طابع هذه الأحزاب وعلاقاتها المتبادلة تغيرا جذريا في شروط عصر الإمبريالية. لذا يتعين استكمال البيان بالوثائق الرئيسية للمؤتمرات الأربع الأولى للأممية الشيوعية وبالأدب الأساسي للبلشفية وبقرارات كونفرانسات الأممية الرابعة.
سبق التذكير آنفا بأن أي نظام اجتماعي لا يتوارى، بنظر ماركس، إلا بعد استنفاذ إمكاناته. بيد أن النظام الاجتماعي، حتى وإن تقادم، لا يخلي المكان لنظام جديد دون مقاومة. يستلزم تعاقب الأنظمة الاجتماعية أشد الصراعات الطبقية شراسة أي الثورة. إن عجزت البروليتاريا، لهذا السبب أو ذاك، عن إطاحة النظام البرجوازي الذي يواصل الحياة دون قوته و مزاياه، فلا يبقى للرأسمال المالي، في صراعه لأجل الحفاظ على سيطرته المهزوزة، غير تحويل البرجوازية الصغيرة، التي دفعها إلى اليأس وثبط همتها، إلى جيش مذابح بيد الفاشية. يشتبك الانحطاط البرجوازي للاشتراكية الديمقراطية والانحطاط الفاشي للبرجوازية الصغيرة تشابك السبب والنتيجة.
بوقاحة أكثر جموحا تقوم الأممية الثالثة اليوم في البلدان كافة بعملها المتمثل في خدع العمال وتثبيط هممهم. إن مرتزقة موسكو عديمي الذمة، إذ يضربون طليعة البروليتاريا، لا يفتحون الطريق للفاشية وحسب، بل ينجزون أيضا قسما من عملها. تؤول أزمة الفكرة البشري المديدة في الواقع إلى أزمة القيادة الثورية.
بصفتها وريث التقاليد المجيدة التي يشكل البيان أثمن حلقاتها، تـُربي الأممية الرابعة بتربية أطر جديدة لحل المهام القديمة. إن النظرية هي الواقع وقد جرى تعميمه. وتعبر الإرادة المتحمسة لإعادة صهر بنية الواقع الاجتماعي عن نفسها في موقف صادق من النظرية الثورية. إن إقدام رفاقنا في الأفكار، بجنوب القارة السمراء، على أول نقل للبيان إلى لغة الأفارقة البور يمثل تأكيدا جليا لواقع أن الفكر الماركسي ليس حيا اليوم سوى تحت راية الأممية الرابعة. إن المستقبل ملك لها. وفي الذكرى المئوية للبيان الشيوعي ستكون الأممية الرابعة القوة الثورية الحاسمة على كوكبنا.
النهج الديمقراطي القاعدي الجذري الجبهوي الأمامي الاشتراكي الماركسي اللينيني الثوري.
أبوالمهدي ابن الزهراء الزهراء ابن عبد المعطى ابن الحسن ابن الصالح ابن الطاهر محمد محمد فكاك.



#محمد_محمد_فكاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا عمال العالم اتحدوا
- ما هي أوضاع حقوق الانسان والنساء والأطفال في المغرب
- بيان تنديد واستنكار للعملية الجبانة وإسقاط الطائلرة السوفيات ...
- في التضامنالمطلق معالصحافي الصديق العزيزمصباح نجيب ضد قرار ع ...
- بيان تنديد وإدانة جريمة محاولة اغتيال الفنانة النجمة المراكش ...
- مأزق النظام وأزمته البنيوية الهيكلية الدائمة .. وقصور وعجز ا ...
- 20فبراير وعودة الأشباح القديمة إلى إدارةوتسيير الأزمة البنيو ...
- إن التحول الثوري في المغرب وأفريقيا وأمريكا اللاتينية هو وحد ...
- فبأي آلاء الثورة والكفاح المسلح وحركات التحرر الوطني تخون وت ...
- أبدا لن نركع رغم أساطيلك ودباباتك وقمعك وتقتيلك، ولن ننسى ال ...
- لو كانتهناك ديمقراطية حقيقية لقالت:- الشعب يريد إسقاط النظام ...
- الطفل السوري الشهيد إيلان كردي الفارس الذي ترجل وأمه مريم وج ...
- رفيقتي رفيقي ثوروا وحطموا بوابات وجدران وهياكل المعابد الزائ ...
- الوطن الأم مملوء قلبي وفؤادي ومهجتي بالحب والحنين والولاء فه ...
- لقد جاءت مواقفك يا سعيد المغربي يمينية رجعية محافظة غير صائب ...
- ما الذي يجعل الملك يقضي حياته كلها في السهر على تزوير الانتخ ...
- أيها الشعب المغربي البطل ،قاطع انتخابات النظام الملكي المؤلف ...
- قاوما إن فجر الثورة ساطع ساطع ساطع
- فألف وألف تحية وتحية لقادة وأحزاب وشعب اليونان
- هل يحق للملك أن يكون منحط الأخلاق


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد محمد فكاك - بأي معنى من المعاني تبقى لهذه المهرجانات السينمائية تحت نير وضغوط النظام الملكي الدموي البوليسي والموكولة في التسيير والتدبير لأشخاص أكثر ملكية من الملك وملحقين بقوات القمع ونهب الشعب.؟