باور أحمد حاجي
كاتب
(Bawer Ahmed Haji)
الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 22:27
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
علم الآثار (كيف يتم دراسة الأشياء القديمة)
نشأة علم الآثار
ان دراسة الأزمنة ما قبل التاريخية تسمى بـ (علم الآثار) وهي مشتقة من كلمات إغريقية تعني "دراسة الأشياء القديمة". ففي بريطانيا العظمى كان الناس مهتميين باكتشاف ودراسة مخلفات العصر الروماني.
ثم أصبح هذا العمل ذا شأن في القرن الثامن عشر فيما يتصل بالمدينة الرومانية (بومبيى) والتي كانت واقعة في جنوب جبل (فيزوفيوس) وهو جبل بركاني خطر, ففي عام 1979م أطلق الجبل زئيرا رهيبا ودفن مدينة (بومبيى) بسماكة (20 قدما) من الرماد البركاني. وفي عام (1709م) بدأ الناس يحفرون في الرماد التي غطت مدينة (بومبيى) فاكتشفوا أنواعا مختلفة من التماثيل وأواني الفخارية وبقايا منازل, وباختصار اتضح أن (بومبيى) مستودع غني بالمعلومات عن الحياة اليومية في الامبراطورية الرومانية القديمة لا وجود لها في الكتب التي سردت تاريخها.
وكان هذا العمل هو الأول من نوعه في أوربا, حيث ظهر رجل تارجر ألماني اسمه (هينريش شليمان 1822- 1890م) اقتنع اقتناعا راسخا بأن القصة "طرواده" كما روتها "الألياذ" ليست قصة اسطورية واستحوذت على ذهنه فكرة العثور على آثار المدينة, وفي عام (1868م) توجه شمال غرب تركيا الحالية وحفر بحماس وبطريقة غير علمية لكي يصل إلى أدنى مستويات (مدمرا الكثير في المستويات العليا) واكتشف موقع مدينة حدد أنها طرواده, كما اكتشف مدن أخرى أقدم منها. وتوصل إلى اكتشاف مدينة (موكيناى) التي كانت أهم مدينة في زمن حرب طروادة. وأفضى في النهاية إلى اكتشاف حضارة (مينوس) في كريت التي كانت مزدهرة منذ (3000ق.م) وتعتبر (كريت) أول حضارة أنشأت أسطولا بحريا (فقد كانت جزيرة) وعندما أصاب حضارة مينوس الدمار كان ذلك نتيجة ثوران بركاني في إحدى جزر بحر إيجه شماليها, وكان الدمار كارثة من جراء تساقط الرماد وأنقاض موجات سنامية على سواحلها.
وقرب نهاية القرن التاسع عشر كشف لأول مرة النقاب عن تفاصيل خاصة بالحضارة السومرية أقدم حضارة على وجه الأرض, وفيما بين (1922و 1934م) حل عالم الآثار الانكليزي "شارلز ليناردوولي" ألغاز تاريخها كله تقريبا بفضل حفائر أجريت في موقع مدينة "أور" القديمة والتي هاجر منها "ابراهيم" عليه السلام إلى كنعان طبقا للسرد التوراتي.
طرق تحديد عمر الأشياء
1- ان ابسط طريقة لتحديد عمر شيء ما هو النظر في موضعه, فالشيء الذي هو من صنع الإنسان مثلا عادة ما يتم العثور عليه مدفونا على عمق تحت السطح. وبوجه عام يمكننا أن نفترض أن الأشياء التي توجد على عمق ذاته تكون من عمر واحد, في حين أن الأشياء التي على عمق أكبر من غيرها تكون أقدم عهدا.
2- من خلال "الرقائق الحولية" وهي من كلمة سويدية تعني (التكرار الدوري) والتي لوحظت لأول مرة في البحيرات الجليدية بالسويد, ومثال ذلك أنه في بعض الحالات يترسب ثقل في البحيرات بصورة دورية عند ذوبان الجليد والثلج, ففي كل شتاء يترسب راسب ناعم على الشيء ويمكننا دراسة المترسب وعدّ طبقاتها آخذين في الاعتبار أن كل طبقة تمثل سنة واحدة.
3- يتم تحديد عمر الخشب بواسطة الحلقات الموجودة عليها, والذي تم اكتشافه من قبل عالم الفلك الأمريكي (أندرو دجلاس 1867- 1962م) الذي كان يعمل في ولاية أريزونا, وكانت لديه قطعة خشب قديمة محفوظة بامتياز. ولاحظ أن الشجرة ينمو بشكل سريع مخلفا وراه حلقة عريضة بواقع حلقة واحدة في السنة إذا كان الجو في ذلك العام مناسبا, أما إذا كان الجو غير مناسب في تلك العام فإن الشجرة تنمو بشكل بطيء مخلفا وراه حلقة ضيقة بواقع حلقة واحدة في السنة. وفي عام (1920م) توصل دوجلاس إلى نمط يرجع إلى نحو (1300م), وأسفرت الدراسات بعد ذلك عن تتبع نمط حلقات الشجر حتى (8000) سنة خلت, ومعنى ذلك أنه إذا تم اكتشاف قرية هندية قديمة يمكن التوصل إلى تاريخ هذه القرية بواسطة الأشجار التي استخدمت لأسقف بيوت تلك المدينة وتحديد عمرها.
4- باستخدام نسبة (الكاربون 14), فقي عام (1940م) قام عالم الكيمياء الحيوي الكندي (مارتن ديفيد كامن ) بعزل نوع من الكربون يسمى بـ (كربون 14) وهذا النوع مشع ويتحلل ببطء وبانتظام شديد بمعدل يؤدي إلى فناء نصف الكمية في (5700 سنة) ونصف ما تبقى يفنى في (5700 سنة) أخرى. وعندما يموت نبات ما يتحلل (الكربون 14) في أنسجته, ولهذا يمكن معرفة متى مات هذا المنتج النباتي بناءا على مقدار نسبة (الكربون 14), ومن خلال هذه الطريقة أيضا يمكن معرفة عمر أي كائن عضوي على وجه الأرض. وفي عام (1947م) قام عالم الكيمياء الأمريكي (ويلارد فرانك ليبي) بتحسين هذه التقنية التي تتحدد أعمار الأشياء مضى عليها لغاية (45000) سنة.
نشأة الحياة
الخلية الأولى
الكائنات الحية (متعددة الخلايا)
يعتقد علماء التطور أن أول الكائنات الحية تطورت من كائنات متعددة الخلايا. حيث تم اكتشاف حيوانات متعددة الخلايا ما قبل العصر الكمبري وهي (الديدان- قناديل البحر- الاسفنج) وهو أشد الكائنات متعددة الخلايا بدائية, حيث ظهرت أو كائنات متعددة الخلايا ما قبل (800 مليون) سنة مضت.
وفي عام (1665م) درس العالم الانكليزي "روبرت هوك" شريحة رفيعة من الفليين تحت المجهر, فوجدها مكونة من سلسلة من الثقوب الدقيقة المستطيلة أطلق عليها اسم (الخلايا) والتي تعني بالانجليزية (الغرف الصغيرة), على الرغم من أن الفليين ميت. كما رأى أن النسيج النباتي يتكون أيضا من تلك الوحدات الصغيرة ولكن وجد أن هذه الوحدات مملؤة بسائل مركب والذي يسمى بـ (بروتوبلازما) الذي أطلق عليها العالم الفيسولوجي التشكي "يان بوركينيا 1787- 1869م).
اليوكاريوت
في عام (1676م) ركز العالم المجهري الهولندي "أنطوان فان لوفنهوك 1632- 1723م" مجهره على نقطة ماء من مستنقع, فوجدها تعج بكائنات دقيقة حية يسمى اليوم بكائنات (إحياء دقيقة).
وفي عام (1845م) أوضح عالم الحيوان الالماني "كارل ثيودور إرنست 1804- 1885م) بأن مثل هذه الكائنات الحية هي كائنات وحيدة الخلية وهي أكثر بدائية من كائنات متعددة الخلية.
وفي عام (1954م) توصل العالم الامريكي (إلسو بارحورن) إلى اكتشاف هذه (الاحياء الدقيقة) في جنوب أونتاريو الامريكية, حيث تعود هذه الاحفورات إلى ما قبل (1400 مليون) سنة.
البروكاريوت
قام عالم الاحياء الدنماركي "أوتو موللر 1784- 1730" مستعينا بالمجاهر الأكثر تطورا في زمنه بدراسة (الاحياء الدقيقة) الوحيدة الخلايا التي اكتشفها العالم "أنطوان فان لوفنهوك" ووجد كائنات أخرى كثيرة غير التي وجدها "لوفنهوك".
وفي عام (1872م) نشر عالم النبات الالماني "فرديناند كون" مؤلفا من (3 مجلدات) عن مخلوقات أصغر بكثير مما وجدها "لوفنهوك" وسماها (البكتريا), حيث وجد بأنه ليس لها (نواة) كما هو لدى (اليوكاريوت) وحيدة الخلية. وأقدم صخور عثر فيها على هذه الآثار البروكاريوتية ترجع إلى حوالي (3500 مليون) سنة ماضية.
الفيروسات
وهو كائن أصغر من البكتريا, وكلمة "فيروس" تعني (السم) حيث لها قابلية التكاثر داخل الخلايا. والفيروسات عبارة عن كائنات حية مكونة من نسبة (94% بروتين) ونسبة (6% الحمض النووي). ويوجد نوعان من الحمض النووي: وهي (RNA) و (DNA), حيث يوجد فيروسات بروتينية (RNA) و فيروسات بروتينية (DNA).
#باور_أحمد_حاجي (هاشتاغ)
Bawer_Ahmed_Haji#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟