أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - الشيخ عمر رمضان الهيتي















المزيد.....

الشيخ عمر رمضان الهيتي


قحطان محمد صالح الهيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4875 - 2015 / 7 / 23 - 21:21
المحور: سيرة ذاتية
    


هو عمر بن رمضان بن درويش الهيتي، وكنيته أبو خطاب، ولد في مدينة هيت في سنة (1146هـ/ 1733م)، وغادرها إلى بغداد فدرس الأدب وعلوم اللغة والخط على العلامة محمود شهاب الدين أبي الثناء الحسيني الألوسي المعروف بالآلوسي الكبير (1217،1270 هـ/1803 – م1854م)، وكان الشيخ عمر أكبر سنا من شيخه. توفي في بغداد سنة (1253هـ/ 1837م) بعد أن تجاوز المائة بأربع سنوات.

كان عالما فاضلا وخطاطا ماهرا، ويعد من مشاهير الخطاطين في بغداد، وكان يمتهن الخط، فتعيّش من نسخ الكتب، فكتب كثيرا منها، وجمع لنفسه مكتبة نفيسة. في خطه روعة وجمال تشهد بها مخطوطاته، ومن آثاره الفنية الخطية الباقية مخطوطة كتاب (سيرة الرسول) لأبن هشام وهي من مخطوطات المكتبة القادرية، وله مخطوطات أخرى محفوظة في بعض المكتبات ببغداد.

وكان شاعرا بليغا وكانت بينه وبين الشاعر عبد الغفار الأخرس مساجلات عديدة، وقد حدث بينهما من الهجاء ما حدث بين جرير والفرزدق، ولقد دونت أشعاره في مجالس بغداد. كما كان واسع الثقافة في مجال اللغة والأدب والتاريخ وأخبار العرب، فقربته مواهبه من ولاة العثمانيين، بخاصة داود باشا.

وقد جاء في كتاب (المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني والثالث عشر) للعلامة محمود شكري الألوسي " كان في معرفة اللغة العربية لا يطاول وفي معرفة وقائع العرب لا يساجل قرأ سائر العلوم وبرع في المنقول والمفهوم ولا سيما فن الأدب ومعرفة كلام العرب لقد كان يشار اليه فيهما بالبنان ، ولا يختصم في ذلك اثنان، وكان في الخط ابن مقلة ، وبذلك اعترف كبار زمانه وأقروا له ، وقد كتب كثيراً من الكتب الفريدة وجمع بخطه اللطيف عدة مجامع مفيدة وكان له شعر فصيح ، وقعت بينه وبين الشاعر الشهير السيد عبدالغفار(الأخرس) متنافرات ومشاجرات ، أفضت بهما إلى المهاجات ، فهجا كل منهما صاحبه وعدد عليه عيوبه ومثالبه ، وهذه شنشنة من مضى من الآباء وسبق ، كما وقع مثل ذلك بين جرير والفرزدق ، ولو لا خوف الأطناب لأثبتنا ذلك في هذا الكتاب ، ولما انتقل المترجم إلى رحمة الله أسف عليه السيد عبدالغفار غاية الأسف ورثاه بهذه القصيدة:
رمينا بأدهى المعضلات النوائب
وفقد الذي نرجو أجل المصائب"

كان شعره متعدد الأغراض، فنظم في الفخر والهجاء والعتاب والرثاء والاخوانيات والرسائل والنقائض، وكان يرتجل الشعر أحيانًا، وله في ذلك مساجلات ومنابذات، وله في الوصف مقطعات منها ما جاء في وصف لعبة الشطرنج.

تميز بهجائه اللاذع وكان قوي الحجة، وله قصيدة في هجاء أصدقاء له تقاعسوا عن مساعدته في بناء بيته، فذمهم، ومدح الوزير في قصيدة واحدة، وقيل إنه كان يتعفف، أحيانًا، في الرد على من يهجوه، وله قصائد في تسجيل وتأريخ الأحداث والمنشآت، وله ألغاز كذلك، ومن طرائف شعره أرجوزة تسرد قصة حوارية بينه وبن صديق مات له حصان فركبه الحزن، وهي تهكمية لطيفة ترسم صورة كاريكاتورية للحصان وصاحبه. وله في كتاب: (تاريخ الأدب العربي في العراق) لعباس العزاوي قطعة شعرية، وأرجوزة تضمنها سياق مقالة عنه نشرتها مجلة «المعرض» (البغدادية)، بالإضافة إلى شعر متناثر في المجاميع المخطوطة، وله بنود أدبية. ومن شعره:

1-القصيدة التي هجا فيها أصدقاءه:
-------------------------------
مَنْ مُنصـفـي مـن رجـالٍ كـنـتُ أحسَبُهـم
إخـوانَ صدقٍ إذا لُزُّوا بـمِضمـــــــــــارِ؟

أنفقتُ فـي حـبـهـم عـمـري النفـيسَ ولـــم
أعـلـمْ بأنهـمُ مـن آل عــــــــــــــمّار

وغرَّنـي مـنهـمُ حسنُ الـــــــــــحديث ومُذْ
داري وَهَتْ مـا أقـامـــوا مُذْ وَهَتْ داري

فجئتُهـم أبتغـي مـنهـم إعـانـتَهــــــــم
ثـم انثنـيـتُ ولـم أظفرْ بإيســــــــــار

تَبّاً لهـم مـن ذوي بُخلٍ كأنهـــــــــــــمُ
أبنـاءُ تلك الـتـي بـالَتْ عـلى النـــــار

وعُدتُ مـنهـم وآمـالـي تُسـابقنــــــــــي
إلى نـوالِ وزيرٍ أمـره جــــــــــــــاري

فصُنْ فديـتك وجهـي عـن سؤالِهــــــــــــمُ
بـمـا أُزيلُ بـه عُدْمِي وإعْســــــــــــاري

2-وله في العتاب
----------------
لعـمـرُكَ مـا أنصـفتَنـي إذ تـركتَنـــــــي
يـمزِّقُ عِرْضـي فـي الجلـوس لئـيــــــــــمُ

لك الخـيرُ لـو ذاتُ السِّوارِ هـي الـتـــــي
تَرى لَطْمتـي ممــــــــــــــــا يُعَدُّ وَصُوم

ويـا لـيـتَنـي كـنـتُ امـرَءًا أنـت آكلـــي
ولـم يـتأكَّلْ جـانـبـيَّ زَنـيـــــــــــــم

أيجثـمُ عـنـي مَزْجـرَ الكلـبِ صــــــــاغرًا
ويُنشد هجـوي وهـو فـيَّ عـلـيــــــــــــم

ويُتلَى بـمـرأًى مـنكَ جهــــــــــرًا ومسْمعٍ
وتَعقـدُ إعجـابًا بـه وتقـــــــــــــــوم

3- وله في الإباء وعزة النفس
----------------------------

قـالـوا: أيـهْجـوكَ ولــــــــــــم تَهْجُهُ؟
وقـد عهِدْنـاكَ ألـدَّ الخِصـــــــــــــــامْ

فـانظـم ْله بـيـتَيـن إن لـم يكـــــــــنْ
يَلْقَ العصــــــــــــــــا يلقَ عِصِيّاً عِظام

فقـلـتُ: مـن كـانـتْ بـه عـــــــــــــلَّةٌ
لـم يُبْرِهـا أبنـاءُ حـامٍ وســــــــــــام

لـم يَخْش مـن هَجْوٍ ولا عـيــــــــــــــنُه
يكـسـرُهـا جَمْعُ جـمـــــــــــــيعِ النظام

4-وله في تشييد مسجد
----------------------
فسـيحٌ مُصلاّهُ رحـيبٌ فـنـــــــــــــــاؤه
مـنـيف الـذرا يـنحطّ مـن دونه النســـــرُ

كأن دويَّ النحـل فـي جنـبـــــــــــــاتهِ
دويُّ الـمـصلّيـن الـذيـن لهـــــــــم ذكر

وحضَّ لروحـانـيّةٍ دون غــــــــــــــــيره
لـذلك إمّا جئتَه انشـــــــــــــرح الصدر

فلا ضِيـمَ منشية ولا فُلَّ حَيْله
ولا نـــــــــــــــــاله ضدٌّ ولا مسّه ضُرّ

ولا زال مـن وافـاه يـدعـــــــــو مؤرّخًا
لـداودَ عـن تشـيـيـد جـامعه الأجـــــــر

وجاء في سمير الحاظر وأنيس المسافر للشيخ علي كاشف الغطاء. قال: مما كتبه المرحوم عمي الشيخ حسن إلى السيد عمر رمضان، وهي على سبيل المداعبة.

سلام من محب ليس يسلو هواك وان تقادمت الليالي

يحن الى لقاك حنين صادِ قضى ظمأ الى الماء الزلال

دعاه منه داعي الشوق لما نوى ضعنا وهم على ارتحال

فكتب السيد عمر في جوابه:

شبيه أبيه في عمل وعلم ويا من لم يزل حسن الفعال

يعز عليَّ والرحمن أني أرى منك الديار غدت خوالي

خلت منك الديار وان قلبي وحقك من ودادك غير خالي

سألبس بعد بعدك ثوب حزن جديد ليس تبليه الليالي

نعم أو أن تهيئ لي خيالا لطيفك لست أقنع بالخيال

المصادر
-----------
1. إبراهيم الدروبي: البغداديون ومجالسهم، مطبعة الرابطة، بغداد 1958.
2. الشيخ رشاد الخطيب الهيتي: هيت في اطارها القديم والحديث/ج1، مطبعة سعد، (بغداد،1966).
3. الشيخ علي كاشف الغطاء، سمير الحاضر وأنيس المسافر، (مخطوط).
4. عباس العزاوي: تاريخ الأدب العربي في العراق (تحقيق عبد السلام رؤوف)، مطبعة المجمع العلمي العراقي، (بغداد، 1962).
5. عبد الباقي العمري: الطراز الأنفس في شعر الأخرس، الآستانة (1304هـ/ 1886م).
6. عبد الفتاح الشواف: حديقة الورود في مدائح أبي الثناء شهاب الدين محمود، (مخطوط).
7. على الخاقاني ومحمد رضا سلمان، تحقيق ديوان صالح التميمي، مطبعة الزهراء، (بغداد 1948).
8. محمود شكري الآلوسي: المسك الأذفر في نشر مزايا القرن الثاني والثالث عشر، مطبعة الآداب، (بيروت 1930).
9. معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر.
10. وليد الأعظمي: جمهرة الخطاطين البغداديين، دار الشؤون الثقافية، بغداد 1989.



#قحطان_محمد_صالح_الهيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا تأتِ يا عيدُ
- الدكتور ثابت نعمان الهيتي
- بعيدا عن السياسة قريبا من الدين
- اتقوا الله واصرفوا رواتب النازحين
- الى نقابة المحامين مع التحية
- الوطنية يا وزارة الكهرباء
- قراءة في وثائق ويكيليكس
- رحلة الأعيان بين واشنطن وطهران
- من هو المستشار الإعلامي لمحافظ الأنبار صهيب الراوي؟
- رحم الله أبا الطيب
- زمن الزعاطيط
- حوار وحساب
- البغدادي بين الخان وبين مَنْ خان
- كلمة وفاء الى الصديق يوسف فواز الهيتي
- الدم هو الدم
- الغُربان والبُوم في السياسة العراقية
- الخطوط الحمراء
- ابن الذين
- هاكم شيلتي اطوني جفافيكم*** فرد فريخ يمعارچ لعب بيكم-
- العشيرة العراقية وازدواجية الطائفة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص الجيش الإسرائيلي بعد مزاعم محاولتها طعن ...
- الدفاع المدني في غزة: العثور على أكثر من 300 جثة في مقبرة جم ...
- الأردن: إرادة ملكية بإجراء الانتخابات النيابية هذا العام
- التقرير السنوي لـ-لعفو الدولية-: نشهد شبه انهيار للقانون الد ...
- حملة -شريط جاورجيوس- تشمل 35 دولة هذا العام
- الصين ترسل دفعة من الرواد إلى محطتها المدارية
- ما الذي يفعله السفر جوا برئتيك؟
- بالفيديو .. اندلاع 4 توهجات شمسية في حدث نادر للغاية
- هيئات بحرية: حادث بحري جنوب غربي عدن
- وزارة الصحة في غزة تكشف عن حصيلة جديدة للقتلى والجرحى نتيجة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - قحطان محمد صالح الهيتي - الشيخ عمر رمضان الهيتي