أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - حكاية كولونيالية من المتحف















المزيد.....

حكاية كولونيالية من المتحف


حازم العظمة

الحوار المتمدن-العدد: 1339 - 2005 / 10 / 6 - 11:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نقلت وكالات الأنباء خبر إنشاء برلمان للسود فقط، في أمريكا اللاتينية... ، سيجربوا ، كانوا دائما يجربون ، أن يوقعوا الفرقة بين شعوبٍ و ثقافات ٍ كانت دائما ً متآلفة بصورة مدهشة في اميركا اللاتينية ، برلمان غير رسمي ، دعائي ، للسود ... علّهم يوظفون كوندوليزا رايس كـ "سوداء "في مشكلتهم مع شعوب القارة ، و لكن فاتهم أن هذه الأخيرة لم يعتبرها أحد هناك كما في موطنها إلا "يانكية " بالتعبير الأمريكي وهذه المليارديرة التي تملك شركات احتكارية عديدة تحقق أرباحا ًغير مسبوقة من و بسبب الاحتلال االأمريكي للعراق مثلها مثل ديك تشيني ، و لا يعنيها في كثير أو قليل حقوق السود في بلادها أو خارجها ، و كما أنهم في ما يتعلق بالمصالح الرأسمالية لايعنون إلا بـ : الأرباح ، و بها فقط بصرف النظر عن العرق فإنهم حين الكوارث لا يكترثون للحياة البشرية بصرف النظر عن العرق ، طالما الأمر يتعلق بالمصالح ، تماماً كما حدث مؤخرا حين باهمال متوحش تركوا فقراء نيوأورليانز لمصيرهم في مواجهة الاعصار و وجدوا أن الفقراء هم سواءٌ،في نهاية الأمر ، بيضاً كانوا أم سوداً ، .. الفقراء لا يشترون بضائع ، لا يدخلون في "دورة الإقتصاد" ...
.، تركوا مبدأ "السوق" يعمل في هذه الكارثة أيضاً
جربوا و يجربون اللعبة القديمة –الجديدة إياها ، في "شرقنا " هذا ، أعني تلك الحكمة الكولونيالية المهترئة that good old piece of wisdom: فرق تسُد ، ولأن شعوب أمريكا اللاتينية لا تكترث كثيرا ً للدين أو أن اكتراثها لا يتعدى أداء الشعائر ، و ربما أن هذا نادر أيضا، ً فقد استقر الرأي على إعادة تجريب المسألة العرقية بين السود و البيض أو بين هؤلاء و اولئك و بين الهنود : سكان أمريكا الأصليين
يتعلمون أيضا ً ، و يجربون ، مما جربوه و يجربوه الآن في شعب العراق .. هذا الشعب الذي كان من بين الشعوب العربية حصناً للعلمانية و الآن يحولونه إلى مكان تحكمه المذهبيات ، العمائم السوداء و العمائم البيضاء ، الشيعة و السنةو .. مختلف العصبيات من كافة الأصناف ، وكان واضحا ً منذ البداية أي منذ أكثر من خمس سنين كيف أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية كانت تمول و تهيؤ لهذه المرحلة حين كان فاقعا ً كيف أن "مؤتمر المعارضة العراقية" حشدوا فيه أصحاب العمائم ، على أن يكونوا جميعا ً ممن يشرفون هم عليه
، قبل الحرب و بعدها ظلّوا يرددون هذه اللازمات : سنة ، شيعة ، هيئات إفتاء ، آيات الله، المثلث السني ، الجنوب الشيعي ، تيار الصدر ،عتبات مقدسة، هيئة"علماء" المسلمين السنة ،
" المرجعية" العليا، الحوزات "العلمية "... ، غسيل دماغ على نطاق واسع ، و سرعان ما وقع آخرون بالفخ و راحوا يرددون ورائهم : سنة ،شيعة ،" علماء" المسلمين ، حوزات " علمية "، "دستور سني" و "دستور شيعي " إلى آخر ما هنالك ، و كأن العراق خلى إلا من العمائم و أن لا وجود في العراق إلا لأديان و متدينين ، لا وجود لمفاهيم سياسية ، او لكتل سياسية و لا وجود لوعي سياسي ...
، و المقاومة عن عمد ٍ و منذ البداية عمموا عليها الصبغة الدينية ،أعطو المذاهب و المتمذهبين
و أصحاب العمائم الصدارة في الأنباء ، بطريقة " الدعاية السوداء" ، من مبدء أنه إذا كان لا بد من أن يكون لك أعداء فلمَ لا تختارهم أنت َ يجب أن تختارهم أنت و أن تقوم لهم بالدعاية أنت ، و هم بذلك كانوا ينقلون الخبرة الاسرائيلية .....و ينقلون تاريخ هذه الخبرة إبتداء ً من المهرجان الدعائي الكبير في "مرج الزهور "1992....،
بالنسبة للاسرائيليين أيضا ً كان صحيحا استراتيجيا ً : إن كان لا بد من أعداء فليكونوا من نختارهم نحن ...
تلك الهَرجة صدقناها ،و بدأنا نتحدث اللغة نفسها ، و الهرجة رددتها وراءهم الببغاوات أعني الفضائيات العربية ،أيضاً بمختلف ألوانها و أصنافها، و تحت رعايتهم يجري الآن إشعال حروب طائفية لن يتعافى منها العراق و لابعد عشرين سنة ، برعايتهم و برعاية أصحاب العمائم طبعا ً ، أولاً سلطوا على العراق صدام حسين ،رجلهم ، و يستطيع أ ي متابع أن يقتفي تاريخ هذا الجلاد منذ أن كلفوه بوظيفة قاتل مأجور لاغتيال عبد الكريم قاسم، لا يحتاج الأمر إلى باحثين متخصصين ، لكي نتتبع سيرة "نشوء و تطور "هذا الجلاد الذي كان دائما في خدمة أهداف السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط عن "وعي" أو بدونه أو بـ"نصف وعي ٍ" لا فرق َ، والآن يتابعون تدمير العراق بذريعة صدام حسين، بعد أن دمروه بصدام حسين ، ليس فقط لكي لا ينهض هذا الشعب مرةً ثانية و ليس فقط لأن فيه ثاني احتياط نفط في العالم ... حيث أن النفط ضروري للمحافظة على "نمط الحياة الأمريكي"، هذا" النمط " الذي يكلف العالم كل هذه الضحايا و الحروب ، بل أيضاً ًلأن العراق كان دائما ً حصنا ً للعلمانية و حصنا ًلليسار ، ثمة سبب آخر في الخلفية لكل هذا الحقد على العراق ... ،فـ"التوراتيون " بكل أصنافهم ، أعني أيضا توراتيي واشنطون،لهم ثأر قديم عمره ثلاثة آلاف عام مع العراق منذ ان دمر نبوخذ نصّر الهيكل حسب الأسطورة التوراتية ، و لا أجد هذا غريبا ً على عقل من نمط العقول التي تحكم واشنطن ، لا أجد غريبا على تكوين عقلي كهذا أن يمزج الأسطورة و التعصب الديني و الذهنية " القيامية " أن يخلط كل هذا بالتكنولوجيا العسكرية ، و البراغماتية الرأسمالية في أحط نسخها و أكثرها و ضاعة ،" الانتقام الالهي" نعم و لكن ثمة النفط أيضاً ... ، ثمة "العهد القديم " و لكن نهتم أيضا بالـ "المصالح " ، ثمة "إعادة بناء الهيكل " و لكن نبحث أيضا ً عن تأمين القواعد الاستراتيجية لحروب قادمة نشنها في آسيا ...
أين نحن من كل هذا ..، نحن ناس و شعوب هذا المكان من العالم ، هل كل ما يحدث لنا "أحدثه" الآخرون ،أهكذا طوال الوقت نظلّ ضحايا "مؤامرة "ما ... ، ثم نستمر في التفجع و الندب ولطم الرؤوس ...
الآن اللعبة ذاتها يلعبونها في مصر ، ولأن الأقباط في مصر يعانون فعلاً من التمييز و هذا التمييز
أذكاه نظام السادات، برعاية الأمريكان ، و "الإخوان "و الأصوليون ، من مختلف العيارات و الأشكال ( اللعبة تحتاج دائماً إلى لاعبين اثنين ،على الأقل) ) هكذا في مصر أيضاً يرتبون لنزاعات طائفية ، الآن نكاد لا نسمع إلا بهذا في مصر ،إثارة النزاعات هذه يجعل الدولة الاستبدادية تبدو كحكم فيما تقنع الطوائف جميعا ً ، كما يحدث في سورية ، بانه لولاهم و لولا دولتهم " الأمنية"لأتاهم الجحيم ..
مرة ثانية أين نحن من كل هذا .. ، هل نستمر في لطم الرؤوس ،، و الصدور ..
و نتبارى في شرح كيف أن هؤلاء و أولئك اي " الآخر"( الإثني أو المذهبي) هو إبليس بعينه ونتبع كالأغنام الشيوخ و" المرجعيات " و زعماء العشائر و مقاولي الأديان و القوميات ...
منذ سنين طويلة و من قبل أن يأتي الأمريكان إلى العراق بملاليهم و مشيخاتهم "الشيعية" و" السنية " و بالزعماء العشائريين االأكراد و بالـ"القومويين "المتعصبين من كافة الأصناف و أيضاً "بالليبراليين الجدد ".... و بالزرقاوي ( هذا الأخير جائهم كهدية من السماء ) ..كانوا قد توصلوا إلى الصيغة التالية و دائما بالتشاور و تبادل الدراسات مع الشريك الاسرائيلي : ما يحتاجه العرب هو أن يكونوا متدينين و متعصبين ( أي عصبية كانت) و كلما غرقوا في التدين كان أفضل على أن نأخذ نحن النفط ( المؤمن لا يحتاج إلى متاع الدنيا )

هل الجنديان البريطانيان ،حين أمسكوهما بالجرم المشهود في البصرة ، كانا يعدّان لعملية "جهادية "من هذا النوع ... أسألة سوف تأتي الإجابة عنها يوماً ما لا محالة
..مع التدين يأتي التعصب : ،القومي ، العشائري، القبلي ، الطائفي ، التعصب من كافة الأنواع

، هل ينشئون في العراق برلمانا ًللسنّة فقط ... ( على غرار : برلمان للسود فقط ) و برلماناً للكرد وآخر لليزيديين ... و آخر ....
لماذا لا ينشئون في بريطانيا برلماناً للأسكتلنديين .. و آخر للويلشيين ... وثالثاً للكاثوليك ...

،نحن فقط كحيوانات التجارب ، ننقاد مثلها ...



#حازم_العظمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمرٌ قديمةْ ،خمرٌ جديدةْ
- باريس1871
- عن المدن و الأرياف و -ترييف- المدن
- آخر الراديكاليين العرب
- يضحكون وراء القضبان فقط
- ازدراء جائزة نوبل


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حازم العظمة - حكاية كولونيالية من المتحف