هيثم هاشم
الحوار المتمدن-العدد: 5021 - 2015 / 12 / 22 - 15:12
المحور:
الادب والفن
حكايات من تمر البصرة
الصبور
هي مأكولة مذمومة لها موسم عندما يبدأ الصبور
بالدخول من البحر وحتى الأهوار- ويتحول طعمه
من المالح -الى الحلو، فهو موجود فقط في أعلى
الخليج العربي مدخل شط العرب وموسمه الربيع
وحتى منتصف الصيف ، وهو لذيذ ويعرفه أهل
البصرة وعبدان والكويت وبه مادة الفسفور عالية
جداً لهذا بعد الأكل يغلب النعاس والنوم وكأنها
سمكة تحمل مخدراً ٠-;-
وإذا أردت أن تنام - أكل أصبورة والسلام ٠-;-
يوماً ما في الطفولة - ولمدة حوالي الشهر تأثر
القصابين وبائعي اللحوم في البصرة ، وحتى
بعضهم أغلق محله (( متجره )) للوفرة الغير
مسبوقة -- وأصبح شط العرب يروج وتشاهد
سمك الصبور وكأنه غزواً -- وأصبح يباع بأي
ثمن حتى بفلسين ، لابل وحتى تم إستخدامه
في تسميد الأرض خير ماشاء الله وترى تعلو
مدينة البصرة في الظهر غمامة دخان معطرة
برائحة السمك المشوي -- والأكثر سعادة فيها
كانت القطط ، فكان لها موسم سياحي ممتاز
وشيعت البطون ، ولكن تجد أهل البصرة عصراً
بعضهم يركم (( يدعم)) الحائط لانه أكل أكثر
من صبورة ...!!!!
هذه القصة من الواقع ، الصبور وكافة الاسماك
لها رحلة ربانية - تأتي من الخليج ثم تمر بشط
العرب حتى تنتهي المرحلة في الأهوار جنة عدن
وتتكاثر هناك وتعود للخليج مرة أخرى ٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-٠-;-
وإنما أقول هنالك سراً ربانياً في البصرة فهل
هو سر المدينة أم أهل المدينة ٠-;-
اما اليوم فغادر الحب والصبور المدينة ، فهل هو
زعلان بما أصاب حبيبتي البصرة من عين ..! ٠-;-
بالعيون كثيرة والعياذ بالله منها ومن شرها ..!٠-;-
وأتذكر أجمل ربيع قبل بداية الحرب - كان الجو
خيالي - والمدينة مكتظة بالزائرين خصوصاً من
دول الخليج العربي وكانت الفنادق ليست لديها
تلك السعة - ونام الزوار بالشارع مما دعى أهل
البصرة استضافة العوائل في بيوتهم بكل سعادة
هذا الجمال والسحر شهدته في البصرة -- وكأن
البصرة تودع جزءاً من التاريخ ، وهي اليوم تقف
على أطلال المدينة الأولى في التاريخ فليس قبل
السندباد حكاية أو قصة ...!!!
#هيثم_هاشم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟