أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الأتراك الخزر أجداد اليهود الأشكناز.. هل سمعت بهم من قبل!















المزيد.....

الأتراك الخزر أجداد اليهود الأشكناز.. هل سمعت بهم من قبل!


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عجيب جدًا أن مناهج التاريخ العربية خلت، إلا قليل، من الإشارة إلى مملكة دامت لنحو 4 قرون (650 م- 1048 م)، أسسها جماعة من الأتراك (لاحظ أن الأتراك لم يعرفوا في تاريخهم الوحدة القومية، وعاشوا في ترحال دائم، عالة على الحضارات المجاورة لهم)، وكان ملوكها في بداية الأمر وثنيين كسائر الترك، ثم اعتنقوا اليهودية في منتصف القرن الثامن الميلادي.

كانت نواة المملكة الخزرية الأولى في منطقة شمال القوقاز (ما بين بحري قزوين والأسود)، ثم توسعت شمالًا في الأراضي الروسية، وجنوبًا حيث أرمينيا وأذربيجان حاليًا، ونافست الأمبراطورية البيزنطية على أراضي جنوب شرقي أوروبا (بلغاريا والبلقان و..)، وعلى السيادة على البحر الأسود، ومن تكون له السيطرة على جزيرة القرم.

تاريخ نهضتها وتوسعاتها في القرن السابع الميلادي، يؤكد أنها، بالضررورة، تصادمت مع المد العربي الإسلامي (وهذا يضع علامة استفهام كبيرة حول السر وراء تهميش هذا الصراع وعدم الإشارة إليه بكثافة كما هو الحال مع الصدام العربي - البيزنطي، أو العربي - الساساني).. حيث يقول المؤرخون، أن أول حالات التصادم بين الجيشين كان في عامي 651 - 652 م، عهد عمر بن الخطاب، حين حاول عبد الرحمن بن ربيعة فتح شمال القوقاز، في البداية حقق العرب المسلمون انتصارات وفرضوا سيادتهم على أراضٍ، لكن في نهاية المطاف استطاع الخزر استعادتها وقتلوا ما يقرب من 40 ألف جندي مسلم!.
تطورت الصدامات فيما بعد، وشهدت أوقات مد وجزر:

- مثلًا، في عهد الأمويين، حشد الخزر عام 731 م قواهم ودمروا جيشًا للمسلمين يقدر بـ 25 ألف ونجحوا في التسلل من الشمال حتى وصلوا إلى محيط الموصل العراقية، قبل أن ينجح العرب المسلمون في إخراجهم وإعادتهم لحدودهم.

- في سنوات تلت تلك الواقعة استطاع الجيش الأموي تحقيق انتصارات داخل أراضيهم وضم عددًا من المدن الخزرية، ويُقال أنه قتل من الخزر في هذه الحرب عشرات الآلاف، ثم وُقّعت معاهدات سمحت ببقاء فقيهين يعلمون الناس أمور الإسلام، وزعم بعض ملوك الترك اعتناق الإسلام، قبل أن يرتدوا فيما بعد.

- بداية من منتصف القرن الثامن الميلادي، فقدت الحروب الخزرية العربية، قوتها. كانت آخر هجمات الخزر على الدولة العباسية في عهد هارون الرشيد، الذي أرسل قائد جنده لإخراج الخزر من أرمينيا. وخلت أغلب المصادر التاريخية من الإشارة إلى وقوع حروب بين العرب والخزر، بعد ذلك.

فلماذا خلا التاريخ الذي يتم تدريسه في الأقطار العربية من الإشارة إلى هذه المعارك؟

قبل أن نجيب، لا بد أن نشير إلى أن حروب الأتراك الخزريين، لم تكن مع العرب وحدهم:

- بل دخلوا في صدامات عسكرية في أوقات مبكرة بالتحالف مع الروم البيزنطيين، ضد الإمبراطورية الساسانية: الإمبراطورية الفارسية الثانية (226 - 651).

- وعلى مدار القرون الباقية من عمر تلك المملكة، وقعت حروب قاسية، بين الخزريين والبيزنطيين "المسيحيين"، وتنافسوا على أراضي أوروبا الشرقية وعلى جزيرة القرم.

- وقعت حروب بين الخزريين، والقبائل التركية الرعوية الأخرى، أخذت شكل غارات وحملات تأديبية، تقريبًا من القرن التاسع الميلادي، سواء القبائل التي تعيش ضمن نطاق المملكة، وتسعى للانفصال، أو تلك التي تعيش على أطرافها.

- بداية من منتصف القرن التاسع (859م)، ظهر على الخريطة قوة جديدة، تأخذ شكل دولة مركزية في طور التكوين، مشكلة من تحالف القبائل السلافية الروسية، وخاضت ضد الخزريين حروبًا شرسة، على مدار قرنين تقريبًا، وفي نهاية المطاف عام 1048 م، ونتيجة لعوامل ضعف داخلية معقدة، نجحت القوة الروسية الناهضة في تحطيم تلك المملكة تمامًا، والسيطرة على قلبها.. وانساح شعبها في روسيا وأوروبا الشرقية.

ولكن من هم هذا الشعب؟

هذا السؤال، يعد هو الأهم، في هذا السياق.. وفي إجابته خلاصة ما تم طرحه:

كان ملوك الخرز، كسائر الأتراك هذا الزمن، وثنيين.. إلا أنه وفي منتصف القرن الثامن الميلادي 740 ميلادية، تهوّد (اعتنق اليهودية) الملك وسائر قومه من الأتراك، وعرفت تلك الديانة طريقها إلى الشعوب التي كانت تحت حكمه، وانتشرت في قطاعات واسعة منهم. ويفسر المؤرخون تهوّد ملوك الخزر الأتراك، بالقول بأنهم اعتنقوا الديانة اليهودية ليكونوا بمنأى عن الصراع الدائر بين القوتين العظمتين الإسلامية - البيزانطية، وأنه استنادَا إلى تهوّد الملوك، وعدم وجود سلطات رقابية لمسألة انتشار الدين، انتشرت اليهودية كالنار في الهشيم بين الخزريين.

وبحسب طابور طويل من المؤرخين، من ضمنهم جمال حمدان، فهؤلاء الأتراك اليهود، هم أجداد اليهود الأشكناز الحاليين (ثلاثة أرباع يهود العالم)، وأنهم استوطنوا شرق أوروبا (بولندا وأوكرانيا و..)، وروسيا، وبعض المناطق الأوروبية، منذ تاريخ 1048 ميلادية، وهو التاريخ الذي انهدت فيه الإمبراطورية الخزرية، وانساح شعبها في تلك المناطق.

وحسب ما هو معروف، فالكيان الصهيوني، مشكل بالأساس من هجرات كثيفة استيطانية بدأت من منتصف القرن التاسع عشر ميلادي (زمن العثمانيين، وتحديدًا عبدالحميد الثاني)، من هذه الدول، التي لا علاقة عرقية وإثنية بين سكانها الأتراك الخزريين وبين بني إسرائيل الساميين (نقطة على السطر).

لا شك أن الصهيونية، نجحت في الوصول إلى المناهج العربية ورواة التاريخ العرب، وهمشت قصة هذه المملكة التي دامت أربعة قرون واشتبكت مع المسلمين الأوائل والبيزنطيين والفرس.. (أي أنها لم تكن كمًا مهملًا)، حتى لا يلتفت عموم الناس، لما يمكن أن يلتفت إليه أي باحث متواضع في التاريخ، وهو أن أحفاد الأتراك الخزر (المتهوّدين) هم من يشكلون الآن النسبة الأكبر من يهود العالم والكيان الصهيوني، ولا علاقة تربطهم ببني إسرئيل القدامي، من قريب أو بعيد.

لكن، هل الصهيونية، وحدها هي من أردات تهميش، قصة الخزر ومملكتهم؟

يقينًا، استنتاجيًا، فهناك طرف آخر، تقاطعت مصلحته مع الصهيونية في تهميش تلك القصة، وهم الأتراك المسلمون (سلاجقة وعثمانيون).

ربما رأى الأتراك أن في قصة بني قومهم، الذين حاربوا المسلمين الأوائل، وتهوّد معظمهم، ما يعيبهم، وما يتنقص من الهالة المقدسة التي حاولوا أن يحيطوا انفسهم بها (رغم أن في الحقيقة لا يعيب المرأ أن يكون أجداده أو أبناء عمومته على غير ما هو عليه، أبدًا).. إلا أن النظرة الشعوبية التي شرعت في احتقار العرب، على أساس أن أجدادهم من الوثنيين، وحاربوا الإسلام (رغم أن من نهضوا بالإسلام في مهده أيضًا عرب!)، لم تكن تريد أن يلحقها ذات الاتهام الذي كانت تستخدمه ضد خصومها بأسلوب ديماجوجي رخيص، وهذا ما دفعهم نحو تهميش هذه القصة.

ذلك التهميش الذي أدى فيما بعد إلى إغفال هذه الحكاية في قضية الصراع العربي - الصهيوني!.

كلمات دلالية للبحث:

-اليهود الخزر أجداد اليهود
-الإمبرطورية الخزرية التركية
-اليهود الإشكناز، ونسبتهم
-الهجرات الصهيونية إلى فلسطين



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن تعقيدات المسألة العراقية.. بقلم السيد شبل
- االسبكية والوهابية!
- الثورجي والدولجي.. وانتحار المنطق!
- توثيقي: كيف دعم جيش الاحتلال الصهيوني العناصر المتمردة في سو ...
- في ثمان نقاط.. ما قبل وما بعد إسقاط الطائرة الحربية الروسية!
- النضال بالمقلوب !
- عن -الحقوقي- الذي أثار قلق -بان كي مون-!
- عن شرم الشيخ التي سحرتنا، نتحدث.. بقلم: السيد شبل
- رسائل غير مشفرة !
- المثقفون العرب!
- سبع معلومات لا تفوتك عند الحديث عن الأمم المتحدة !
- كيف توظف أوروبا قضية اللاجئين السوريين لصالحها ؟.. بقلم: الس ...
- لا بديل عن دور الدولة
- الجمهورية العربية المتحدة تنتصر
- من يتهم الغرب بالإبادة الجماعية ؟!
- الجزر المنعزلة داخل المجتمع الواحد!.. بقلم السيد شبل
- الإنسان قبل الأيدولوجية
- الربيع العربي وفقًا للمفهوم -الثوري- الأمريكي
- الدولة لا تزال في قبضة النظام السوري.. لأنه لم يفقدها من الب ...
- أوكرانيا.. وما تكشفه من أسرار اللعبة الدولية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - الأتراك الخزر أجداد اليهود الأشكناز.. هل سمعت بهم من قبل!