أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - تأملات نفسية لمحنة الفقدان














المزيد.....

تأملات نفسية لمحنة الفقدان


اسعد الاماره

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 20:46
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إننا في هذه السطور لا نسبر أغوار النفس الإنسانية بقدر ما نؤشر ما يكتنفها من غموض في لحظات تعد أضعف الهنات في مراحل حياة الإنسان، مراحل تنشط الضغوط النفسية من الداخل، ومن الخارج، فتتلاقف هذه النفس الهزات والأزمات في لحظات إذا ما انفلتت الامور، أميط اللثام عن ما في داخلها فأنكشفت بلا ستار أو قيود، ولم تعد الحيل الدفاعية ذات جدوى في ستر الداخل!! إننا في هذه السطور لا ندرس علم النفس، بل نطبق علم النفس على ظاهرة إنسانية أسمها" الفقدان- الرحيل – البقاء وحيدا في لحظة لم يتهيأ لها الإنسان.
يقول الشاعر الفيلسوف الهندي الخالد طاغور:
وجد كوني لغته في صوتك
ولمست قلبي بمحياك
ثم فجأة أوقفت خطواتك
في ظل الخلود
وتابعت الطريق وحدي
يعرف المشتغلون بالعلوم النفسية بعامة وبعلوم النفس بخاصة تلك المساحة الضخمة التي يشغلها الشجن وفقدان أحد الزوجين، أو العزيز القريب فجأة ، فيترك أثرا ربما يندمل بفعل الزمن وتقادمه، أو يترك عاهة مستديمه في نفس الإنسان المحب أو أولاده، حتى أن حشد ليس بقليل أهتم بدراسة الضغوط الناجمة عن الفقدان والأزمات النفسية التي حصلت من بعدها. والبعض الآخر درس الأغتراب النفسي الذي يؤدي إلى الأضطرابات النفسية بوصفه مهيأ لها، أو للإضطرابات العقلية ايضا، إذا لم ينجح في تجاوز هذه الإرهاصات والهنات الناجمة عن الفقدان ممن أحب، أو الخسارة الفادحه التي مني بها ولم يلملم شتات نفسه، ويقوم مرة أخرى بمواجهة صدمات الحياة المستمرة والدائمة لطالما هو يعيش في هذه الحياة.
يقول الفيلسوف والطبيب النفسي" د. ريكان إبراهيم" هناك ملمحٌ في السلوك الإنساني يتناوله علم النفس التفاعلي، نعني بذلك أن نظرة الفرد إلى ذاته وإلى الآخرين لا نعني بها نظرة العين المجردة وفحص الملامح المُعلنة، إنما نعني بها تلك العملية الداخلية التي يشترك في تكوينها الإدراك والمشاعر ليظهر بعد ذلك السلوك الذي يُحدد طبيعة العلاقة بين الناس بدءًا بتحديدها بين أثنين من البشر، هناك التواصل الشعوري( المُدرَك) أو( الواضح) بين أثنين وهناك التواصل اللاشعوري أو غير المُدرَك، وكلما أقترب شخصان في طبيعة الإدراك وطبيعة المشاعر أقتربا من بعضهما في علاقة متينة، من الصعب أنفصامها. ولا نغالي إذا قلنا أن النفس هي هي في أعماقها، حينما تقبل الآخر فتندمج مع بعضها لتكون ذات واحدة، ونتفق مع من سبقنا من الفلاسفة بقولهم: لن أكون انا ، حتى تكوني أنتِ أنا، فيكون حينئذ الإنصهار في (أنا) واحدة، وقول أستاذ الأجيال العالم النفسي الشهير مصطفى زيور بتسائله في أغلب الظن، أنه لا يصح في الأذهان أن تكون صفات النفس هي هي في الصحة والمرض.. هي هي في العلاقة في الوجود المتحقق، وفي الوجود الغائب ، وإن قليلا من التفكير يدلنا على أن الحياة نفسها مستحيلة بغير المحب!!
نحن نخطو نحو الإضطراب النفسي وربما العقلي بسبب فقدان من نحب!! أو قد تصل بالبعض إلى الانتحار كطريق موصول للراحة الأبدية، هروبا من عذاب التفكير اليومي والإنشغال المستمر بالذكريات التي تقفز كل ثانية أو لحظة ولا يستطيع المأزوم بفقدان المحُب أن يتصدى لها، فتنهكه الذكريات، وتتعبه الهواجس والماضي وأحداثه؟ هذه المشاعر والآخيلة التي تنهب الصحة بهدوء لانها ذات طابع حزين تدور دائما حول ذكريات الحبيب المفقود. وسؤالنا هو : هل كتمان الحزن ينسي الحبيب أنفعالاته تجاه المحبوب الذي فقده؟ هل يقوى على ذلك؟
تتفاوت التأثيرات والانفعالات بشتى درجات الشدة، وهي عادلة للغاية وتتناسب بصورة معقولة مع استجابة الموقف المثير لنوبة الحزن وقوته والحالة الداخلية للذات، وطول الفترة التي أمضاها مع الحبيب المفقود في هذا المكان أو ذلك الزمان، فإذا كانت فترة عابرة تمر الذكرى بقليل من الحزن، أما إذا كانت المدة طويله إلى حد ما فتكون الآلام النفسية عميقه وتترك آثار وجروح داخليه، قد تطال بعض النقاط الضعيفه من اعضاء الجسد، الذي بدأ بالتأكيد يتهاوى تحت ضربات الحزن وشدة الانفعالات وضعف الدفاعات، وتغدو الدوافع التي تحفز الحزن قوية، وشديدة ومؤلمة وربما إذا ما واجهها الشخص المنكوب بالفقدان بقدرة تحمل، سوف تعود مرة أخرى وتلبس صورة الحاجة إلى المحبوب المفقود بذكرياته، وساعاته الجميلة، ولا يمكن ضبط هذه الذكريات في الانسياب حتى لتصبح عنصرًا تدميريا ذو تأثير فعال على الأحشاء الداخلية للجسد.. إنها محنة حقًا، كيف الحل ؟
إن الأمر خطير في ذلك، فليس الحب هو مجرد عاطفة تغنى بها الشعراء، وسطر الكتاب مادتهم للتأليف كما يقول"زيور" انها ونحن نقول في هذه السطور هي الرابطة التي تربط حياة الأسرة ، فبدونها لا تكون حياة، وإن المجتمع بدونها لن يكون قائما ما لم يؤلف الحب بين أفراده، ونقول أيضا أن الحياة نفسها مستحيلة بغير المحب، ولكن استغفلت هذه العاطفة على الفهم في الفقدان، وغياب أحد الحبيبن فجأة وبدون سابق إعلام أو تمهيد. فالمحب يعرف عن الحبيب أكثر مما يعرف عن القادم الذي يخبأه الزمن، وان كان القادم أعلن كراهيته للحبيبن وهو غطاء لكراهية المحبين حتى وإن دام عدة عقود من الزمن، فيظهر في الفقدان الإشاره إلى أن هذا لا يحدث إلا إذا كان الإنسان يستشعر قدرا من الحب الأصيل، وهو حبا نرجسيا يتبادله المحبين وهو طاغيا فياضا ولكن يفرقه الفقدان المفاجئ أو الفقد في الكبر والشيخوخه، والامر سيان.



#اسعد_الاماره (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل الإنسان
- محاولة لتفسير مطولة شعرية للشاعر الدكتور ريكان إبراهيم جلسات ...
- أفكاري .. مزقتني؟
- الإرادة ..السواء المطلق!!
- الانسان والحياة..جدل دائم؟
- الصحة النفسية ..الجمع بين الأضداد في إطار واحد
- الاكتئاب ..هل الحياة ليس لها معنى!!


المزيد.....




- إيلون ماسك يقارن نفسه بـ-بوذا- خلال لقاء مع إعلاميين
- 5 قصّات جينز مريحة تسيطر على إطلالات النجمات هذا الموسم
- CIA تنشر فيديو جديد يهدف لاستدراج مسؤولين صينيين للتجسس لصال ...
- وزارة الداخلية الألمانية تصنف حزب البديل من أجل ألمانيا -كيا ...
- تركيب مدخنة كنيسة السيستينا إيذانا بانطلاق العد التنازلي لاخ ...
- الخارجية اللبنانية تعد بتعيين سفير جديد في سوريا
- حادثة الطعن داخل مسجد بجنوب فرنسا: دعوات للتعامل مع الجريمة ...
- الحوثيون يعلنون استهداف قاعدة عسكرية قرب حيفا بصاروخ باليستي ...
- انطلاق التصويت في الانتخابات الرئاسية الرومانية 
- مقتل 15 شخصا في قصف إسرائيلي على قطاع غزة


المزيد.....

- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - تأملات نفسية لمحنة الفقدان