أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - الملل النفسي..مدخل للاكتئاب!!














المزيد.....

الملل النفسي..مدخل للاكتئاب!!


اسعد الاماره

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 15:40
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


واحدة من مفردات نتائج التحضر في عصرنا.. هو الملل!! فقيل عن عصرنا عصر الكبت، وقيل عن عصرنا، العصر الرائع، عصر العالم الأفتراضي، عالم التواصل الخيالي، وكثير من الناس في عصرنا غير متكيفين، وعدم التكيف كما يقول علماء النفس يعني التناقض، والتناقض يعني التمزق، وهذا يعني الحصر، وهو يؤدي إلى الملل ويقول" بيير داكو"إن الإنسان ممزق بين حقيقة ما هو عليه وبين ما يعتقد أنه عليه!! إنه ممزق؟!!
الملل حالة نفسية تنشأ من قيام الفرد بمزاولة نشاط ينقصه الدافع أو من الاستمرار في موقف لا يميل إليه الفرد. وتتميز هذه الحالة بضعف الاهتمام بالنشاط أو الموقف وكراهية استمراره والرغبة في الانصراف عنه"موسوعة علم النفس والتحليل النفسي، فرج طه وآخرون"
حينما يؤدي الملل إلى حالة الآلم، تبدأ الشكوى، ويكون الدافع الأساس وراء بحث الفرد عن مخرج لهذا الحال بين الاهل أو الاصدقاء أو ربما يسعى إلى تخفيف حدة هذا الشعور باستخدام المنبهات أو العقاقير المهدئة.
يكشف لنا الملل وجود القلق لدي الفرد بقوله: أنا متضايق، أنا أختنق، أنا تائه، أنا حزين، أنا لا أعرف ماذا أريد؟ أنا قلق؟ وكما يقول علماء النفس إن القلق هو الأساس الدينامي لأنواع الاضطرابات العصابية"النفسية" الاخرى إلا أنه في حالة فشل الحيل الدفاعية فإن كمية القلق تبقى على السطح وأحيانا يكون القلق هو الظاهرة الرئيسة أو الوحيدة مما يؤدي إلى صورة القلق والملل.
اننا نعيش الملل في تفاصيل حياتنا وخصوصا إذا كانت البيئة المحيطة بنا بيئة تسبب القلق وعدم الراحة واختلال العلاقات فيكون الإنسان في مهب الريح لا في حاضره فحسب، بل في رؤيته للغد أو للمستقبل. أن الراحة البدنية والنفسية تقود إلى راحة البال وعكسها يقود إلى التعب الجسدي والنفسي ومن ثم الملل الذي يقود إلى القلق، والقلق هي المادة الخام لجميع الاضطرابات. أن الملل يؤدي إلى التوتر، والتوتر إلى الارهاق، والارهاق يسبب الضغوط النفسية الداخلية لدى الفرد.
يسهم التكيف الناجح في التقليل من الملل وتحقيق راحة البال لدى البعض وليس لدى الجميع وهو ما تطرقنا له في بداية هذه المقال وعكسه يكون التمزق النفسي الداخلي .
نحاول جاهدين أن نربط الملل كمدخل نفسي مع الأكتئاب النفسي لأن كلاهما يقود الفرد إلى العزلة، والعزلة هي الشعور بالوحدة حتى تصل بالفرد إلى مكانٍ ضيق في الحياة.
يرتبط الملل بالتعب، والتعب إشارة إنذار ضوئية حمراء، والملل كذلك إشارة إنذار ايضا، والإنسان الواعي أن يوقف نشاطه أمام هذه الإشارة بصورة تامة وفورًا، ولا يلجأ إلى الراحة والنوم كما هو معتاد في التعب الجسدي، رغم أنهما" الراحة والنوم" حاجتان طبيعيتان تصبحان أكثر ضرورة كلما أمتدت الفترة الزمنية في العمل أو أي نشاط يقوم به الإنسان.
بالرغم من أن النوم ينهي التعب إلا انه لا ينهي الملل حيث يشعر الإنسان بعد النوم أنه أحسن ولكن هذه الحالة لا تنطبق على حالة الملل، لكنها تتقارب مع حالة الاكتئاب، فالشخص الذي يعاني الاكتئاب يشعر منذ الصباح إنه متعب، وسريع الهيجان، وله مزاج متعكر، وربما يختلق الحجج لأتفه الأسباب، وبديهي أن هذا التصرف أو ما يصدر عنه من سلوك ليس طبيعيًا، بيد أنه مهما يكن غير طبيعي فإنه أصبح نمطًا من أنماط الحياة في حياتنا المعاصرة، بحيث أن الراحة واللجوء إلى العالم الإفتراضي بكل أساليبه وعالم النت والأجهزة الإليكترونية لا تفلح في استبعاده حتى ولو كانت طويلة، ربما يزداد الملل بعد ذلك ويأخذ طورا جديدا في متاهة الأفكار الاكتئابية التي تقود صاحبها إلى نقص الطاقة مع ضعف وتراجع أمام الظروف ويبدي الفرد ايضا نقص واضح في الإرادة مع رفض الجهد في التغيير الذاتي مصاحب له احتقار الذات ولوم وعقاب.
إن أعراض الإكتئاب تختلط حتمًا مع أعراض الملل، لا بل واحد من الأسباب الرئيسة في الإكتئاب ويقول "داكو" تنخفض الارادة في الإكتئاب إلى حد كبير، فالمكتئب يقلل من حركاته بهدف الاقتصاد من الحيوية، إنه يشكو الملل والأرق، ويبدو الهزال عليه غالبًا، وتضطرب وظائف الهضم.
وفي بلداننا العربية والاسلامية تزداد ظاهرة الملل وينطق العديد من الناس مثل قولهم مللنا التفجيرات! مللنا فقدان الأمن! مللنا الروتين اليومي في حياتنا! مللنا النفاق والغِيبة والنميمة بين الناس! مللنا حياة الفقر! مللنا ضبابية المستقبل لنا ولأولادنا! مللنا الجري اليومي! متى نرتاح ويستقر الوضع السياسي؟ متى نلمس راحة البال والشعور بالآمان؟ متى يعود الناس إلى إنسانيتهم، وطيبتهم، ولا يأكل الأخ أخيه؟ هذه وغيرها العديد من الأسئلة الاخرى المحيرة في بلداننا العربية والاسلامية يتداولها الناس كل ساعة، لا بل كل يوم، متى نرتاح؟
وفي الجانب الآخر من العالم، العالم المتقدم بكل القدرات التكنولوجية ، أيضا هناك الملل القاتل من روتين الحياة، الملل الذي يؤدي إلى الاكتئاب النفسي والعقلي "الميلانخولي" الذي يدفع صاحبه إلى الانتحار الأكيد والحتمي.
إذن نستنتج أن الملل موجود لدى الملايين التي تعيش في قعر العالم "العالم الثالث" ولدى الملايين في العالم المتقدم، التي تعيش في قمة الرفاهية والآمان والطمأنينة وضمان الحاضر والمستقبل، لا بل الرفاهية المفرطة.. أيضا يعيشون حالة الملل المؤدية للاكتئاب، فالأمر سيان بينهما.



#اسعد_الاماره (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات نفسية لمحنة الفقدان
- جدل الإنسان
- محاولة لتفسير مطولة شعرية للشاعر الدكتور ريكان إبراهيم جلسات ...
- أفكاري .. مزقتني؟
- الإرادة ..السواء المطلق!!
- الانسان والحياة..جدل دائم؟
- الصحة النفسية ..الجمع بين الأضداد في إطار واحد
- الاكتئاب ..هل الحياة ليس لها معنى!!


المزيد.....




- -أبو الهول- بمنظور فريد.. هكذا يبدو -حارس- أهرامات الجيزة من ...
- مصادر لـCNN: إسرائيل قد تُظهر مرونة بشأن نقطة الخلاف الرئيسي ...
- العراق.. تفاصيل مقتل 61 شخصا بحريق الكوت ووجود 14 جثة مجهولة ...
- لليوم الثاني على التوالي.. الدروز في مجدل شمس يحاولون عبور ا ...
- حماس توافق على خريطة الانتشار الإسرائيلية.. فهل بدأت ملامح ا ...
- النرويج تعلق ملاحقة أنثى الدب البني بعد عضّها رجلاً.. وارتيا ...
- مشاركة عزاء للرفيق ابو العبد شاتيلا بوفاة زوجته الرفيقة رسمي ...
- تزلج في ساحة المسجِد النبوي يشعل مواقع التواصل
- السنغال: احتفال تاريخي بمناسبة انتهاء الوجود العسكري الفرنسي ...
- السلطات السورية تسحب قواتها بالكامل من محافظة السويداء


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الاماره - الملل النفسي..مدخل للاكتئاب!!