أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - النفس..دوامة الحياة غير المنتهية














المزيد.....

النفس..دوامة الحياة غير المنتهية


اسعد الاماره

الحوار المتمدن-العدد: 4984 - 2015 / 11 / 13 - 09:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ليست النفس عملها عملا أليًا، وليس عملها عملا روتينيًا، إنها غير الثابتة في رؤاها للإشياء، أو تقييمها للآخرين، أو احكامها عليهم، إنها النفس في دوامة لا تنتهي من الولادة إلى الممات، فهي تنتقل عبر مراحل الحياة من النضج تارة ، أو التفوق، أو التدهور، أو الإبداع،تارة أخرى، فلن تستطيع أن تركن لحال واحد، أو تخنع لظرف واحد، إنها المحرك لكل ما في الإنسان، فهي دينامية كما قال البعض ممن درسوا النفس، ودرسوا الإنسان في سلوكه وما يصدر عنه من أفعال أو أفكار، رغم أن علماء النفس وجدوا أن كل ما يصدر عن الإنسان له دلالة ومعنى، حتى وإن غاب عن التفسير.. دعونا نبحر في أغوار عمل النفس في أحزانها، وإدمانها للهموم، وأفراحها، وإن كانت ساعات الفرح تمر قصيرة على من يعيشها، ولكن ساعات الآلم طويلة حتى وإن كان آلم الضرس في ليلة مقمرة أو حالكة الظلام، تمر دقائقه طويلة لا تنتهي، كمن يتوجس من قرار ليس لصالحه، من طائش قد يودي بحياته، هي النفس في كلا الحالين، والنفس هي هي ، في الافراح وفي الاحزان، في استقبال الفرح الجديد، وفي استقبال حزن العزيز الذي رحل، أو لمن لا يسمع الشكوى!! وهو الحكم والخصم!!
النفس هي هي لها نفس الصفات في الصحة والمرض، ولا يكون ما ينتظمها في الوعي واليقظة، أو اللاشعور، هو هو ، وإن ما ينطبق عليها في هدوئها، ينطبق عليها في هيجانها، وأزاء ذلك فنحن حينما نلتقي برجل أو امرأة وقد هاجت النفس عن رباطها لأن صاحبها تعرض لإنواع المعاناة، ففاضت النفس عن رباطة جأشها وأفصحت عن خلجاتها بالغضب الشديد، فإنها تجنح لأن تكبت معاناتها ولو لفترة وجيزة، تعود بعدها ثائرة هائجة، والأسوأ من ذلك إذا لم تقو على التعبير عن إنفعالاتها، وكتمته في نفسها، وأرتدت تلك الخلجات والانفعالات والشحنات نحو الداخل، فيكون التدمير لكل ما في داخل النفس من أجهزة تحرك أعضاء الجسد، وبعبارة أخرى فإن الخبرات الانفعالية المؤلمة سوف تأخذ تأثيرها في عمق النفس وربما تصيب بعض الاجزاء بالشلل أو بجلطات تعكس تأثيرها على الإنسان في حالته الجسدية، ذات المؤثرات النفسية في تحريك أعضاء الجسد.
إن النفس وهي تصارع الأفكار لغرض صدها أو تحييدها، لا تلتزم بقانون رد الفعل الآلي، بل تتعداه وتلجأ إلى استخدام الآليات الدفاعية"الحيل الدفاعية" لحماية نفسها من مواجهة القوى التي تتصارع مع ما تمثله من رغبات، عارضها المجتمع أو لاقت الرفض من داخل النفس في الوقت نفسه، هنا ينشأ الصراع ولا ندري هل تذعن النفس لمكاشفة نفسها بوساطة ما تحمله من موازنة متمثلة في (الأنا). فإذا فشلت تلجأ إلى اساليب معينة تجنبها المواجهة، ولهذا فهي اساليب غير مباشرة في التعامل مع تلك التي ترى في الرغبات حق طبيعي حتى وإن تعارضت مع الواقع أو قيم المجتمع وتقاليده. تبدأ النفس ممثلة بمركز السيطرة "الأنا" في استخدام هذه الحيل بإسراف حتى تعجز هذه الحيل تماما من حماية النفس فيظهر الأضطراب النفسي. إن النفس الإنسانية تميل للتعبير عن ما يجول في حناياها عندما لا يسمح لها التعبير، أن تلجأ للحلم كموصل لاشباع الرغبات على المستوى المتخيل، وهو ما نشاهده في حياتنا اليومية في مرحلة المراهقة ، عندما تحب فتاة مراهقة شاب، وتحيل بينها قسوة القيم وعادات المجتمع من الإعلان عن رغباتها في اللقاء أو الجلوس علنًا معه، فتلجأ إلى تكوين صور في المخيلة، فيكون الإشباع على المستوى المتخيل، وهو سلوك فعلي حرم من التعبير عنه، أو اللجوء إلى أحلام اليقظة كتعبير عن عدم القدرة للوصول لمن تحب، وهو في الاحوال يخفف وطأة النفس في مسعاها، ويبدد الشحنات ولو بشكل مؤقت!!
يقول د. عبد السلام عبد الغفار ان الكبت هو العملية الدفاعية ضد القلق الذي يثيره ويؤدي إليه اكتشاف الفرد لتلك الحفزات والافكار التي تتعارض مع ما تراه الذات"الانا" مناسبا للتعبير عنه في المجتمع، وهي بذلك تساعد على التعايش مع المجتمع الذي يفرض مطالب وقيود معينة على سلوك الفرد وعلى ما يشبعه، وعلى ما لا ينبغي أن يعبر عنه، وهي عملية تستدعي قدر معين من الطاقة النفسية، فإذا فشلت استنزفت الطاقة التي تحتفظ النفس بها لمواجهة التفاعل الشعوري مع البيئة الخارجية وأحداثها. وهناك العديد من الحيل الأخرى التي تلجأ لها النفس في جهادها للحصول على الراحة النفسية مع تحقيق الإشباع، منها الكبت، التوحد"التقمص" التعيين والتعيين الذاتي، التكوين العكسي، التعويض، التبرير، الاستبدال "الاحلال – الابدال، الاسقاط ، النكوص، الاعلاء والتسامي.
تلجأ النفس إلى عمليات التكثيف والإزاحة الرمزية، وهي كثيرا ما نستخدمها في حياتنا اليومية، وتظهر في سلوكنا الفعلي من خلال فلتات اللسان، وفلتات القلم، أو الزلات في احاديثنا، أو هي حتى النكتة، كل تلك تعبير عن رغبات تخفيها النفس في عدم القدرة في المواجهة العلنية، وتبقى النفس تعلن عن هفواتها عندما تشتد عليها الضغوط الداخلية، أو الخارجية فتتداخل من شدة صراع هذه الضغوط وسطوتها، إلى أن تفقد زمام الأمور وتفلت، فيكون حينئذ العودة إلى آخيلة الطفولة، وهو مهرب لا يعرف عنه إلا صاحبه، وهي تعد بحد ذاتها إفراغ الانفعالات التي قد تؤدي إلى الاختلال المرضي، ولكن تعين صاحبها ولو لحين، وتحفظ لصاحبها اتزانه.






#اسعد_الاماره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتظاهرون في العراق ليسوا جماهير ..إنهم الشعب بأسره
- عصا الديمقراطية ستؤدب الفاسدين في العراق
- الإفتتان الديني..مدخل لمصادرة العقل!!
- الملل النفسي..مدخل للاكتئاب!!
- تأملات نفسية لمحنة الفقدان
- جدل الإنسان
- محاولة لتفسير مطولة شعرية للشاعر الدكتور ريكان إبراهيم جلسات ...
- أفكاري .. مزقتني؟
- الإرادة ..السواء المطلق!!
- الانسان والحياة..جدل دائم؟
- الصحة النفسية ..الجمع بين الأضداد في إطار واحد
- الاكتئاب ..هل الحياة ليس لها معنى!!


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - النفس..دوامة الحياة غير المنتهية