أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - جبار سلطان














المزيد.....

جبار سلطان


جواد الديوان

الحوار المتمدن-العدد: 4754 - 2015 / 3 / 20 - 08:33
المحور: سيرة ذاتية
    


في 1941، وبعد هزيمة رشيد عالي الكيلاني والمربع الذهبي في استعراضهم امام قوات الحلفاء، وهروب الكيلاني (رئيس الوزراء) والصباغ (من القادة الاربعة) والشريق شرف (الوصي على العرش ابان حركة الكيلاني)، وترك العراق لاحتلال اخر. يلمح جبار سلطان علم العراق تحت اقدام جند الحلفاء (هنود وغيرهم) في خلال عودته لداره وقت المغرب. يخلو الشارع من المارة والجند، ويلتقط العلم. يلفه حول بطنه تحت قميصه العريض، ويعود مزهوا بالكنز.
يختفي لقب باشا وبيك في 1958، فقد انتهى عهد الملكية في العراق، ولعب العسكر دور المخلص والمبشر. وتستقبل الموانيء مديرها الجديد (مزهر الشاوي رحمه الله) باحتفال شعبي. ومع اهازيجهم، هتف بعضهم يسقط جبار سلطان. ومع حيرة الشاوي (لا يرتبط الاسم باي رمز من العهد الملكي) يمثل امامه جبار سلطان بنظرات زائغة، ودهشة بالغة، فمن يهتف بسقوطه من العرش! اولاد اخوانه واولاد عمومته. ينتبه الشاوي للرجل، وقد تبعثرت على قميصه وبنطلونه طيات فلم تمر عليهما المكواة، اضافة الى بقع زيت، وتخصر البنطال على الكاحل الايمن لاستخدامه الدراجة الهوائية. انه رئيس سواق الرافعات على ارصفة الميناء، لم يتساهل بايام او ساعات العمل فاصبح رمز لسلطة دولة. وربما مثل الملك او نوري سعيد باشا في نظر سواق الرافعات ومن بمعيتهم.
تسلم البعث الحكم في شباط 1963، لينتصر للامة العربية وغيابها عن سماء العراق طيلة حكم عبد الكريم قاسم رحمه الله. وان الوحدة العربية مطلب جماهيري، وللعرب دورا تاريخيا لم يمارسوه منذ 1958 وغيرها. وتناله قرارات الحاكم العسكري العام، قرقوش القرن العشرين (رشيد مصلح وتم اعدامه بعد 1963 لتجسسه لصالح اسرائيل) بالفصل من الموانيء. فقد كتب بعض سواق الرافعات تقارير واضحة بشعار وحدة امة العرب ورسالتها الخالدة، توضح بان جبار سلطان حمل صورة صغيرة لفهد (مؤسس الحزب الشيوعي العراقي) يوما ما ابان حكم قاسم. ونجح سواق الرافعات من التخلص من رمز سلطة لا يتساهل بايام وساعات العمل.
شهد جبار سلطان مدينته البصرة، تحتضن الجند والياتهم مرات عديدة خلال سنوات عمره. وفي اخرها في حياته الحرب مع ايران (الثمانينات من القرن الماضي)، تساقطت قنابل وصواريخ على احياء المدينة. ونالت التنومة (شط العرب) حصة الاسد من تلك القنابل، ربما لان كل سكانها من العسكر والجند، وكل دورها ثكنات عسكرية. ترك الدار الى مدينة لم يعرفها الا بالاسم. وفي دار لم يتعود تفاصيلها عثر وسقط ليرقد بعظم فخذ مكسور. غربة وعجز في وطن تشغله الحروب باضافات بسيطة اخرها لقب نازح. ولم يحصل على لقب نازح.
يرحم الله جبار سلطان، فقد توفي ابان ايام ذلك النزوح من الديار بدون لقب النازح، او منظمات مجتمع مدني تعتني به. يرحمه الله لم يشهد نهاية الحرب مع ايران واحتفال الناس باطلاق النار في الهواء! وباوامر السلطة وقادة الجيش المنتصر، ومقتل العديد من الناس بتلك الاطلاقات (في بغداد لوحدها 250 شخص). كما لم يشهد غزو الكويت، وحرب 1991 وسقوط قنابل ميسوري او بي فيفتي تو (القلاع الطائرة)، كما لم يسمع بطريق الموت من الكويت للبصرة. يرحمه الله لم يحتفل بالنصر الذي سوقه البعث بعد انتفاظة 1991.
وللاسف الشديد لم تكتحل عين جبار سلطان بسقوط صدام حسين والبعث في 2003. وربما تطمئن نفسه حيث شهد اعترافات قرقوش (رشيد مصلح) على شاشة التلفاز وشرح تفاصيل تجسسه لصالح اسرائيل، ثم خبر اعدامه.



#جواد_الديوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كرامة
- الحرب على داعش
- تحالف دولي لمحاربة داعش
- الجلبي يكرم الاول على قسم الرياضيات- كلية العلوم – بغداد
- سبايكر (ساروا بهدوء للقتل)
- اضطراب الشخصية – النرجسية
- غسيل الدماغ (الجماعات المتطرفة)
- الى اولادي بعد التهجير
- كيانات ثلاث
- الخزرجي والحرب العراقية الايرانية
- هذيان بعد اعلان نتائج الانتخابات
- مهام اهملتها الحكومات المتعاقبة في العراق لتتبناها الحكومة ا ...
- هذيان عشية الانتخابات في العراق
- هذيان سياسي مرة اخرى
- مرشحون!
- التيار الديمقراطي في الحياة السياسية
- العراق، الدولة المازومة
- انتاج الصحة
- ندوة حول واقع حرية التعبير عن الراي في العراق
- ذكريات من اذار 1991


المزيد.....




- الأردن يحذر من -مجزرة- في رفح وسط ترقب لهجوم إسرائيلي محتمل ...
- روسيا.. النيران تلتهم عشرات المنازل في ضواحي إيركوتسك (فيديو ...
- الرئيس الصيني في باريس لمناقشة -التجارة والأزمات في الشرق ال ...
- بوتين يأمر بإجراء مناورات نووية رداً على تصريحات غربية وصفته ...
- المكسيك تحتفل بذكرى انتصارها على فرنسا عام 1862
- ماكرون يؤكد لشي أهمية وجود -قواعد عادلة للجميع- في التجارة
- المفوضية الأوروبية تسلم مشروع الحزمة الـ 14 من العقوبات ضد ر ...
- الإعلام العبري يتحدث عن -خطة مصرية- بشأن أراض فلسطينية وموقف ...
- المتحدث باسم القبائل العربية: مصر لن تتورط في -مهمة قذرة-
- أوكرانيا.. مهد النازية الجديدة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جواد الديوان - جبار سلطان