أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم العظمة - مقطع ٌ بمصاطبَ واطئةٍ ، بجدران ِطينٍ ثخينةٍ ، بحُواةٍ و موسيقيين














المزيد.....

مقطع ٌ بمصاطبَ واطئةٍ ، بجدران ِطينٍ ثخينةٍ ، بحُواةٍ و موسيقيين


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1354 - 2005 / 10 / 21 - 07:40
المحور: الادب والفن
    


(1)
...أو حين كنا نعود من نهاراتٍ رماديةٍ
، نتوجّه إلى الموضع كثيفِ العشبِ بأعلى التلّةْ

من هناك العنابر والمخازنُ الخاويةْ،
كأن نقول بأن أحجاراً ما تزال تقعُ بأسفل الجدارِ

،... أن بِركَ الضوءِ ...
إذا ما نظرتَ إليها من شقوقٍ في السورِ ...

، على مثل هذا كنا نؤسس حياتنا:

المياهُ الكبيرةُ ، الصخورُ الكبيرةُ ، العيونُ الكبيرةُ



(2)

، ثم أنهم كانوا ينحنون على المحركاتِ بالمفاتيح الكبيرةِ
بينما يلتفتون بالرؤوس إلى جهة الجدارِ

أو يتحدّثون
وهم يلتفتون بالرؤوس إلى جهة الجدارِ



(3)

بعدها روتْ كيف كانت تعبرُ من بواباتٍ واطئةٍ،
من خصور التلالِ الرملِ ثم من قاعات الأعمدةْ
،... وبطريقةٍ ما من غرف العَنَفَاتِ والأبواب الزجاجِ
إلى حيث الشارعُ في الظهيرةِ
وسوق الصَوّافينَ
وبائعاتُ التينِ



(4)

ثمّةَ فلاحاتٌ من الشمالِ كنّ يتخاطفن شالاتِ حريرٍ ملونةً
، يتخاطفن تفاحاً وورودَ أسيجةٍ قمراءَ ...

والرعاة كانوا يعرضون في السلال بيوض القطا
مرقطةً بنجومٍ صفراءَ...

أو مموهةً بلون الرملِ
....، أو كمعاطف الغُرَيراتِ ،وكنتَ رأيتها
وأنت تهبطُ بمنحدراتِ الصخورِ شمالَ "بُصرى"
،....أو هل كانت المنحدراتُ بشرق "بُصرى"

، والغُريراتُ لم ترَها
وإن كنتَ تعرفُ كانت هناكَ ....
معاطفها بلون الرملِ







(5)

، تقولُ أنكَ بعدها ترددتَ
تقولُ أنك بعدها استدرتَ وعُدتَ

(6)

ونحنُ بدورنا كنا سنعبرُ من خصور التلالِ الرملِ ...
ثم من قاعاتِ الأعمدةْ ، من غرف العنفاتِ والأبواب الزجاجِ
إلى حيث الشارع في الظهيرةِ

ومظلاتُ الرعاةِ
وبائعاتُ التينِ





(7)



بعدها فكّرتَ أنكَ لا تزالُ تعودُ إلى هذا المكانِ
(دائماً ما كنتَ تعودُ إلى هذا المكانِ)

وكنتَ تقفُ هناك في الموضعِ كثيفِ العشبِ بأعلى التلّةِ
وأنّ ملأً كانوا هناك في الشوارع الفسيحةِ ينهالون بالمطارق الكبيرة
على أجرامٍ في وسط الساحةِ ولا تسمعهم

ثمّ أنك لا تسمعهم وهم يشكِّلونَ بالمطارقِ الكبيرة أجراماً لها أوبارٌ لامعةٌ

لها رذاذٌ يبرقُ في الهواء المرتجف أمامهم





(8 )

كنا حين نصادفهم
نحنُ الذينَ تَنَاثَََرَنا الليلُ في طرفٍ من المشهدِ

أو حين صامتينَ يصعدون في الواجهات الزجاجِ

...أو أن طرفاً من الضوء كان يقع من نهايةٍ ما،
وكان لنا أن ننحدر من أجزاء المشهدِ البعيدةِ ،
أن نصعد من الدرجات التي ما تزالُ يرتفع فيها الرملُ ...

وقلنا هذا النهار لا تكفينا أهراؤهُ ...
وهذا الفارق الطفيفُ
، من مسافاتٍ ضئيلةْ
من خيوطٍ ضئيلةْ ...
، نترك الخيوطَ تنحني ، تتعرّجُ

نتذكّر أننا مدينيونَ نحنُ أيضاً
وأنه كان علينا أن لا نبتعدَ
في مقدّمة الضوء البنفسجيْ

نحن أيضاً كان علينا
أن ننعطفَ من نهايةٍ ما


(9)

الشوارع الخلفية صبيةٌ يسترقون المشهد من زجاجاتٍ ملونةٍ
جنودٌ بأحذيتهم يتمددون على أول سريرٍ يصادفونه
متجولون أتوا من منحدراتٍ في الثلجِ يعرضون جذوراً نادرةً ..
شرفاتٌ ضيقةٌ أحاطوها بأقفاصِ زجاجٍ
ونباتاتِ أوراقٍ حمراءْ....

هكذا دائماًَ تستشهدون بأشخاصٍ ماتوا
منذ سنينٍ بعيدةْ...

قلتُ لماذا لا تستشهدون بالأحياءِ ...مثلاً بفتاة الثامنة صباحاً ،
أو بفتى الأكواب المليئةِ المحمولة بيدٍ واحدةْ عالياً إلى سماء الحانةِ


(10)

ثم قالوا لنا أنْ ما من أحدٍ من بعدُ سيأتي
أن ما من أحدٍ سيصلُ في هذه القَفْرةِ ويرمي
، وهو يدخلُ ، عن كتفيه الليلَ

لكنهم يَصِلونَ

بينما يدلفون بالظهور من سدائلِ الخيامِ
، بينما يترنحون من صناديق صفيح مطبوعٍ يجرّونها على الرملِ
وعلى أكتافهم طيورٌ تحكي بلغاتٍ لا تُفهمُ

والطيور تتلفّتُ
كلما أشار أحدٌ إلى جهة الليلِ

كلما همس أحدٌ






(11)

ربما عدتَ من مشهد شتاء بعيدٍ
وأنت تَحْدِسُ أين من الكثيبِ الثورُ ....

والعقربُ ...

، والمرأة بالثوب الأزرقِ
والبيتُ الذي بنافذةٍ واحدةْ
في السُّهب الذي بصنوبرةٍ واحدةْ

،.... ثم بعدها بسنينٍ :
أين من الحافّة الأيْكةُ
والرصيفُ
ومرفأ الصيادينَ ....

أو ربما تفكّرُ أيّة حياةٍ في الصخورِ
أيّةُ حياةٍ هنا في الرمل الناعمِ
، تطيل انحدارك حتى لا ينتهي الأزرقُ من الصخورِ







( 12)


الفتيات اللواتي تركْنَني منذ أكثر من مئة سنةٍ كنَّ لا يزلنَ
على المصاطب الخفيضةِ يُصْلحنَ من زينتهنَّ أمام المرايا
التي بإطاراتِ مصابيحٍ كثيرةٍ بيضاءْ ...




ثم بينما يتحركن أو بينما يلتفتن كنّ يتركن في الضوءِ
طرفاً من الخصرِ ...أو من الوركينِ
... كأن يَدَعْنَ القماش ينحسر عن هذه الأماكن فلا يردُدْنَهُ ،
كأنْ يدَعنَ نهداَ واحداً طليقاً بينما يلتفتنَ ...
بالأكتافِ ، وبالأقراطِ ،
وبالعيون الدامعة السوداءْ

،.... الفتياتُ اللواتي تركنني منذ أكثر من مئة سنةٍ كنّ
في الفجر يعدنَ ، ينحدرنَ من المساربِ بين البيوت
صُحبةَ الحواة والغجريات والموسيقيينَ



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى أي حد الثعلب يحتاج إلى الدجاجات- عن علاقة الإمبراطورية ب ...
- من أين و كيف س-تهبط- علينا الديموقراطية الأمريكية ؟
- هل يتوحد العراقيون كلهم في مقاومة الإحتلال ...
- تحت لوحة لفاتح مدرس
- هل يدبرون11-9جديداً يحتاجونه بإلحاحٍ الآن ...
- ستُّ مراتٍ السياج قبل الحديقةِ - رسائل حب قصيرة
- هل يدبرون 9/11 جديداً يحتاجونه بإلحاح ٍالآن ...
- حكاية كولونيالية من المتحف
- خمرٌ قديمةْ ،خمرٌ جديدةْ
- باريس1871
- عن المدن و الأرياف و -ترييف- المدن
- آخر الراديكاليين العرب
- يضحكون وراء القضبان فقط
- ازدراء جائزة نوبل


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حازم العظمة - مقطع ٌ بمصاطبَ واطئةٍ ، بجدران ِطينٍ ثخينةٍ ، بحُواةٍ و موسيقيين