أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - صنم المَثل الأعلى














المزيد.....

صنم المَثل الأعلى


رائد حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 01:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



للإنسانِ عامةً ,وللطفلِ خاصةً , يُعد المثل الأعلى الرمز المُلهم والمحرك الدافع الذى يروى بذرة الأمل فى القلوب,
وكغيره من الأشياء التى نخلقها بأيدينا فتخنقنا ,
يتحول المثل الأعلى الى صنم أعظم ,يحملُ فأساً يعرقل به كل محاولات التطور والتقدم,ومهما صرخت فى أذن خالقه لا يسمع .

عندما كنتُ فى المرحلة الإعدادية ,عرضت إحدى القنوات مسلسل مُدبلج عن "جنكيز خان" ,مؤسس إمبراطورية المغول ,
وحين يُذكر إسم المغول يتردد فى آذاننا جميعاً سقوط الخلافة العباسية والتخلص من تراث علمى وأدبى عظيم للعالم أجمع كانت تحفظهُ مكتبة بغداد حين كانت عاصمة الدنيا,
نتذكر جميعاً ماحلَّ على دار الإسلام والعرب من مذابح مروعة ومهالك مهولة.
تابعتُ "جنكيز خان" منذو كان طفلاً صغيراً يُدعى "تيمو جين " ,ينمو فى بيئة قاسية منقسمة متصارعة ,
فيأكل من قسوتها ويشرب من مرار دمائها ,يكبر الفتى ليجتث أسباب الخلاف مع معظم قبائل المغول فيوحدهم بعبقرية وحزم ,
ثم ينقضَّ على إمبراطورية الصين فيفتك بها ,ويدمر الإمبراطورية الخوارزمية الإسلامية فيبيد المدن بأطفالها ونساءها وحيوانتها ليرسل رسائل للمدن المجاورة :
(هذه نهاية كل مقاوم لغضب الله فى الأرض ).

إعتقد "جنكيز خان" أنَّ اله الريح يتحدث إليه وأنه ليس الإ غضب الإله الذى أرسلهُ على عباده الظالمين ,
وإعتقدت أنا أنه لم يخطئ فى أى جريمة ارتكبها ,فالموسيقى التصورية, وبروز التفاصيل فى حياة البطل رسمت الغشاوة على عينى فلم أرَ سوى البطل العملاق مؤسس الإمبراطورية ,
ولم أرَ رغم الدماء والجثث ,لم أرَالقاتل المجرم ,فالكاميرا تصور الانتصار فرحة فى قصر المنتصر ,وعلامات الرضى تأخذ محلها فى وجهه الناصع النقاء ,
ولا تقف الكاميرا دقائق معدودة على طفلٍ ينوح على جثة أمه ,
أو فتاة تم إغتصابها حتى الموت , لا لم تقف الكاميرا .. ولم يقف عقلى ولم يكُف عن عبادة الصنم ,
فكان لى القدوة والمثل الأعلى الذى أقيس بالنسبة له ما هو واجب وما هو جائز
مات جنكيز خان فى الحلقة الأخيرة لأبكِ عليه بكاءً حاراً ,فقد عشت معه وإنفعلتُ لإنفعالهِ ,فرحتُ لنصره وأزعجتنى مقاومة الناس له !
,كان جنكيز خان _ ومعناها الحاكم الشرعى _ يعاقب بالقتل من يلوثُ الأنهار ومن يضرب الفرسَ على رأسه ,
أنا ايضاً لا يجب أن ألوث إلأنهار ,ويجب أن أرأف بالحيوان ,
كان جنكيزخان إذا دخل مدينة ,أباد من فيها من الرجال والأطفال وإغتصب جنده من فيها من النساء ..ماذا أفعل الآن ؟
هل أنا مجبرٌ على قبول تشريع غاية القسوة من هذا الصنم ؟
الأيام وخدها خلعتنى من حبى لسفاك الدماء هذا , الأصنامُ كثيرة فى حضارتنا ,
إنها محلية الصنع ولها جاذبية تصبغها بها القومية والعصبية الدينية .. فكما يرى المغول "جنكيز خان" بطلاً كما كانت تقول أغنية تِتر المسلسل
( جنكيز خان هو ذا البطل ..فى شعبهِ قصة أمل ..)
يرى البعض نماذج مقاربه له فى إجرامه, أبطالاَ قوميين ومؤسسين عظام ,
لكنى أعود فأقول ,إنَّ الماضى قد خلق هؤلاء جميعاً فى ظروفٍ قاسية ..
فلننظر للحاضر وللمستقبل بعيوننا نحن ,مُثُلنا العُليا لم تُخلق بعد ,فالماضى بشعٌ بشعُ الى أقصى مدى ,
ولا يمكن إستخلاص نموذج مشَّرف منه الإ على جثث الآخرين ,
إنَّ المجتمع التقدمى _ الذى يهدف للتقدم للإمام _ لا يمكن أن يضع أُطراً عتيقة وأسواراً عالية ليمنع ترعرع زهوره فى بيئة نظيفة
حرة ,محايدة ,تتوقف فيها الكاميرات على كل آهةٍ لمظلوم لا على فرحة الظالم ,
تنصتُ فيها الكاميرات لوجع المهزوم ,لا لمعان الخمر فى كأس المنتصر ,
تبحث فيها العقول عن حلول تحفظ الارواح لا حلولٍ تتم فوق جثث الآخرين اياَّ كانت عقيدتهم أو قوميتهم أو أعراقهم ,
صنم المثل الأعلى يجب أن يهوى بفأس الإنسان لأجل الإنسان .
فلتشمل نظرية المثل الأعلى كلَّ الكبار ,كل من لهم حق التبجيل والإحترام ,
أنا لا أحترم الكبار ,فهم يستغلون إحترامنا لهم فى تشريع قوانين عقيمة عتيقة, ليقتلونا بها كما قتلهم آبائُهم ,
لا يجب أن نحترم الكبار الإ إذا حافظوا على عقولٍ شابة ,وقلوبٍ عاشقة ,أو خللوا بيننا وبين من نراهُ صالحاً لحاضرنا ومستقبلنا,
ولنُسقط الأصنام كلها فلكل صنمٍ وجهان ,وجهٌ رحيمٌ يحافظ على الأنهار ويرأف بالحيوان ,ووجه قبيحٌ ,يسفكُ الدماء ويغتصب النساء ,
لستَ مجبراً على تقبل "فلان" بكل تناقضتهِ ,لستَ مُجبراً على تقديس شخصِ كان من الممكن أن تكون أحد ضحاياه ,
ولا داعى لإحترام الكبار الإ إذا كانوا كِباراً حقاً برؤيتهم وتجدد الدماء فى عروقهم ,
فإن حادوا فالنقدُ اللاذُعُ هو أكسجين المجتمع الحى ,النابض بالحياة ,الهادف للتقدم للأمام .



#رائد_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على بن ابى طالب والآخر
- السعادة بعيون الإكتئاب
- عندما كان الإنسانُ خروفاً
- أنا والموت .. وهوايا .
- الهوية ايه ؟!!
- ستقوم القيامة فى اغسطس
- الخمايسى و الأقزام


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - صنم المَثل الأعلى