وماذا بعدما اعطيت صوتك الانتخابي؟

سليمان الهواري

الحوار المتمدن-العدد: 4926 - 2015 / 9 / 15 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

وماذا بعدما اعطيت صوتك الانتخابي؟
******************************
أنت صوت انتخابي .. اذن انت ممن تم استحمارهم ..
اليوم.. و الى غاية يوم الخميس .. يعرف المغرب عمليات انتخاب رؤساء المجالس الجهوية والجماعية، وكذلك تشكيل المكاتب .. الجهات الاثنى عشر المغربية ..
انت مواطن صالح .. تؤمن باللعبة الديموقراطية .. و لست مرتشيا .. و لم تتلق اي درهم من اي مرشح .. جميل ..
انت آمنت ببرنامج حزبك .. و ثقت في الرجل الذي رايته الاصلح لجماعتك .. و ذهبت لتصوت عليه .. و هو فعلا نجح .. جميل جدا ..
انت مواطن مستقيم لانك تعتقد بكل نظافة انك اوصلت الى موقع تسيير جماعتك الرجل الانسب .. و ها هو حزبه فعلا الذي انت تنتمي اليه او تشجعه او تتعاطف معه يسيطر على اغلبية جماعات دائرتك .. انت رائع حقا .. لانك تمارس ديموقراطيتك .. و سترى على راس مجلس مدينتك او قريتك او دائرتك من انت اوصلتهم لمناصب المسؤولية .. و سيطبق ابرنامج الذي انت صوتت عليه .. و سيصبح الاصلاح سالكا و ممكنا .. اليس صوتك امانة .. و شهادة ممكن ان تكون زورا او شهادة حق في من سيتحملون ادارة شؤونك الجماعية .. انت رائع فعلا ..
انت تؤمن بنظافة حزبك و بمن يمثلك فيه ..و قد نجحوا ..اذن انت في قمة فرحك لان مشروعك المجتمعي في تفاصيله الحياjتية على وشك ان يصبح واقعا .. يا الله .. هو التاريخ و صبرك و كدحك النضالي يوصلانك و حزبك الى مواقع المسؤولية .. و الله ما اروعك ..
تمت عمليات الانتخابات بسلاسة رغم المنغصات و فاز حزبك و خرجت تزمر و تطبل تجر اولادك و اسرتك و كل ابناء حيك و الفرحة تغمركم على وقع مواكب سياراتكم التي تجوب المدينة التي تملأها نفايات الاحزاب و الوان الخمسين حزبا المغربية ..
ثم عدت الى بيتك .. انها المعركة الانتخابية قد انتهت عندك و انت قد سلمت المسؤولية لمن تثق فيهم من الصالحين ..
عشرة ايام فقط بعد لحظة الاقتراع .. تحول المغرب فيها الى سوق نخاسة كبير جل من نجحوا في الانتخابات تم تسعيرهم و حددت لهم سومة في المجالس و قايضوا على المسؤوليات .. و تم تهجيرهم بين عناوين الاحزاب حسب قانون السوق و العرض و الطلب .. و لكل رأس انتخابي سومة و ثمن .. و هناك الرخيص و هناك الغالي حسب موقع الجماعة و ميزانيتها و انتماؤها في شبكة مصالح الجهة ..
انت الآن خارج دائرة الفعل و قد فوضت امرك لمن يمثلك .. و من يمثلك الغاك حقا و جل همه مصلحته الشخصية و بعض تعليمات حزبه حين تلتقي بهواه .. لا الجماعة تهمه و لا مصالحها .. هو فقط اصبح بيدقا في سوق السلطة و هي من ستحدد في الاخير لون الجماعة و الحزب الفائز فيها ..
أنت الآن في دائرة الشك ..
أنت تتابع بعض الاخبار و الجرائد اليومية و بعض المواقع .. تفاجئك حركية الفائزين في الانتخابات الجماعية .. نعم انت تستغرب كيف يتم حجز مرشحين فائزين في بيت احدهم حتى لا يتم شراؤهم في حلبة غيره .. و انت تسمع كيف تم تحويل مسار سيارة احدهم ليجد نفسه في ضيعة غريمه ليسجن فيها الى ما بعد تصويت المكاتب .. و اكيد تابعت كيف فازت اغلبية بجماعة ليجد الرئيس المفترض نفسه صبيحة الغد وحيدا و قد غير اغلبية من فاز معه معطفهم الانتخابي بعد ان تحولوا الى حزب السلطة .. الم تسمع عن ذاك المرشح المؤمن الورع الذي حلق ذقنه و بايع شيخ المنطقة و جراره .. هو كان صديقك فعلا لكن صداقة اصحاب الوقت ابقى و ازكى .. انت لا تسأل عن المرأة الحديدية التي تدخلت من اجل عمادة صهرها المطرود من الحكومة ،
انت لم تسأل عن الصفقات التي تتم بين احزاب ما يسمى الاغلبية الحكومية و كيف يتم تفويت مناصب الجماعات و الجهات كما لعبة الضاما او الشطرنج .. هي لعبة في الاخير و انت طبعا خارج كل هذه اللعبة ..
أنت في قلب المتاهة ايها المواطن الجميل ..
اليوم يحسم في امر انتخاب مسؤولي الجهات و المكاتب و العمادات .. و من الطبيعي حسب الرياضيات ان الحزب الذي فاز باغلبية مقاعد الجماعات هو الذي سيشكل مكاتب مجالس المدن و الجهة بشكل تراتبي منطقي بسيط .. لكن حسابات و رياضيات السلطة في المغرب منطق آخر و حساب آخر ..
انت امام معادلة رياضية جديدة اذن .. كيف تضرب عشرة فائزين عن حزب العدالة و التنمية في اربعة فائزين عن الاصالة و المعاصرة و فائزين من حزب الخبز و المرقة و العياشة .. ليصبح الرئيس طبعا اصيلا مؤصلا عن حزب الجرار .. طبعا انت لا تفهم رياضيات المخزن .. هل تريد ان اشرح لك ؟ طبعا لا داعي ..
الله يبارك ف عمر المخزن ..
هل فهمت الآن كيف يصوت الناس على حزب الكتاب و ينجح اصحاب حزب الشاي و يتحمل المسؤولية من لم يفز عن حزب الضفدعة ؟
افهم او لا تفهم ..و جلال الله انت مغفل ..

#سليمان_الهواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل