الهائم9

مراد سليمان علو
شاعر وكاتب
(Murad Hakrash)

الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 14:49
المحور: الادب والفن
    

(العصفورة)
مراد سليمان علو

كانت امرأة تريد أن تخبز، ولكن أبى النار أن يشتعل في التنور. فقط الدخان كان يتصاعد منها، وفجأة برزت عصفورة، وهي ترفرف بأجنحتها، وتتأوه من الألم قائلة: "أيتها الخبّازة انزعي من قدمي هذه الشوكة، وأرمها في تنورك، ثم انفخي فيها ثلاثا، وستشتعل نارا، ثم تصنعين خبزك بسرور". ففعلت المرأة ما قالته لها العصفورة، وبعد أن خبزت، ووضعت خبزها في إناء العجين، ثم وضعته على رأسها؛ لتعود إلى البيت رجعت إليها العصفورة ثانية وهي تشقشق قائلة: "أيتها الخبّازة أرجعي لي شوكتي ما دمت قد انتهيت من صنع خبزك!"، فقالت لها المرأة: "ولكن الشوكة احترقت، وأحرقت معها الحطب الذي وضعته في التنور، وصنعت بها خبزي"، فقالت العصفورة وهي تبكي: "أريد شوكتي، أو جميع أقراص الخبز التي خبزتها بدلا عنها"، فأجابتها المرأة: "يا ناكرة الجميل. نزعت عنك الشوكة، وأنهيت ألمك. والآن يجدر بك أن تشكريني لا أن تطلبي خبزي مقابل تلك الشوكة اليابسة".
فردّت العصفورة: "ليت هناك من يحكم بيننا بالعدل ليرى من هي ناكرة الجميل فينا فلولا شوكتي المباركة ما تمكنت من إشعال النار، وصنع الخبز، ولأثبت لك بأنني على حق لن أرضى أبدا بأقل من رغيف كامل".
فردّت عليها المرأة، وقد اقتربت من بيتها: "يا لك من ثرثارة تطلبين ما لا تقدرين على حمله، ولكني أفضل منك فقد تركت لك بعض الفتات على سطح التنور، فارجعي لعلك تصيبينه بدلا من التحدث معي بأمور فات أوانها"، فرجعت العصفورة مسرعة إلى التنور وهي تشعر بنشوة الانتصار، ولكنها وصلت بعد فوات الأوان فالعصافير الأخرى كانت قد أتت على كل شيء بشراهة بيد أنهم قالوا لها عندما وصلت بأنها مفوّهة، ومفاوضة، بارعة!.

#مراد_سليمان_علو (هاشتاغ)       Murad_Hakrash#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل