أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - نرجسية نتنياهو














المزيد.....

نرجسية نتنياهو


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 17:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقال أنه كان في النظام القيصري الروسي وزير داخلية اشتهر بتطرفه في معاداة اليهود ، مما أثار قلق الطائفة اليهودية هناك . لكن تصادف أن كان بينها دعي راح يعلن أنه قادر على الالتقاء بالوزير المعني ، واقناعه بتغيير موقفه ، لكنه يحتاج لبعض المال لرشوة من يؤمن له الوصول الى الوزير . ولكن حين دخل ذلك الدعي ، بعد الترتيبات اللازمة ، مكتب الوزير، صرخ الأخير في وجهه: ماذا تريد أيها اليهودي القذر، وبهذا انتهت المقابلة. ومع ذلك ، رجع ذلك الدعي الى جماعته زاعما أنه أنجز المهمة على الوجه المطلوب !
فماذا قال بوتين لنتنياهو الذي هرول الى موسكو بعد الاعلان عن الحضور العسكري الروسي في سورية، حين عبّر الأخير، أمام الأول ، عن مخاوفه المخادعة الزائفة من أن تفتح سورية الجبهة على اسرائيل ، أجاب بوتين: سورية المنغمسة في صراع مصيري مع الارهاب الدولي لا مجال لتصور فتحها جبهة أخرى. أما حول المخاوف من تسرّب الأسلحة الروسية لحزب الله اللبناني ، قال بوتين : حزب الله لديه ما يكفيه من السلاح والعتاد ويصنع الكثير من احتياجاته الحربية بنفسه.
والحقيقة التي عاد نتنياهو من موسكو وهو يعيها، شأن غيره من الضالعين في التآمر على سورية ، هو أن الحضور العسكري الروسي في سورية ، والذي فاجأ الكثيرين ، الذين ظنوا أن الأزمة الأوكرانية لا تسمح للروس بمثل هذه الخطوة الجريئة ، هذه الحقيقة تعني أن هذا الحضور العسكري قلب الحسابات ، بشكل درامي ، في الميادين الثلاثة التالية:
الأول – أن هذا الحضور يضع حدا لعربدة الطيران العسكري الاسرائيلي في الأجواء السورية لدعم عصابات الارهاب الدولي الناشطة في الأراضي السورية ، وبخاصة "النصرة" التي علّقت اسرائيل الأمال عليها لخلق حالة في جنوب سورية كتلك التي أقامها ، في حينه ، لحد جنوب لبنان . ومعروف أن الطيران العسكري الاسرائيلي أغار أكثر من عشر مرات على الأراضي السورية دعما لهذا الارهاب ، وبدعوى منع نقل السلاح لحزب الله .
والثاني - أن هذا الحضور وضع حدا لأوهام الذين ظلّوا على مدى أكثر من أربع سنوات يدعمون الارهاب ويراهنون عليه لأخذ سورية وتقسيمها كما يشتهون . وها هم يتسابقون للنزول عن الشجرة العالية، باضطراب وارتباك ، معلنين بأن استبعاد الأسد منذ المراحل الأولى لعملية التسوية لم يعد مطلوبا ، ولكن دون التخلّي، بعد ، عن شخصنة أهدافهم الحقيقية تجاه سورية في شخص الأسد ، شأنهم في ذلك شأن الاسرائيليين حين كانوا يزعمون بأن عرفات هو العقبة الوحيدة في طريق السلام !
والثالث - أن هذا الحضور سحب البساط من تحت أقدام واشنطن وتحالفها الاستعراضي لمحاربة داعش ، بينما هم حريصون على وجوده، وتوظيفه في خدمة أهدافهم في سورية والعراق. وقد غدا الخيار أمامهم ، الآن ، اما الانضمام لمحاربة داعش جديا وليس مسرحيا أو افتضاح أمرهم نهائيا ، وهذا ما يربكهم الآن ؛ بينما الحضور الروسي سيدعم الجيش السوري ويضاعف قدراته في هذه المهمة، التي يتصدّى لها هذا الجيش ، بشرف منذ البدء ، والذي بدونه يستحيل انجازها .
بمعنى آخر، فهذا الحضور العسكري الروسي ، الذي جاء بعد الاتفاق النووي الايراني ، انما يأتي لتتويج عدد من الحقائق التي نضجت في المنطقة ، في مقدمتها قيام تحالف عريض يضم كلا من ايران والعراق وسورية والمقاومة اللبنانية والحضور الروسي ، وأن هذا التحالف ليس فقط سيغيّر موازين القوى في المنطقة، وانما يبشر بمتغيرات نوعية سيكون الخاسر الأكبر فيها اسرائيل ودول الخليج . وغني عن القول بأن الحضور الروسي في سورية يأتي في اطار الدفاع عن النفس . فسقوط سورية بيد الارهاب التكفيري سيعني انتقال هذا الارهاب ، بدعم من واشنطن ، الى مناطق القفقاس الروسية، ليصل حتى الشمال الغربي من الأراضي الصينية ، حيث تتمركز الأقلية الاسلامية هناك.
ولكن برغم كل هذه الحقائق البالغة الهمية التي أدركتها واشنطن وعواصم الغرب الأخرى ، وأرغمتها على البدء بتغيير مواقفها المسبقة من الأزمة السورية، فان نتنياهو برغم ذلك وبرغم فشله الواضح في رحلته لموسكو، ومن قبلها في معركة النووي الايراني، حيث وجد نفسه وحيدا تماما على الساحة الدولية ، برغم كل ذلك ، تصوّر له نرجسيته بأنه دوما المنتصر. وحتى حين تلاعب به أقصى يمين الجمهوريين في الكونغرس الأميركي ، كصبي مشاغب ضد ادارتي كلينتون وأوباما الديموقراطيتين، توهم أنه قادر على فعل أي شيء حتى في الداخل الأميركي ، الى حد تصريحه ، خلال ادارة كلينتون ، في أحد جلساته الخاصة بأنه يستطيع حرق البيت الأبيض ! ، متناسيا الحكمة البليغة لسلفه، غولدا مائير، حين وقفت خلف المذياع ، اوائل العام 1957 ، لتعلن قرار الانسحاب من سيناء وقطاع غزة ، وهي تذرف الدموع ، وتردد: "ما أصغرنا أمام الكبار!"، تحت ضغط التهديد السوفياتي الداعم لمصر عبد الناصر، والضغط الأميركي ، الذي كان يخطط لانتهاز فرصة فشل العدوان الثلاثي ليرث النفوذ البريطاني – الفرنسي في المنطقة ، باسم نظرية الفراغ أو مشروع ايزنهاور.
فهل بقي من "يتمرجل" عليه نتنياهو ، اذا اسثنينا أطفال الحجارة البواسل ، الاّ سلطتنا!؟ ومع ذلك ،فالديك يظن بأن الفجر لا يبزغ الاّ لأنه يصيح !



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- مأزق القيادة الفلسطينية والمجلس الوطني
- لذكرى القائد الشيوعي الرحل الرفيق يعقوب زيادين: زيادين الرمز
- مغزى ذكرى اﻹنتصار على النازية
- واشنطن تبدأ العد التنازلي بسوريا
- واشنطن تبدأ العد التنازلي
- لمصلحة من الإنتقاص من دور الشيوعيين الفلسطينيين؟
- ساحة ملتهبة وطبقة سياسية مخدّرة
- الهدف المعلن -داعش- والحقيقي سورية
- تقديرات اولية عن العدوان الاسرائيلي على القطاع
- اختطاف المستوطنين الثلاثة والتداعيات
- مغزى انتخابات الرئاسة السورية
- هجوم معاكس محكوم بالفشل
- بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط
- حكام السعودية والقضية الفلسطينية
- هل بدأ الانعطاف التاريخي؟
- الاسلام السياسي إلى أين؟
- ماركس والتجربة السوفييتية (3-3)
- اصرار على الركض وراء السراب
- ماركس والتجربة السوفييتية (1)


المزيد.....




- الحكومة المصرية تعطي الضوء الأخضر للتصالح في مخالفات البناء. ...
- الداخلية المصرية تصدر بيانا بشأن مقتل رجل أعمال كندي الجنسية ...
- -نتنياهو يعرف أن بقاء حماس يعني هزيمته-
- غروسي يطالب إيران باتخاذ -إجراءات ملموسة- لتسريع المفاوضات ح ...
- تشييع جثمان جندي إسرائيلي قُتل في هجوم بطائرة مسيرة تابعة لح ...
- أمام المحكمة - ممثلة إباحية سابقة تصف -اللقاء- الجنسي مع ترا ...
- واشنطن تستعيد أمريكيين وغربيين من مراكز احتجاز -داعش- بسوريا ...
- واشنطن لا ترى سببا لتغيير جاهزية قواتها النووية بسبب التدريب ...
- بايدن: لا مكان لمعاداة السامية وخطاب الكراهية في الولايات ال ...
- مصادر لـRT: الداخلية المصرية شكلت فريقا أمنيا لفحص ملابسات م ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - نرجسية نتنياهو