أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة أبوطاحون - رواية -البلاد العجيبة- دعوة للعلم والفكر














المزيد.....

رواية -البلاد العجيبة- دعوة للعلم والفكر


نائلة أبوطاحون
(Naela Abutahoun)


الحوار المتمدن-العدد: 4988 - 2015 / 11 / 17 - 12:50
المحور: الادب والفن
    


البلاد العجيبة دعوة للعلم والفكر
رواية "البلاد العجيبة لليافعين" للأديب المقدسي جميل السلحوت صدرت مؤخّرا عن مكتبة كل شيء في حيفا. تقع الرّواية التي صمّم غلافها وأخرجها شربل الياس في 84 صفحة من الحجم المتوسط.
الرواية وجهها الكاتب لليافعين، وهي من وحي خياله، مشوقة للقارئ لسبر أغوار أحداثها التي تدور ما بين الأرض والسّماء ... بلغة سلسة سهلة ممتنعة وبتسلسل أخاذ للأحداث .
ربما حلم الكاتب بأن تعيش الكرة الأرضيّة في أمن وسلام، وبلا حروب أو فتن هو ما أوحى إليه بتخيّل تلك الحياة على كوكب آخر غير الأرض..تسكنه مخلوقات بشريّة .. مجتمع أنثويّ بكل معنى الكلمة، فالمرأة هي السّائدة وهي الحاكمة والمتصرفة في كلّ الأمور..ولهذا العالم قوانينه وأنظمته التي تصبّ جميعها في رفعة ورقي المجتمع وضبط سلوك أفراده.. كوكب وصل أفراده لأقصى درجات التّفوق علميّا، وسُخر كلّ هذا لما فيه منفعة البشريّة على ذلك الكوكب، ولم يُستخدم لتدميره كما نرى على الأرض..مجتمع يخلو من الفقر والجريمة..فلا حروب ولا مجازر..رخاء ما بعده رخاء ، أمن وطمأنينة ، حريّة فكر وتعبير ..عدا عن حرية المعتقد والدّين فلا طوائف ولا مذاهب تكون سببا في خلق النّزاعات بين البشر.
بنظري هذا العالم هو الأمثل وهو المدينة الفاضلة التي نحلم بالعيش فيها..ولقد وجّهها الكاتب للنّاشئة وللفتيان، فهم أمل الغد والمستقبل الآتي بما يحملون من أفكار وقيم؛ ليزرع فيهم تلك القيم، وليحثّهم على طلب العلم الذي هو كما قالت زينب في نهاية الرّواية على لسان العالم أحمد زويل "بأن المشاكل الاقتصادية في مصر وغيرها من الدّول جميعها لا يحلّها إلا العلم"
محمود طفل يتوجه للمدرسة سيرا على الاقدام، لأنّه لا يملك ثمن أجرة الباص، يرقب المحلات التّجاريّة وما بها من ملابس وحلوى ..يتمنّى في أعماقه لو يحصل على لباس جديد وطعام لذيذ، لكنه لا يستطيع فحالتهم المادّيّة معدمة....ذات ليلة يستيقظ أحمد على صوت شيخ بلباس أبيض يدعوه للذّهاب معه في جولة داخل القدس، ينقاد الطفل بإرادته مسلّما أمره لذلك الشّيخ الذي تبدو الطّيبة على مُحيّاه..وما بين الصّخرة والكأس المخصّص للوضوء في باحة المسجد الأقصى تنتظره مركبة زجاجية على قطعة حريريّة، يركبانها وتحلق بهما عاليا. فالقدس هي بوابتنا إلى السّماء ...ويهبط على كوكب مأهول بالسّكان ...غمرت الدّهشة محمود، فكلّ ما في هذا الكوكب جميل ونظيف، حتى الأكل والملبس متوفّر وفي متناول اليد ، يقدم للمحتاجين مجّانا..يأكل محمود ويشرب ثم يعود لأسرته محمّلا بالهدايا...ومن ضمنها عقدان مرصّعان بالجواهر والياقوت...نام الطفل في فراشه بعد تلك الرّحلة، واستيقظت أسرته لتجد مفاجأة عجيبة، مأكلا وملبسا دون عناء أو تعب، استفسر الوالد فأخبره محمود بأنّه من أحضرها لهم ..جنّ الوالد فما عهد ابنه لصّا...فمن أين أتى بكلّ هذا؟ وهذان العقدان الجميلان حُفر عليهما اسم زوجته وابنته، فكيف؟ ولِمّ هذين الاسمين بالذات؟ هل هي مصادفة أم ماذا؟
ذهب بالعقد إلى الصّائغ ليتحقّق من كنه العقدين، فأخبره بأنّه قطعة فريدة الصّنع باهظة الثّمن وعرض عليه مبلغا طائلا، فوافق عبد المعطي وعاد رجلا ثريّا، فالمبلغ الذي قبضه من الصّائغ كبير ..لكنّه عاد مرهقا فطلب من زوجه أن يكون في الغرفة لوحده؛ كي ينام قليلا ويرتاح من عناء التّفكير...وهناك وجد امرأة فائقة الجمال ورجلين آخرين ..عقدت لسانه المفاجأة لكنّها طمأنته بأنّها ما جاءت إلا لإسعاده، واسعاد أسرته وأنها من أرسلت لهم الهدايا وطلبت منه الزّواج بها، ومعها المأذون والشّهود ..اطمأن عبد المعطي ووافق، فما من أحد سيعلم بذلك فهي لا تُرى إلا لمن أرادت أن تكشف نفسها أمامه.
وهكذا تدور الأحداث ما بين أهل الأرض والسّماء، على ذلك الكوكب الذي تحكمه النّساء بما لديهنّ من عاطفة وحكمة وجمال . كيف ستكون الحياة على هذا الكوكب؟ وأيّ حضارة بُنيت عليه؟...بكلّ براعة تُحبك الأحداث بتسلسل مثير ومُشوّق للوصول إلى النّهاية.
في النّهاية أحيي الكاتب على هذا العمل الرّائع، وأبارك له إصداره الجديد ..وأتساءل إن كان هناك جزء آخر منها ؟ ففي نهايتها ما يدللّ على ذلك حين قالت زينب لأخيها: ما علينا إلا الجدّ والاجتهاد في الدّراسة، لنتعلم في واحدة من جامعات البلاد العجيبة.
17-11-2015



#نائلة_أبوطاحون (هاشتاغ)       Naela_Abutahoun#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة -عمري أنا -
- من سلسلة -مذكرات مراهقة- ( 2)
- قصيدة -عالمٌ أصَم-
- من سلسلة -مذكرات مراهقة- ( 1)
- خاطرة - مش متذكر..اصرار وتحدي-
- خاطرة -قادمٌ من العالم الآخر-
- قصيدة -خلف الجدار-


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نائلة أبوطاحون - رواية -البلاد العجيبة- دعوة للعلم والفكر