أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد... انه كتاب ينبض بالحياة














المزيد.....

داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد... انه كتاب ينبض بالحياة


منير ابراهيم تايه

الحوار المتمدن-العدد: 4989 - 2015 / 11 / 18 - 09:12
المحور: الادب والفن
    


انا اشير الى القمر والاحمق ينظر الى اصبعي
"مثل صيني"
داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد .. انه كتاب ينبض بالحياة

ان تقرأ لرسول حمزاتوف يعني ان تحب داغستان كما لو انها وطنك فهذا الرجل يملك قدرة خاصة على مخاطبة كل ما هو انساني ووطني فيك ليحيله عشقا لداغستان هذا البلد الذي من اجلها لا عاش فيها
انه يكتب وهو متيم بأناس وطنه الطيبين.. يكتب بأسلوب العاشق الولهان..ليجول بنا داغستان ..بين جبالها وسهولها ..بين اساطيرها وتراثها
ندق معه الأبواب وندخل لنستمع للحكايا
"داغستان بلدي" ليس كتاب يتحدث عن جغرافيا أو تاريخ بلد..
انه كتاب ينبض بالحياة..
تتجول فيها في ذاكرة الكاتب وذكرياته...
وتنظر الي داغستان لا كبلد في خريطة وبين خطول الطول والعرض
انما تنظر اليه بعيني العاشق ...الذي يرى في كل بقعة ذكرى او حكمة
داغستان بلدي..من اجمل ماقرات
واكثرها تأثيرا فيّ..
ببساطة هو من الكتب التي تحدث فيك أثرا وتغييرا يمتد حتى بعد انهاءك له
تبدأ قصة الكتاب عندما طلب أحد محرري المجلات من رسول أن يكتب عن داغستان عن حاضرها المشرق و عن ماضيها العتيق عن جبالها و بحرها عن مزارعيها و جبلييّها بوصفه كاتب وشاعر يحترمه الداغستانيون كثيرا ، مشكلة المحرر أنه انهى طلبه بشرط أن لا تتعدى هذه المادة العشر صفحات و أن تُكتب خلال عشرين يوما ..
ويبدو ان هذا الطلب أغضب رسول و أثار قريحته فبدأ كتابة هذا الكتاب و انتهى بملحمة تزيد عن خمسمائة صفحة أخذت منه سنوات لكتابتها ..
ولعل أفضل مراجعة لهذا الكتاب اقتبسها من كلمات الكاتب نفسه :
" سيقول بعض المحررين والنقاد: هذا الذي كتبت ليس برواية ولا قصة ولا أقصوصة بل نحن لا نعرف ما يمكن أن يكون.
و يقول لي محررون و نقاد آخرون إن ما كتب هو هذا أو ذاك أو أشياء أخرى .
أما أنا فلا أصر على إعطاء هوية لما أكتب. عمّدوا بالاسم الذي تختارونه ما سوف يخطه قلمي. لست أكتب لكي أوافق واحدا من القوانين الكنسية التي وضعتموها
ولكني كتبت ما كتبت لألبي نداء قلبي . و القلب لا يعرف قانونا ، أو على الصحيح أن للقلب قوانينه التي لا تناسب الناس جميعا"
كما يعلق حمزاتوف على الرسالة قائلا: فيما مضى كان أهل الفتاة لا يسألونها رضاها حين كانوا يزوجونها كانوا يضعونها بكل بساطة أمام الأمر الواقع هكذا فعل صاحبنا محرر المجلة قرر كل شيء نيابة عني، ولكن هل قررت أنا أن أتحدث عن داغستاني في تسع صفحات وفي فترة عشرين يوما؟.
يقول حمزاتوف ان المجلة كانت ترغب القيام بدعاية للانجازات الشيوعية في داغستان، لكنه يسخر من أساليب الشيوعيين هذه ومن كون ما يطلبه منه هذا المحرر، دون طموحه لكتابة ما يود كتابته عن بلده وكأن بلده عنده هو قضيته المقدسة وليس أي قضية أخرى.
كما سخر بعد ذلك من موسكو نفسها ومن كون والده حمزة حين قارن بين قريته في جبال داغستان وبين عاصمة الاتحاد السوفييتي موسكو، فضّل قريته على موسكو.
ويتابع سخريته من الشيوعيين ايضا ومن ذلك أن شيوعيا من داغستان اسمه محمد غير اسمه فجعله ميخائيل لا لشيء إلا ليتقرب من رؤسائه.. وحين علم والد محمد بفعلة ابنه المنكرة استدعاه وقال له: ثكلتك أمك! رغم أنني أنا الذي أعطيتك هذا الاسم ، وأصبح ملكا لك تستطيع أن تتصرف به كما تشاء، لكن من سمح لك أن تستبدل اسمي أنا حسن باسم غريفوري وأنا مازلت على قيد الحياة ، وأريد أن أبقى حسن.
ويعلق رسول على هذا الحكاية قائلا: كانت معارفه قليلة وضحلة، لكنه كان بالمقابل يعتبر نفسه أيدولوجيا مخلصا وكان يتحدث عن هذا في كل مكان حتى ان كثيرين صاروا يحسبونه أشد المدافعين عن الشيوعية!
ويردد رسول بحسرة كلمة للإمام شامل تقول إن الشعوب الصغيرة في حاجة إلى خناجر كبيرة وهي عبارة يعنى بها عدم قدرة داغستان وبقية بلدان آسيا الوسطى الفقيرة والضعيفة على التحرر من زعامة روسيا لهذه البلدان.
كما يردد عبارة أخرى لأبوطالب الداغستاني تقول إن الشعوب الصغيرة بحاجة إلى أصدقاء كبار!.
لغة وصفية عالية.. جمال في فلسفة الأفكار.. وكأنك تقرأ "هكذا تكلم زرادشت" سرد رائع يخوض بك في كل التفاصيل ويشتتتك ويعود بك مجددا إلى الموضوع بكل سلاسة وراحة.
احببت حكايات شامل والحاج مراد, احببت المقالات الاخيرة عن حسن
احببت الحديث عن داغستان



#منير_ابراهيم_تايه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن العشق والعشاق... ثرثرة من الداخل


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - منير ابراهيم تايه - داغستان بلدي كتاب لا يتحدث عن جغرافيا او تاريخ بلد... انه كتاب ينبض بالحياة