أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - واشنطن تبدأ العد التنازلي بسوريا














المزيد.....

واشنطن تبدأ العد التنازلي بسوريا


نعيم الأشهب

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 10:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تصريح وزير الخارجية الاميركية، جون كيري، في الخامس عشر من آذار الجاري، بأنه سيتعين على واشنطن، في نهاية المطاف، التفاوض مع الاسد، وتصريح مدير المخابرات الاميركية - السي.آي. إيه - قبله بيوم واحد بأن سقوط الاسد يفتح الطريق لسيطرة داعش على سورية، هو اعتراف مدوّ بفشل المخطط الاميركي لاخضاع سورية، كما خططت واشنطن مع أتباعها. أما الادعاء بأن واشنطن تفضل النظام الحالي في سورية على داعش، فهو تزييف مطلق للحقيقة ورياء مكشوف تدحضه الوقائع على الارض، سواء في سورية أو العراق. لكن من الواضح أن واشنطن تريد استعمال ورقة داعش في الحالتين: إذا انتصرت داعش وإذا فشلت.
من المعروف أن سورية تعرّضت، منذ 2011، لثلاث موجات كبرى من التآمر الدموي، بقيادة واشنطن وبالتعاون الفعال مع الانظمة الرجعية في المنطقة، وبخاصة دول الخليج وتركيا واسرائيل. الموجة الاولى، أسندت واشنطن قيادتها للشيخ حمد بن جاسم، وزير خارجية قطر ورئيس وزرائها، الذي كان يصول ويجول، بمحفظته المتخمة بالدورات، لشراء الذمم وتجنيد المرتزقة للقتال في سورية، مع سيل من التصريحات، من مختلف الجهات المتورطة في التآمر، بحتمية سقوط النظام في سورية، خلال أيام أو اسابيع. وحين استنفد حمد شحنته بالفشل، بدأت الموجة الثانية من المؤامرة على سورية، حين حوّلت واشنطن المهمة الى الامير بندر بن سلطان، مدير المخابرات السعودية آنذاك. وبدوره، جرّب الامير بندر حظه، ليحصد في النهاية نفس الفشل. وكانت الموجة الثالثة باعتماد داعش مباشرة وتقديم كل اشكال الدعم لها، علّها تفلح فيما عجز الاخرون عنه، مع توسيع ساحة عملها لتشمل سورية والعراق معا.
في البدء، سهّل الاميركيون لداعش الاستيلاء على أسلحة أربع فرق عسكرية عراقية في الموصل، لتبسط سيطرتها خلال أسابيع معدودة على مساحة تجاوزت الخمسين ألف كيلو متر مربع. ورافق ذلك وسبقه ضخ إعلامي غير مسبوق حول قوة داعش التي لا تقهر! متبوعا بتعميم إعلامي واسع لجرائمها الوحشية والمروعة التي اقترفتها، لشل إرادة المقاومة لها. في الوقت ذاته، كانت واشنطن مطمئنة الى عجز الجيش العراقي عن الوقوف في وجه هذا الاعصار الارهابي المتوحش. فبعد تفكيك الجيش العراقي السابق، قام بريمر، حاكم العراق بعد الاحتلال الاميركي 2003، بإعادة تشكيله على أسس طائفية وإثنية، مع إلغاء خدمة العلم فيه، والتي تعزز شعور الولاء والانتماء للوطن، لا للطائفية أو الاثنية. على صعيد آخر، امتنعت واشنطن، حتى الان، عن تسليم الجيش العراقي المعدات الحربية التي دفع ثمنها، وبخاصة طائرات اف16 ومروحيات أباتشي لمقاتلة داعش، بينما الاخيرة تتلقى المزيد من السلاح والعتاد إما عبر طائرات "مجهولة!" أو شحنات "بالخطأ!" من طائرات أميركية.
لكن فشل الرهان على داعش أصبح باديا للعيان. ففي العراق أسهم في ذلك بشكل ملموس فتح طهران لمخازن أسلحتها للوطنيين العراقيين وتسليم موسكو الفوري لهم عشر طائرات سوخوي ومروحيات قتالية. ومعلوم، أن داعش عرفت أولى نكساتها في عين العرب السورية. وهكذا يبدو أن واشنطن اسنزفت ما في جعبتها من أدوات لكسر إرادة الشعب السوري وإخضاعه لمشاريعها في المنطقة، وإعادة السيطرة الكاملة على العراق. وإذا كانت واشنطن قد توصلّت للاستنتاج بفشل رهانها على داعش، شأن من سبقوها، فإنها تبذل كل جهودها لدعم بقاء هذه العصابة الدموية، لا سيما بعد أن انضوت تحت إسمها عصابات إرهابية في أكثر من بلد مستهدف من واشنطن.
وإذا كانت تصريحات وزير الخارجية ومدير المخابرات الاميركيين السالفة الذكر هي إقرار معلن بسقوط الرهان على داعش، شأن من سبقوها، فإنها -أي هذه التصريحات - ترمز الى تطلع واشنطن لاستخدام سقوط هذا الرهان، لتغطية فشل رهاناتها المتكررة على كسر إرادة الشعب السوري الوطنية، وبخاصة، حين تدعي واشنطن، رياءا، أنها تفضل النظام الحالي في سورية على داعش! كما تعبر هذه التصريحات، في الوقت ذاته، عن تطلع واشنطن للتدخل، عبر وسائل أخرى، في نتائج أية مصالحة بين السوريين أنفسهم : نظام ومعارضة، وهو تطلع لا مكان له.
وعلى كل حال، ينبغي أخذ هذا الاقرار بالفشل الاميركي تجاه سورية في إطار التطورات الهامة في المنطقة، وفي المقدمة منها الاحتمالات الواعدة بالاتفاق حول الملف النووي الايراني، فهذا الاتفاق الموعود يمثل، بدوره، هزيمة وترجعا لسياسة واشنطن في المنطقة، بخاصة إذا أخذنا في الحسبان أن المفاوضات الماراتونية حول الملف النووي الايراني كان هدف واشنطن من ورائها ليس السلاح النووي المزعوم، وإنما تحييد طهران في القضايا العاصفة في المنطقة.
إن التصريحات الاميركية السالفة الذكر، مع الاحتمالات المتزايدة حول الاتفاق على الملف النووي الايرائي هي، ضمن مؤشرات أخرى، بشائر مرحلة جديدة في المنطقة، تتحوّل فيها شعوبها من الدفاع الى الهجوم؛ وهذا بالذات هو سر سعار حكام اسرائيل والخليج وتركيا.



#نعيم_الأشهب (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- واشنطن تبدأ العد التنازلي
- لمصلحة من الإنتقاص من دور الشيوعيين الفلسطينيين؟
- ساحة ملتهبة وطبقة سياسية مخدّرة
- الهدف المعلن -داعش- والحقيقي سورية
- تقديرات اولية عن العدوان الاسرائيلي على القطاع
- اختطاف المستوطنين الثلاثة والتداعيات
- مغزى انتخابات الرئاسة السورية
- هجوم معاكس محكوم بالفشل
- بداية انعطاف تاريخي في الشرق الأوسط
- حكام السعودية والقضية الفلسطينية
- هل بدأ الانعطاف التاريخي؟
- الاسلام السياسي إلى أين؟
- ماركس والتجربة السوفييتية (3-3)
- اصرار على الركض وراء السراب
- ماركس والتجربة السوفييتية (1)
- ماركس التجربة السوفياتية ؟
- لماذا تبديل الخيل الآن
- محنة بعض المثقفين
- تخبُّط المتآمرين المأزومين
- رئاسة -النص كم- في مصر


المزيد.....




- وزير إسرائيلي متشدد يدخل على خط جدل -عدم تدمير منشآت إيران ا ...
- فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى ...
- كمين خان يونس يهزّ إسرائيل: خسائر فادحة وصراع بين التصعيد و ...
- الجزائر: نيابة محكمة الاستئناف تطلب السجن 10 سنوات بحق بوعلا ...
- ماذا تقول نظريات حروب التحرر عن النصر والهزيمة في غزة؟
- مئات الشهداء من طالبي المساعدات بغزة في شهر ومشاهد مؤلمة توث ...
- عاجل | إن بي سي عن مصدرين: تقييم سري للهجمات الأميركية على إ ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب وبخ نتنياهو وتوقفنا أمام إيران بمنتصف ...
- تفاصيل تسريب المخابرات.. ضربة أميركا على إيران -غير مدمرة-
- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم الأشهب - واشنطن تبدأ العد التنازلي بسوريا