أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأم العربية المثالية ..إماراتية














المزيد.....

الأم العربية المثالية ..إماراتية


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4982 - 2015 / 11 / 11 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




"الخير فيّ وفي أمتي إلى يوم الدين " هذا ما بشرنا به رسولنا الكريم محمد "صلى الله عليه وسلم" ، فنحن أمة حية ، معطاءة ، ونساؤنا منبع القيم ،ولذلك فإن امتنا لن تفقد بوصلتها حد التيه ، ما دامت هناك نسوة ، يعرفن أن الله حق ، ولم لا ؟ فالمرأة هي الأساس ، وقد قيل :
الأم مدرسة إذا أعددتها x أعددت شعبا طيب الأعراق.
وهذا ما ينطبق على إحدى النسوة في دولة الإمارات العربية المتحدة ، والتي طبقت هذا القول بحذافيره ، وأثبتت أنها إمرأة عربية أصيلة ، تربت في بيت عربي أصيل ، تنبع منه الكرامة والأصالة والأخلاق الحميدة ، وبالتالي جاءت بذرتها المباركة شتلة طيبة مباركة ، وحقا ،فإنها أعادتنا إلى أيام الزمن العربي الأصيل ، وبعثت فينا صورة جديد للخنساء التي فقدت أبناءها ولم تجزع ، بل أبدت فرحها لأن أولادها قضوا شهداء في سبيل الله .
لا أعرف هذه المرأة ، ولكنني سمعت عنها ، وقصتها التي يتوجب توثيقها جيدا وتضمينها لمناهجنا المدرسية ، لتحل محل الكثير التافه الذي نلقنه لأولادنا من أجل الحصول على علامة مرتفعة ، وبعد الإمتحان ينسون ما لقنوا به ، لأنه أصلا لاقيمة له ولا يمت للكرامة والأصالة بشيء.
سمعت أن هذه المرأ ة العربية الأصيلة من الإمارات العربية المتحدة ، ترفض الرد على هاتف إبنها الجندي الموفد للقتال في اليمن ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ، وقد أحس إبنها المرابط على خط النار في جبهات القتال ، أن هناك شيئا ما يمنع أمه من الرد على مكالماته ، فتلبسه الذعر ، فهي أمه ، وهو بين الحياة والموت .
تحدث من أقرباء له في الإمارات وأبلغهم أن أمه لا ترد على مكالماته وطلب منهم الإستفسار عن الوضع وإبلاغه لأنه بات قلقا عليها ، وعندما تحدث أقاربه معها ، أخبرتهم أنها لا ترد عليه عامدة متعمدة ، وعندما سألوها عن السبب وهي أم ، أجابت : لقد وضعت له علم دولة الإمارات العربية المتحدة ، وأبلغته أن لا يتوقف عن الزحف حتى يزرع العلم في صنعاء ، بعد تحريرها من الحوثيين وأتباع صالح .
وقالت أيضا : لو أنني رددت عليه ، وسمع صوتي وهو في خضم المعارك ، فإنه سيضعف ، وتفتر عزيمته ، وسوف لن ينجز مهمته ، ولن يزرع العلم في صنعاء ، وبالتالي فلا فائدة من ذهابه هناك.
إلى هنا وتنتهي القصة ، وأجد لزاما علي الغوص في ما وراءها ، إذ أن هذه الحادثة كما أسلفت يجب ان تخلد ، وتضاف إل قائمة القيم التي إفتقدناها ، لكنني واثق أنه طالما يوجد بيننا مثل هذه الأم ، فإننا سنعيد قيمنا الجميلة يوما ، وإن طال الزمن .
هذا الشعور المقدس الجميل من هذه السيدة الفاضلة الإماراتية والمرفهة ، يفتح أفقا جديدا في فهم الأمور ، وأن علينا ألا نركن لما أصبحنا فيه قسرا ، من إنعدام القيم المقدسة التي إشتهر العرب والمسلمون بها ، ولنا في قصة "وامعتصماه " خير دليل ، إذ أن الخليفة المعتصم قام بتسيير جيش له أول وليس له آخر لتحرير عمورية من حكم الرومان ، بعد ان أبلغه تاجر عراقي أنه رآى قبل شهر علجا روميا يعتدي على إمرأة مسلمة وينزع حجابها ، فصرخت "وامعتصماه "، وكما هو معروف فإن المعتصم لم يدعو لقمة إسلامية ، ولم يعقد حتى إجتماعا داخليا للتشاور مع أركانه حول أفضل السبل لإنقاذ تلك المرأة المسلمة التي لا يعرفها ، بل تصرف كما يجب أن يتصرف القائد .
أقول ان هذه المرأة العربية الإماراتية المسلمة الأصيلة ، تصرفت مع فلذة كبدها وإبنها المدلل المرفه ، بتلك الصورة ، وتحدت مشاعرها ، ونبضات قلب الأم ، ولم ترد عليه ، وهي تعلم أنه في أرض المعركة ، وربما كان عرضة للموت في أي لحظة ، ثم انها هي التي دفعته للشهادة من أجل القيم ، ليكون لذهابه إلى اليمن معنى ومغزى ، علما أن الحرب في اليمن مختلف عليها .
وعليه وإستعراضا مجددا لقيم هذه المراة الإماراتية الأصيلة ، كيف سيكون شعورها إزاء إبنها لو كان يجاهد في سبيل الله ، الجهاد الحق في فلسطين وذودا عن المقدسات ؟ أقسم أنها ستفعل معه مثل ما فعلت عند إرساله إلى اليمن ، وستعطيه رزمة أعلام إماراتية ليزرعها في القدس وفي الأقصى بعد تحريرهما .
هذا هو واقع وشعور المرأة العربية الأصيلة المسلمة ، وسيأتي يوم تنقشع الغمة ، ونحرر أراضينا ومقدساتنا ، وليس ذلك على الله ببعيد ، ما دام فينا إمرأة عربية إماراتية أصيلة تحاكي خنساء العرب والإسلام.
فألف تحية لهذه المرأة العربية الأصيلة ، وحيا الله كل من يمت لها بصلة في الماضي والحاضر ، ولا شك انه من بيت أصيل وأنشأت بيتا اصيلا وتعيش في كنف رجل عربي أصيل ، ولو كانت غير ذلك لما تصرفت بما قامت به مع فلذة كبدها.



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقدم المعارضة السورية بعد التدخل الروسي ..لماذا؟
- سقوط الطائرة الروسية ..فتش عن إسرائيل
- الأهداف الخفية للتدخل الروسي في سوريا
- مستدمرة إسرائيل والربيع العربي..وجهة نظر
- إشهار ومناقشة كتاب (أغصان الكرمة: المسيحيون العرب) للدكتور ع ...
- العرب المسيحيون ..أغصان الكرمة
- المنتدى الثاني عشر لتعاون كوريا والشرق الأوسط في سيؤل بمشارك ...
- الأسد راحل
- الندوة الدولية - السلام والحضارة والثقافة في التاريخ العثمان ...
- هشام الخطيب ..الأمين على تراث الديار المقدسة
- أمم متحدة قوية لعالم أفضل
- نتنياهو ..الكذاب الأشر
- أوقفوا مقاولات مسيرات -نصرة -الأقصى ولا داعي للشجب والإستنكا ...
- بين المغامرة والمقامرة ..شعرة
- حجر في بئر ..يحتاج مئة حكيم لإخراجه
- نحن على أبواب الحرب الثالثة .. يهود بحر الخزر في مأزق
- التدخل الروسي في سوريا لضمان بقاء قاعدة طرطوس البحرية
- الرجل الذي يحتضر
- إسرائيل هي التي ثبّتت الأسد في سوريا
- العرب يجوبون العالم ..لاجئين


المزيد.....




- تامر المسحال : -إسرائيل مجرمة بحق الصحافة والصحافيين-
- مدير الأخبار بالجزيرة الإنجليزية يعلق لـCNN على مقتل أنس الش ...
- محمد صلاح يتساءل عن ظروف مقتل -بيليه الفلسطيني- والجيش الإسر ...
- البلوغر المصري جمال صبري ومحتواه التقني المتنوع
- ناغازاكي تحيي ذكرى الضحايا الكوريين بعد 80 عامًا من القصف ال ...
- وزير الدفاع الإيطالي: عقوبات محتملة على إسرائيل لـ-إنقاذ شعب ...
- العراق: الفصام لدى الأطفال.. تحذير مبكر للأسر من أعراض تُنذِ ...
- أهم الاختلافات في الجيل القادم من ساعة -آبل ووتش-
- مصور الجزيرة بغزة يسرد تغطيته مجريات الحرب مع أنس الشريف
- رسائل مؤثرة.. مراسلو الجزيرة نت في غزة يرثون زملاءهم الشهداء ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - الأم العربية المثالية ..إماراتية