أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مجاشع محمد علي - دور الإعلام في صنع صورة العراق في الخارج














المزيد.....

دور الإعلام في صنع صورة العراق في الخارج


مجاشع محمد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 01:33
المحور: الصحافة والاعلام
    


لكل دولة من دول العالم صورة وطنية- وخاصة الدول الكبرى، والدول الإقليمية المركزية كالعراق- هذه الصورة الوطنية الذهنية تعكسها وسائل الإعلام-بالدرجة الأولى- لدى شعوب دول العالم، وتتحدد مكانة وسمعة الدولة في العالم بناءً على تلك الصورة؛ والمثال على ذلك هجرة الآلآف من العراقيين إلى الدول الأوربية بطريقة غير مدروسة معتمدين على صورة المجتمعات الأوربية كما عكستها وسائل الإعلام، والتي تعكس رؤى الآخرين وإدراكهم لقدرتها ولدورها، وتنعكس تلك الصورة على خصائص شعب كل دولة.
إن التطور الكبير الذي رافق الثورة الإعلامية المعاصرة التي شهدها العالم في السنوات الثلاثين الأخيرة تقريباً؛ والدور المهيمن للإعلام على السياسات الخارجية والعلاقات الدولية يجعل من اليسير بناء صورة وطنية لأي دولة، وخصائص وطنية للشعوب بصورة أسرع عن ذي قبل، بالرغم من عدم وجود أية ضمانات لكي تعكس تلك الصورة حقيقة الشعوب والخصائص الدقيقة للدول- والأمثلة عديدة وكل منا لدية صورة معينة عن أي دولة-، من ثم تستثمر الدول جمعاء في إعلامها الوطني، وربما في الإعلام الدولي تحسّباً لذلك، وبغية أن تُعبر الصورة الوطنية عن مكانتها الفعلية.
وبالعودة للعراق هذا البلد الموغل في القدم بحضارته وثقافة شعبه؛ فإن صورة الوطنية المشرقة بدأت بالتراجع بشكل متسارع؛ فمثلاً حينما نسافر للخارج، السؤال الذي يُطرح علينا هو:انت سني أم شيعي؟ عربي أم كردي أن تركماني؟ هل هناك حياة في العراق؟ كيف لكم ان تقتلوا بعضكم البعض؟ ... إلى غير ذلك من الأسئلة التي تعكس صورة العراق وشعبه في الخارجفي هذه الأيام –التي غذاها الإعلام لدى العالم-.
فالصورة الوطنية للعراق في الخارج بعد العام 2003– التي تعكسها وسائل الإعلام - أكثر تعقيداً من دول أخرى في النظام الدولي لأسباب تتعلق بالواقع الصعب والمعقد للعراق، والتي تزداد يوماً بعد يوم سوءاً وخلافاً لما كان يعتقده البعض من أن الحرية والديمقراطية ستحسن من صورة العراق التي تراجعت خلال فترة حكم البعث؛ فهذه الصورة السيئة عن حكم صدام لم تؤثر على صورة الشعب العراقي، بل على العكس كان هناك تعاطفاً دولياً وظهر الشعب العراقي على أنه شعب مناضل ومكافحة ضد الظلم والدكتاتورية؛ لكن حينما ظهرت الخلافات والانقسامات داخل الشعب بعد العام 2003 والذي رافقه اعتداءات مسلحة وتفجيرات ارهابية حصدت ارواح الابرياء انقلبت تلك الصورة وانعكست على صورة الشعب العراقي كله.
إن أسباب تراجع صورة العراق كثيرة ولم يقتصر على الجوانب الامنية والسياسية، بل تعدى ذلك إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية، أضافة إلى أن القنوات الفضائية - بعد العام 2003- أتاحت الفرصة لأشخاص غير متخصصين لدس أنوفهم في موضوعات سياسية حساسة بدعوة الشجاعة الفردية من ناحية، واستثارة المواطنين وتحريضهم من ناحية أخرى، فقد تحوّل هؤلاء الأشخاص إلى محللين سياسيين يقدّمون فتاوى سياسية حول الهوية العراقية، والعلاقات الخارجية، وهي فتاوى أكثر خطراً وأشد ضرراً على صورة العراق أمام دول العالم.
وقد أدى التنافس بين وسائل الإعلام- وفي مقدمتها الفضائيات- لتغطية الموضوعات المتشابهة إلى الاستعانة ببعض الضيوف غير المتخصصين يستخدمون لغة للحوار تنعكس سلبياً على صورة العراق عند تحليل مضمونها ومقاصدها، كما أوجد التضارب في المناقشات الوطنية، وعدم توافر المعلومات -عند الحاجة إليها- إلى التشكيك في الأداء والإغراق في استنتاجات تضر بالعراق ولا تُضيف إليها.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن البرامج التلفزيونية- المقدمة عبر القنوات الفضائيات- في إعدادها وأدائها بدلاً من أن ترتقي بالرأي العام، نجدها في بعض الأحيان تستجديه، وتتولى تسطيح الموضوع، فإن هذا يؤدي بالضرورة إلى تشويه الحقيقة، ويُضعف قدرة العقل على التفكير والفهم والإبداع، ويؤدي إلى أخطاء يتصيدها المراقبون والمحللون ويستنتجون منها خلاصات تُلقي ظلالاً كثيفة على صورة العراق.
أخيراً فالصورة الذهنية للعراق في الداخل والخارج هي مسؤولية جماعية تحتاج إلى رؤى وطنية معمقه تحدد نوع وكيفية إسهام العراق في الحضارة الإنسانية المعاصرة، لذا فبناء صورة العراق يقتضي إدراكاً واعياً بأن العراق لا تُعني الحكومة ولكنها تُعني الشعب العراقي وموارده وقدراته ومؤسساته وثقافته وعقله، كما أنها صورة تكاملية شاملة وليست جزئية أو مفردة تستلزم بالضرورة تعبئة وطنية خالصة للارتقاء بالأداء والالتزام بالتميز والإعلاء من قيم الإيثار والانطلاق من الداخل إلى الخارج، والإدراك الواعي بأن تشوه الصورة في الخارج يضر بالمكانة ويؤثر على الدور، ويُلقي مسؤولية أكبر على السفارات العراقية في الخارج الذي يجب أن يعمل كوادرها على تصحيح ما يرتكبه بعض العراقيين- بقصد أو بدو قصد من أخطاء - في حق الوطن- تضر بصورة العراق أمام العالم.



#مجاشع_محمد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفضائيات العراقية والتظاهرات وتصفية الحسابات
- دور شبكات التواصل الاجتماعي بالعراق في التظاهر وتحفيز الفاعل ...
- مسؤولية الإعلام العراقي تجاه مكافحة الإرهاب
- الإعلام الأمنى في العراق ودوره فى التصدى للشائعات وقت الأزما ...
- نحو إستراتيجية لتطوير الأداء الإعلامي العراقي في مواجهة داعش ...
- برامج تليفزيون الواقع تفرض نفسها وتدخل الفضائيات العراقية دو ...
- الفيس بوك ثروه من ثروات العراق الضائعه
- فوضى الإنتاج التليفزيوني فى العراق
- الحوار السياسى البناء لعبور أزمة العراق
- دور الإعلام العراقي في السلام المجتمعي ووحدة البلاد


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مجاشع محمد علي - دور الإعلام في صنع صورة العراق في الخارج