الانفاق على الصحة وتاثيره على العمر المتوقع للانسان عند ولادته

جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4957 - 2015 / 10 / 16 - 10:13
المحور: الطب , والعلوم
    

تتطور خدمات الرعاية الصحية في العالم بشكل كبير، ويواجه العالم الثالث اشكاليات الامراض الخمجية وغيرها من الامراض التي يمكن الوقاية منها. وتضغط الشعوب لتستجيب الحكومات الى حاجاتها الانية، مما يؤثر على تركيز حكوماتها على الحاجات الاخرى مثل التعليم واستقرار الاقتصاد وغيرها. ولذلك تبرز دور السياسات والبرامج الفعالة لتحسين الخدمات الصحية. ومن المؤشرات للخدمات الصحية العمر المتوقع للانسان لحظة ولادته.
يتغير العمر المتوقع للانسان لحظة ولادته في العالم بين 81.5 سنة الى 37.7 سنة. وتحتل الدول المتقدمة مراتب الاعلى للعمر المتوقع وهي الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وكندا واستراليا واليابان، وتحتل المراتب الادنى للعمر المتوقع ادول في افريقيا.
وبالاشارة الى الانفاق على الصحة بمقياس لكل فرد بالدولار، يظهر الانفاق الاعلى في الدول التي تميزت بعمر متوقع اعلى، اي الدول المتقدمة. وللمؤشرات الاخرى للنظام الصحي مثل القوى العاملة (اطباء وكوادر اخرى) وعدد الاسرة المتوفرة وتوفر الادوية واللقاحات وغيرها تاثير في طول العمر المتوقع للانسان. وظهرت فروقات واضحة حول العالم في العمر المتوقع للانسان ونوعية الخدمات الصحية وربما توضح جزء منها في المؤشرات الاخرى للنظام الصحي.
تميزت الدول ذات العمر المتوقع الاطول بتوفر الخدمات الصحية بشكل واسع وذات نوعية جيدة لتوضح علاقة الانفاق على الصحة والعمر المتوقع للانسان (توفر الخدمات الصحية ونوعيتها دلالة على الانفاق على الصحة). وتبقى مسالة حدود تاثير الانفاق على الصحة على نوعية الخدمات الصحية.
منذ السبعينات تتحسن مؤشرات الصحة (منها العمر المتوقع للانسان) في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD. وظهرت تغيرات واسعة في الانفاق على الصحة بين دول المنظمة وكذلك ما تحقق على صعيد الصحة. فمثلا الخدمات الصحية ممتازة في مجال التلقيحات، وتتطور الخدمات الصحية ببط في مجال البقاء على قيد الحياة عند الاصابة بالسرطان. والتغيرات واضحة في مجال العناية بالمرضى الراقدين في المستشفيات. ولم تترجم كل النفقات عل الصحة الى نوعية افضل في الخدمات الصحية.
العلاقة بين الانفاق على الصحة ونوعية الخدمات الصحية تتم بطرق عديدة، وبعضهم درسة تاثير الانفاق على الصحة في تقليل الوفيات التي يمكن الوقاية منها في عدد من البلدان الغربية. والانفاق على الصحة مقياس للمدخلات (متغير مستقل) والوفيات التي يمكن تجنبها او الوقاية منها مقياس للمخرجات (متغير معتمد)، والاخيرة تم تعريفها بانها الحالات التي يلعب الوقت وفعالية الخدمات الصحية لتجنب الوفاة حتى بعد حصول الحالة (تضم العديد من الحالات وفق التعريف). والنتيجة علاقة سلبية بين الانفاق على الصحة والوفيات التي يمكن تجنبها، ويعني ذلك تزايد الانفاق على الصحة يقلل من الوفيات التي يمكن تجنبها. وبقت العلاقة سلبية حتى دراسة عوامل اجتماعية اخرى مثل البطالة والتعليم والوقت وغيرها. وبشكل عام الدول ذات الانفاق على الصحة المتزايد تشهد انخفاضا مستمرا في الوفيات التي يمكن تجنبها.، وحتى بعد الانتباه للعوامل التي اربكت المعادلة.
ولا توجد امكانية للتنبؤ من تلك المعادلة حيث تتداخل عوامل كثيرة في النتيجة. ولنتذكر معا اشكاليات جسر الائمة وقتها، والحوادث الاخرى في العراق اضافة الى حادثة مشعر منى.

#جواد_الديوان (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل