جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4927 - 2015 / 9 / 16 - 08:56
المحور:
الادب والفن
تَمَهَّلِي
جِئْتَكِ حَامِلَاً مَعِي إِعْتِذَارِي..
فَهَلْ يَا تُرَى سَتَتَقَبَلِينَ عُذْرِي،
أَمْ سَتُقَرِّرِينَ فِي هَذِهِ الجَلْسَةِ،
يَا فَتَاتِي إِنْتِحَارِي،
تَمَهَّلِي يَا سَيِّدَتِي أَرْجُوكِ،
وَلَا تُعَامِلِينِي كَمُجْرِمِ حَرْبٍ،
أَو كَأَيِّ شَقِيٍّ غَدَّارِ،
تَمَهَّلِي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكِ،
فَقَدْ تَكُونِي قَدْ فَهِمْتِنِي خَطَأً،
وَلَابُدَّ أَنَّ هُنَاكَ لِبْساً بِفَهْمِكِ لِأَفْكَارِي،
لَا تَنْعَتِينِي بِالخَائِنِ،
إِنَّ الخِيَانَةَ لَمْ تَكُنْ يَوْمَاً مِنْ شِيَمِي،
وَلَمْ أَعْزِفْهَا أَبَدَاً عَلَى أَوْتَارِي،
وَلَمْ أَقُلْهَا فِي العَلَنِ،
وَلَا فِي الخَفَاءِ،
وَلَمْ تَكُنْ سِرَّاً ذَهَبِيَاً مِنْ أَسْرَارِي،
إِنَّ قَلْبِي يَا تُحْفَتِي..
فَرَاشَةٌ تَمْرَحُ بَيْنَ أَزْهَارِكِ،
وَمَتَى كَانَتْ الفَرَاشَاتُ خَائِنَةً للأَزْهَارِ،
مَتَى كَانَ العَاشِقُ المُلَوَّعُ،
يَخُونُ عِشْقَهُ كَالأَشْرَارِ،
أَنْتِ يَا زُمُرُّدَة..
أُغْنِيَةٌ بَغْدَادِيَةٌ عَلَى شِفَاهِي،
وَعِطْرِي الَّذِي أُعَطِّرُ بِهِ أَشْعَارِي،
وَشَمْعَتِي الَّتِي تُنِيرُ لِي دَرْبِي،
وَتُنِيرُ فِي ظُلْمَةِ الحَيَاةِ مِشْوَارِي،
تَمَهَّلِي يَا أَمِيرَتِي تَمَهَّلِي،
فَأَنَا لَمْ أَقُلْ كُلَّ شَيئٍ عِنْدِي،
وَلَمْ تَسْمَعِي مِنِّي يَا وَرْدَتِي كُلَّ أَخْبَارِي،
تَمَهَّلِي فَعِنْدِي لَكِ الكَثِيرَ الكَثِيرَ،
وَلَنْ تَكْفِيكِ حَقَائِبَ الدُّنْيَا كُلَّهَا،
لِتَحْمِلِي بِهَا مَا جَلَبْتُ لَكِ مِنْ أَسْفَارِي،
جَلَبْتُ لَكِ قَمَرَاً،
وَنَجْمَةً قَطَفْتُهَا عُنْوَةً مِنَ السَّمَاءِ،
لِأُهْدِيهَا بِشَوْقٍ لِسَيِّدَةِ الأَقْمَارِ،
وَوَرْدَةً قَطَفْتُهَا مِنْ بَسَتَانِ أَحْلَامِي،
وَشِعْرَاً إِجْتَذَذْتُهُ مِنْ بُرْكَانِ آَلَامِي،
وَنَهْرَاً مِنْ دُمُوعِ الأَنْهَارِ،
تَمَهَّلِي يَا صَغِيرَتِي..
فَالحُبُّ أَكْبَرُمِنْ أَنْ نَدْفِنُهُ بالظَّنِّ،
وَأَكْبَرُ مِنْ أَنْ نَقْتُلَهُ بِالشِجَارِ.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟