أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق 1-1














المزيد.....

نقد التجربة الديمقراطية في العراق 1-1


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 4937 - 2015 / 9 / 26 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية نشير إلى أن التجربة الديمقراطية في العراق ليست اصيلة ونابعة من التقاليد الاجتماعية للمجتمع العراقي ، فالاخير محكوم بثقافات حزبية ودينية وعشائرية اكثر مما محكوم بثقافات مدنية وديمقراطية وعلمية وذلك بسبب تراكم وبقاء المؤسسات الثابتة معرفيا واجتماعيا في تحكمها في بنية المجتمع العراقي ، ولا توجد نوازع الاختلاف عن ذلك الا ضمن حدود النسبي ، الامر الذي يجعلنا ثابتين في قناعتنا بان "التجربة الديمقراطية" ما هي الا تجربة فوقية مسلحة فرضتها علينا ارادات خارجية استطاعت أن تتلاعب بمكنونات السائد القيمي المحلي وتفجر الهويات الاجتماعية لغايات ومصالح اقتصادية وسياسية مستقبلية ، وبالتالي هيمنة الثوابت والمطلقات حول هذه التجربة وطبيعة سيرورتها وحركتها الانية والمستقبلية على حد سواء

مؤسسات الدولة بين حماية المصالح الحزبية وفقدان الكفاءة وضعف الطابع الانتاجي والخدمي للمواطنين .

بعد اكثر من اثني عشر عام على سقوط الدكتاتورية وظهور " التجربة الديمقراطية" القائمة على تفجير الهويات المحلية الضيقة وتاثيرها على المناخ الاجتماعي ضمن اشكال لا تؤبد قيم الديمقراطية القائمة على التعايش والتعدد والاختلاف وقبول الاخر والتسامح ، فضلا عن عدم تكوينها لهرميات متتالية من الاضافة والتطور في مجالات مختلفة من المعرفة والتعليم والحياة بشكل عام .

ما زالت مؤسسات الدولة تعاني من الترهل الوظيفي ضمن مستويات من البيروقراطية والفساد وعدم التطور والبناء وذلك بسبب صعود الكثير من العناصر غير المهنية في ادارتها لأغلب هذه المؤسسات ، يضاف الى ذلك سيادة وهيمنة الارث القبلي والعشائري الذي جعل هذه المؤسسة او الوزارة تخلو من اية بصمات للنمو وظهور الاختلاف في جوهرها الاداري اليومي والمستقبلي ، ومؤسسات الدولة اليوم تشتغل نسبيا ضمن طابع الاستهلاك المفرغ من اية انتاجية سواء على صعيد الخدمة والمعلومة او على صعيد المساهمة في تغيير مسارها من الفردي الى الجمعي في القدرة على ادارة وصناعة واتخاذ القرارات فضلا عن المراقبة والمحاسبة والفاعلية في التخطيط والتنظيم والتنبؤ بالمستقبل ، وكل يعود الى تأثيرات " التجربة ألديمقراطية التي قسمت المؤسسات الادارية ضمن منطق المحاصصة الطائفية ، الامر الذي جعل كل وزارة او مؤسسة معينة بمثابة " دولة صغيرة " منعزلة عن غيرها من بقية الوزارات الاخرى ، وبالتالي لها قوانينها الخاصة في الاستحواذ والاستفادة المادية بغض النظر عن قيمة الانجاز والإنتاج او خدمة المواطنين ، وهكذا نستطيع أن نشخص اهم المساوئ والسلبيات التي تعانيها المؤسسة العراقية كالتالي : _ ١-;-_ هيمنة منطق المحاصصة الطائفية في تشكيلها الاداري ٢-;- _ ابتعادها عن المهنية والكفاءة وذوي الاختصاص ٣-;-_ هيمنة الطابع القرابي او العشائري من اقارب الوزير والمقربين اليه ٤-;-_ سيادة النزعات الفردية في تأثيرها على مسارات العمل اليومي والمستقبلي ٥-;-_ عدم تحويلها اي المؤسسة الى فاعل اجتماعي عبر اساليب من الحوار والنقد ومراقبة ومحاسبة الاخطاء وتجاوزها .
هذه المساوئ جعلت المؤسسة في حالة فساد ونهب دائمين ، يحرسها ويحميها الكثير من الفاسدين المفرغين من اي قيمة انتاجية وإنسانية . هذة المؤسسة نعرفها بكونها " مؤسسة منتجة على اساس حماية المصالح الحزبية الضيقة والمرتبطة بأشخاص معينين ، تبتعد عن الكفاءة والمهنية والنقد والتطور ، ويضعف كثيرا لديها الطابع الانتاجي والخدمي للمواطنين .



#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نداء
- رسالة الى الازهار
- مشاهدات من عصر الزنابير 2 (حوار السجن والسجناء )
- مقال في الادلجة السياسيىة
- مشاهدات من عصر الزنابير
- غثيان يومي
- زقاق بلا صبايا
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 5-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 4-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 3-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 2-5
- نقد المعرفة التاريخية في المنهج الدراسي التربوي العراقي 1-5
- مقدمة حول المعرفة التاريخية
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 4-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 3-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 2-4
- مقدمة حول المعرفة التاريخية 1-4
- دائرة الاحوال المدنية
- مظاهر التخلف التربوي في العراق ( وسائل العلاج والتغيير ) 1-2
- مظاهر التخلف التربوي في العراق ( وسائل العلاج والتغيير ) 2-2


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - وليد المسعودي - نقد التجربة الديمقراطية في العراق 1-1