فلاسفة الغبراء ... والطائرة الروسية

حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 4978 - 2015 / 11 / 7 - 11:10
المحور: المجتمع المدني
    

بداية الغبراء هي الأرض. كلما أردت الكتابة توقف القلم وأبى، مهمومٌ، ثقيلّ، قرفان؛ لكن الآن ما باليد حيلة، لا بد أن ينطق ولو قليلًا قبل أن يعود لصمته. حرك حادث سقوط الطائرة الروسية مواجعًا كثيرة، وآلامًا لا نوم معها، للمصريين المحبين لبلدهم، رغمًا عن كارهيها. لم يظهر التقرير الفني عن أسباب سقوط الطائرة حتى الإن، لكن كل الإعلام والحكومات ترجح فرضية قنبلة في مخزن الأمتعة. من الصعب أن يجمعوا على تجن يُحسب على مصداقيتهم، ومن الصعب تصور أن كلهم علينا ونحن على أنفسنا قبلهم.

أولا، لنخرج من مطار شرم الشيخ لننظر في المدخل الخلفي لمحطة سيدي جابر بالإسكندرية، جهاز كشف عن المتفجرات، معطل وعليه كرسي، مثل الفوطة الصفراء على عدادات التاكسي، وأمامه أمينا شرطة يحكيان، مع فنجان شاي وسيجارة، ولا على بالهما. ثم لنتحسر على الفيديو الذي أذاعه العالم لأمين شرطة في مطار شرم الشيخ يأخذ دولارات من السياح حتى يتخطوا طابور إنهاء إجراءات سفرهم، لم يراع ضميره ولم يُراقب وتصرف تمامًا مثلما يحدث مع المواطن المصري في الداخل!! فضح نفسه وجهاز الشرطة!! أما الشامتون في مصر، فعليهم كل اللعنات بعدما تأكد دومًا أنهم وش خراب، لا أمان لهم، ولا ضمير.

ثم من هم فلاسفة الغبراء، هم عواطلية فيسبوك، الذين يُفتون في كل الموضوعات، دين، سياسة، اقتصاد، رياضة، طبيخ؛ أسلوبهم واحد، مش قلت لكم، راجعوا كتاباتي السابقة. فيسبوك في نسخته المصرية هو مصدر النميمة والشائعات والبذاءات والتفلسف والتحذلق والكذب والنفاق. من يريد معلومة غلط عليه بفيسبوك، ومن يبحث عن المستجدات في مجال السباب وقلة الأدب لن يجد غير النسخة المصرية من فيسبوك. التعليقات على أي موضوع خارجه، ولا تخرج عن سفالات منتقاة.

استسهل بتوع فيسبوك الكتابة على الهوى وتجلوا، قلل منه من يحترم أمانة القراءة والكتابة على حد سواء.

قال فيلسوف الغبراء عن أمين الشرطة في مطار شرم الشيخ:
-;-لا تكن للعيش مجروح الفؤاد 
-;-إنما الرزق على رب العباد
والرشوة دومًا في الميعاد

لم يتبق في فيسبوك المصري سوى فلاسفة الغبراء ...

‏albahary.blogspot.com - Twitter:@albahary

#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل