أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - الإسلام.. الدين الحق














المزيد.....

الإسلام.. الدين الحق


محمد البورقادي

الحوار المتمدن-العدد: 4985 - 2015 / 11 / 14 - 02:59
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما كرم رسولنا الكريم بالنبوة وأخذ يدعو لدين الله على هدى من الله ..لم يلاقي القبول والتلقي لتلك الدعوى من طرف غالب الناس في زمانه ..فالقليل نصره ودخل في دينه والغالب لم يرض بهذا الدين الجديد واعتبره دخيلا ليس له أصل فحاربه واستنكره ..هذا الإعراض والتصدي الذي عرفه الإسلام جاء نتيجة سوء فهم لأبجدياته ومنهجه ..فقد كانوا يتهربون منه قديما وينؤون عنه حديثا لسوء ظن واعتقاد منهم بأن هذا الدين هو تكليف يحد من حرية الرد ويمنعها من خروجها من معقلها لتنطلق في عالم الماديات والنزعات التي فطرت عليها النفس ..لكن الحقيقة أنه لا يحد من انطلاق الشخص ويكبت نوازعه ويحد من حريته كما زعم ويزعمون بل ليضبط انطلاقه وتصرفه وفق منهاج رباني معتدل لا إفراط فيه ولا تفريط ..فالجاهلون يتهربون من مشقة التكليف الذين أتى به هذا الدين بمنهجه وسنته ظانين أن ذلك سيرهقهم وسيكلفهم ما لا يطيقون ..وسيغلق عليهم مفاتيح الحياة والراحة ..وسيحرمهم من ملذات أحلت لهم وسيضيق عليهم في ما أوتوا وهم في غنى عن ذلك كله ..وذلك قولهم بأفواههم وما ظن أولئك إلا في تبور ..والعكس لذلك هو قصد هذا الدين ..فالمنهاج الرباني هو منهج حياة وواقع عملي للبشرية جمعاء ..الهدف منه إبراز الحقوق والواجبات للأفراد والجماعات ..والإخراج من الظلمات إلى النور ومن عبدة الطاغوت إلى عبدة مالك الملكوت ..والنقل من الذل إلى العز ..فلله العزة جميعا ولرسوله وللمؤمنين ..جاء ليحرر العالمين من الجهل ومن الظلم والجور والقهر ولقضي على الإنحرافات والشذوذ التي كانت سائدة في تلكم العصور ..جاء ليطهر النفوس من دنس النفوس وليحررها من عبادة ذاتها إلى عبادة ربها وليرفعها من هبوط وليرقيها من انحطاط ..وليشرفها لا ليرهقها ..ولكيرمها لا ليهينها ..فمن تأمل في شرع الإسلام وجد الحرية الحقيقة ..ووجد الإنعتاق الكامل من الأغلال ..ووجد الإنضباط لمنهج يخدم الصالح العام ..فأذا أخذنا مثلا بعضا من المحرمات التي حرمها الإسلام كالسرقة أو الزنا نجد أنها لا تحد من حرية الشخص كما يزعم ...بل إن الإسلام لا يمنعه من إتيان ذلك الفعل إلا مراعاة لمصالحه ودرء ا لحلول الفتنة به ..فلو جُوِّزَ هذا الفعل لفرد من الأفراد سيجوز اتباعا لفرد آخر ..ولأصبح فعل السرقة لا ينكر ولاعتاد عليه الجمع لهوانه عليهم.. فيحدث أن ينتهك هذا حق الآخر ولا يجد من الشرع ما يردعه فيهُمُّ أن يفتك به ليخَلِّص حقه فتحدث فوضى واضطراب ..ويشيع الظلم بسبب ذلك ويستشري الخوف وينعدم الأمن بانعدام الأمان ..وقس على ذلك فعل الزنا وما يعقب السماح به من خلخلة لأواصر المجتمع وفتك للأعراض بغير حق وانتهاك لحرمات الغير بلا رادع ..وهذا بلاءه أعظم وفتنته أكبر ..وقس أيضا على ما جاء ذكره شرب الخمر وما يعقبها من تجميد لعقل الإنسان ومن تعطيل لإرادته ومن تحقير لقيمة هذا العقل الذي يشرف الإنسان ويفضله ..
وهكذا فإن هذا الدين إن فرض اتباع الأمر واجتناب النهي ففي ذلك الخير كله ..ففي التبعية والتسليم والرضى تكمن الحكمة وتتجلى أسرار المعرفة الحقة ..وفي الإنحراف عنه طلبا للبديل وسعيا للمحيد يأتي الشقاء والذل.. والفعل بغير علم يسبقه يوجب الخطأ إلا ما زكته الصدفة وباركه الحظ وتلك حالات ناذرة نذرة وجود شعرة سوداء وسط ثور أبيض ..فاللبيب من يتقي الضلال والتيه والعبث بوجه الحق وبنور الهدى ..والبصير من يتبصر خطاه قبل المشي ..والحسيب من يحسب حساب العقل لا حساب النفس فالنفس لا تعقل لوحدها بل بالعقل تعقل ..والعقل لأن يرى وسط الظلام لزمه الإرشاد والتوجيه ..وهذا لا يتأتى إلا عن طريق الوحي ولا يؤتي أكله إلا في التسليم الكلي لما جاء من السماء ..



#محمد_البورقادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة في دواعي انتشار الجريمة :.مدينة فاس نموذجا
- مطالب الحريات الفردية..
- غشاء البكارة وتمثلات المجتمع ..
- إباحة الإجهاض وتسوية حضوض الميرات..
- الإشاعة ودَوْرُ دُور النشر..
- مسألة التثليث عند المسيحيين ..
- تأملات في عالم الحياة ...
- في العزوف عن الزواج ..
- أغنياء المغرب..
- المدارس الخصوصية ..
- الباعة المتجولون أو -الفرّاشةّ-
- جحد المعروف ..
- عالم الفيسبوك..
- البرهان على وجود الله..
- عصر الغفلة..
- إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
- أيام الغفلة..
- سرحت بنظري في القبور ..
- سرحت بنظري في السماء
- سرحت بنظري في نفسي


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد البورقادي - الإسلام.. الدين الحق