|
أُعْلِنُ إِلْحَادِي
جان برو
الحوار المتمدن-العدد: 4606 - 2014 / 10 / 17 - 17:19
المحور:
الادب والفن
أُعْلِنُ إِلْحَادِي
هَذَا أَنَا أَيَّتُهَا السَّمَاءْ.. أَنَا هُنَا.. أَرْفَعُ فِي وَجْهِكِ السَّيْفَ، وَأُعْلِنُ بِكِ عَلَى المَلَإِ إِلْحَادِي، سَفَكْتِ بِمَا يَكْفِي مِنَ الدِّمَاءْ، وَلَنْ أَسْمَحَ لَكِ البَتَّةَ، أَنْ تَقْتُلِي بِخُزَعْبَلَاتِكِ أَوْلَادِي، لَنْ أَقْبَلَ أَنْ تُهِينِي العَقْلَ فِينَا، لَنْ أَسْمَحَ لِلْدَّمْعِ أَنْ يَغْزُوَ مَاَقِينَا، فَتَكْفِينِي آهَاتُ وَطَنِي، وَتَكْفِينِي فَجِيعَتِي المُرَّةَ بِأَجْدَادِي.. هَذَا أَنَا.. وَمُلْحِدٌ أَنَا، وَجِئْتُكِ بِالذَّبْحِ.. يَا مَصْدَرَ الشُّرُورِ فِي الإِنْسَانْ، يَا مَنْ أَضْحَيْتِ لِلجَرِيمَةِ عِنْوَانْ، يَا مَنْ مَزَّقْتِ بِالسِّكِينِ بِلَادِي، أَزْهَقْتِ أَرْوَاحَاً كَثِيرَةْ، وَسَفَكْتِ دِمَاءً كَثِيرَةْ، وَإِنْ كَانَ لَابُدَّ مِنْ سَفْكِ الدِّمَاءْ، فَدَمُكِ أَوْلَىَ بِالسَّفْكِ، مِنْ دَمِ أَحْفَادِي، لَمْ نَعُدْ نَهْتَشْوا لِجَحِيمِكِ المُسْتَعِرَةْ، وَلَا لِرُوحِكِ الشِّرِّيرَةِ المُحْتَضِرَةْ، وَأَنْتِ لَسْتِ إِلَا وَهْمٌ، إِخْتَرَعَتْهُ الحَاجَةُ فِي العُصُورِ الشِّدَادِ، وَأَنْتِ خُرَافَةُ الأَمْسِ، وَأَنْتِ الشَّيْطَانَةُ الَّتِي إِبْتَزَتْ حَاجَتُنَا لِلأمَانْ، أَنْتِ مَحْكُومٌ عَلَيْكِ بِالمَوْتِ، بِلَا تَشْيعٍ أَوْ حِدَادِ، جِئْتُكِ بِالذَّبْحِ.. وَهَذَا هُوَ يَومُ الحِسَابْ، فَقَدْ أَشْرَقَ نُورُ العِلْمِ فِي عُقُولِنَا، وَأَشْرَقَ الصُّبْحُ، وَإِنْقَشَعَ عَنْ دَرْبِنَا الضَّبَابْ، وَإِنْتَهَى عَصْرُ الظُّلْمِ إِلَى غَيْرِ رَجْعَةٍ، وَإِنْتَهَى عَصْرُ الخُرَافَةِ، وَعَصْرُ الظَّلَامِ، وَعَصْرُ الإِنْحِطَاطِ، وَأُغْلِقَتْ فِي وَجْهِكِ جَمِيعَ الأَبْوَابْ، أَنَا هُنَا.. جِئْتُكِ بِسَيْفِ العِلْمِ، كَي أَثْأَرَ لِضَحَايَاكِ الأَبْرِيَاءْ، كَي أُصَحِّحَ مَجْرَى التَّارِيخِ، وَأُحَرِّرَ مِنْ بَرَاثِنِكِ مَعْشَرَ الفُقَرَاءْ، هَذَا هُوَ يَومُ الحِسَابْ.. وَخَصْمُكِ العَقْلُ، وَجُرْمُكِ القَتْلُ، فَأَينَ المَفَرُّ مِنْ قَبْضَةِ الإِلْحَادِ، أَنْتِ فِي قَبْضَةِ العَدَالَةْ، وَهَا أَنَا ذَا، سَعِيرٌ فِي دَاخِلِي يَشْتَعِلُ، سَأَصْلِيكِ بِهِ، أَنَا جَهَنَّمُكِ، وَلَنْ يَنْفَعَكِ أَبَدً كَثْرَةُ الأَغْبِيَاءِ، وَلَنْ يُطِيْلَ فِي بَقَائِكِ كَثْرَةُ الأَوْغَادِ، لَنْ تَقُومَ لَكِ قَائِمَةْ، سَأَدْفِنُكِ فِي مَزْبَلَةِ التَّارِيخِ، مَعَ ذُيُولِكِ مِنَ الفِئْرَانِ وَالجَرَادِ، أَنَا العَقْلُ.. أَنَا الحُبُّ، أَنَا الإِنْسَانْ، أَنَا مَنْ صَنَعْتُ مِنَ الحَيَاةِ ضِحْكَةْ، أَنَا مَنْ يَتَغَنَّى العِلْمُ بِأَمْجَادِي، مُلْحِدٌ أَنَا.. وَهَذَا هُوَ عَصْرُ النُّجُومْ، عَصْرُ الحُرِّيَّة، عَصْرُ الحُبِّ، وَثَورَةُ الإِلْحَادِ، هَذَا أَنَا أَيَّتُهَا السَّمَاءْ.. أُعْلِنُ بِكِ حُكْمَ الإِعْدَامِ، وَأُعْلِنُ بِكِ تَحْتَ نُورِ الشَّمْسِ إلْحَادِي.
جان برو
#جان_برو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آهٍ يَا وَطَنِي
-
إلَى عَيْنَيْكِ
-
ثوري
-
قل لها في اللقاء الاول
-
الحُبُّ أَكْبَرْ
-
لحظة فقط
-
ثَورَةُ الحُبِّ
-
إِشْتَقْتُ إِلَيْكِ يَا حَلَبْ
-
اِقْتَرِبِي مِنِّي
-
لَيسَ مَأسُوفً عَلَيكِ
-
آهٍ يَا أُمِّي
-
أنتِ وطني
-
يا سبحان عينيك
-
بني يعرب
-
اهواك بلا اسباب
-
نَهْدَيكِ نَارٌ وَلَهَبْ
-
الوجه الآخر للعذاب
-
قبليني
-
أين أنتِ
-
صرخة في وجه الاسد
المزيد.....
-
“بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا
...
-
خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر
...
-
الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا
...
-
الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور-
...
-
الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
-
على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس
...
-
الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
-
“جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور
...
-
فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
-
بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema
...
المزيد.....
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
-
أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية
/ علي ماجد شبو
المزيد.....
|