روني علي
الحوار المتمدن-العدد: 5003 - 2015 / 12 / 2 - 09:45
المحور:
الادب والفن
ألمانيا ..
السوط يلسع ظهر الفجر
من لدغة عناكب
تخيط من قميص النوم
غرفة .. غرفتين
سجناً لعيون الشمس
واصطبلاً لموقد الأحلام
فتزكم النوارس في قفص العصافير
لتشد الرحال من حنجرة البحر
ويغرد "البلم" أغنية الموت
من حمولة
هي الوطن .... وأشباه الأمنيات
ألمانيا ..
كطائر أصابه الحنق
تبحث الأنامل عن بذرة
تعيد النضارة لتجاعيد الفؤاد
والروح
تناجي بواكير الفراشات
مهلا بسواطير الرحمة
فأجنحتكم
لن تلملم بقايا الدموع في المآقي
ستسرد جداول الألم يوماً
أن الشموع انتحرت في كفن الخطيئة
حين غيب الموج ابتسامة حبيبتي
ألمانيا ..
أصوات مختنقة .. متدحرجة
وآهات تفرز ألبومات صور
من عنق الغبار
وتنثرها ياسميناً
لأحلام تغفو مع جدراننا المتآكلة
على شرفات شوارع وطن
يسرح فيها الغول مختالاً .. منتشياً
والخراف تساق إلى حتفها
على أنغام
تعيدنا إلى صفحات صفراء من تاريخ
كتب بحوافر الجياد وصهيل السيوف
ألمانيا ..
نكذب في عيون النهار
فنسرد لساعي الوصال
قصص حمقاء
نستهل من شطآن حبكتها
جرعات النوم
على سحنة الوطن
ونمضي في كذبة كبرى
حين نطلق زفرة إضافية
ونجاري من كنا نعشقهم
من مجاملات الحدائق المغطاة بأثواب مصطنعة
ما زلت على عهدي ........ في حبكم
ألمانيا ..
وتر في قوس مبحوح
يهدهد سرير حامل
ستقص غداً كجدة
لحفيدات ترسمن حدائق متخيلة
هكذا كان وطن الآباء
قبل أن ينزف الدم من حنجرتي
وستذرف دمعة .. دمعتين
قبل أن يعانقني جدكم
كنت في حجرة البلد
معشوقة لعشيق
انتحر عشقاً ولم أعشقه
ألمانيا ..
عجوزة من طينة الجن
تخيط بكارة الأوجاع
تنكح الطفولة من هدير الراين
وتنفخ في حقائب الظهر وطناً
يبحث عن نشيد بلغتي
عن لغة من مفردات جدتي
عن عشق يحتضنه صدري
والمتناثرات من قصائد
كتبتها عن حبيبة
لم تدرك من الحب إلا
لعبة الأسلاك واجتياز حواجز الخرائط
ألمانيا ..
بحة من دفتر
أزيلت من سطوره حروف العناق
حين سقط من عيني عاشقة
في طابور الموت
على شاطئ الهلاك / النجاة
معلناً في صرخة أبدية
لن أنتمي لإنسانيتكم
في غمد سيوف الردة ... وسأمضي
فأنا من وطن
لا وطن فيه إلا صوت المآذن
وصلوات الرجم على ابتسامتي
30/11/2015
#روني_علي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟