أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد صموئيل فارس - ادبيات داعش ومراجعها الاصوليه















المزيد.....



ادبيات داعش ومراجعها الاصوليه


عبد صموئيل فارس

الحوار المتمدن-العدد: 4942 - 2015 / 10 / 1 - 18:07
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


أفحش درجات التوحش أخف من الاستقرار تحت نظام الكفر.. لأننا إذا نجحنا فيها، فهي المعبر نحو الدولة الإسلامية المنتظرة "
.. هذا هو شعار حركة داعش التى سيطرت علي أجزاء من العراق وسوريا تحت مسمي " الخلافة " ، واعتبر البعض أن الممنوعات والسلوكيات التى ألزمت بها " دولة داعش " مواطنيها هي خلاصة قوانينها مثل منع ارتداء الفتيات للجينز والبلوزة أو غلق محلات الحلاقة ومنع تقصير الشعر .. أو حتى تطبيق عقوبة الإعدام علي تارك الصلاة ، لكن الحقيقة أن هذه مجرد تعليمات .. بينما الدستور الحقيقي لهذا التنظيم أعمق وأخطر من ذلك بكثير ..
وهذا ما يؤكده كتاب " إدارة التوحش " والذى يعتبر المرجع الفكرى الرئيسي لكل عضو في داعش ..
فالقتل والحرق والذبح والتمثيل بالجثث مجرد خطوات بسيطة لطريق طويل يحيط به الجحيم من كل جانب .. وفي نهايته لن توجد سوي انهار الدماء تسبح فيها أفكار تكفيرية عابرة لكل الحدود .. فلا مكان للشريعة السمحة بين " التوحش المقدس " ، عموماً ، سنعرض دستور داعش .. لكن التعليق عليه بالحجة والمنطق يحتاج لجهود أكبر سنقدمها في الأعداد القادمة بإذن الله .

لماذا يتخذ قادة داعش ألقاب الصحابة .. وكيف تطبق نظرية " الذئاب المنفردة " .. وما سر التقرب إلي الله بـ " تقبيل قدم " الخليفة ؟
يوسف القرضاوي يعترف : "أبو بكر البغدادي" كان إخوانياً !

مواجهة غارات العدو الجوية بعمليات " دفع الثمن ".. ومحاربة العالم بنظرية " الفوضي الخلاّقة " الأمريكية
عمليات صغيرة الحجم علي الحدود لاستنزاف قدرات العدو .. و خطة إعلامية للتبرير الشرعي للقتل
اعتماد الشدة وإثارة الرعب والسير في طريق الأشلاء والدماء والجماجم هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية
" الإخوان " ترفع أعلام داعش في تظاهراتها .. ودستور التنظيم يشيد بأسلوب سيد قطب في التربية
كل رجال الشرطة والجيش مرتدون .. وممنوع خروج النساء من البيوت
إعدام الأسير إما بالحرق أو الذبح أو الإغراق أو القاءه من فوق الجبال أو تقطع يديه وقدميه وتركه بلا طعام

من وراء " التوحش " ؟
كتاب " إدارة التوحش " أو حسب اسمه الإنجليزي " Management of Savagery " مؤلفه اسمه " أبو بكر ناجي " ، وهو في الأصل يشرح فكر واستراتيجية تنظيم القاعدة من خلال 110 صفحات ، وغير معروف نهائياً تاريخ تأليفه .. فقد كان محاطاً بسرية حتى عثرت عليه السلطات السعودية خلال إحدي المداهمات في معاقل المتطرفين عام 2008 .. وهو تزامن مع التحولات التي شهدتها الحركة السلفية الجهادية بالتحول من مقاتلة "العدو القريب" المتمثل بالنظم السياسية العربية والإسلامية التي تعتبرها "مرتدة"، إلى مقاتلة "العدو البعيد" المتمثل في الغرب .. وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل ، ومؤلف الكتاب شخصية غامضة .. فأجهزة الأمن في سوريا والعراق تؤكد أبو بكر ناجي هو أحد مؤسسى جماعة التوحيد والجهاد في العراق .. وهو التنظيم الذي تحول فيما بعد إلي تنظيم داعش ، بينما تري أجهزة الأمن الأمريكية أنه ليس الاسم الحقيقي للمؤلف .. لكنه غالباً الإرهابي " سيف العدل " – مصري الأصل - منسق الشئون الأمنية والاستخباراتية في تنظيم القاعدة ، بينما يرى آخرون أن الكتاب قام بتأليفه " محمد خليل الحكايمة " هو مصري الأصل وقيادى فى القاعدة، أما المخابرات البريطانية فتؤكد أن الكتاب قام بتأليفه مجموعة من قادة القاعدة وعلي رأسهم بن لادن، لكن اللافت أن معظم الذين تداولت اسماءهم باعتبارهم مؤلفين لهذا الكتاب كانت لهم صلات بشكل أو بآخر بتنظيم داعش في بداية ظهوره ، والمفاجأة عقب قراءة عدة صفحات من الكتاب أنه يعتمد بشكل كبير علي النظرية الأمريكية الخاصة بـ " الفوضي الخلاّقة "، ويركز علي ضرورة استدراج الولايات المتحدة لحروب خارج الأراضي الأمريكية، لتفريق قواتها وإضعافها، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وحسب الكتاب فإنه يتعين علي المجاهدين إذا سيطروا علي منطقة ما أن يقيموا فيها إمارة لتطبيق الشرع ورعاية مصالح الناس .
لماذا التوحش ؟
السؤال بديهي .. فكلمة " توحش " نفسها تبدو – ولو ظاهرياً – متناقضة مع أى مفهوم ديني،
واستعملها المؤلف ليقصد بها حالة من الفوضى تسود دولة ما أو منطقة بعينها إذا ما ضعفت فيها قبضة السلطات الحاكمة .. وهذه الحالة من الفوضى ستكون "متوحشة" ويعاني فيها السكان، لذلك وجب على داعش - التي ستحل محل السلطات الحاكمة تمهيدا لإقامة الدولة الإسلامية- أن تحسن "إدارة التوحش" حتى تستقر الأمور، ويقول مؤلف الكتاب " ليست إدارة لشركة تجارية أو مؤسسة تعاني الفوضى أو مجموعة من الجيران في حي أو منطقة سكنية أو حتى مجتمع مسالم يعانون الفوضى ولكنها أعم من الفوضى.. منطقة تخضع لقانون الغاب بصورته البدائية يتعطش أهلها الأخيار منهم، بل وعقلاء الأشرار لمن يدير هذا التوحش، بل ويقبلون أن يدير هذا التوحش أي تنظيم أخياراً كانوا أو أشراراً، إلا أن إدارة الأشرار لهذا التوحش من الممكن أن تحول هذه المنطقة إلي مزيد من التوحش" ، كما يضيف مؤلف الكتاب " اعتماد الشدة.. وإثارة الرعب والسير في طريق الأشلاء والدماء والجماجم هو الطريق لإقامة الدولة الإسلامية".. وهكذا اصبح " التوحش " عند داعش مقدساً! .

مراحل التمكين
هناك " أمهات للكتب " في عالم الجماعات المتشددة منذ الإعلان عن تكوين " الجبهة العالمية الإسلامية للجهاد ضد اليهود والصليبيين " عام 1998 والتى عرفت باسم " القاعدة " عن طريق أسامة بن لادن وبعض قيادات تنظيم الجهاد فى أفغانستان وعلى رأسهم أيمن الظواهرى، ومن هذه الكتب " الجامع فى طلب العلم الشريف " و " فرسان تحت راية النبى " و " الدعوة إلى المقاومة الإسلامية العالمية " و " الكواشف الخفية " وتستمد جميع تلك المؤلفات فكرتها الرئيسية فى تكفير الحاكم والمحكوم من كتابات الإخواني سيد قطب، لكن خطورة كتاب " إدارة التوحش " أنه يتم تطبيقه حرفياً الآن ، فاستراتيجية إقامة الدولة الإسلامية حسبما يعرض الكتاب تمر بـ 3 مراحل .. الأولى – نعيشها الآن - مرحلة " النكاية والإنهاك " ، وقبل الإشارة إلي نصوص الكتاب نلفت لضرورة ملاحظة كيف يتم تطبيقها حرفياً في مظاهرات الإخوان وعبر العمليات الإرهابية بسيناء ، فحسب دستور داعش فإن هذه المرحلة الأولي تشمل " إنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها بعمليات وإن كانت صغيرة الحجم أو الأثر - ولو ضربة عصا على رأس صليبى- إلا أن انتشارها وتصاعديتها سيكون له تأثير على المدى الطويل "، كما تتضمن هذه المرحلة جذب شباب جدد للعمل الجهادى عن طريق القيام كل فترة زمنية بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس " مع العمل علي إخراج المناطق الحدودية عن سيطرة أنظمة الردة " ، وحدد دستور داعش عدة أهداف طلبت استهدافها في المرحلة الأولى لإقامة الدولة الإسلامية، فكانت علي رأسها الأهداف الاقتصادية وخاصة البترول، وأماكن السياحة مع تبني استراتيجية عسكرية تعمل على تشتيت جهود قوات العدو وإنهاك واستنزاف قدراته المالية والعسكرية، يتزامن معها استراتيجية إعلامية – لاحظ دور الإنترنت وصفحات الفيس بوك والفضائيات - تركز علي فئتين، فئة الشعوب بحيث تدفع أكبر عدد منهم للانضمام للجهاد والقيام بالدعم الإيجابى والتعاطف السلبى ممن لا يلتحق بالصف، الفئة الثانية " جنود العدو " أصحاب الرواتب الدنيا لدفعهم إلى الانضمام لصف المجاهدين أو على الأقل الفرار من خدمة العدو .. ويقول الكتاب " لابد من تنويع وتوسيع ضربات النكاية في العدو الصليبي والصهيوني في كل بقاع العالم الإسلامي بل خارجه إن أمكن، بحيث يحدث تشتيت لجهود حلف العدو ومن ثم استنزافه بأكبر قدر ممكن فمثلاً: إذا ضرب منتجع سياحي يرتاده الصليبيون في أندونيسيا، سيتم تأمين جميع المنتجعات السياحية في جميع دول العالم بما يشمل ذلك من شغل قوات إضافية أضعاف الوضع العادي وزيادة كبيرة في الإنفاق، وإذا تمت تصفية اثنين من الكتاب المرتدِّين في عملية متزامنة ببلدين مختلفين فسيستوجب ذلك عليهم تأمين آلاف الكتاب في مختلف بلدان العالم الإسلامي.. وهكذا تنويع وتوسيع لدائرة الأهداف وضربات النكاية التي تتم من مجموعات صغيرة ومنفصلة، مع تكرار نوع الهدف لمرتين أو ثلاث ليتأكد لهم أن ذلك النوع سيظل مستهدفاً ، ولابد من تشتيت قوى النظم السياسية الحاكمة في العالم العربي، بإجبارها على توزيع قوى الأمن لديها .. ووقتها سيبدأ التراخي وخلو الأطراف والمناطق المزدحمة والشعبية من القوات العسكرية أو وجود أعداد من الجند فيها بقيادة هشة وضعيفة القوة غير كافية العدد من الضباط وذلك لأنهم سيضعون الأكفاء لحماية الأهداف الاقتصادية ولحماية الرؤساء والملوك، ومن ثم تكون هذه القوات الكثيرة الأعداد أحياناً الهشة بنياناً سهلة المهاجمة والحصول على ما في أيديها من سلاح بكميات جيدة، وستشاهد الجماهير كيف يفر الجند لا يلوون على شيء، ومن هنا، يبدأ التوحش والفوضى " ، وحسب الكتاب .. إذا تمت المرحلة الأولي فسيأتي الدور علي المرحلة الثانية وهي " إدارة التوحش " التى تسبق إعلان الدولة الإسلامية، وفي الطريق للمرحلة الثالثة " التمكين " يحذر الكتاب من " الاستسلام العاطفي " للدعاية الإعلامية التى تتكلم عن " الحفاظ على النسيج الوطني أو اللحمة الوطنية أو الوحدة الوطنية، فعلاوة على أن هذا القول فيه شبهة الوطنية الكافرة، إلا أنه يدل على أنهم لم يفهموا قط الطريقة السُننية لسقوط الحضارات وبنائها " .. فلا يوجد شيء اسمه " وطن " في مفهوم داعش .. أو اي تنظيم مرتبط بها .

خطة الدفاع
دستور داعش لم يتجاهل التحديات التى يمكن أن تواجه المراحل السابقة ، والغريب أنها تحدث الآن بشكل واضح ، فيقول المؤلف في أجزاء متقطعة من الكتاب " مرحلة إدارة التوحش سنواجه مشكلة غارات العدو -الصليبي أو المرتد- الجوية على معسكرات تدريب أو مناطق سكنية في نطاق المناطق التي نديرها، ومع وضع تحصينات دفاعية وخنادق لمواجهة تلك المشكلة إلا أنه ينبغي كذلك أن نتبع سياسة " دفع الثمن " في مواجهة إجرام العدو، وهي تجعله يفكر ألف مرة قبل مهاجمة المناطق المدارة بنظام إدارة التوحش ، وأفضل من يقوم بعمليات دفع الثمن هم المجموعات الأخرى في المناطق الأخرى، والتي لم يقع عليها العدوان، وفي ذلك فوائد عدة أهمها، إشعار العدو أنه محاصر ومصالحه مكشوفة، فلو قام العدو بعمل عدائي على منطقة في جزيرة العرب أو في العراق فتم الرد عليه في المغرب أو نيجيريا أو اندونيسيا سيؤدي ذلك إلى إرباك العدو خاصة إذا كانت المنطقة التي تتم فيها عملية دفع الثمن تخضع لسيطرة أنظمة الكفر أو أنظمة الردة فلن يجد مجالاً جيداً للرد عليها، وستعمل تلك العملية كذلك على رفع معنويات من وقع عليهم العدوان وإيصال رسالة عملية للمسلمين في كل مكان بأننا أمة واحدة وأن واجب النصرة لا ينقطع بحدود ، ولا يقتصر دفع الثمن في الصورة السابقة على العدو الصليبي، فعلى سبيل المثال إذا قام النظام المصري المرتد بعمل قام فيه بقتل وأسر مجموعة من المجاهدين، يمكن أن يقوم شباب الجهاد في الجزيرة أو المغرب بتوجيه ضربة للسفارة المصرية مع بيان تبريري لها أو القيام بخطف دبلوماسيين مصريين كرهائن حتى يتم الإفراج عن مجموعة من المجاهدين مثلاً ونحو ذلك " ، ألا تلاحظون العلاقة بين الضربات التى يوجهها الجيش المصري للإرهابيين التابعين لداعش في سيناء .. وفي الوقت نفسه حالات الإعدام التى تحدث لأقباط مصريين في ليبيا وتقوم به جماعات تابعة لداعش؟! .
خطوات التجنيد
أما عن الاستقطاب وقواعد التجنيد.. فيقول الكتاب الداعشي " يجب جر الشعوب إلى المعركة بحيث يحدث بين الناس استقطاب، فيذهب فريق منهم إلى جانب أهل الحق وفريق إلى جانب أهل الباطل ويتبقى فريق ثالث محايد ينتظر نتيجة المعركة لينضم للمنتصر. وعلينا جذب تعاطف هذا الفريق وجعله يتمنى انتصار أهل الإيمان، خاصة أنه قد يكون لهذا الفريق دور حاسم في المراحل الأخيرة من المعركة الحالية "، ووسائل الاستقطاب في مرحلة التوحش تكون بـ " رفع الحالة الإيمانية، والمخاطبة المباشرة، والعفو، والتأليف بالمال ".
كيفية تطبيق التوحش
تنظيم داعش الإرهابي يستند إلى أفكار خاصة في إعدام الرهائن، وكانت هي مرجعهم الأساسي لحرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، وطريقة الحرق البشعة ليست الوحيدة .. بل توجد طرق أخري للإعدام " المتوحش " و أبرزها الذبح وقطع الرأس .. أو تقطيع الأوصال بحيث تقطع أيدي الرهينة و قدميه و يترك بلا طعام أو شراب حتى تخرج روحه ، إلي جانب القتل بالإغراق في الماء، والإلقاء من على المرتفعات سواء من الدوار العليا أو من فوق الجبال والنقاط المرتفعة، كما يشير كتاب التوحش إلي قواعد في كتب أخري منها " العمدة في إعداد العدة " ويؤكد قاعدة تقول " مجهول الحال بدار الكفر يجوز قتله تقصدا للمصلحة " ، وفي هذا الكتاب تعاليم كثيرة خاصة بالجهاد منها مثلاً " ومن الأعذار الباطلة، القول بأن القائمين على أمر الجهاد ليسوا على المستوى الخلقي والتربوي والشرعي المطلوب، وبالتالي لا يجوز العمل معهم ، وهذه شبهة وجوابها أنه لو أن أمير الجهاد رجل فاجر وكذلك كثير من أتباعه، لكنهم يسعون لقتال الكافرين، فالواجب شرعا العمل معهم ومعاونتهم "، وحدد " إدارة التوحش " أولوية اختياره للدول المرشحة لإثارة الفوضى بمعايير أهمها أن تكون " ذات عمق جغرافى وتضاريس تسمح بإقامة مناطق خارج السيطرة مع ضعف النظام الحاكم، وضعف مركزية قواته على أطراف المناطق فى الدولة، ووجود مدّ إسلامى جهادى مبشّر بها وطبيعة الناس فى تلك المناطق التى تسمح بوجود الجهاديين وإيوائهم وكذلك انتشار السلاح بها .. الأمر باختصار إن مرحلة شوكة النكاية والإنهاك عن طريق مجموعات وخلايا منفصلة ، أى نظرية الذئاب المنفردة " .
الخليفة المزعوم
هناك كتاب اسمه " مد الأيادي لمبايعة البغدادي " ألفه " أبوهمام الأثري " أحد أعضاء تنظيم داعش ، ولجأ التنظيم من خلال الكتاب للترويج لخليفته أبو بكر البغدادي وحث التنظيمات الجهادية والإرهابية الأخرى على مبايعته، ووصل الأمر في الكتاب لدرجة تشبيه البغدادي بأبي بكر الصديق رضي الله عنه، بالاستدلال بأثر يقول " يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر " في سياق الدعوة لبيعة البغدادي ، ووصل التلفيق أيضاً لوصف الكتاب للبغدادي بأنه من آل بيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وقال بالنص " الشيخ المجاهد، والعابد الزاهد، أمير المؤمنين، وقائد كتائب الدين ، البغدادي أميراً للمؤمنين في العراق والشام وتجب له البيعة، وهو إمام متغلب وجبت طاعته، وذلك لأنه إمام مجاهد وزاهد وعابد وقرشي من آل البيت، وفقيه عالم"، واستشهد بأقوال العلماء كابن كثير، والترمذي، والبخاري، في فضل أهل البيت، وضرورة محبتهم ، وحسب الكتاب فإن البغدادي حاصل علي شهادة البكالوريوس والماجستير في الدراسات القرآنية والدكتوراه في الفقه، وتدرج في الجهاد خطيباً ومقاتلاً وقاضياً في دولة العراق الإسلامية حتى انعقدت له بيعة أهل الحل والعقد لتولي إماراة العراق، ثم العراق والشام، وسيّر الجيوش من العراق إلى الشام عندما استعر فيها قتل المسلمين، ويرى مؤلف الكتيّب وجوب الخضوع للبغدادي وبيعته، وتوقيره، بل يستشهد بكلام أبومحمد العدناني، وهو من قادة الدولة، بالتقرب إلى الله بغسل قدمى البغدادي وتقبيلها ! وأضاف " البغدادي إمام ممكّن، وهذا متحقّقٌ بحمد الله وفضله في الدولة الإسلامية في العراق والشام، فهم أصحاب قوة وشوكة، ويحوزون على مناطق شاسعة من أرض العراق والشام، وأرض الرقة وحدها- وهى بتمامها تحت سيطرة ونفوذ الدولة- تكبر مساحة 3 دولٍ عربية مجتمعة، وتُحّكم فيها الشريعة، وتُقام الحدود، ويؤمن فيها الناس بعضهم بعضًا، ويدفع عنهم المجاهدون صولة وجرائم النصيرية والرافضة " ، واصفًا رافضي بيعته بـ " الكفرة والمرتدين الذي يجب قتالهم" .

الإعلان الدستوري لداعش
خلال بحثنا عن أصل كتاب " إدارة التوحش ".. اكتشفنا كتاباً آخر منتشراً بكثافة علي مواقع كل التيارات الجهادية المتطرفة ظهر قبل الكتاب الأول ، وكأنه " إعلان دستوري " يمهد الطريق قبل دستور داعش الدائم في " التوحش " ، هذا الكتاب اسمه "إعلام الأنام عن قيام دولة الإسلام" وقد أصدرته ما تعرف بـ "وزارة الهيئات الشرعية في دولة العراق الإسلامية" وأعده مسئول الهيئة عثمان التميمي ، وهو تعبير عن رؤية شرعية في مبررات إنشاء الدولة الإسلامية وتضمن في نحو 89 صفحة عدة فصول .. والغريب أن الكتاب دائماً يقارن بين ما حدث في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين وبين ما يحدث فيما تسمي بـ " الخلافة الإسلامية " الحالية بأرض العراق ، فمثلاً يقولون إن مساحة الأرض التي احتلوها في الأنبار أوسع من دولة المدينة المنورة .. واعتبروا هذا يبرر إعلان دولة الإسلام ، وقال الكتاب بالنص " المجاهدون في العراق اليوم يسيطرون على بقاع من الأرض هي بفضل الله أضعاف أضعاف البقعة التي أقام عليها النبي صلى الله عليه وسلم دولته الأولى، فالمناط الشرعي في قيام الدولة متحقق لوجود المعنى الذي قامت عليه الدولة الأولى، وهو التمكين على بقاع هي أكبر من تلك التي ترعرعت عليها الدولة الأولى" ، وبالمناسبة .. سواء هذا الكتاب أو " إدارة التوحش " دائماً يعتبرون " المقاتلين " الجهاديين وكأنهم يعيدون اكتشاف الدين من جديد ، ولهذا لاحظ كثيرون حرص قادة القاعدة علي اتخاذ اسماء الصحابة وكأنهم حسب قول البعض " يكررون تاريخ الإسلام من جانب واحد " ، فكل قادة داعش هم " ابو مصعب ، ابو حمزة ، ابو عمر، ابو بكر ، ابو قتادة، ابو البراء " .. كما دائماً ينتسبون إلي الأماكن التى جاءوا منها " المصري ، الأنباري ، الدمشقي ، الليبي " للإيحاء بأن رقعة " رعايا الخليفة " تشمل مناطق كثيرة ! .
داعش .. والإخوان
حالة حب من طرف واحد .. هذا هو التوصيف السريع للتشجيع الخفي الذى يتبناه الإخوان لكل ما تقوم به " داعش " من جرائم ، بل وظهور رايات داعش السوداء في تظاهراتهم ، إلي جانب علاقات التنظيم " المحظور " بالجماعات الإرهابية بسيناء مثل انصار بيت المقدس والتى أعلنت صراحة تبعيتها الفكرية والتنظيمية لداعش .. بينما علي الجانب الآخر نجد دستور داعش يعتبر جماعة الإخوان " بدعية علمانية عفنة " ، كما يقول عن حركة حماس – الإخوانية – إنها تعاني من " قصور في بث المنهج العلمى الصحيح بين أتباعها ، ولهذا فإنهم أمام أحد مصيرين إما ضياع الثمرة في النهاية وسقوطها في يد المرتدين العلمانيين والقوميين، أو إقامة دولة شبيهة بدولة البشير والترابى بالسودان " ، لكن بالعودة لكتاب " إدارة التوحش " وهو المرجع الرسمي لداعش .. نجد مؤلف الكتاب متأثراً في شرحه بأساليب التربية الإسلامية بكل أدبيات الإخوان ، بل ويقول بالنص " رحم الله سيد قطب القائل " إن هذا القرآن لا يكشف أسراره إلا للذين يخوضون به المعارك، والذين يعيشون في الجو الذي تنّزل فيه أول مرة " لذلك تنبه علماء السلف وأهل النظر الثاقب من المعاصرين إلى هذه القضية، فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- يقول " من كان كثير الذنوب فأعظم دوائه الجهاد " .. لكن أيضاً في الكتاب نفسه هناك جزء عن الولاء لجماعات إسلامية أخري ، يقول " الذي يعطينا الولاء نتولاه الولاية الكاملة، إلا إذا أظهر في كلامه أو أحواله استمرار الولاء مع تنظيمه السابق أو تبنى بعض القضايا أو المفاهيم لذلك الحزب فلنا هنا وقفة: فمثلاً لو وجدناه يتصل بقيادات في جماعة مثل الإخوان أو أي تيار إرجائي فنسأله: هل تعتقد ما يعتقدون في دخول المجالس البرلمانية الشركية أو عدم الكفر بالطاغوت؟، فإن جاءت إجابته تحتمل التأويل فقد لا نستطيع إنزال حكم عليه بسبب مانع التأويل إلا أننا لا نقبل في صفنا هذه النوعيات" ... والأهم من كل ذلك هو اعتراف شيخ الإخوان يوسف القرضاوي بأن أمير تنظيم داعش "أبو بكر البغدادي" كان إخوانياً وينتمي إلى الجماعة .. لكنه أراد الزعامة فذهب إلي داعش ، وهو ما يفسر كيف يعتبر كثير من المفكرين " داعش " امتداداً طبيعياً لأفكار سيد قطب التى كان يتمني تطبيقها بقوة السلاح .

القوانين الأولي
الدستور السابق له قوانين تفسره كتطبيق علي أرض الواقع في المناطق التى تسيطر عليها داعش حالياً .. وهي مجرد " شعارات لا قيمة لها لأنهم ببساطة يفعلون عكسها ، فداعش التى تعدم يومياً المئات بلا ذنب أعلنت أن " الناس في ظل حكمهم آمنون مطمئنون وعلى التنظيم توفير الحياة الكريمة للرعية في ظل الحكم الإسلامي الذي ينصف الناس ويساوي بينهم دون تمييز، مؤكدًا أن التنظيم يفتح صفحة جديدة مع الجميع بعد أن أصبحوا من رعاياه " ، والدولة الداعشية تتبع مبدأ " المالك الوحيد لكل شيء " .. فهناك " المال العام " ويتولى القادة تصريفه في صالح المسلمين عدا " " العملاء والمرتدين " ، إلي جانب عدم الاعتراف بالحدود بين الدول وجواز قتل المسلم إذا " تمترس وراءه الكافر " والجزية واجبة علي الأقليات غير المسلمة ويُمنع ترميم الكنائس المهدمة أو رسم الصليب أو رفع الصوت أثناء الصلاة المسيحية، وهم يفرضون علي الناس الصلاة بالمساجد والتى يمنع تماماً أن تكون بها " مراقد شركية أو مزارات وثنية " .. وهو ما يفسر تفجيرهم لكل الأضرحة والمقامات ، ولأنهم يعتبرون انفسهم " المجاهدين علي الحق " .. فقد أعلنوا تكفير كل رجال الشرطة والجيش وتوعدوا بقتلهم إلا إذا تابوا وأعلنوا دعمهم للدولة الإسلامية التي يقودها داعش .. كما قاموا بتحريم الأحزاب لأن التنظيم " لن يسمح إلا بوحدة الصف داخل جماعة واحدة ، وربما هذا ما يفسر خفوت الكلام عن تنظيم " القاعدة " .. والمعروف أن " أبو بكر البغدادي " هو الجهادي الوحيد الذي رفض مبايعة الظواهري بعد مقتل أسامة بن لادن ، وأيضاً هذا يفسر سر مبايعة 9 جماعات إرهابية – مثل جماعة أنصار بيت المقدس ولواء أحرار السنة وأنصار الشريعة وطالبان باكستان - لداعش التى تعتبر أنه " من ليس معنا فهو علينا ".

خط سلفي طويل يشكل أدبيات تنظيم الدولة يمتد من أهل الحديث وصولا إلى الحنابلة مرورا بالوهابية وانتهاء بمنظرين معاصرين أعادوا تبسيط وشرح ما جاء على لسان علماء الدعوة النجدية وعلى رأسهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب و الشيخ بن عثيمين وابن باز.

وحسب خبراء يرتكز التنظيم في هيكله وعملية التشريع على مراجع إسلامية تتعلق بأحكام الفقه والخلافة ، ويخصص مكانة هامة للأحكام السلطانية التي تـُفصل شروط الإمامة والإمارة والقضاء والحسبة و تقليد الولاة والأمراء والقضاة والمحتسبين .

وفرض التنظيم الذي يسيطر على 35% من الأراضي السورية و45% من الأراضي العراقية مناهج دينية على المدارس من ابرزها كتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب الذي يصفه اتباع المدرسة الجهادية بـ "المجدد" و تتمثل دعوته إعادة الناس إلى التوحيد ونبذ الشرك مثل التعبد بالقبور والتقرب بالأشخاص والبناء على القبور والتعامل بالسحر وغيرها من مظاهر" البدع " التي تنافي عقيدة التوحيد ويرى منتقدوه أنه أنشأ طائفة أو فكرة متشددة لتفسير الإسلام".

وظهر تأثير المدرسة الوهابية جليا على سلوك أعضاء التنظيم الذين فجروا مقامات وقبور لصحابة في سوريا والعراق، وحطموا تماثيل وآثار تعود للحضارة الأشورية في متحف الموصل.

يجمع خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية في حديث لـ"عربي21" أن تنظيم الدولة والوهابية "وجهان لعملة واحدة" مع الاختلاف في الاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل".

ويرى الخبراء أن التنظيم يستند على كتب وأدبيات قديمة ككتب محمد عبد الوهاب، وأخرى معاصرة ككتب أبي محمد المقدسي و أبي قتادة ، والشيخ سيد أمام الذي يحتل كتابه "العمدة في إعداد العدة " مكانة مهمة في أدبيات التنظيم إلى جانب كتاب "مسائل في فقه الجهاد" لابي عبد الله المهاجر، وكتاب إدارة التوحش لابي بكر ناجي" ومؤلفات عثمان بن عبد الرحمن التميمي، ككتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام".

"إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام"

تزخر مكتبة " الدولة" بعشرات المراجع المعاصرة التي يرتكز عليها ، فمنذ الإعلان عن قيام الدولة قام المسؤول الشرعي السابق للتنظيم عثمان بن عبد الرحمن التميمي، بإصدار كتاب "إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" وهو يستخدم المراجع الإسلامية التقليدية المتعلقة بوجوب قيام الدولة والخلافة.

وشغل التميمي مسؤول الهيئة الشرعية في تنظيم دولة العراق الإسلامية في عهد أبي عمر البغدادي

يتناول الفصل الأول من كتابه أهمية الدولة الإسلامية وحاجة الأمة إليها ووجوب قيام الدولة، و يستشهد الكاتب بعدد كبير من النصوص الدينية والآيات القرآنية و عددا من الاحاديث المتواترة في وجوب طاعة الأئمة، و تدل على وجوب قيام الدولة التي تمارس السلطات السياسية ، ويفرد الكتاب مساحة كبيرة من فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية بهذا الخصوص.

بينما يتطرق الفصل الثاني لمشروعية قيام دولة العراق الإسلامية، و يرى أنها تأتي كتطبيق عملي لواجب هام من واجبات الشريعة، أتاحت له الظروف مجالاً رحباً حسبما يراه أبناء الجهاد، وحسب الكتاب اعتمد "المجاهدون" في إعلان دولتهم على مزيج مركب من حقائق شرعية مستمدة من الكتاب والسنة ورؤى واقعية وسياسية تتمخض عن ساحة التجربة والمراس، وفي هذا الفصل عدد الكاتب مجموعة من الأدلة والدواعي التي تأسس عليها مشروع قيام الدولة الإسلامية .

ويرى التميمي في كتابه أن الدولة الإسلامية ستكون "بناء إسلامي جديد ينتهض من واقع جاهلي أشبه ما يكون في ملامحه بمراحل الدولة الإسلامية الأولى التي أقامها النبي صلى الله عليه وسلم من رحم الجاهلية" يقول المؤلف أن "النظام الذي كان يحكم العراق نظام بعثي كافر، ثم جاء بعده الغزو الصليبي برفقة ثله عميلة مستأجرة للإشراف على نشر الكفر العالمي في المنطقة وترسيخ معالم الجاهلية المعاصرة المتمثلة بالديموقراطية، أي أن الدولة الوليدة تؤسس بنيانها من الجذور، وهذا يرفع الكلفة في حقها على كافة المستويات الإدارية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، فهي بدآية من الصفر ". على حد قوله

أما بخصوص البيعة يستند التنظيم على ما ورد بكتاب التميمي الذي حددها وفقاً لطرق ثلاثة حسب ما ورد في "الأحكام السلطانية للماوردي، و "غياث الأمم" للجويني".

الطريقة الأولى : "من خلال بيعة أهل الحل والعقد من المسلمين لرجل يختارونه اكتملت في حقه صفات الأهلية المطلوبة للإمامة" أما الثانية يقول التميمي "عن طريق عهد الإمام لرجل من المسلمين من بعده، أو لعدد منهم يختار منهم أهل الحل والعقد إماماً.

والثالثة والتي عين بها " الخلفاء مؤخرا" عن طريق الغلبة والقهر بالسيف، عند حلول الفتن وخلو الزمان عن الإمام، وتباطؤ أهل الحل والعقد عن تنصيبه، فيشرع وقتها لمن تغلب بسيفه من المسلمين ودعا للبيعة وأظهر الشوكة والأتباع أن يصير أميراً للمؤمنين، تجب طاعته وبيعته ولا يحل لأحد منازعته".

و يشدد التميمي أن في الحالة العامة يتضح أن الطريقين الأوليين هما الأليق في الشرع لتنصيب الإمارة إن توفرت الظروف بوجود أهل الحل العقد وتمكنهم من الاختيار، أو بوجود إمام سابق يعهد لغيره".

ويقر في كتابه أن "الدولة الإسلامية لن تكون كأي دولة معاصرة تنعم بالاستقرار التام والأمن الاقتصادي والسياسي والاجتماعي - طبعاً هذا في مراحلها الأولى - ولكن مع هذا يبقى المعلَم الهام الذي يتيح للمجاهدين بناء القاعدة الأساسية لدولتهم المنشودة وفقا لأدنى المستويات على أقل تقدير، ومسايرة للقدرة الممكنة والمتاحة هو العمل بالقاعدة "ما لا يدرك كله لا يترك جله".

أما المرجع الآخر المهم هو كتاب إدارة التوحش لابي بكر ناجي، ويبلغ هذا الكتاب من الأهمية أن قامت الولايات المتحدة بترجمته و توزيعه على الدوائر الأمنية فيها، و هو عبارة كتاب للتخطيط الاستراتيجي لقيام الدولة الإسلامية.

إدارة التوحش

(شوكة النكاية والإنهاك ).. ثم مرحلة ( إدارة التوحش ).. فـ ( شوكة التمكين - قيام الدولة)... مراحل مفصلة بخطة عمل يحددها كتاب " إدارة التوحش" المرجع الأهم و الأساسي في أدبيات تنظيم الدولة والذي صدر عام 2008 لمنظر تنظيم القاعدة أبو بكر ناجي (ضابط مصري سابق معلومات شحيحة حوله).

يضع الكتاب خطة عمل لإدارة ما يسميه " مناطق التوحش" التي تنتج عن فقدان سيطرة الحاكم على هذه المناطق، ليأتي الجهاديون ليسدوا هذا الفراغ. ويحدد المؤلف عددا من الدول تصلح لأثارة التوحش فيها اعتمادا على أسباب منها ضعف النظام الحاكم، وضعف قواته خاصة المتمركزة على أطراف دولته وجود مد إسلامي جهادي مبشر في هذه المناطق وطبيعة الناس في هذه المناطق، إضافة إلى انتشار السلاح بأيدي الناس فيه".

ويوضح الكاتب المهام المطلوبة من المجاهدين في مرحلة إدارة التوحش بالمناطق التي يسيطرون عليها " نشر الأمن الداخلي والحفاظ عليه في كل منطقة، وتوفير الطعام والعلاج، و تأمين منطقة التوحش من غارات الأعداء عن طريق إقامة التحصينات الدفاعية وتطوير القدرات القتالية، وإقامة القضاء الشرعي بين الناس الذين يعيشون في مناطق التوحش مع رفع المستوى الإيماني ورفع الكفاءة القتالية أثناء تدريب شباب منطقة التوحش وإنشاء المجتمع المقاتل بكل فئاته وأفراده و العمل على بث العلم الشرعي الفقهي بث العيون واستكمال بناء إنشاء جهاز الاستخبارات المصغر، وإقامة التحالفات مع من يجوز التحالف معه ممن لم يعط الولاء الكامل للإدارة.

ضمن مرحلة النكاية والإنهاك.. يدعو أبو بكر الناجي لجذب شباب جدد للعمل الجهادي عن طريق القيام كل فترة زمنية مناسبة من حيث التوقيت والقدرة بعمليات نوعية تلفت أنظار الناس، وإنهاك قوات العدو والأنظمة العميلة لها وتشتيت جهودها والعمل على جعلها لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها وذلك في مناطق الدول الرئيسية المرشحة وغير المرشحة كذلك ، بعمليـات وإن كانت صغيرة الحجم ".

الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة يرى في حديث لعربي 21 أن كتاب إدارة التوحش تناول استراتيجيات التغيير والنظرة إلى المجتمعات من خلال الحصول بقعة من الأرض حتى يقيموا شرع الله من خلال أحداث حالة من الفوضى في مكان آخر من الأرض ، وجاء ذلك ردا على نظرية الفوضى الخلاقة التي خرجت بها مراكز و صناع الأفكار في أمريكا".

دستور داعش... العمدة في إعداد العدة

أما كتاب الفريضة الغائبة (العمدة في إعداد العدة) لمؤلفه عبد القادر بن عبد العزيز - واسمه الحقيقي سيد إمام الشريف مصري الجنسية من مدينة بني سويف - يعتبر من اهم المراجع التي تستخدم لشحذ الهمم فيما يتعلق بالجهاد و التدريب العسكري، واستخدمه تنظيم القاعدة كمرجع مهم في تدريب المقاتلين بمعسكرات أفغانستان و يوصف الكتاب بأنه " دستور داعش" فيما يتعلق بالجهاد.

وتم اختيار عبدالعزيز أميرا لجماعة الجهاد في بشاور عام 1989 ثم تنازل عنها عام 1993 لأيمن الظواهري. وعمل المؤلف طبيبا تنقل بين أفغانستان والسودان و استقر في اليمن وعمل في أحد مستشفياتها قبل إلقاء القبض عليه وتسليمه لمصر عام 2005 ليخرج من السجن بعد ثورة 25 يناير ويشن هجوما على تنظيم الدولة والقاعدة.

ويرى الباحث مروان شحادة أن تنظيم الدولة يعتبر امتدادا لتنظيم القاعدة الذي ينتمي إلى المدرسة السلفية الجهادية ، ويرون انهم يمثلون منهج أهل الحديث الذي يمتد إلى احمد بن حنبل وشيخ الإسلام ابن تيمية".

"ومن أهم مرجعيات التنظيم أدبيات الأمام احمد بن حنبل والشيخ ابن تيمية واحمد ابن عبد الحليم ابن تيمية، وكذلك التابعين بعدهم أمثال محمد بن عبد الوهاب، واحمد شاكر وسيد قطب و الموهوبي، وليث محمد نعيم ياسين الذي كتب رسالة الإمام صالح سرية".

ويرتكز التنظيم على مراجعات و كتب محمد عبد الوهاب وخصوصا شروحات كتابه "فتح المزيد في شرح أصول التوحيد" و هو من اهم المرجعيات للتنظيم الذي يعتبر نفسه من الحركات التوحيدية".

يقول شحادة "اعتقد أن الوهابية وداعش وجهان لعملة واحدة مع الاختلاف في الاستراتيجيات ومنهج التغيير وأولويات العمل؛ فالشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله لم يكن يختلف في مسائل اجتهادية كثيرا عن مسائل داعش، وكان الفرق الجوهري بينهم أن محمد بن عبد الوهاب اصطلح مع السلطة السياسية الممثلة بمحمد بن سعود، واصطلاحه على اعتبار أن محمد بن سعود كان يمثل السلطة السياسية والقوة والمنعة ومحمد بن عبد الوهاب كان يمثل السلطة الدينية لذلك كانت العلاقة التصالحية مع ولي الأمر ومع المرجعية الدينية، وهذا ما يجري حتى الآن فهيئة كبار العلماء في السعودية يترأسها عبد العزيز ال الشيخ هو من سلالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، فما زالت الوهابية هي التي تسيطر على السلطة الدينية في المملكة العربية السعودية ، أما تنظيم الدولة فيكفر ولي الأمر ولا تعطي له الشرعية ".

أما المعاصرون الذين يستند عليهم التنظيم في مراجعه وأدبياتهم كُثر – يقول شحادة- منهم " الشيخ أبو قتاده والشيخ، وعمر محمود أبو عمر، والشيخ أبو محمد المقدسي، وحسب الخبير شحادة لا يمكن أن إغفال تأثير أبو قتادة والمقدسي في أدبيات داعش وان كان هناك خلاف؛ فما زالت كنبهم تدرس وتعتبر من اهم المراجع، فقد قام المقدسي بتبسيط وتيسير كتب علماء الدولة النجدية بلغة سهلة حتى يفهمها طلبة العلم وانصار هذا التيار".

ويملك أبو محمد المقدسي - الذي شن هجوما على تنظيم داعش مؤخرا- موقعا الكترونيا اسمه " منبر التوحيد والجهاد " ويعتبر محجا مهما للتنظيمات الجهادية، وينشر المقدسي في موقعه مئات الكتب والرسائل النصية والصوتية والمطويات مع إمكانية التحميل وإرسال الرسائل والأسئلة إلى إدارة الموقع .

ويختلف المقدسي مع أبي مصعب الزرقاوي بعدة جوانب و وجه له عام 2005 رسالة تحت اسم “مناصرة ومناصحة”، دعاه فيها بأن يبتعد عن استهداف الكنائس وعموم الشيعة والمدنيين، وقتل الترس المسلم، يقول المقدسي: “أنا على مذهب ابن تيمية في عدم تكفير عموم الشيعة، ويترتب على ذلك كما هو وارد في فتواه بأنه “لا يجوز مساواتهم باليهود والنصارى في القتال ولا يجوز أن يساوى الشيعي العامي بالأمريكي".

ويفرض التنظيم كتاب التوحيد شرح الأصول الثلاثة لمحمد بن صالح العثيمين وهو شرح لرسائل محمد بن عبد الوهاب كمنهاج لـ 90 مدرسة تخضع لسيطرته إلى جانب مراجع أخرى، و يتألف منهاج التوحيد من 179 صفحة يتحدث فيها عن الأصول الثلاثة في التوحيد(معرفة العبد ربه، ودينه، ونبيه ) إلى جانب مادة اللغة العربية، وهي مؤلفة من نحو 30 صفحة وتتضمن شرحاً لألفية ابن مالك، الرياضيات وهي مادة مكونة من 64 صفحة، الفيزياء والكيمياء وهي مادة مكونة من 25 صفحة، العلوم الطبيعية وهي مادة مكونة من 37 صفحة، واللغة الإنجليزية هي مؤلفة من 30 صفحة. وذلك حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

الخبير في شؤون الجماعات الإسلامية حسن أبو هنية يقول في حديث لعربي 21 أن التنظيم يلجأ لتدريس الكتب السنية التقليدية التراثية بنسختها الحنبلية والوهابية، ككتب كتب الأئمة الأربعة و كتب ابن القيم وابن تيميه و ابن عبد الوهاب وتلاميذه، و تعتمد هذه الكتب على خط سلفي طويل يمتد من أهل الحديث ووصولا إلى الحنابلة والوهابية وبعض المعاصرين مثل أبو عبد الله المهاجر وكتبه وخصوصا مسائل فقه الدماء أو مسائل فقه الجهاد وهذا جزء من مجلدات كبيره 7ج كتبها أبو عبد الله المهاجر".

أما على الصعيد الاستراتيجي يقول أبو هنية يعتبر أبو بكر الناجي مرجعا مهما لدى التنظيم، إما على صعيد الدولة يعتمد على فقه الأحكام السلطانية مثل كتاب " إعلام الأنام بميلاد دولة الإسلام" لمسؤول اللجنة الشرعية في ذلك الوقت أبو حمزة البغدادي وهو يعتمد على كافة الأحكام السلطانية في قضية الدولة وبناءها" .

و في الوقت الحالي يعتمد التنظيم أيضا على كتب لمجموعة شيوخ كأبي همام بكر بن عبد العزيز الأثري الذي الف عشرات الكتب من ابرزها "مد الأيادي لمبايعة البغدادي" و يرتكز التنظيم بشكل لافت على منهج الوهابية على عكس القاعدة التي كانت تركز على أدبيات عبد الله عزام وسيد قطب". حسب أبو هنية.

و يُسجل لتنظيم الدولة أنه التنظيم الجهادي الوحيد الذي نظر إلى السلطة السياسية كأمر واقع وحقق حلمه بانه يكون له كيان سياسي بوجود قوة تحميه، إلى جانب مؤسسات ومجالس زعامة، إلا أن قيادات تاريخية في التيار السلفي الجهادي والقاعدة تنظر للتنظيم على أنهم " خوارج" كما وصفهم أبو قتادة الفلسطيني، بعد أن قام التنظيم بتكفير كل من لا يبايعهم و –حسب الخبير مروان شحادة - لا تعني كلمة خوارج مصطلح الشرعي بالخروج عن الحاكم وإنما خرجوا عن أهل السنة والجماعة بتشددهم ومغالاتهم عن أهل الجموع أهل السنه والجماعة.

إلا أن خبراء الجماعات الإسلامية يقرون أن تنظيم الدولة رغم ما يوصف من غلو وتطرف نجح عن غيره من الجماعات الإسلامية منذ سقوط الخلافة بان يكون له كيان سياسي ، يقول الخبير حسن أبو هنية ففي الوقت الذي تبنى فيه تنظيم القاعدة بنية تنظيمية لا مركزية وضع أصولها وآلية عملها المنظر الجهادي "أبو مصعب السوري" في كتابه "دعوة المقاومة الإسلامية العالمية"، انحاز تنظيم الدولة الإسلامية إلى أطروحات المنظر الجهادي "أبي بكر الناجي" في كتابه " إدارة التوحش" الذي شدد على أهمية البناء الهيكلي التنظيمي المركزي.

المصادر
كشف بالوثائق عن المرجعيات الادبيه لداعش مجلة الشباب
http://shabab.ahram.org.eg/News/32822.aspx
قراءه في كتاب ادارة التوحش
https://www.alsouria.net/content/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-%D8%B9%D9%86-%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%88%D8%AD%D8%B4
المراجع التي يستند اليها تنظيم الدوله كلمتي
http://klmty.net/327566-%D9%85%D8%A7_%D9%87%D9%8A_%D8%A3%D9%87%D9%85_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%A8_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%AF%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%8A_%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D9%86%D8%AF_%D8%A5%D9%84%D9%8A%D9%87%D8%A7_%D8%AA%D9%86%D8%B8%D9%8A%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9%D8%9F.html



#عبد_صموئيل_فارس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصريين في داعش
- فقهاء ومنظري داعش
- تمويل داعش
- إنتحاريو داعش
- أطفال داعش !
- اهم ملامح صفقات التسليح المصريه الاخيره
- خريطة المشهد البرلماني القادم
- تحقيق الجارديان حول لغز مقتل صهر عبد الناصر ؟!!
- النوايا الحسنه في مواجهة نهم السلطه السئ ؟!
- سد النهضه ينذر بكارثه واقتتال داخلي في اثيوبيا ؟!
- شريف اسماعيل عميق من اعماق العميقه !!
- صراع الزعامه داخل مملكة الشر الظواهري والبغدادي
- هل نجحت الولايات المتحده في حربها ضد الارهاب ؟!
- نساء داخل مملكة الشر (داعش )
- حصر بإرهابي داعش الاجانب ودوافع الإلتحاق بالتنظيم
- هذا ما يصدره الشرق المؤمن صورة طفل كوباني !
- الدوله الفاشله التعريف والنموذج
- عمليات قتل خارج الحدود ؟!
- روسيا ومصر علاقات تاريخيه مرت بمنحنيات سياسيه ؟!
- تحذيرات من تكرار سيناريو الانهيار المالي في 2008 !!


المزيد.....




- شاهد حيلة الشرطة للقبض على لص يقود جرافة عملاقة على طريق سري ...
- جنوب إفريقيا.. مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من على جسر
- هل إسرائيل قادرة على شن حرب ضد حزب الله اللبناني عقب اجتياح ...
- تغير المناخ يؤثر على سرعة دوران الأرض وقد يؤدي إلى تغير ضبط ...
- العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان مساعدة إنسانية عاجلة- لغزة ...
- زلزال بقوة 3.2 درجة شمالي الضفة الغربية
- بودولياك يؤكد في اعتراف مبطن ضلوع نظام كييف بالهجوم الإرهابي ...
- إعلام إسرائيلي: بعد 100 يوم من القتال في قطاع غزة لواء غولان ...
- صورة تظهر إغلاق مدخل مستوطنة كريات شمونة في شمال إسرائيل بال ...
- محكمة العدل الدولية: على إسرائيل -ضمان توفير مساعدة إنسانية ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبد صموئيل فارس - ادبيات داعش ومراجعها الاصوليه