أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - الموت خرافة الحياة كرنفال














المزيد.....

الموت خرافة الحياة كرنفال


فواز قادري

الحوار المتمدن-العدد: 4981 - 2015 / 11 / 10 - 20:19
المحور: الادب والفن
    


الناس في كل مكان يحتفلون
كرنفالات كرنفالات يسيل لها لعاب الفرح
نساء مليئات بالموسيقى والشهوة
مهرجانات راقصة وألعاب نارية
وانا أحتفل من أجل "دوما" على طريقتي!
على بلادي أملأ كفّي بالدموع
وعندما يستمرّ بكائي ولا يتوقف
أولْول قدر ما أستطيع 
خشية على هذا العالم الجاف من الغرق!


أهرب منكِ أكشّم الصور والظلال التي تركض خلفي
أهرب من وجوه أعرفها ووجوه لا أعرفها
أغلق الأصوات وأكتم أنين أمواج الدم
أين ذهب الناس أيتها البلاد؟
أين ذهبت روحي المتعلّقة بك أيتها المدينة كالمشنقة؟
ما من طائر لكٍ على الشجر
ما من نجمة في المساءات التي صحبتني
وما من روح تسري في هوائك المغلق
لا أريد أن أسمع نحيبك حين أفتح كوّة قمرك السجين
أهرب لا تخاطبيني ولا تحسبي أمامي أعداد الشهداء
ستتخبط القصائد ولا تجد كلمات مناسبة في عزائي
أهرب منكِ كل شيء يدلّ عليكِ
شحوب أحجار البيوت وشجر الطرقات
ذبول الشرفات ورسائل المحبّين القديمة
لا منجاة لي أيتها البلاد
طوقني أخطبوب صراخكِ بأذرعه الكثيرة
حتى صار كحل أعين النساء الحزينات 
يرسم طريق قلبي إليكِ بالسواد.


أفتتح الصباح على وردة حمراء تتكئ على قلبي بأشواكها
وردة من دم ووردة الجراح والصراخ الضائع الطويل
وردة أصبغ بها روح الكلمات
لعل أحداً يقرأ بلادي بفستانها الأحمر الدامي!
شرطي أو ديناصور أو إله منقرض يشاركني في البكاء
صحفي فاشل أو هيئة أمم غافية في مراحيض العدالة
موسم القمح هذا العام خير على الغربان
وافر من النزيف والدموع والرؤوس المقطوعة
ماذا أقول للأمهات بقلب معطوب لا يحتمل دمعة واحدة؟
لا أريد شيئا من االملائكة والجان ومؤسسات الإغاثة
أعرني أيها الأخطبوط قلباً من قلوبك الفائضة
أريد أن أبكي بقلبكَ الواسع بما أستطيع 
حتي يستيقظ الأمل على طرقات الرحيل والأطلال.


ثمّ في الليل ارتجف دم الأرواح على الأرصفة
ثمّ في الصباح اضطربت العصافير في الزقزقة والبكاء
ثم أنادي كل ما فيكِ من روح:
تمرّ الطائرات عليكِ وتمضي
تمرّ المجازر مقتلة تلو مقتلة
تمرّ الطفولة ولا تعثر سوى على أشلاء الأولاد
يمر الله ويغمض عينيه كالعادة من بشاعة الجريمة
يمرّ القتلة وتنتفخ وتحمرّ ألغاد السفّاح من النشوى
يمرّ المغنّي وأغانيه حوصلة طائر مثقوبة ومليئة بالدم
يمرّ العالم المبصر وفي يده عكّاز الأعمى!
وحين لا يستدلّ النشيد عليكِ
ولا يستبدل الدمعة بالغناء يا "دوما"
يغيب عن جسدكِ الرافض إيقاع الحياة
ولا يتجذّر دمكِ في الأرض.



#فواز_قادري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعد أعد ولا أنتهي.
- دهشة
- لاتترددي.
- رسائل مختلفة
- غرفة وحيدة بلا جدران 7
- مقطعان
- يد.. إلى: أنجلينا جولي.. وإلى الكثير من النساء.
- أغنية صغيرة للأمل
- لها: وهي مشبوحة عطشانة وجوعى على الفرات.. حصار
- تعالي إلى مقهى الرصيف
- أربعة أعوام كاملة.. ومازل حيّاً فيكَ الأمل.
- من مزامير العشق والثورة 1
- لم أستسلم بعد
- كئيب هذا المساء
- لا ينقص صباحكَ أيّ شيء
- رواية عشق قصيرة جدّاً.
- البارود يا نوبل العزيز.
- عيد الحب يمرّ على الحزانى أيضاً
- شيء يشبه الرثاء.
- خواء


المزيد.....




- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فواز قادري - الموت خرافة الحياة كرنفال