أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - رسالة اعتذار للبي دي إس














المزيد.....

رسالة اعتذار للبي دي إس


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4934 - 2015 / 9 / 23 - 16:33
المحور: كتابات ساخرة
    


أعزائي في حركة البي دي إس، أنتم أكبر الحركات الداعمة لمقاطعة بضائع إسرائيل، وفرض العقوبات على كل من يتعامل مع إسرائيل، ومقاطعة أي شركة تتعامل معها، إليكم هذه الاعترافات من فلسطينيٍ، يشعر بالألم، وقسوة الحقيقة. إليكم قبل الاعتراف هذه الخُطبة:
اصمدوا في وجه المؤامرات، وجوبوا العالم، وحذروهم من شراء البضائع الإسرائيلية، وحثوهم على مقاطعة جامعات إسرائيل، التي تدعم الاحتلال، وافرضوا عليهم العقوبات، وحاصروا كل الشركات والمؤسسات التي تتعامل مع إسرائيل، وحذروا بنوك العالم من التعامل مع بنوك إسرائيل، التي تحتل شعبنا، وتصادر ممتلكاته، وأمروا أثرياء العالم بسحب أرصدتهم من كل بنك يتعامل مع إسرائيل، ولا تشتروا أية سلعة من إنتاج المحتلين، فأنتم ضوء أعيننا، وأنتم فخرنا وعزنا!!!
أنا مواطن فلسطيني، سمعتُ عنكم، وعن جهودكم، ولأنني أخشى أن أموت قبل أن أقول الحقيقة، لذا فإنني سأكون صريحا معكم، وأعترف لكم:
" أنا الفلسطيني المنكوب بالاحتلال والقهر، والحصار، والسجن، أعتدتُ أن أبحثَ عن البضائع الإسرائيلية في أسواقنا الفلسطينية، وهي أكثر البضائع رواجا وازدهارا، وبصراحة أنا أشتريها أيضا، وأفضلها على بضائعنا الوطنية.
فأنا أحمل في جيبي، صباح مساء صور زعماء إسرائيل، وأنام وهم في محفظتي الخاصة، ولا أشعر بالسعادة إلا عندما تمتلئ محفظتي بصور زعماء إسرائيل على أوراق نقدهم، في بداية الشهر، وعندما تختفي صورهُم من محفظتي الشخصية، أحسُّ بالضيق والألم والحسرة!
هل تعرفون أغلى هدايا أعيادنا؟ إنها صور زعماء إسرائيل على أوراق النقد، ينتظرها الصغار والكبار، وما إن يضعوها في جيوبهم حتى يشعروا بالسعادة والرضاـ وحلاوة العيد!!
أنا الفلسطيني المناضل، أصفِّقُ لكل الدعوات التي تدعو لمقاطعة إسرائيل، في الندوات والمؤتمرات، وفي ورش العمل، وما إن تنتهي ورشةُ العمل، حتى أجد نفسي أجوب الأسواقَ بحثا عن قميصٍ مستوردٍ من إسرائيل، أو مروحة كهربية مصنوعةٍ في مصانعها، أو جوربٍ منسوج في مناسجها، ولا أكتفي بذلك، بل إنني أرى البسمة على وجه البائع الفلسطيني وهو يقول بافتخار: ثِق هذا الجورب صناعة إسرائيلية!! وسرعان ما تنتقل بسمةُ البائعِ إليَّ فأبتسم، وأدفع فيها مبلغا مضاعفا، وما إن ألتقي بأحدهم، حتى أفتح بضاعتي أمامه، وأقول مفتخرا: صناعة إسرائيلية!!
أما عن طعامي فحدِّث ولا حرج، فأنا أدمنتُ شراء موز مستوطنة جسر يعقوب، وأفوكادو مستوطنة نيريم، والبلح الأصفر من مستوطنات غور الأردن، وتفاح مستوطنات الجولان المحتل!!ّ
أما عن بنكي المفضَّل الذي أودعُ فيه مدخراتي ومرتباتي، فهو البنك الثقة، فلا أثق إلا فيه، لأنه هو البنك الفلسطيني الذي له شراكة مع بنكي، ليؤومي، وهابوعليم، الإسرائيليّيْنِ، البنكان يستثمران نقودنا في الحركة الصناعية والتجارية في المستوطنات،
كما أنني أشعر بالانتعاش، عندما يقابلني صديقٌ أو أحد معارفي ويسألني عن غيابي المستمر، وسفري الدائم، فأبتسم له قائلا:
أحمل في جيبي تصريحا إسرائيليا موقعا من الجهات العليا، يسمح لي بالسفر كشخصية مرموقة، ثم أضع يدي في جيبي الخلفي لأُخرج البطاقة الخاصة باللغة العبرية، بطاقة الشخصيات البارزة، وهي تسمح لي بالسفر في أي وقت من الأوقات. وأنتعش عندما يتفقدها الصديق بعناية، يبتسم ثم أُعيدها إلى محفظتي باعتزاز .
سأظلَّ أفتخر في كل مجلسٍ بالعملية الجراحية، التي أجراها لي الأطباءُ الإسرائيليون، في مستشفى إسرائيلي، بعد انتظارٍ طويل، وفضَّلت السفر لإسرائيل، على السفر إلى مستشفيات العرب، وسأظلُّ أقصُّ على السامعين مسلسل إخلاص الأطباء الإسرائيليين، ووفاء الممرضات، وعناية العاملين بي وبغيري من المرضى!!
أيها المُقاطِعون المخلصون، دمتم لنا ذخرا، فأنتم تنوبون عنا في نضالنا الشريف، وتبذلون جهودا فائقة لدعم حقوقنا المشروعة، أما نحن فنرسل لكم أطنان الشكر والتقدير، ونهديكم أجمل باقات الورود الممزوجة بخلايا عسل النحل المُنتجَة، في مستوطنة، يد مردخاي!!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحفيو سمَّاعة الهاتف
- أسرار الجاسوس جونثان بولار
- آخر لمسات أطلس العولمة الجديد
- العرب بين السبي والنفي
- قصة اختطاف قطتين غزيتين
- مارشات (ولعت) في أفراح غزة!
- ثلاثة حروب فتَّاكة
- مشروع روجرز في وثيقة سرية
- سكين داعش اليهودية على رقبة إسرائيل
- دافيد غروسمان، وإحراق عائلة الدوابشة
- العربُ واليهود، عند غوستاف لوبون
- هل السياسة خساسة؟
- أبحاث الإبداعات، وابحاث كوابيس الأحلام
- إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود
- إعدام قرار على مقصلة الأمم المتحدة
- في فقه تغيير الوزارات
- سلاح الألفية الأول
- أخطر كتاب عن عمليات الموساد
- مقياس نفايات الجامعات
- هل تنجح مقاطعة إسرائيل؟


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - توفيق أبو شومر - رسالة اعتذار للبي دي إس