حيدر مساد
الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 20:19
المحور:
الادب والفن
خروج آمن
سَئِمَ الأسدُ حُكْمَ اليابسة، وطمع بحُكْمِ من السماء أيضا؛ قرَّر الطيران.
ذُعِرَت الحيوانات؛ هو يرعبهم دون طيران؛ كيف وإن صار أسرعَ حركةً و أَحَدَّ نظرًا وأشملَ رؤيةً؛ حاولوا ثَنْيَهُ عن قَرَارِهِ؛ قالوا:
- كيف تطير بلا جناحين؟!
قال: هاتوا لي جَنَاحَي النسر.
قالوا: "وكيف سترى فرائسك ونظرك غير حاد"؟!
قال: "هاتوا لي عَيْنَي البومة".
قالوا : "وكيف تفترس بلا منقار"؟!
قال: "هاتو لي منْقَارَ الصَّقْرِ".
جاؤوه بما طَلَبَ صاغرِين.. وعَلَّمُوهُ كيف يطير...
طار الأسد؛ علا وعلا وعلا ... ، بَعُدَتْ المسَافَةُ؛ رَأَوْهُ صَغِيرًا كبعوضة، ورآهم صِغَارًا كفئران... ثم علا وعلا حتى انعدمت رؤيته ورؤيتهم.
-"الهبوط أصعبُ من الطيران"، هكذا قالت النعامة التي لم تَطِرْ يومًا ومع ذلك تبيض، فأشار عليهم الثعلب أن لا يعلموه الهبوط.
طار الأسدُ وما عاد..
لا هُم رغبوا بعودته، و لا هو أراد النزول من سمائه.
ــــــــــــــ
4-10-2015
#حيدر_مساد (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟