أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - عندما كان الإنسانُ خروفاً














المزيد.....

عندما كان الإنسانُ خروفاً


رائد حسين
(Hider Hider)


الحوار المتمدن-العدد: 4928 - 2015 / 9 / 17 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يصمد التراث الدينى للإنسانية كل تلك السنوات حتى وصل الينا ,إلإ لكونه قدم شيأً طوال تلك الفترة ..
فالفضول الواعى الذى تميز به الإنسان لم يكن ليظلَّ جارياً هكذا بلا مستقر كنهر ,
بل سدَّ الإنسانُ شيأً من فضوله المنهمر لمعرفة أسباب الأشياء والعادات عن طريق التأويل ورد الأشياء الى أسباب قد تكون غير منطقيه ,
الإ أن طبيبعة الإنسان الصوفية تقبلتهُ أغلب الأوقات ..

1_ القربان الحيوانى والقربان البشرى .
نظر الرب الى هابيل وقربانهُ الحيوانى ,ولم ينظر لقايين وقربانه النباتى, فقتل قايين هابيل غيرة وحسداً (قابيل وهابيل حسب الروايه الإسلامية)..
الرب فى القصة يسأل قايين " اين اخوك هابيل " فيرد قايين "لا أعلم ...أحارسٌ لأخى أنا ؟!)
فالرب يسأل, وقايين يتعجب من سؤاله ويسخر .. !
فى هذه القصة ينتصرُ الرعى على الحرث و الزراعة,فيقبل الرب القربان المذبوح على محرقة حيثُ كان يُعتقد أن رائحة الشواء ترضى الاله وتُشبعه ,
فالقربانُ الحيوانى معتدٌ به عند الاله قبل ابراهيم النبى ,لكنه كان قربان شكر على الرخاء ,
بينما كان القربان البشرى يقدم لإستجلاب الخيرات كالمطر والزرع فى أوقات الجدب والتصحر ودفع الشدائد والمصائب أوقات الحرب والأزمات,
فنرى فى قصة "يفتاح الجلعادى" المحارب الباسل خير مثال حيثُ نذر "يفتاح" للرب نذرهُ قبل الحرب فقال
(إذا أسلمت بنى عمَّون إلى يدى فكل خارج من بيتى الى لقائى حين عودتى بسلام من عند بنى عمَّون ,يكونُ للرب فأُصعدهُ محرقةً ) .سِفر القضاة .
قبل الرب نذر يفتاح فإنتصر على بنى عمَّون وعاد بسلام لتستقبلهُ إبنته بالرقص والدفوف فلما رأها مزَّق ثيابه وقال
( آهِ يا ابنتى لقد صرعتينى صرعاً) ,
ولم يعد سبيل لـ"يفتاح" الإ الوفاء بنذره للرب ,فطلبت منه ابنتهُ أن يتركها شهرين تخرج للجبال وتكبى عذريتها ,
فلماَّ أتمت مدتها جاءت الى ابيها"فأتم النذر الذى نذره " .


2 -الصراع على الذبيح والثورة على الاله.
تقول القصة التوراتية .. أن الرب قال لإبراهيم
( خُذ ابنك وحيدك الذى تُحبهُ إسحق ,وإمضِ الى ارض الموريا,وأصعده هناك محرقةً على احد الجبال الذى أُريك ). سِفر التكوين .
ويستجب ابراهيم ويأخذ ابنه ليذبحه ويحرقه ليستمتع الرب برائحة شوائه,
وقبل أن يمد السكين الى ابنه ناداهُ ملاك الرب أن يمتنع عن ذبح ابنه فوق الحطب وجاء بكبش واحد "عالق بقرنيه فى دغل" ,
فتم الفداء وكوفئ ابراهيم فوعده الرب بنسل كالنجوم والرمل ووراثة مدن الأعداء ,
حيثُ يختار الرب إسحاق للحياة ويخرج من نسله يعقوب "إسرائيل" أبو اليهود.
بينما تقول القصة الإسلامية ..أن ابراهيم النبى رأ انه يذبح ابنه فى منامه ..
لم تفصل القصة الإسلامية شيأً عن ملابسات الأمر أكثر مما فسرت القصة التوراتية ,
فهو إبتلاء واختبار نجح فيهما ابراهيم "وفديناهُ بذبحٍ عظيم ",
الإ أن الذبيح المبارك موضع الحب والابتلاء وسبب المكافأة كان "إسماعيل"
الذى سيخرج من نسله حسب الرواية الاسلامية الرسول محمد ,
وبالعودة الى الإنسان تتضح النقلة التى ربما ثوثقها قصة ابراهيم النبى أو تفسرها..وهى تحول الإنسان الى التحضر بمرسوم الهى ,
ها قد تنازل الاله عن القربان البشرى وقبل القربان الحيوانى فقط ,شرط أن يكون خالياً من العيوب ,
وبتقريب الصورة يتضح أكثر أن الإنسان قد ثار ثورة وعى على مطلب الاله بعقله فإنتزع مرسوماً يمنع تقديم البشر قرابين ويكتفِ بالحيوان .

3 _ كُل سنة مرة .

كل عام تثار ثائرة المدعين فينتقدون نظام الاضاحى بحجج واهية ,
لماذا لا ينتقد هؤلاء كبرى شركات ومصانع اللحوم التى تذبح ليل نهار ؟
لماذا يصبون جام إنسانيتهم المزعومة على أُضحية ينتظرها الفقراء من العام الى العام ..؟
إن كان هناك مجالٌ للنقد ,فليكن نقد الطرق الغير متحضرة فى ذبح الحيوان ,
الأضيحة التى يخرج ثلثيها للفقراء وينال صاحبها الثلثُ فقط رغم أنفه لا تستحق النقد ,
ولكن الأولى أن نكثف نقدنا الموجه للحكومات التى جعلت هناك فقراء ينتظرون العيد الكبير بشوق ولهفة,
ربما يستغن الإنسان يوماً عن لحم الحيوان فى رحلته نحو التحضر ,
لكنه ليس واضحاً متى يحين الوقت ,
وحتى يجد الإنسان بديلاً عن الحيون فينتزع بعلمه مورداً جديداً يسد ما سيتركه لحم الحيوان من حاجة وعوز,علينا أن نكون واقعيين فى النقد ..
فالحيوان لا يُذبح فى العيد بغرض التسلية أو القربان وإنما لحاجة الإنسان,
وإن صادفت الأضحية حدثاً دينياً فليس كافياً أن يكون الأمر تعصباً أو توحشاً ,
بل عادة مازال المجتمع يحتاجها لعوزهِ وفقره,,
فالأضيحة سنة مؤكدة وليست فرضاً ورغم ذالك يلتزم بها معظم المسلمين وكثير من المسيحيين ,
كل عام والإنسانُ فى طريقه نحو التحضر ,
واحترام الروح ,
وتفعيل العقل الرشيد .







#رائد_حسين (هاشتاغ)       Hider_Hider#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا والموت .. وهوايا .
- الهوية ايه ؟!!
- ستقوم القيامة فى اغسطس
- الخمايسى و الأقزام


المزيد.....




- “تحديث ثمين” تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصناعية بإشار ...
- شاهد.. مسيرات حاشدة في محافظات يمنية تبارك انتصار الجمهورية ...
- عيد النائمين السبعة: قصة مسيحية تنبئ الألمان بالطقس
- الاحتلال يعتقل شابا من -الأقصى- ويبعد أحد حراس المسجد
- 45 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- ما مستقبل المسيحيين في سوريا في ظل السلطة الجديدة؟
- خطيب الأقصى: ظهور نتنياهو في أنفاق المسجد تحد لإثبات السيادة ...
- الأرجنتين: القضاء يعتزم محاكمة مسؤولين إيرانيين سابقين غيابي ...
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 شغله على نايل وعرب سات بكل ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رائد حسين - عندما كان الإنسانُ خروفاً