اعرف نفسك

كامي بزيع

الحوار المتمدن-العدد: 5017 - 2015 / 12 / 18 - 10:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

لماذا كان شغل الانسان الشاغل ان يعرف من هو؟
يقال ان سقراط هو من قال "اعرف نفسك"، ولكن البعض يؤكد ان هذه الحكمة وجدت قبله بكثير، وطالما وجدت منقوشة على باب معبد ابولون (رب الشمس والنور) في دلفي..
ربما تختلف الطرق لمعرفة الانسان لنفسه، لكن ادقها يبقى ان يعرف نفسه بنفسه...
قال افلاطون "ان كل مايتعلمه المرء يكمن في قراره نفسه اصلا"...
فكل مايمكن تحصيله هو في الاساس في اعماقنا علينا ان نستشرفه، ان نعي وجوده، بل ان نحياه، من هنا يكون النظر الى الداخل بدل ان يكون الى الخارج..
عندما يتمكن الانسان من معرفة نفسه سيعرف بالتالي كل ما هو محيط به في هذا العالم، نظرا للعلاقة القائمة بينهما.
وتحسب انك جرم صغير، وفيك انطوى العالم الاكبر.
ان ادراك الانسان لنفسه يجعله يدرك الحقيقة، الحقيقة المطلقة، فكونه الخاص هو صورة مصغرة عن كونه العام الواسع، وجوهر الفرد هو ذاته جوهر الكون.
ان معرفة الانسان لنفسه اساس المعرفة، لانها تجعله يكتشف سبب وعلة وجوده، ويعرف بالتالي كيف يعيد الاتصال بالروح العظمى التي اتى منها...
معرفته لنفسه ستقوده الى معرفة مصدره "من عرف نفسه فقد عرف ربه"...
"اعرف نفسك" ليست مقولة فلسفية انها تجيب على اكثر الاسئلة الحاحا التي طرحها الانسان على امتداد تاريخه على هذه المعمورة.
لماذا وجد الانسان؟ ماالهدف من وراء الحياة؟
"وفي انفسهم افلا ينظرون"، ان غاية الوجود يكمن في هذه المعرفة، بأن نعرف من نحن.
نحن قبس النور الالهي!.
طالما كان سقراط يؤكد انه يسمع صوتا الهيا داخله وهو يصغي له، وهذا الصوت يمنعه عن الذهاب الى الساحات العامة ومشاهدة الاعدامات...
هذا الصوت الداخلي كان ملهمه ومرشده، وهو ذاته الموجود فينا وعلينا الاصغاء له.

#كامي_بزيع (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل