أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الارهاب و العقل في تونس اليوم : أسئلة منهجية الى العقلاء .















المزيد.....

الارهاب و العقل في تونس اليوم : أسئلة منهجية الى العقلاء .


بيرم ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 4950 - 2015 / 10 / 9 - 09:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لماذا كان الرأي العام يستسهل اتهام الاسلاميين المتشددين بكل الاغتيالات وكان يستهجن كل تبرئة حتى للترويكا نفسها و خاصة النهضة الا من أنصارها المقربين و لكنه يستبعد عمدا امكانية تورط المافيا أو جهات أخرى في الاغتيالات السابقة و أصبح بعد عملية اليوم يستسهل اتهام المافيا حصريّا ودون غيرها و لا يقبل بطرف آخر تماما و ينساق الرأي العام بكامله في هذا الاتجاه الجديد؟
هل الأمر صدفة يا ترى؟
أليس من الممكن أن تكون بعض العمليات الارهابية السابقة نفسها مافياوية كان يعرف انها ستحسب حسب السياق على الارهابيين؟
ولم لا تكون العملية الحالية بعيدة عن المافيا مثلا رغم تلميحات بعض زعماء نداء تونس أنفسهم الى ذلك؟


ولماذا لا تكون كل العمليات قامت بها تنظيمات ارهابية بما في ذلك محاولة اليوم - واختيارها نائبا عن نداء تونس من سوسة ورئيس واحد من أكبر الفرق الرياضية بجهة حساسة بالبلاد له رمزية- وقد اختارت هدفها اليوم بعد تشديد الحصار عليها بحيث لم تعد قادرة على الوصول الى الأهداف الكبرى المعروفة سياسيا ولم تفلح اليوم في تصفية هدفها لأنه لم يعد بمقدورها عملياتيا القيام بعمليات نوعية ناجحة أو لخطأ في التقدير لا غير مثلا؟


سؤالي ليس هدفه لا نفي و لا تأكيد أي شيء.هدفه فقط التنبيه الى اننا ننساق في الاتهامات بناء على رؤى سياسية مسبقة - في السابق لمعارضة الاسلاميين و الآن لمعارضة نداء تونس - وعلى مؤشرات تعطى لنا دون أن تكون لنا أية قدرة على التثبت منها.


سؤال سياسي الآن قد يكون أخطر من سابقه:


ماذا لو يكون الهدف من عملية اليوم هو نفسه الهدف من اغتيال شكري بلعيد و محمد البراهمي:ادخال البلاد في حرب أهلية؟
اغتيال شكري و البراهمي كان يعني احتمال الاقتتال التونسي بتوجيه التهمة الى الاسلاميين و النهضة تحديدا -ولو في صيغة المسؤولية السياسية .


محاولة الاغتيال اليوم قد يكون هدفها تصوير ان كل الارهاب - بما في ذلك السابق- هو عمل مافيوي و ربطه برجال أعمال عرفوا انهم قريبون من نداء تونس الآن و بالتالي تفجير نداء تونس من الداخل و تسهيل الطريق على النهضة للتصعيد في لهجتها ضده ( وقد بدأت ذلك بموقفها من السيسي ربما). وتفجير نداء تونس قد يعني فقدانه الأغلبية البرلمانية مما يجعل النهضة تطمع في الحكومة و تطرح هي و حلفاءها اسقاط الحكومة الحالية و ربما انتخابات سابقة لأوانها و وقد يجعل البعض الآخر يعود للحلم باستئناف المسار الثوري في الشارع باسقاط النداء بعد اسقاط الترويكا لاستكمال مراحل الثورة و هذا قد يزعزع جذريا المسار الديمقراطي و يدخلنا في متاهة لا أحد يضمن من سيستغلها و لفعل ماذا بالبلاد في ظل اهتراء الجميع سياسيا؟


ستقولون انني بهذا أدافع عن النهضة سابقا و عن نداء تونس حاليا. كأنّني أطلب من نداء تونس أن يبقى موحدا و لا ينفجر و من النهضة ألا تعارض بحدة نداء تونس و تسقط حكومته و من الجبهة الشعبية الا تدفع الى الشارع و الى الاستعداد لقيادة تونس .
فليكن ذلك اذا كان سيصير على حساب مسار الانتقال الديمقراطي السلمي في وضع أزمة خانقة على كلّ الصّعد. قناعتي ان محاولة النهضة -مثلا- فعل ما فعلته بها جبهة الانقاذ بأن أسقطتها و محاولة الجبهة الشعبية - مثلا- تكرار اعتصام القصبة للاطاحة بالحكومة الحالية سيكون كارثيا .والمهم عندي أولا وقبل كلّ شيء ألا يقع التونسيون من الحزبين الكبيرين خاصة في فخ الاقتتال يوما ما لأن حدوث ذلك لن يخدمهما ولن يخدم البلاد و الشعب بل أطرافا أجنبية فقط لا أحد يعرف الى ماذا تخطط في تونس و المنطقة...وخاصة الجزائر...بعد التدخل الروسي في سوريا و تطور علاقات مصر بسوريا و بتونس أخيرا و الذي قد يتطلب تدخلا في المغرب العربي للقيام بتعديل آخر اقليمي لصالح قوى لا يرضيها ذلك و قد تكون العين على تونس كخاصرة شرقية للجزائر مثلا.


أنا لا أعرف أصلا مدى وجاهة ما أقول . ولكنني تآمري كثيرا في توقعاتي للأهداف النهائية الدولية الكبرى في المنطقة عموما وأعرف ان هنالك من له القدرة على استخدام كل من المجموعات الارهابية و المافياوية لتحقيق اهداف استراتيجية دولية لا علاقة لها حتى بالمنفذين أحيانا و لا بعموم التونسيين بالتأكيد تماما...و عذرا على الخيال المجنّح في التحليل أعلاه اذا كان سيشعركم انكم ستفقدون قدرتكم على التحليق السياسي نحو السلطة التي بها كنتم (ضد الترويكا) و أصبحتم (ضد نداء تونس) تحلمون...ما يربطني بكم هو تونس و شعبها و ليس سلطة تجيء و تذهب.

ولكن:

ماذا لو كانت عملية اليوم بيضاء الهدف منها توجيه اشارات الى بعض رجال الأعمال الفاسدين المتنفذين - هذا اذا كان المستهدف فاسدا فرضا- حتى لا يصعّدوا لهجتهم عندما سيسحب أو يعدّل قانون المصالحة الوطنية على خلاف الصيغة التي طرح بها و الأزمة التي سببها؟

و ماذا لو كانت عملية بيضاء ايضا و لكن هدفها عكسي و هو تخويف رجال أعمال غير فاسدين - اذا كان المستهدف غير فاسد- حتى لا يتمادوا في التراجع عن الصيغة الحالية لقانون المصالحة مثلا؟

(ان تصريحات واستقالات زعماء من نداء تونس تصبح في علاقة بهذا الطرف الفاسد أو ذالك الصالح و لا أجزم بوجهتها شخصيا)

هل أدفعكم الى الخوف و الجزع و الى فخّ الوحدة الوطنية وقبول المصالحة بدوري؟


كل ما أعرفه انني لا أعرف شيئا.


على فكرة : ماذا لو كانت محاولة الاغتيال اليوم قضية شخصية تماما و السلاح أصبح متاحا في البلاد مؤخرا لرجال الأعمال و لضحاياهم و منافسيهم؟


هي تهويمات و تخمينات لا غير مع الأسف...ولكنها تبدو لي معقولة الطرح نسبيا ...ربّما!


أرجو أن يكون أهل مكّة أدرى بشعابها فعلا!


شعوري ان هنالك لعبة ما تبدو لي أكبر منا جميعا ...سياسيين وصحفيين خاصة.


وأرجو أن يكون هنالك من الشرفاء في الأمن و الجيش و الصحفيين و الزعماء السياسيين من لهم الارادة أولا و القدرة ثانيا على حمايتنا مما يجري ومدّ الطبقة السياسية و النقابية و الاعلامية بما يكفي من المعلومات التي تنقذ البلاد.


ولكن قبل كلّ ذلك: احذروا الحس العام الذي يوجه الرأي العام فهو كارثة على العقل خاصة اذا كان البلد في وضع كارثي يكاد الجميع يفقد فيه عقله.

المصيبة انّه عليّ أن أضيف: قد يكون الاجماع على ان محاولة الاغتيال اليوم يعني انها فعلا مافياوية . ففي بعض الحالات قد يتطابق الحس العام مع الحقيقة فعلا ...عندما يصل السكّين الى العظم . وعندها تصبح تحاليل المثقفين هي الهذيانية بسبب سكن البرج العاجي وهوس التذاكي.

أرجو ألا نصل يوما الى قول ما كان يقوله بعض البيارتة (بيروت) ذات يوم من الحرب الأهلية هنالك: " ليس هنالك حقيقة في بيروت،هنالك فقط حكايات و روايات."

---

"حافظي على نفسك يا تونس. فلقد تركنا فيك خير من فينا..." (محمود درويش)



#بيرم_ناجي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما العمل الآن في تونس؟ نحو تحالف يسار- وسط .
- القرآن و العلم و الانسان : رسالة لا أدريّة و انسانية الى صدي ...
- الجبهة الشعبية التونسية و الندوة الوطنية الثالثة : امّا صدمة ...
- سورة القرد َفَلَتْ : نصّ شتائمي على إيقاع الوحش الدّاعشي .
- 14 جانفي2015 : نداء من أجل حزب يساري تونسي موحد و جديد.
- الأستاذ عادل اللطيفي ، التاريخ و الثورة و الاسلام السياسي: ر ...
- الصديق عادل اللطيفي و - الاشارات اليسارية-.
- الأستاذ عادل اللطيفي، الجبهة الشعبية و الموقع و المشروع.... ...
- الجبهة الشعبية التونسية، الدورة الثانية من الرئاسية و الحكوم ...
- رسالة الى الشعب التونسي : انتخبوا حمة الهمامي -ولد الشعب- رق ...
- تونس و يسارها الجديدين: من- التاريخ الانتخابي- الى -الانتخاب ...
- الانتخابات التونسية و مستقبل تونس: قراءة اجتماعية- سياسية و ...
- من الجبهة الشعبية إلى حزب -نداء تونس-: أ تريدون فعلا تحالف - ...
- الى الجبهة الشعبية: نداء من القلب الى كل يساريي و قوميي و تق ...
- إلى الجبهة الشعبية و برلمانييها القادمين: برقية سريعة.
- تونس بين الانتخاب و الإرهاب: نحو تحالف قوى اليسار و الوسط ال ...
- تونس : رسالة سياسية- انتخابية شخصية إلى الشيخ راشد الغنوشي .
- اليسار و الوسط التونسي في غياب الوحدة الانتخابية: مازال من ا ...
- الجبهة الشعبية التونسية و معادلاتها الانتخابية و السياسية :ر ...
- الجبهة الشعبية و القائمات الانتخابية: تقييم وآفاق منتصف الطر ...


المزيد.....




- كيف تتحوّل الموضة إلى أداة للتعبير عن الذات؟
- لحظات تثاؤب لا تُنسى لحيوانات يلتقطها مصور في مقدونيا
- مقترحات مشتركة من المنظمات غير الحكومية قبيل انطلاق المفاوضا ...
- الحكم بالسجن خمس سنوات على الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صن ...
- غزة ـ مقتل المزيد من منتظري المساعدات والجيش الإسرائيلي يحقق ...
- سوهان..طفلة ليبية تفر من المرض على متن -قارب موت- ووالدتها ت ...
- الجزائر: محكمة الاستئناف تصدر حكما بالسجن 5 سنوات نافذة في ح ...
- بسبب الحرب والحصار.. تفاقم معاناة ذوي الإعاقة في قطاع غزة
- فايننشال تايمز: هكذا أعادت إسرائيل إحياء القومية الإيرانية
- -ما وراء الخبر- يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - الارهاب و العقل في تونس اليوم : أسئلة منهجية الى العقلاء .