دعوة على العشاء/ قصص قصيرة

منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 5007 - 2015 / 12 / 8 - 08:52
المحور: الادب والفن
    

دعوة على العشاء
في يوم دعا الثعلب طائر اللقلق ذو المنقار الطويل ليكون ضيفه على العشاء إلى العشاء، وأعد لهذه المناسبة حساء لذيذا. ولكن الثعلب أراد أن ينفرد بالحساء ولا يشرب منه اللقلق ففكر بخدعة ذكية.
وعندما حضر اللقلق في المساء، وضع الثعلب الحساء في طبق كبير وأخذ يشرب. وحاول اللقلق وضع منقاره الطويل في ذلك الطبق ولكنه لم يستطع ، فلم يذق طعم الحساء. ضحك الثعلب من طول منقار اللقلق وعدم قدرته على تناول الحساء من الطبق.
ومرت الأيام واراد اللقلق ان يدعو الثعلب إلى العشاء ، وصنع له حساء لذيذاً ، وعندما وصل الثعلب وضع اللقلق الحساء في جرة طويلة العنق وضيقة وبدأ اللقلق يشرب الحساء بمنقاره الطويل بكل يسر ، ولكن الثعلب لم يستطع إدخال فمه في الجرة فلم يذق طعم الحساء.
ربيع
ربيعنا العربي لم يزهر.. قالها وقد امتلأت عيناه بالدمع... ورددها مرارا احسست بها في حلقي عن حلقه.. كانت ملامح الخيبة بادية على وجهه وبصوته المبحوح الذي لا يكاد يسمع يصيح: هل من ربيع لامتي؟ فاجيب في نفسي .. نعم فسنن الله ثابتة في الكون ولا بد من ربيع تزهر فيه النفوس المطمئنة الى وعد ربها وتنجلي فيه ظلمات الخريف وهو قريب قريب ..
في أعظم ليلة مرت على هذه الدنيا، خشع كل الكون ليسمع أول التراتيل النورانية تنزل على قلب اكرم خلق الله “إقرأ”، فقرأ من آيات الله الكونية، وسننه الثابتة التي لا تتبدل، لكنه لم يكتف بالقراءة بل بدأ مهمته العظيمة “وكذلك أوحينا إليك قرآنا عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها”، ومن ثلة من الرجال المؤمنين في أم القرى مكة، شحذ همتهم، وزكى نفوسهم، وعلمهم الكتاب والحكمة، فانطلق بهم يفتح الشرق والغرب، فكان ربيع الأمة الأول...
وهكذا ربيعنا القادم، يبدأ برجل او رجلين، في قرية او مدينة، ثم بثلة من الرجال، يسمعون النداء “إقرأ”، ويطهر قلوبهم من اليأس في الربيع، ويزكيهم من حب السلطة والرياء والجبن والبخل، ويعلمهم الكتاب والحكمة، ثم ينطلق به ليزهر الربيع في قلب كل نفس تواقة
فلا مجال لإنتظار ربيع يأتيك من خارج نفسك، الربيع أنت، اليأس قاتل الأمة ومحبطها، وهو أول مراتب الكفر، وجانب الوهن، فإنه جاعل الأمة غثاء، وتعالى بنفسك عن سفاسف الأمور، ونزه نفسك عن صغارها لتصل إلى كبارها
منطق
في مقهى عصري او ما يسمى كوفي شوب بحي راق اجتمع الشعراء امرؤ القيس، وجميل بثينة وكثير عزة، يتداولون فيما بينهم أمور الشعر والشعراء...
بين الفينة والأخرى تعلو ضحكاتهم المجلجلة ...
تدخل الى المقهى فتاة حسناء برفقة صديقاتها...
الشابة ترتدي سروال جينز ...
أعين الجميع تلتهمها...
حتما سيتغزلون بها

اثر العبارة
بينما كان الشاعر مشغولا باقتفاء اثر العبارة بتحفز باد...
كان أبو عمرو الجاحظ يضرب بعكازته الارض خلفه...
المعاني، المعاني مطروحة في الطريق

انقلاب
في الخريف تدخل الشجرة ساحة الوغى كفارس مغوار
وكعجوز مقوس الظهر تخرج منها صيفا...

التقويم
تاريخ الصلاحية المدون على علبة اللبن الرائب يخبرني أن الأيام تمر بسرعة. أنا مازلت احسب اننا في شهر أكتوبر. وحينما كنا في أكتوبر، كنت أظنه أغسطس. لكن علبة اللبن الرائب تقول أننا في ديسمبر. هل مر العام بهذه السرعة؟.
لست من هواة البحث في الأشياء القديمة ولكنني أفكر بشدة في هذا العام الذي يمر ثلثه الأول وأنا أحارب طواحين الهواء، ثم يمر الثلث الثاني وأنا حزين. لأقضي الثلث الأخير وأنا مريض.
و إذا سألني أحدهم عن العام سأخبره أنه لم يمر بي بعد. أنا لم أعش العام 2015 . وهكذا يصير تقويم العالم يسبق تقويمي بعام كامل. عام كامل أحسب كل أيامه جمعة… يوم جمعة طويل ممل، لايريد أن ينتهي

طمع
سرق الكلب في يوم قطعة من اللحم وجرى مسرعا حتى لا يلحق به أحد. وصل الكلب إلى النهر وحاول عبوره ليذهب إلى مسكنه ليستمتع بأكل قطعة اللحم. نظر الكلب في النهر فوجد صورته في الماء، فحسب أن كلبا آخر يحمل قطعة اخرى من اللحم. فقرر أن يأخذ قطعة اللحم التي في الماء.. فتح فمه فسقطت قطعة اللحم من فمه في مجرى النهر. حاول الكلب الطماع استرجاع قطعة اللحم من المجرى ولكنه لم يستطع...


اقتحام
في ساحات القتال ضد جيوش أوروبا كان نابليون بونابرت حين يخلو إلى نفسه داخل خيمته يقضي وقتا طويلا في كتابة رسائل حب ملتهبة إلى زوجته جوزفين، لكن الزوجة التي تكبره بستة أعوام كانت دائما ما تتجاهل رسائله ولا ترد على خطاباته، فانقلبت رسائل الحب إلى رسائل تهديد، لكن جوزفين تجاهلتها أيضا
"إن لم تكتبي لي رسالة يوما ما فإنني سوف أنطلق عائدا وسوف أطير عبر نافذتك وسوف أطعنك بسيفي الصغير"
كان بوسع نابليون اقتحام أعتى حصون أوروبا، لكنه لم يستطع أبدا اقتحام قلب جوزفين..

#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل