أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تحالف إسلامي فاشل














المزيد.....

تحالف إسلامي فاشل


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 5016 - 2015 / 12 / 17 - 10:42
المحور: كتابات ساخرة
    


بعد الإخفاق الكبير الذي شهده التحالف العربي في حربه على اليمن، وعدم استطاعته القضاء على الحوثيين بكل السبل الممكنة لا جوّا ولا برّا ولا بحرا، استغاثت السعودية بأشقائها من الدول المسلمة غير العربية والعربية كباكستان وتركيا ومصر والصومال وجزر القمر في تحالف إسلامي كما أسمته للقضاء على الإرهاب، والإرهاب في نظرها هم الحوثيون في اليمن الذي ما زال يرزح تحت وطأة النيران منذ أن استولى الحوثيون على مفاصل السياسة في صنعاء وطرد عبد ربه منصور هادي الرئيس الضعيف من قصره ومن معه من أعضاء حكومته، بل أجبروه على الهرب متخفّيا حتى لا تراه الأعين ولا ترصده.
هذا التحالف الذي أسمته السعودية بالإسلامي هو شبيه بالتحالف ضد داعش، وكلاهما يحارب حسب زعمه داعش، المنظمة الإرهابية التي ساهمت السعودية وقطر والإمارات وتركيا في تركيبتها الأولى عندما ظنت هذه الدول أن الأخطبوط يحارب نظام بشار الأسد في سوريا وإذا به يكشّر عن أنيابه ويلتهم كل أعدائه بل وأصدقائه الذين وقفوا بجانبه ودعموه إعلاميا وماديا وبشريا، وما الخطوة التي أقدمت عليها السعودية إلا تبرير لأخطاء ترتكبها بالجملة مستخدمة في ذلك نفوذها المالي العتيد الذي سينضب يوما.
غير أن الواقع على الأرض لا ينبئ بتغيير كامل رغم تشكيل هذا التحالف الوهمي ضد ما سمي الإرهاب، فروسيا هي الدولة التي غيّرت الخطط الحربية في سوريا بعد تدخّلها الأخير وأجبرت الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول العربية على تغيير الاسترتيجية المعتمدة في سوريا، وهي محاربة نظام الرئيس بشار الأسد وتغييره من أجل أن تقوى شوكة السعودية وحلفائها وتبرز للعالم ولشعبها أنها حقّقت النصر ولو كان وهميا، في حين أن الرجل الروسي القوي لم يسمح لهذه اللعبة بأن تمرغ التاريخ وبدأ جولاته وصولاته لمعاقبة كل من تسول له نفسه إيذاء سوريا، فبدأ الحرب مع تركيا بعد إسقاطها الطائرة الروسية ومعاقبتها اقتصاديا في خطوة رآها المحللون ضرورية لبيان القوة الاقتصادية الروسية في المشهد العالمي الجديد.
وظلت العلاقة بين روسيا وتركيا متوترة إلى اليوم ولم تجد خلاصا، إذ ترى روسيا في تركيا اليوم تمدّدها العثماني نحو بسط نفوذها في المنطقة، فاتخذت العراق وسوريا مسرحا لتجربة قواتها على الأرض، وهي تتغذى داخليا وتتلظى بنار داعش التي مرّت من أراضيها وتشكّلت بعلمها وتحت أعينها، وهي اليوم تعاني الأمرين، تعاني خلافها الشديد مع أقرب جاراتها وهي سوريا، ولن تغفر لها سوريا ما قامت به من عداء فاضح لا مبرر له، بل ستحاكمها يوما في محكمة العدل الدولية بلاهاي أنها انتهكت حرماتها واعتدت على أرضها، بل ساعدت الإرهاب على الدخول في سوريا وتوغله وإفساده في الأرض، وخسرت أهم حلفائها في المنطقة وهي روسيا.
ومن منطلق الغاية تبرّر الوسيلة فإن السعودية وحلفاءها اليوم يتبعون هذه السياسة لتغيير المزاج العام ونسيان الخسارة الفادحة التي منيت بها في الأيام الماضية بعد مقتل قائد قواتها في اليمن إلى جانب ضابط إماراتي، فغايتها تركيع الحوثيين الذين ما زالوا يستميتون دفاعا عن أرضهم حسب زعمهم وأن السعودية وحلفاءها محتلون ينبغي ردهم وردعهم، لذلك فهي تبحث عن وسيلة وأيّ وسيلة، شرعية كانت أم محرّمة دوليا، بل وبنفوذها المالي تصيّرها شرعية حتى تكتسب موافقة العالم غير الشرعي، الذي بات يعترف بأن الامم المتحدة منظمة فاشلة وفاسدة، يجب إصلاحها من الداخل فبدأت بتغيير نظامها الداخلي في اختيار أمينها العام، بعد محاولات محرجة وأخرى مخجلة.
لن تستطيع السعودية ولا تحالفها الجديد أن تغيّر شيئا على الأرض، حتى لو أتت بجيوش العالم كله، لن تستطيع أن تفرض على شعب هوية جديدة غير هويته، كما لا تستطيع تركيا أن تغير نمط الشعب السوري الذي تربى على الحرية والكرامة، لن تستطيع أن تجلب لها من الخارج من يحكمها، فسوريا واليمن بلدان عربيان لهما من الكرامة ما يكفي للدفاع عن نفسيهما إلى آخر قطرة من دمائهما، وبالتالي إذا أرادت السعودية أو تركيا الخلاص فعليهما بالسلم، وما السلم إلا جناح قوي يرفع بؤس الحرب التي استمرت في اليمن أشهرا وفي سوريا سنوات.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة التي كرمها الإسلام
- أيها الداعشي ابتعد عن تونس
- العالم يعيش صدمة
- ماذا بعد أحداث باريس؟
- الجبير ومعركة الحسم في سوريا
- رسالة بوتين للعالم
- عذرا أخي نوبل!
- علاقات مشبوهة في العمل
- هل جنّالإعلام العربي؟
- العالم يتراجع والأسد يتألق
- خرافات السياسة الحديثة
- إنه الطفل الذي علّم العالم درسا
- للكتابة مذاق خاص
- ماذا تنتظرون أيها العرب؟
- اتقوا الله يا مرتزقة إسرائيل!
- الإسلاميون والانتخابات
- الرسول يحب النساء
- أبدعوى الجاهلية تحاربون يا من تسمون أنفسكم مسلمين؟
- لماذا ترفض المرأة البقاء في بيتها؟
- ما أبشع الديمقراطية الحديثة


المزيد.....




- أفلام كرتون طول اليوم مش هتقدر تغمض عنيك..  تردد قناة توم وج ...
- بدور القاسمي توقع اتفاقية لدعم المرأة في قطاع النشر وريادة ا ...
- الممثل الفرنسي دوبارديو رهن التحقيق في مقر الشرطة القضائية ب ...
- تابع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 22 .. الحلقة الثانية وا ...
- بمشاركة 515 دار نشر.. انطلاق معرض الدوحة الدولي للكتاب في 9 ...
- دموع -بقيع مصر- ومدينة الموتى التاريخية.. ماذا بقى من قرافة ...
- اختيار اللبنانية نادين لبكي ضمن لجنة تحكيم مهرجان كان السينم ...
- -المتحدون- لزندايا يحقق 15 مليون دولار في الأيام الأولى لعرض ...
- الآن.. رفع جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 الشعبتين الأ ...
- الإعلان الثاني.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 على قناة الفجر ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - تحالف إسلامي فاشل