أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - أفكاري .. مزقتني؟














المزيد.....

أفكاري .. مزقتني؟


اسعد الاماره

الحوار المتمدن-العدد: 4537 - 2014 / 8 / 8 - 17:45
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حينما يشتد عمل الدماغ بإنتاج الأفكار وتدور رحى الصراع بينها ولم تجد لها منفذ لأن تصبح واقعاً من النتاج الفكري، يكون صاحبنا قد مزقته هذه الشحنات الهائمة، ويكون حاله حال الذهاني"مريض العقل" الذي ينتج ويخزن حتى يصل الأمر به إلى الهلوسة أو الهذيان.
نقول له أطلق عنان تفكيرك، أخرج هذه الشحنات بفكر أو رواية أو قصة أو مسرحية أو كتاب أو مقالة، حتى وان فقد وحدة الموضوع ولكنه سوف يدل على ما تريده ولو بشكل عشوائي ومبعثر وقول استاذ الأجيال عالم التحليل النفسي"مصطفى زيور" أن الحقيقة العميقة المستترة في هذا التصوير الأسطوري في النفس أثناء جهادها للمعرفة، لا تقتصر أن تكون مرآة تعكس الأشياء، لأن الانتقال من المعرفة المشوشة إلى المعرفة الواضحة الجلية، ضياء وشفاء للنفس معاً، ولا تقتصر النفس على استقبال المعرفة، وإنما هي مصدر أصيل من مصادرها، فما يجول في دواخلنا من أفكار هائمة إن لم تخرج بنتاج ينفع الناس حاضرا ومستقبلا فإنه سيرتد إلى الداخل ويمزق كل أحشاء الجسد، ويحدث هذا لاشعوريا، دون السيطرة عليه، ولا يقل بقوته قوة زلزال الأرض أو أعاصير الطبيعية حينما تقلع البيوت والأشجار وهي هائجة. دعونا نقرب الصورة أكثر ونرى ماذا يحدث لدى الفصامي حينما تشتد به نوبة التركيز في التفكير، وجل مرض الفصامي هو التفكير فقط بالشدة والقوة والهيجان حيث لا يجد منصرف له من أفكار، فيمزق داخله إن لم تخرج، ولكنه يتحول إلى طاقة هائمة فتخرج على شكل هلاوس وخيالات محبوسة داخل الدماغ تدور في فلك النفس فتنهك صاحبها. أنه "الفصامي" ينتج الأفكار ويكُونْ الرؤى وينتقل بها من موضوع لموضوع حتى وإن بدا غير ذو معنى، إلا أن في كل كلمة معنى! وفي كل فكرة دلالة حتى وإن بدت غير ذات معنى، وأول بديهيات التحليل النفسي حينما درسناها على أيدي أساتذة كبار ومنهم العالم الراحل"فرج احمد فرج" رحمه الله، أن كل ما يصدر عن الإنسان من سلوك له دلالة ومعنى، حتى وإن غاب عن التفسير.. رحمك الله استاذ الأجيال ونحن تلامذتك في النصف الثاني من العقد السابع من القرن الماضي. وكما تتلمذت وسرت على خطى أستاذك العالم الجليل مصطفى زيور.
أن النفس هي هي في كل ما يصدر عنها من صفات أو قواعد أو ضوابط أو أطر اجتماعية أو قيود أو حتى ونحن نقمع ما نريد لأنها أفكار مجنونة لا يقبلها المجتمع أو البيئة المحيطة بنا، لن تمحى هذه الأفكار أو تنتهي بل تتحول إلى سلوك غير متوافق مع المجتمع السائد فيقول الناس أن هذا الرجل بدأ يخرف أو يخرج عن المألوف السائد، وعلماء التحليل النفسي يقولون إذا قلنا للشخص عينه أن النفس هي هي سواء أكان ما يصدر عنها هذيان أم إبداع فني، وإنها هي هي في أعماقها، سواء أكان ما يشغلها أحلام الليل أم نشاط الحياة اليومية أن ما يصدق عليها هو هو سواء كان حاصل إنتاجها قصصاً خرافية وأساطير أو مسرحية تراجيدية أو فكاهة مثيرة للضحك.. أو نكات لاذعة.
أن أفكارنا هي تعبير عن حقيقة ما بدواخلنا، فإن قمعناها قدنا أنفسنا بالتدريج نحو المرض العقلي أو النفسي ، فلنترك الأفكار تفضح ما بدواخلنا حفاظا على صحتنا النفسية واتزاننا الخارجي، فالداخل يفضحه سلوكنا في الخارج، حتى وإن كُبتَ أو قمع أو حيدَ أو تأجل ..إن خروجه كلما تأخر مزق أحشاء الجسد من الداخل فربما قرحة المعدة أو اضطرابات القولون وأخرى لا تعد ولا تحصى هي الدليل المباشر لكل ذلك.. اترك لأفكارك أن تخرج وإلا ستكون مضطرب نفسياً..دعونا ننتقل بالفكرة إلى مرضى الفصام أو الاكتئاب العقلي ومعاناتهم مع الزيف الاجتماعي الذي هربوا منه إلى دواخلهم؟ لماذا أمسوا غرباء في مجتمعاتهم ومع أنفسهم!!
من التفكير تبدأ مشاكل الإنسان منها المبتدأ ومنها المنتهى!! حيث تبدأ العقد النفسية بلحظة غفل من الزمن وتتشبث في العقل حتى تنمو هذه الأفكار وتصبح حملا ثقيلا لا يقوى البعض منا على حملها، فيكون ألوسواسي والهستيري والخائف بدون سبب أو مبرر من الناس وسميت " الفوبيا الاجتماعية" وغيرها من المخاوف الأخرى- أنواع الفوبيا ، أو ضروب الذهان ومنها برانويا العظمة أو الاضطهاد، أو هواجس الهوس بأنواعها أو حتى حالات الحصر النفسي أو توهم المرض ، كل تلك مصدرها الأساس التفكير، بشدته أو تطرفه، ويؤكد أطباء وعلماء النفس قولهم تحدث الانفعالات الناجمة من شدة الضغط على التفكير إلى تشكيلة من الاضطرابات الحديثة ولكن ما يتسم بالأهمية ليس خطورة السبب الانفعالي وإنما هو السيادة التي يتمتع بها الدماغ، فصدى انفعال من الانفعالات وخطورته ينجمان عن عجز الدماغ وهو حقاً سيد السيادة على التفكير والجسم والسلوك، تقف الحياة حينها مكتوفة اليدين حيال توازن الدماغ والجسم وينتج عن ذلك أنه لابد من أن نبذل قصارى جهودنا لكي يتخلص الدماغ من سائر المثيرات التي تسبب له المتاعب والاضطراب وتحييد المواقف الحياتية الضاغطة في زمننا الحالي.. زمن كثرة المثيرات في بيئتنا مع عدم قدرة واتساع الدماغ لاحتوائها، هنا يكون خطر الانفعالات والتفكير العميق في مجاليه الشعوري واللاشعوري لمدد طويلة ، لاسيما أننا على يقين تام بأن العقد المشحونة بالانفعالات والكبت واستهلاك التفكير حد الإنهاك تتصدر الأسباب الأولى من أنهاك الدماغ، بل تعد من أكثر أعداء الدماغ.. وقولنا في ختام هذه السطور أن لا نجعل أفكارنا ..تمزقنا.



#اسعد_الاماره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرادة ..السواء المطلق!!
- الانسان والحياة..جدل دائم؟
- الصحة النفسية ..الجمع بين الأضداد في إطار واحد
- الاكتئاب ..هل الحياة ليس لها معنى!!


المزيد.....




- فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على قانون يمنع التمييز على أساس ...
- مقتل 45 شخصا على الأقل في سقوط حافلة من على جسر في جنوب إفري ...
- جنرال أمريكي يوضح سبب عدم تزويد إسرائيل بكل الأسلحة التي طلب ...
- شاهد: إفطار مجاني للصائمين في طهران خلال شهر رمضان
- لافروف عن سيناريو -بوليتيكو- لعزل روسيا.. -ليحلموا.. ليس في ...
- روسيا تصنع غواصات نووية من جيل جديد
- الدفاع الأمريكية تكشف عن محادثات أولية بشأن تمويل -قوة لحفظ ...
- الجزائر تعلن إجلاء 45 طفلا فلسطينيا و6 جزائريين جرحى عبر مطا ...
- لافروف: الغرب يحاول إقناعنا بعدم ضلوع أوكرانيا في هجوم -كروك ...
- Vivo تكشف عن أحد أفضل الهواتف القابلة للطي (فيديو)


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - أفكاري .. مزقتني؟