أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - تونس و يسارها الجديدين: من- التاريخ الانتخابي- الى -الانتخاب التاريخي-.















المزيد.....

تونس و يسارها الجديدين: من- التاريخ الانتخابي- الى -الانتخاب التاريخي-.


بيرم ناجي

الحوار المتمدن-العدد: 4631 - 2014 / 11 / 12 - 09:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مقدمة:

حاولت في مقالي السابق الذي نشرته في الحوار المتمدن أن أقدم قراءة اجتماعية سياسية و بعض الاشارات التكتيكية الى الجبهة الشعبية أساسا (1) و الى كل الفاعلين السياسيين في تونس عموما رغم ادراكي ان اللحظة الانتخابية قد لا تكون سانحة للتأمل في ذلك مؤقتا.و لكن ما يلاحظ في الساحة السياسية الانتخابية حاليا يجعلني أعيد الكرة من زاوية أخرى أقل ضيقا و –ربما- أكثر تسديدا باتجاه اليسار التونسي و حوله في نفس الوقت...في انتظار ما بعد الانتخابات الرئاسية و تشكل الحكومة المقبلة.

تونس و يسارها الجديدين:

ان ضغط اللحظة الانتخابية لا يجب في رأيي أن تنسي اتجاه الحركة العام الذي تسير هي نفسها داخله. و ان كان ذلك موضوعا معقدا و عاما نسبيا فان زاوية منه تبدو لي ملحة و ضرورية اليوم حتى قبل الانتخابات الرئاسية ، بل و ربما بسبب الانتخابات الرئاسية نفسها...خاصة بالنسبة الى المثقفين و المناضلين المثقفين اليساريين خصوصا والتونسيين عموما .
باختصار شديد و لكن أرجو أن يكون مفيدا:
هل تعرفون ما معنى أن ترشح الجبهة الشعبية كلا من زياد الأخضر و أحمد الصديق و جلول عزونة و نزار عمامي و مراد العمدوني – وهم أمناء عامون أو ناطقون رسميون لأحزابهم - و الى جانبهم السيد أحمد الخصخوصي و أهم قيادات حزب العمال و حزب القطب الديمقراطي و السيد فتحي الشامخي قائد "راد أتاك-تونس- الى الانتخابات البرلمانية (بقطع النظر عمن وصل منهم الى البرلمان) ؟
هل تعرفون ما معنى أن ترشح الجبهة الشعبية قائدها حمة الهمامي الذي هو الأمين العام لحزب العمال التونسي الى الانتخابات الرئاسية؟

1-

معناه ان اليسار التونسي بمختلف مكوناته الكبرى نضج وأصبح يمارس السياسة في القرن 21 على خطى اليسار الأمريكي اللاتيني لأنه لو لم يصبح كذلك ما كان رشح كل هؤلاء في الانتخابات التشريعية و الرئاسية كما كان يفعل اليسار الكلاسيكي القديم الذي لم يكن يرشح سوى كتلة صغيرة من مناضليه المتوسطين الى البرلمان "للمراقبة و التحريض" و ما كان يترشح تماما للانتخابات الرئاسية حيث كان لا يصل الى الرئاسة الا بالثورة بالنسبة لليساريين و بالانقلاب العسكري بالنسبة الى القوميين و البعثيين العرب.

2-

معناه ان كل اليساريين و الاشتراكيين الديمقراطيين و المناضلين النقابيين و الحقوقيين و الثقافيين والجمعياتيين و عموم المواطنين الذين كانوا "يخافون" من "التطرف اليساري و القومي" لم يعد لديهم أي مبرر "للخوف" و لعدم المساندة اذا كانوا يبحثون فعلا عن ديمقراطية و لكن و طنية واجتماعية كما يقولون.

3-
معناه ان بعض الاسلاميين التونسيين -الذين يقولون عن أنفسهم انهم معتدلون مثل النهضة - عليهم أن يتبنوا الديمقراطية قولا وفعلا و يكفوا عن المراوغة بين الدعوي و السياسي و يراجعوا جذريا وثيقة " الرؤية الفكرية و المنهج الصولي لحركة الاتجاه الاسلامي" التي لا تزال تسجنهم في صدفة الحزب العقائدي الاسلاموي و تمنعهم من التحول الى حزب ديمقراطي ذي مرجعية اسلامية على شاكلة "الديمقراطية المسيجية" أو حتى على شاكلة حزب العدالة و التنمية التركي الذي يقبل –ربما عصبا عنه- بالديمقراطية و العلمنة و التداول رغم نقائص التجربة التركية...و لكن على الآ يستثمروا ذلك في قهر القوى الديمقراطية التونسية بالتمويل التركي و القطري و غيرهما و ما يخفى وراءه من ارتهان الى هذه القوى و غيرها.

4-

ومعناه ان بعض الليبيراليين التونسيين الذين يصدعون رؤوسنا حول أولويتهم بالديمقراطية لم يعد لديهم ما به يزايدون – مثل نداء تونس – لأنهم في الأصل يفتخرون بما ليس لديهم بل بما هو أوروبي لم يطبقوه لحظة واحدة عندما كانوا سادة البلاد لستين عامم. بل الأحرى بهم أن يتخلصوا من ارث التسلط البورقيبي و النوفمبري و الارتهان لواعد التجمع المنحل و لبارونات المال و الاعلام وللقوى الأجنبية التي تسندهم على حساب غيرهم من التونسيين و على حساب مصالح الوطن.

5-
و معناه ان اليسار و القوميين و البعثيين التونسيين – بمحافظتهم على الجبهة موحدة- هم أنضج القوى في التحالف فيما بينها مقارنة بما فعلته النهضة بحلفائها في الترويكا و بما فعله نداء تونس بحلفائه في "الاتحاد من أجل تونس" حيث بينت التجربة ان الجبهة الشعبية تغلب التنوع و الاختلاف و تحتمله و تثمنه أكثر من الاسلاميين و الليبيراليين التونسيين و هي بذلك أكثر أهلية لبناء التجربة الديمقراطية التونسية الجديدة من غيرها.

6-
و معناه أن الاقتتال بين الذين يخيفون التونسيين باسم "التغول" و من يخيفونهم باسم" التعطيل" – هو بين من يمارسون الابتزاز باسمهما لغايات انتخابية و لكن من أجل تغول اسلامي أو ليبيرالي يعارضه تعطيل اسلامي أو ليبيرالي ، حسب موازين القوى...و ماذا سيكون الأمر يا ترى...لو يتحالفون؟

7-
و معناه ان التائهين و الضائعين من الأحزاب الصغيرة و المناضلين من هذا الطيف و ذلك في الصفين المتقاتلين – ظاهرا الى حد الآن- انما يحيدون عن الخط الحقيقي الذي يمنع من التطرفين و يرسي تونس و ديمقراطية جديدتين...سواء فعلوا ذلك عن حسن نية أو عن خوف أو عن جهل أو غيره.


خاتمة: من "التاريخ الانتخابي الى الانتخاب التاريخي"

و لكن...و هنا أختم ...مؤقتا:
ان كان ما يحصل في تونس و في صفوف يسارها و جبهتها الشعبيية انقلابا سياسيا – انتخابيا كبيرا فانه يضل هشا اذا لم يصحبه الوعي بما يقع أولا و التنظير اليه ثانيا و اقناع كل –أو أغلب – المناضلين به فعليا ليتحول الى انقلاب تاريخي بأتم معنى الكلمة يؤدي الى ولادة جديدة لليسار و لتونس على حد السواء و ستكون له انعكاسات على كل اليسار العربي حتما .
ان لم يحصل هذا فان كل ما قمنا به سيبدو "تكتيكا" رديئا و سيؤدي الى شعبوية انتخابية و الى تكون "بيرقراطية –برلمانية " وربما رئاسية- ستدمر اليسار التونسي نهائيا...ربما.
ان لم تحصل اعادة تأسيس حقيقية لليسار التونسي بروافده الاشتراكية و القوميية و البعثية و الاشتراكية الديمقراطية فان ذلك سيسمح للاسلاميين و الليبيراليين بمواصلة التطرف باسم الاسلام أو باسم الحداثة و لكن على حسابهما معا و على حساب الوطن و الشعب...ناهيك ان تدخلت القوى الأجنبية ...و هي حاضرة دائما.
ان تصعيد الجبهة الشعبية لعدد محترم من خيرة مناضليها و مناضلاتها الى مجلس النواب و ترشيحها لناطقها الرسمي الى الانتخابات الرئاسية له دلالات هامة جدا و ستتعزز لو حققت نتائج هامة في الرئاسيات وأفضلها التتويج طبعا. ولكن لا يجب أن تكون هذه الحركة " عفوية" و لا يجب أن تبقى كثيرا كذلك. و لا يجب أن تكون مجرد "تكتيك" بل أن تصبح منهجا سياسيا جديدا...و هنا يأتي دور المثقفين و المناضلين المثقفين في انارة السبيل نحو تصور نظري و سياسي و تنظيمي جديد تصحبه تربية جديدة لمناضل جديد في تونس سيكون قادرا على تحقيق " المعجزة التونسية"...ربما....و ان بعد حين.
عندها يمكن أن تنجو تونس من محيطها العربي/الاسلامي و العالمي بنجاح عبر يسار عربي جديد منغرس برؤية جديدة في تفاصيل خصوصيات شعبه و في ما يمكن أن نسميه امتحان " الانتخاب التاريخي" الذي بامكانها النجاح فيه... ولو بصعوبة.
فلنكن واقعيين ...و لنطلب المستحيل.


(1)- http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=440180



#بيرم_ناجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات التونسية و مستقبل تونس: قراءة اجتماعية- سياسية و ...
- من الجبهة الشعبية إلى حزب -نداء تونس-: أ تريدون فعلا تحالف - ...
- الى الجبهة الشعبية: نداء من القلب الى كل يساريي و قوميي و تق ...
- إلى الجبهة الشعبية و برلمانييها القادمين: برقية سريعة.
- تونس بين الانتخاب و الإرهاب: نحو تحالف قوى اليسار و الوسط ال ...
- تونس : رسالة سياسية- انتخابية شخصية إلى الشيخ راشد الغنوشي .
- اليسار و الوسط التونسي في غياب الوحدة الانتخابية: مازال من ا ...
- الجبهة الشعبية التونسية و معادلاتها الانتخابية و السياسية :ر ...
- الجبهة الشعبية و القائمات الانتخابية: تقييم وآفاق منتصف الطر ...
- الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة ثانية مع الرفيق ...
- الجبهة الشعبية التونسية و بعض نقادها: مكاشفة سياسية - أخلاقي ...
- اليسار التونسي و الانتخابات القادمة : أبعد من المشاركة أو ال ...
- الى مجلس الأمناء العامين للجبهة الشعبية التونسية و الرفيقين ...
- توقيت الانتخابات الرئاسية و التشريعية في تونس :اللعبة و الره ...
- راشد الغنوشي و -النموذج التركي-: حقيقة الاسلام الاخواني التو ...
- تونس و-الانقاذ من الانقاذ-: نحو جبهة و طنية جمهورية ديمقراطي ...
- الجبهة الشعبية التونسية -مبادرة الشهداء -: حان وقت التقييم و ...
- تونس -ما بعد- النهضة : نقاط من أجل التقييم ومن أجل خارطة طري ...
- تونس و العلبة السوداء التاريخية للمسلمين:الدستور التونسي الج ...
- رسالة الى المسلمين


المزيد.....




- أبو عبيدة وما قاله عن سيناريو -رون آراد- يثير تفاعلا.. من هو ...
- مجلس الشيوخ الأميركي يوافق بأغلبية ساحقة على تقديم مساعدات أ ...
- ما هي أسباب وفاة سجناء فلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية؟
- استعدادات عسكرية لاجتياح رفح ومجلس الشيوخ الأميركي يصادق على ...
- يوميات الواقع الفلسطيني الأليم: جنازة في الضفة الغربية وقصف ...
- الخارجية الروسية تعلق على مناورات -الناتو- في فنلندا
- ABC: الخدمة السرية تباشر وضع خطة لحماية ترامب إذا انتهى به ا ...
- باحث في العلاقات الدولية يكشف سر تبدل موقف الحزب الجمهوري ال ...
- الهجوم الكيميائي الأول.. -أطراف متشنجة ووجوه مشوهة بالموت-! ...
- تحذير صارم من واشنطن إلى Tiktok: طلاق مع بكين أو الحظر!


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بيرم ناجي - تونس و يسارها الجديدين: من- التاريخ الانتخابي- الى -الانتخاب التاريخي-.