أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد مهاجر - إجراءات جديدة للتضييق على الاقليات في السودان














المزيد.....

إجراءات جديدة للتضييق على الاقليات في السودان


محمد مهاجر

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 21:06
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    



إجراءات جديدة للتضييق على الاقليات في السودان

-
-



اصدرت الحكومة السودانية قرارا بمنع النشاطات القبلية في العاصمة الخرطوم. وهي تقصد بالتحديد الأنشطة الثقافية والأجتماعية التي تمارسها الاقليات في عاصمة البلد الأفريقي الكبير. والقرار في حد ذاته يتعارض مع الاعلانات الدستورية والدستور الذي ضمن إعلانات حقوق الانسان ضمن مواده، كذلك يتعارض مع إلتزام الدولة بالمواثيق والمعاهدات الدولية. وبغض النظر عن إلتزام الحكومة بتعهداتها فإن الطغمة الحاكمة تدعي إتباع دين الاسلام وهو يحض كثيرا على الإيفاء بالوعود والألتزام بالعهود. لكن الناظر لممارسات الطغمة الحاكمة يجد أنها لا تتورع في الإقدام على إرتكاب أي عمل يساعد على توطيد حكمها حتى لو تعارض مع الاسلام ، ولا غرو فهي مازلت تشن حربا أهلية في اقاليم دارفور وكردفان والنيل الأزرق بعد أن نجحت في فصل الجنوب. وكانت نتائج هذه الحروب مئات الآلاف من القتلى وملايين المشردين داخليا وخارجيا. ولأن الحاكمين يرون أن كل السودانين يجب أن يتبنوا الهوية العربية الاسلامية دون غيرها، فانهم لم يدخروا جهدا في اضطهاد الآخرين و محاولة ابادتهم .


من سخرية القدر أن السودان يشهد همينة ثقافة احادية فى بلد التنوع والتعدد. وواقع عدم الاعتراف بالتنوع فسببه الرئيسى هو الصراع بين الاقلية المهيمنة والاغلبية التى ترزح تحت وطأة قمع السلطة. هذا الصراع السياسى له جذور اقتصادية – اجتماعية. وهو صراع بين قوى المركز المهيمنة على السلطة والمتحكمة فى الثروة, ضد قوى الهامش وهم الاغلبية المنتجة للمواد الاولية فى الارياف, اضافة الى فقراء هامش المدن. وبالرغم من الجهد الكبير الذي تبذله السلطة الحاكمة في الحرب، إلا أن مظاهر التعدد مازلت بادية خاصة في الأرياف مثل اللغات والعادات والغناء والرقص والطقوس والمعتقدات والخرافات وغيرها. هذا الواقع يدلل على ان رفض التعدد لا يعبر عن رغبة المجتمع بقدر ما هو سلوك ورغبة المجموعة الحاكمة وحلفاءها . والحكومات المختلفة التى تعاقبت على السودان منذ استقلاله فى عام 1956 عن الحكم الانجليزى, لم تعترف بالتعدد الثقافى فيه بالرغم من علمها بالحقيقة التى لا يمكن انكارها. وجل السياسين يرددون شعار أن الحقوق الدستورية يجب أن تكون على أساس المواطنة، لكنهم يغفلون حقيقة أن المواطن يجب ألا يجبر على تبني هوية ليست له .


ولان حرب السلطة المركزية ضد الأقاليم الثلاثة لم تجد مبررات دينية كما كان الحال في حرب الجنوب، فان الاسلامين الحاكمين إنبروا إلى القالب الجاهز وهو التامر الخارجي من قوى تريد تدمير الاسلام. هم يعلمون تماما أن النبي الكريم لم يسعى إلى إعدام الأخرين بل أسرع إلى ابرام عهد معهم في بواكير دولة المدينة. لكن منطق الأشياء إسلاميي السودان يتطلب أن تكون الضحية مجرمة حتى يكون القتل مبررا. لذلك نعتوهم بالتخلف والجهل و الأنقياد وراء قادتهم العملاء. هذا ما كان يفعله هتلر حين وصف الزنوج بأنهم منحطين وكسالى لا هم لهم ولا هدف سوى التربص بالنساء البيض واغوائهن وتدنيس أرحامهن. وألقى اللوم الأكبر في ذلك على مخالفيه من المسيحين واليهود الذين يرى أنهم يريدون تدنيس نقاء الجنس الآري بهدف السيطرة عليه . ولايخفى على أحد انطلاء الفرية على مؤيديه الذين دعموه في تنفيذ جرائم الابادة. وكان الرجل يتحجج بوجود التراتبية في مجتمع الحيونات حيث السيد سيد و المنحط منحط. لكن المجرم اغفل أن مجتمع حيوانات الغابة مازال يقتتل فيما بينه وهو مهدد بالابادة الكلية


على الرغم من أن قرار منع أنشطة القبائل شامل إلا أن الضرر سيقع على المهمشين والمستضعفين، لأن الماسكين بزمام السلطة واتباعهم سيجدون ضالتهم في وسائل الاعلام وهي مسخرة أصلا لكي تخدمهم وتعرض انتاجهم الثقافي دون إنتاج غيرهم . وهؤلاء أغنياء يرتادون الأندية المحمية من قبل السلطة ولا يمارسون احتفالاتهم في الفضاء العام .


هل تقبل السلطة بمجتمع التعدد من دون أن تتعرض لضغوط؟ طبعا لا . هؤلاء ظلوا يجهدون أنفسهم والعاملين معهم على عمل كل ما من شأنه أن يبعدهم عن السمرة في مجتمع السواد الأعظم فيه هم من السمر. والمشاهد لأي قناة فضائية سودانية يلاحظ الجهد الكبير الذي يبذله أربابها لكي تظهر أن بياض البشرة هو الغالب في السودان. عجائب !!!

-



#محمد_مهاجر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وعل وبجعة
- كشف القناع .... قصة قصيرة
- حروبات القبائل ..... مأساة أخرى للحرب الأهلية في السودان
- شهاب ..... قصة قصيرة
- ليس لدى البشير ما يفتخر به
- لمياء .... قصة قصيرة
- صداقة ..... قصة قصيرة
- لا إنتخابات ولا تفاوض يقوي النظام
- أم أيمن ... قصة قصيرة
- بعض مشاكل تطبيق البنائية
- كرسى
- ارهاب من يحارب الفساد
- حول عدم جدية الحكومة السودانية فى محاربة الفساد
- عهد ... قصة قصيرة
- الفساد فى الاراضى والعقارات وغسل الاموال
- الجهادية والجنجويد والحروب الاهلية
- تحديات العمل الجماعى
- عن جرائم استغلال النفوذ فى السودان
- المسالة ليست اضافة سنة دراسية الى مرحلة الاساس
- فوضى مقصودة


المزيد.....




- إسرائيل: تغييرات في قيادات الجيش.. ورئيس جديد للاستخبارات ال ...
- -استهداف قيادة الفرقة 91 بثكنة بيرانت-.. -حزب الله- ينشر ملخ ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا انهيار طريق سريع جنوب الصين إلى 48 شخصا
- الأمن المصري يكثف جهوده لكشف ملابسات العثور على هيكل عظمي شم ...
- -كوميرسانت-: تم تفجير جسر القرم بقنبلة وزنها 10 أطنان -تي إن ...
- مسؤول عسكري أمريكي سابق يزعم استخدام السنوار رهائن إسرائيليي ...
- الداخلية الروسية تدرج أمين مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكرا ...
- الجيش الأمريكي يعلن إسقاط ثلاث مسيّرات حوثية في اليمن
- المغرب يستعد لتسليم أحد أخطر زعماء العصابات المطلوبين لفرنسا ...
- -رويترز- تعيد نشر الخبر عن تصريحات كاميرون بشأن أوكرانيا بعد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد مهاجر - إجراءات جديدة للتضييق على الاقليات في السودان