أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل حسين عبدالله - عقيدة الكاتب














المزيد.....

عقيدة الكاتب


جميل حسين عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 20:54
المحور: الادب والفن
    


-لا يخون إلا من رأى الخيانة أمانة.
-حين ننفس مكروبنا ببكائنا عند جنائزنا، فأيقن أننا عشقنا الموت على حياتنا.
-لكي تفر من ضيق هويتك، ليس لك إلا أن ترفع الاستسلام عند عدوك.
1) تعاتبني لم أنا كاتب.؟ شيء نمت عنه حين صارحته بمرافقته. فقال: إن الكاتب لا يعيش بين أمته إلا بائسا. رضيت ببؤسه، وألمه. فلم أجده إلا صادقا، وصريحا. أجل، الكلمة لا تولد من رحم عقيمة. لا، الكلمة لا تنبت على صخرة. لا، الكلمة لا تموج فوق اليابسة. تلك هي الكلمة قبل أن تستحيل عجوزا عاهرة.! أجل، جعلوها عاهرة حين رسموها على جدار الدير، وحنطوا الكاتب بمعمودية الرهبان. فقالوا: من يغازلها هنا، ينل فضلها. تكاثر الحشد، وأقروا أن كل كلمة قيلت، لا بد أن تقاس عليها، وإلا، كانت زندقة في الفكرة، وفسقا في القضية، وخزيا في المغبة. فلا عليك، لم نكتب كلمة يطَّرب بها الرديء في ملحمة الجهالة. كلا، بل الكلمة صوت روحك السجينة. ومتى نزفت من عمقك، كانت في حياتك صوت الصدق، والعشق، والأمل. فكل شيء له مضمونه في الطبيعة، فأحيانا تكون الكلمة هي الفصل في الحقيقة، وأحيانا تكون التورية هي الدليل على الحقيقة. كلا، فالكلمة قبل أن تحفر في عقل قارئها سؤالا، فهي الألم الذي يقض المضاجع، ويثري المواجع. كلا، فكل كلمة صادفتها غيداء، عفيفة، فاعلم أنها كانت نارا محرقة، قل أن تكون نورا مضيئة. هكذا تكون الكلمة عقيدة الكاتب. وأنى لمن باع عقيدته أن يظفر بما في غربة كلمته من متعة.!
2) بائس هذا المدعي للحقيقة... لم أكن أظن أن الإنسان سيكون غيبا إلى هذا المستوى الفظيع. فصعب علي أن أتصور خائنا يقول هنا كلاما، وهناك كلاما. وبينهما تناقض، وتضارب. وما بين الهيجان يثور مزمجرا، ومزلزلا. أسمع رعودا، وبروقا، وكني وعشي يهزه هزيم الرياح، وهديل الأمطار. ظننت أنني كنت في صالة مسرح. لكن ظهر لي أن المسرحية كانت رديئة. كلام أشخاص الظل، وجلبة الصبيان على كعكة العيد. حقير هذا الشخص الذي لم يستقم حاله في خارجه، فكيف بي أن أثق به في باطنه. ليست لي ذرة فراغ في عقلي، حتى يرضى مني فكري أن أقبل خرافة طهارتك. لو قبلتها، فهل سأخالك في يوم من الأيام نبيا، أو ملاكا، أو قديسا.؟ لم أرفع من شأنك حين ظهرت بين عيني طاهرا، فأغمضت عيني كي أسمع صوت الإله يتحدث على لسانك، وحين شاهدت صورته على مرآة فعلك، قلت: فيا عجبا، كم من لسان يجترع العسل مُرا.! لم تتغير صفة العسل عندي. ولم تتغير الكلمة في لساني. لأنني لم أسمع كل ما قلته من عجب، بل حين نطقت بكلمة إلهي، بقي لساني لها مرددا، لعلك تنساها، وأتذكرها. وإذا نسيتها، أخبرتك بأنني كنت ذاكرا لها في لحظة نسيانك. لحظة النسيان عندك هي لحظة الذكر. ولحظة الذكر عندي حين تنساه بذكرك. لأن كثيرا من الذاكرين لاسمه، لم تسمع صوتهم أرض، ولا سماء. بل أثقلوا الأسماع بذكره، فلم يريدوا أن يُخلق روحه في نسيانه. فهل قبِل المعبد أن يدخله من نسيه.؟ في الأزل كتُب على الوردة أن تولد بالسماد، وكتب على الحكيم أن ينشأ في جحيم غربته. تلك هي الوردة حين تتفتق بين خراب العقول، وحطام الأهواء. تلك هي الوردة حين تضوع على جسد ميت. فهو لن يشمها، وهي لن تكون إلا دليلا على فنائه.! حاسة السم عندي ثقيلة، لا تحتاج إلى رائحة عطرك، بل تحتاج إلى شم زفير أنفاسك الصادقة.! فما الذي أروى عطشة هذه الوردة حتى ذبلت.؟ لو تُركت بين أخواتها، لكانت منجى العشاق من الكروب، والخطوب. لكن سارقها ولج بها غموض الدير، وحين وضع رحيقها على مبسمه، ظن الناس أنها ولدت وسط القبة، ونشأت إلى جانب الضريح. سمع الغرير كلام البله، فخال خمود عقولهم نجابة، كلا، إذا زالت البلادة، تعرى القبر، وسقطت القبة، ونزح عن المكان دخان البخور الذي أغلق العيون عن الإبصار، والعقول عن الإدكار. هذه هي الحقيقة، لو تبخر المارد في الهواء، لسطع الملاك من سجن الجوانح الحسيرة. أجل، لو زال الوهم، لمات الرهبان جوعا، وعطشا، وكمدا. لا أدري لم يكون الخبث سلعة يتبضعها من ظن الدهاء دينا.؟ أجل، لم يكن من قيم الذكي أن يلبس برنس التقوى، وهو الكذوب في القول، والمرائي في الفعل. لو لبس أسمال النجاسة، واحتفى بها في مظهره، وأظهر لونها في مرآته، لكانت حقيقته ماء تنقش عليها ملامح الصفاء، والنقاء. لكن غباوة الراهب، لم تصرفه عن علل نفسه، فأيقن أن ستر سوأته بين خمار العجائز وقاء له من الفضيحة. لو كنتَ ذكي المورد، لقبلت أن تفتضح منك السريرة، لكي تتطهر منك السيرة. هكذا الرهبان، متناقضات، ومتعارضات. شيء من العقل، ممزوج بكثير من الدهاء، وقليل من الذكاء.! ستر في مقام العري، وعري في مقام الاستحياء، وخجل في مقام النزال، وجبن في مقام الطعان، وخوف في مقام الأمان. أشياء تغيرت مراتبها، وصار الراهب بلا منطق يهتدي به في نطقه. فلا تستغرب، فالعقل الذي عبد متعة الأشياء، وقدس الصورة في الظاهر، لم يكن راحجا في سلم القياس المنطقي. بل مرجوح الرأي في حالات قوته، وضعفه.



#جميل_حسين_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إزالة الالتباس عن مُشكَلات الإصلاح الديني 2
- إزالة الالتباس عن مُشكَلات الإصلاح الديني 1
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 8
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 7
- تجديد المسار... أي دور للمنبر 6
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 5
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ رقم 4
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 3
- كارثة مشعر منى... أي خيار في تفسير النكبة.؟
- تجديد المسار... أي دور للمنبر.؟ 1-2
- جذور المعرفة الصوفية
- حين تلتبس المفاهيم
- ناسك في دير الحرف 1
- ناسك في دير الحرف 2
- مقالات في التصوف
- حقيقة المجرم
- مفهوم الحقيقة
- إزالة الإبلاس عن معاني الإرجاس
- أفكار مسوقة (الجزء السادس)
- أفكار مسروقة (الجزء الخامس)


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل حسين عبدالله - عقيدة الكاتب