أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - في مثل هذ اليوم (سقطت) هيت














المزيد.....

في مثل هذ اليوم (سقطت) هيت


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4943 - 2015 / 10 / 2 - 11:33
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لم يكن يوم الخميس 2 / 10 / 2014 الموافق 7 / ذي الحجة /1435يوما عاديا في تاريخ مدينة هيت، ولن يكون، بل سيبقى يوما من أيام تاريخها الحزين، الذي لن ينساه من عاشوا به، أو الذين سيقرؤونه في سفر تاريخها الطويل.
-
في صباح ذلك اليوم استيقظ الهيتيون على أصوات تفجيرات هزّت المدينة في أكثر من مكان. بعدها احتل ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مدينتهم التي لم يظنوا في يوم من الأيام انها (ستسقط) بيد عدو مهما كانت قوته لأنهم مؤمنون بأنْ لا عدوَ لهم، فهم أناس طيبون مسالمون، محبون للحياة ولبعضهم بعضا، ولأن مدينتهم التي كانت ملاذا آمنا، وبيتا كريما للعراقيين في أيام المحن ستظل مشرعة الأبواب أمامهم ضيوفا بل أهل دار.
-
لم يكن السقوط مفاجئا، فقد كان متوقعا بعد أن سقطت الموصل وصلاح الدين والكثير من مدن محافظة ديالى، وبعض مدن محافظة الأنبار مثل: الفلوجة والكرمة والقائم وعنه ورأوه والرطبة، وبعد دخول عناصر داعش الى بعض أحياء الرمادي والسيطرة التامة على محيطها؛ كما سبق سقوط هيت الكثير من عمليات التهديد بالقتل والمطالبة بدفع الاتاوات، فضلا عن القيام بالعديد من الاغتيالات لمن كانوا يعارضون الفكر التكفيري لداعش.
-
لقد ساعدت الظروف التي سبقت سيطرة داعش على المدينة في سقوطها بسهولة، فلم تكن الحكومة المحلية ولا القوات الأمنية من الجيش والشرطة-شأنها شأن بقية حكومات المحافظة-قادرة على فعل شيء لأنها أصلا خائفة من داعش ومرتبكة ومهددة منه، بل أن بعض افرادها متعاونون مع التنظيم.
-
لقد هوجمت هيت من الداخل لا من الخارج، وسُلمت الى داعش من قبل الذين تورطوا وتعاونوا مع التنظيم من أبناء المدينة وأعضاء مجلس القضاء وبعض المتنفذين وشيوخ العشائر ورجال الدين الذين كانوا يدعون العداء لداعش في حين انهم كانوا من المتعاونين مع عناصره؛ فكانوا حواضن للتنظيم، ساعدت على تشكيل الكثير من الخلايا النائمة من أبناء المدينة ومن النازحين اليها من المدن الأخرى. وكان دور هذه الخلايا فاعلا ومؤثرا في سقوط هيت واحتلالها من قبل داعش.
-
لم يكن الاستعداد لدفاع عن المدينة سواء من قبل القوات الأمنية أو المتعاونين معها من أبناء العشائر بالشكل المطلوب للأسباب التي ذكرناها فحصل الذي حصل، وسقطت هيت بكل سهولة ويسر بيد داعش، ولم يدافع عنها سوى بعض الرجال الأبطال الذين صمدوا في المواجهة حتى انتهى عتادهم وانهارت قواهم بسبب عدم وجود الدعم اللوجستي من قبل الحكومتين المركزية والمحلية، وبسبب قرار القوات الأمنية العراقية بالانسحاب من المدينة بحجة "الحفاظ على حياة السكان"، وتبرير قائد عمليات الأنبار رشيد فليح بأن الوحدات العسكرية الحكومية والقوات المتحالفة معها تحاول إعادة تنظيم صفوفها عند أطراف المدينة ، وأن هذا الانسحاب هو انسحاب تكتيكتي .كما أخبر رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي:" ان سبب عدم قدرته على تحقيق نصر كبير او مسك الارض المحررة من قبل شرطة الانبار هو ان موجوده الفعلي اقل من ١-;---;--٥-;---;--٪-;---;-- من العدد الكلي". ولكنه لم يستطع الرد على العبادي حين قال له:" لعد ليش تاخد رواتب العمليات كاملة صار لك سنة!".
-
كثيرة هي الأسباب التي تؤدي الى سقوط المدن وأهمها: الخيانة والتخاذل وضعف القيادة وعدم إدراك قوة العدو والسخرية من قدراته، وهذا ما أدى الى سقوط مدينة هيت وغيرها من المدن.
-
وبعد سقوط المدن تبدأ المأساة، قتل، وسلب، ونهب، وتهجير، وتشريد، واغتصاب، وانتهاك للحرمات، وهذا ما حلَّ بأهل مدينة هيت الذين فرّوا من حكم (دولة) تدعي الأسلام ولكنها لا تطبق من كتاب الله ولا من سنة نبيه شيئا، فالسبي مذهبها، والسطو ديدنها والموت لمن يعارض أحكامها.
-
اليوم وبمناسبة مرور عام على سقوط هيت، يعيش أهلها وأبناء مدن محافظة الانبار وأبناء نينوى وغيرها الغربة في داخل العراق وخارجه، هؤلاء الناس الذين لم يكن حلمهم في يوم من أيام سوى الأمن والأمان والعيش بسلام، لا يريدون سوى العودة الى مدنهم وتحقيق حلمهم. رحم الله شهداء العراق كافة وشهداء هيت الذين ماتوا دفاعا عن أهلِهم وأرضِهم وعِرضِهم، والموت للقتلة، والنصر إن شاء الله للمقاتلين الغيارى البررة المضحين من أجل تحرير كل شبر من أرض العراق الطاهرة.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغُربة
- الحنين
- يا عيدُ عُدتَ
- الناقد الفذ يوسف نمر ذياب الهيتي
- غازي الكيلاني، ون..! والأخريات
- علم من مدينتي ، صبري نصيف جاسم الحمداني
- الطبيب الإنسان وليد عبد الحميد الهيتي
- غازي أحمد الردام
- الشيخ عمر رمضان الهيتي
- لا تأتِ يا عيدُ
- الدكتور ثابت نعمان الهيتي
- بعيدا عن السياسة قريبا من الدين
- اتقوا الله واصرفوا رواتب النازحين
- الى نقابة المحامين مع التحية
- الوطنية يا وزارة الكهرباء
- قراءة في وثائق ويكيليكس
- رحلة الأعيان بين واشنطن وطهران
- من هو المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار صهيب الراوي؟
- رحم الله أبا الطيب
- زمن الزعاطيط


المزيد.....




- بوتين -خالف البروتوكول-.. فيديو يرصد تصرفا بمراسم تنصيب رئيس ...
- طلبة جامعة أمستردام يطردون سيارة شرطة بعد أن قمعت مخيما تضام ...
- لماذا يجب تجنب شرب الماء من زجاجة بلاستيكية خصوصا في الصيف؟ ...
- نتائج مرعبة.. فيديو من ناسا يكشف ما سيحدث عند السقوط في ثقب ...
- -كل ما يفعله هو الأكل-.. أم تلقي بطفلها الأبكم في قناة مليئة ...
- نقطة النهاية
- إخفاقات القوات المسلحة الأوكرانية تخيّب آمال دائني أوكرانيا ...
- مصر.. مجموعة مجهولة تتبنى قتل رجل الأعمال الكندي في الإسكندر ...
- صحيفة: -الفطيرة الروسية- ألغيت من مأدبة ماكرون وشي
- الولايات المتحدة أنجزت بناء الميناء العائم قبالة غزة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - قحطان محمد صالح الهيتي - في مثل هذ اليوم (سقطت) هيت