باور أحمد حاجي
كاتب
(Bawer Ahmed Haji)
الحوار المتمدن-العدد: 4939 - 2015 / 9 / 28 - 11:11
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
المبحث الثاني
العلم وعلاقته بالمنطق
العلم هو إدراك الشيء على ما هو عليه كما هو إدراك المجهول على جهة اليقين أو الظن إدراكاً يطابق الواقع أو يخالفه , فقد تقع الحواس على المجهول, وتدرك كلّ مميزاته وخواصه إدراكاً تاماً مفهوماً, فلو نظرت إلى شيء أمامك, ثم أطبقت عينيك موجهاً نفسك نحوه , فستجد نفسك كأنك ما تزال مفتوح العينين تنظر إليه , وهكذا إذا سمعت دقات الساعة, ثم سددت أذنيك موجهاً نفسك نحوها فتحس من نفسك كأنك ما تزال تسمعها, وهكذا في كلّ حواسك فمن مثل هذه الأمور تستنتج أن الإدراك أو العلم هنا هو انطباع صور الأشياء في نفسك, لذا فقد عرّفوا العلم: بأنه حضور صورة الشّيء في الذّهن.
وينقسم هذا العلم إلى تصور وتصديق, فالتصور: هو إدراك للماهية من غير حكم عليها بنفي أو إثبات. بمعنى آخر إذا نظرت إلى شكل مربع مرسوم أمامك وتنبهت إلى زواياه تحدث في ذهنك صور لهذه الزوايا, وهي علمك بها, ويسمّى هذا العلم بـ: (التصور), وإذا سمعت صوتاً وحدث في ذهنك العلم بذلك الصوت فهذا العلم يسمى أيضاً (التصور), فالتصور: هو الإدراك الخالي عن الحكم.
أما التصديق فهو الإدراك الذي معه حكم, أو هو الحكم على حقيقة بإثبات شيء لها أو نفيه عنها, فمثلاً إذا نظرت إلى ديك وتوجهت بالقول إن الديك الذي رأيته أبيض اللون, فقد نسبت البياض إلى ذلك الديك وأصدرت حكماً عليه فيسمّى هذا (تصديقاً), وإذا سمعت صوتاً وتوجهت إلى أن الصوت الذي سمعته صوت محمد , فقلت ( هذا الصوت من محمد ) فقد نسبت إلى الصوت كونه من محمد , ويسمى (تصديقاً) أيضاً, ومن المدركات اليقينية المطابقة للواقع نشأت العلوم أما التي لا تطابق الواقع فمنها تنشأ الاعتقادات الباطلة والخرافات. إذن فالعلم الذي هو إدراك الأشياء منحصر في التصور والتصديق, وأنّ الصور التي تحدث في الذهن هي إما تصور بدون الحكم عليه وإما تصديق بالحكم عليه.
وينقسم العلم (بلا تسمية التصور والتصديق) إلى قسمين: أحدهما الضروري ويسمى أيضاً (البديهي) والآخر (النظري), فالبديهي أو (ما يسمى الضروري أيضاً) هي المعلومات التي يمكن إدراكها, والعلم بها دون إجراء أي عملية فكرية , فمجرد مواجهتها ينتج عنه العلم بها, فمثلاً النّظر إلى النار فبالمشاهدة فقط تستطيع أن تدرك أن الذي تشاهده هو النار حيث لا يحتاج إلى عملية فكرية. أما النوع الثاني من أقسام العلم فهو (العلم النظري) الذي يحتاج في إدراكه والعلم به إلى إجراء عملية فكرية نظرية كالمجهول غير الواضح الذي يحتاج إلى التفكير مثل الإنسان خلقه الله.
ونستنتج مما سبق أن علم المنطق يبحث في الطرق التي بها يكتسب العلم الصحيح, وهذه هي العلاقة بين العلم والمنطق.
#باور_أحمد_حاجي (هاشتاغ)
Bawer_Ahmed_Haji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟